أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عبده حسن - حادث تشارلي ابدو: محنة المثقفين وخلط الأوراق!














المزيد.....

حادث تشارلي ابدو: محنة المثقفين وخلط الأوراق!


هبة عبده حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن جميعاً نرفض الإرهاب ولكن أليس من الوارد أن هذا الفعل العدواني الذي أودى بحياة 17 شخصاً لم يرفعوا السلاح (من ضمنهم 4 صحفيين أو فنانين) هو رد فعل طبيعي لسنوات القهروالذل التي أذاقنا إياها الغرب والذي استعمرنا لقرون خلت، أو هو الفعل المعاكس لسنوات الدمار التي جلبتها إلينا أمريكا وحلفاؤها الغربيين منذ عقود؟ أليس هذا هو عقوبة الجرم الذي اقترفته الإمبريالية بحقنا؟ أ

الإجابة السريعة الحاسمة هي: لا...

هذا الرفض الصريح القاطع من جانبي للمنتج الذهني العتيق لمثقفين مسلمين وعرب ليس مرده أن الغرب رائع ولا غبار عليه ولا لأن الولايات المتحدة لم تقد تحالف دمّر العراق ليرسله على متن صواريخ توما هوك إلى حقبة ما قبل التاريخ بداية من العام 1991 وما تلاه، ولكن لأن هناك العديد من الحقائق الخافية (أو المغطى عليها) والمنطلقات المنتهية الصلاحية (من وجهة نظري بالتأكيد) التي يجب أن توضع جميعها على الطاولة قبل أن نبدأ حملاتنا الصوتية الفارغة المحتوى بداية ب "إلا رسول الله" وحتى "لا أحد يستطيع التهكم على اليهودية".

بداية أقرر أنه يمكنكم التهكم على اليهودية والمسيحية والبوذية وغيرها من الديانات والإيديولوجيات... هذا هو ما استقر عليه الغرب بعد معارك حقبة التنوير والتي كانت إحدى أهم نتائجها إعلاء قيمة الفرد (حريته واختياراته كلها) مقابل الأيديولوجيات والأفكار (ومنها الأديان). وأدعوكم هنا للدخول إلى أرشيف مجلة تشارلي ابدو واستعراض الرسوم التي تسخر من عيسى وموسى ومريم والآلهة الدينية الوضعية مثل بودا وجانيشا وكريشنا... إن الخلط الواضح في هذه المسألة قد يكون مرده ببساطة إما الجهل، أو قد يكون التغافل المقصود بغرض استفزاز مشاعر العامة والدهماء. وموضوع الخلط طبعاً هو معاداة السامية وإنكار الهولوكست. وبشكل حاسم أيضاً هذه المسألة (معاداة السامية وإنكار الهولوكست) هو موضوع ينتمي للقانون الوضعي، ذلك الذي اتفقت المجتمعات الغربية على احترامه في المبدأ بعد حربين أفنتا الملايين. إن من يعيش في العالم الغربي يفهم تماماً مدى قوة القانون وأهمية احترامه واستعداد أفراد المجتمع لتأدية عواقب انتهاكه حتى ولو لم يتفقوا معه. وعلى الرغم من ذلك فلم يسمع أحدنا أن هناك من قطعت رأسه أو تم تفجيره أو أكل كبده لأنه أنكر الهولوكست مثلاً!!!

