أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - المشاكل العرقية في يوغسلافيا السابقة وتداعياتها دوليا















المزيد.....

المشاكل العرقية في يوغسلافيا السابقة وتداعياتها دوليا


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد كان لدراسة الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للعرقيات الاثر والاهتمام الكبيرين من قبل المختصين في العلاقات الدولية وتحليل النزاعات وخاصة بعد تقكك المعسكر الاشتراكي.وهذا الاهتمام هو مخالف لما كان عليه الوضع في السابق، حيث ساد الاعتقاد بأن الدراسات للعرقيات ليست من اهتمام العلوم السياسية وإنما من اختصاص علماء الاجتماع ودراسة العلاقات البشرية.وظهرت عدة نظريات مؤيدة لهذا الاتجاه، وخاصة النظرية الليبرالية والنظرية الماركسية، اللتان توقعتا ذوبان الاقليات العرقية في تلك المجتمعات.واعتقدت الماركسية في تحليلها حول ذوبان المجموعة العرقية على أساس الإيديولوجية الاشتراكية والصراع الطبقي والأممية العالمية،بينما اعتقدت النظرية الليبرالية أن التصنيع والتطور للمجتمعات الغربية يؤدي إلى الانصهار بهويته ودينه أينما كان ومهما تطور المجتمع. فبعد تفكك المعسكر الاشتراكي واندلاع الصراعات العرقية في جمهورية يوغسلافيا والجمهوريات المكونة للإتحاد السوفيتي(السابق)،ازداد الاهتمام من طرف منظري العلاقات الدولية حول الخلافات الدموية العرقية، وخاصة المدارس الواقعية التي شكلت المرجع المهيمن لتحليل سياسة الدولة، لم تعط اهتماما للوضع الداخلي يرقى لمستوى اهتمامها بالوضع الخارجي باستثناء المدارس الماركسية والواقعية الجديدة. وبعد عدة سنوات من الإهمال للمتغيرات الداخلية ودورها في التأثير على الاستقرار الدولي، باستثناء المدرسة الماركسية التي أبرزت أهمية الحروب الأهلية والعرقية ودورها في عدم استقرار العالم السياسي.وهذا الاتجاه الماركسي اتبعته الواقعية الجديدة التي أصبحت تولي اهتماما للعوامل الداخلية للدولة ومدى تأثيرها على الساحة الدولية.وكانت مفاجئة في العلاقات الدولية، وطبقت المعضلة الأمنية ،التي تحدث ما بين الدول أي على المستوى الدولي ،إلى المستوى الداخلي ،وأصبحت تسمى المعضلة الأمنية الداخلية.وطبقت هذه النظرية في الخلافات العرقية في يوغسلافيا عقب اندلاع الصراع العرقي في كوسوفو والبوسنة. ان الحل الامثل للمشاكل العرقية والقومية هو الحكم الديمقراطي العادل الذي يساوي بين جميع افراد الشعب في الدولة سواء في الحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية والاقتصادية وعدم تهميش اي مكون من مكونات المجتمع الواحد .وفسح المجال للجميع بممارسة طقوسهم الدينية والتكلم بلغتهم مهما كان عدد المكون قليل ,والسماح لثقافة اي مكون بان تتلاقح مع ثقافات المكونات الاخرى واخماد النعرات الطائفية و العرقية ويكون الهدف للكل هو الوطن الذي هو وعاء للجميع.
نتج عن نهاية الحرب الباردة تحول العديد من الدراسات الأمنية التقليدية إلى الدراسات الأمنية الجديدة يتمثل أساسا في تحول الخلافات ما بين الدول الذي كان سائدا في فترة الحرب الباردة . إلى الخلافات داخل الدولة خاصة الخلافات العرقية بروز فاعلين غير دولين، وخاصة على مستوى داخل الدولة وتأثيرهم على السياسية الأمنية الداخلية والدولية. اتساع العولمة أدى بالعوامل الداخلية إلى اختراق السيادة الوطنية والتأثير على ما وراء الحدود الوطنية. ظهور عوامل جديدة لم تحظ بالدراسة الكافية والتي تهدد أغلب دول العالم بدون استثناء مثل الاحتباس الحراري، الإرهاب الدولي، المخدرات والجريمة المنظمة. وتدخل دراسة حالة كوسوفو ضمن هذه التغيرات التي حدثت بعد انهيار النظام الاشتراكي وتفتت الجمهورية الفيدرالية اليوغسلافية على أسس عرقية أسست دول مستقلة مثل سلوفينيا ،مقدونيا ...والتحقت في سنة 2007 الجبل الأسود بالمنفصلين عن صربيا،وفي 17 شباط 2008 أعلنت كوسوفو استقلالها عن جمهورية صربيا. ومن الناحية التاريخية تميزت العلاقات ما بين المجموعات العرقية الصربية والألبانية بحدة التوتر والكراهية والبغضاء بعد نهاية الحكم العثماني.