الأمر الثاني هو عدم استعدادنا للاعتراف بالمسؤولية وبنفس القوة فنحن مستعدون لإلقاء اللائمة على الطرف الآخر (أي طرف آخر كان)، ولذلك ازدهرت لدينا نظرية المؤامرة بحيث أصبحت المنطلق الرئيس لتفسير كل الأمور. هناك جانب إيجابي في تبني نظرية المؤامرة كأحد وسائل تفسير الظواهر السياسية الاقتصادية (ومن ثم الاجتماعية) ولكن إذا تعدى التوسل بهذه النظرية الجرعة الصحية أصبحت سمّا قاتلا، إذ ستعمي متبنيها عن الحقائق وطبعاً عن تحمل المسؤولية.
إن معظم منفذي هذه العمليات الإجرامية (ومنهم مقاتلي النصرة وداعش) هم من الجيل الثاني (أو الثالث) لمهاجرين عرب ومسلمين استوطنوا بلداناً غربية استقبلتهم كمهاجرين أو كلاجئين، بعض هؤلاء يشعر بغبن مزدوج يعكس ازدواج هويتهم وإذا أضيفت للمعادلة الأموال الطائلة والأيديولوجية الدوجاطيقية القائمة على أوهام استعلائية (وكلاهما لم يأت من الغرب كما نعلم!!!) فالنتيجة ستكون بدون شك كارثية. هذه حقيقة قد لا يعرفها العديد من القاطنين في البلدان العربية والذين يتصورون أن الغرب ما هو إلا جماعة من ذوي البشرة البيضاء الذين لا هم لهم سوى أكل لحم الخنزير وشرب النبيذ والتآمر على الشرق، وليس عندي لهؤلاء سوى المثل الشعبي المصري البليغ "دود المشّ منّه فيه" فلا تنظروا لأبعد من تحت أنوفكم...
لقد عمل الغرب (بشكل غير منهجي قد يعكس جهلاً بالحساسيات الثقافية) على محاولة دمج هؤلاء، ولكن لأن هناك الكثير من العلائق الثقافية والجهل بفكرة الخصوصية والتنوع مقابل الاندماج في المجتمع الذي بني على قوانين مغايرة فإن هذا (الغرب) هو في نفس المازق.

تبقى محنة المثقفين أصحاب الإيديولوجيات التي لم يلتفتوا (أو لم يصدقوا) إلى الان أن عصر الإيديولوجية قد انتهى إلى غير رجعة مع بزوغ شمس عصر ثورة التكنولوجيا ووليدها الفذ (الإنترنت)... نحن نعيش زمن الثورة الإنسانية الكبرى الثالثة بعد الثورة الزراعية ثم الثورة الصناعية. نحن نسبح في بحر أثيري من المعلومات (حقيقة وليس مجازاً) وكلنا مشارك في هذه الثورة بقدر ما يرغب (سواءً كمنتج أو مستهلك). جل ما أعنيه هنا هو أن المعلومات متوفرة لمن يريدها ولمن يرغب في كسر حاجز اللغة والدوجما، وخاصة بعد خروج كتاب "لا مكان للاختباء" الذي أصدره الصحفي جلين جرينوولد بالاشتراك مع إدوارد سنودن. خطورة موقف هؤلاء أنهم مهمومون للغاية (سواء بوعي أو بدون وعي) بإثبات أن نظرياتهم لازالت قابلة للاستهلاك العقلي بينما مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام يرسمون واقعاً سيجتاح البقية الباقية في أقل من عقدي زمان.

قصارى القول هنا هو أن الغرب ليس بحاجة الآن لحادثة إرهابية أخرى لاجتياح ليبيا او للتدخل في سوريا أو العراق، فالتحالف لمواجهة إرهاب داعش موجود والكل شركاء فيه – حتى الفرقاء إذا شئتم – وفواجع 11-9 و 7-7 وبوسطن كافية لحشد دولي... كفى تنظيراً غير قائم على معلومات وابدءوا النظر إلى داخل بيوتكم، ابحثوا في النصوص المؤسسة واقرأوا تاريخ تأسيس بعض دول المنطقة وتابعوا مصادر تمويل الإرهاب قبل اتهام الغرب وحده.



#هبة_عبده_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناقصات عقل ودين - (الثالثة) ... أليست إذا حاضت لم تصل ولم تص ...
- ناقصات عقل ودين - (الثانية) ... ويسالونك عن السبي!
- ناقصات عقل ودين - (الأولى) ... والمرأة، وإن طالت عشرتها!
- كيف ينام الإمام الأكبر؟!
- ميراث النساء، قبض الريح...
- كُسير وعُوير وثالثٌٌ مافيه خير (عن أهوال الأحوال!)
- سيّدة الغروب (قصة قصيرة)
- العلمانية – لا تجديد الخطاب الديني – هي الحل!
- هل يرضى الله؟!
- فقه فاسد أم فكر شرير (... ولا الضالين!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (واوجعاه...)
- فقه فاسد أم فكر شرير (حاملة الفيل!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (أهل الذمة!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اقرأ...)
- فقه فاسد أم فكر شرير (كأنهم لؤلؤ منثور!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (الطاعة أولى!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اسألوا أهل الذكر!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (المنصورون بالرعب!)
- نكاح العقل!
- في ملكوتك


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عبده حسن - حادث تشارلي ابدو: محنة المثقفين وخلط الأوراق!