ووقعت عدة مجازر ارتكبها الصرب ضد الألبان ،وظهرت عدة مخططات لترحيلهم من كوسوفو إلى تركيا،وهدف تلك السياسية هي إفراغ الإقليم من السكان الأصليين الألبان ،ولهذا أطلق عليها سياسة التطهير العرقي. عرفت كوسوفو استقرارا سياسيا في عهد القائد اليوغسلافي الراحل جوزيف بروز تيتو ،الذي استطاع إخماد النعرة العرقية بفضل سياسة القمع لفرض الوحدة الوطنية وتشريع قوانين تحرم التطرق إلى موضوع العرقية. وهذا يعني أن البركان العرقي كان في مرحلة إخماد ثم تلت مرحلة هيجان البركان بعد وفاة تيتو.وهذا ما حدث في أواخر السبعينات حين شهد إقليم كوسوفو انتفاضة ألبانية بقيادة الطلبة،الذين طالبوا بتحسين أوضاعهم الاجتماعية ثم تحولت المطالب إلى سياسية. وأثرت أزمة كوسوفو ،كبقية الصراعات العرقية على عدم استقرار البلقان وخاصة مقدونيا وجمهورية ألبانيا.ولم يتدخل المجتمع الدولي إلا بعد حدوث مجازر وإبادة عرقية ارتكبها الصرب ضد الألبان ،مما أدى إلى تدخل الحلف الأطلسي الذي شن هجوما جويا ضد الجيش اليوغسلافي دام عدة أسابيع.واستسلمت القوات الفيدرالية اليوغسلافية وانسحبت من إقليم كوسوفو الذي أصبح تحت إدارة الأمم المتحدة التي تتولى السلطات السيادية للإقليم من طرف الممثل للأمين العام للأمم المتحدة في كوسوفو.وبعد استكمال بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية والثقافية ،انطلقت المفاوضات حول تحديد الوضع النهائي للإقليم ،وقرر المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن ليس هناك اختيار آخر للوضع سوى استقلال كوسوفو تحت إشراف دولي ،ورفضت كل من روسيا وصربيا ذلك الاختيار.وأجريت مفاوضات أخرى دامت ثلاثة أشهر تحت رعاية الثلاثية الأوروبية وروسيا وتمسك كل طرف بموقفه؛الألباني بالاستقلال، والصربي بالحكم الذاتي لكوسوفو.وفي 17 شباط 2008 استقلت كوسوفو عن صربيا بفضل التأييد والمساندة الأمريكية والبريطانية والفرنسية.
تحول الخلافات ما بين الدول الذي كان سائدا في فترة الحرب الباردة . لقد كان واقعيا( نويل مالكولم )احد المختصين في دراسة اقلية كوسوفو، عندما قال أن أزمة يوغوسلافيا بدأت في كوسوفو وتنتهي بكوسوفو.إن أول أزمة عرفتها يوغسلافيا بدأت في كوسوفو عند إلغاء الحكم الذاتي للألبان من طرف الصرب سنة 1989 ،أي قبل انهيار يوغوسلافيا،ومنذ ذلك التاريخ ،لم يعرف الإقليم أي استقرار سياسي. العرقية من طرف الزعماء السياسيين الجدد ،الذين استغلوا انهيار نفوذ وسلطة الحزب للوصول إلى السلطة.وهذا أدى إلى تغيير في العلاقات داخل المجموعة العرقية التي كانت متحدة ومتماسكة ومتلاحمة إلى خارج المجموعة,أي انقسام وتفتت داخل المجموعة. فاليوغسلافي تغيرت نظرته إلى أخيه اليوغسلافي وأصبح كرواتي سلوفيني مقدوني مع بروز الكراهية والعداوة فيما بينهم.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصورات الغربية حول الامن
- الارهاب يضرب اوروبا
- ضعف الدولة الشرق اوسطية
- الحروب الامريكية على مدى تاريخها ليست لها مشروعية
- اِستی-;-فاء حقوق ضحايا الجرائم الدولية في القانون الدو ...
- تأثير التكنولوجيا على القانون
- مستقبل سيادة الدولة
- حقوق ألإنسان والديمقراطية
- دور القضاء الاداري في حماية مبدا المشروعية
- آثار العولمة على البلدان النامية
- السلطة وألإدارات المحلية
- دور المراكز البحثية الاكادمية في القضايا التي تهم المجتمع وا ...
- التنمية البشرية والاقتصادية
- مزايا التعليم الألكتروني
- أمِن العدل تبقى الاكادمية العربية في الدنمارك تستجدي الاعترا ...
- الحد من اعتداءات السلطة التنفيذية على حريات الافراد
- الدوافع وراء ضرب اليابان بالسلاح الذري في الحرب العالمية الث ...
- دور قوات حفظ السلام في النزاعات المسلحة
- التشريع الجنائي الايطالي لمكافحة الارهاب
- الثشريع الجنائي العراقي لمكافحة الارهاب


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - المشاكل العرقية في يوغسلافيا السابقة وتداعياتها دوليا