أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - دنيا الأمل إسماعيل - الانتحار في غزة من مجرد مشكلة فردية إلى ظاهرة جماعية














المزيد.....

الانتحار في غزة من مجرد مشكلة فردية إلى ظاهرة جماعية


دنيا الأمل إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4687 - 2015 / 1 / 10 - 19:48
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    



دنيا الأمل إسماعيل

ما الذي يجعل امرأة في مقتبل العمر تنهي حياتها، وما الذي يجول بخاطر شبابنا وهم يضعون الانتحار حلاً لأزماتهم المتعددة، هل هو تمرد قاتل ضد كل ما يسلب انسانيتهم وكرامتهم، وهل هو حالة احتجاج أخيرة ضد عالم لم يعترف بوجودهم وسلطة مشغولة عنهم بما هو أكثر أهمية من انسانية شبابنا ونساءنا وكرامة هذا الوطن. تبقى الأسئلة قاتلة وتستنكر استنكارها لأن بعض الواقع الأليم وفاقع المرارة يشير إلى القاتل الحقيقي، لكن الأسنة عجزت عن الجرأة والعين غضت بصرها عن عرى الحقيقة.
كعادتها دائما لاتحمل لنا دراساتنا وأبحاثنا واستطلاعاتنا الخير، بل كل ما هو مؤلم وموجع وصادم ، فيما تعدنا التصريحات الحكومية بوهم جميل يحمل استهزاءاً واقصاءاً وازداراءاً لا مثيل له.
وعلى الرغم من كل ما قلته، مضطرة دائماً أن أقول أنّ الدراسات تشير إلى زيادة محاولات قتل الذات في المجتمع الغزى، خاصة في الفترة التي تلت فرض الحصار على القطاع. ومن المعروف للباحثين والمختصين/ات أنّ الانتحار نوع من الانتقام وإلحاق الأذى بالذات الإنسانية، بمعنى أنه سلوك يتخذه الفرد من أجل إنهاء حياته، وتختلف طرق الانتحار من شخص إلى آخر، لكن هدفه واحد وهو التخلص من الحياة

بعض الأسباب
صحيح أنّ نّ انتشار المخدرات و ارتفاع معدلات البطالة لها دور مهم في زيادة حالات الانتحار، لكنّ انعدام الشعور بالكرامة وانعدام الحرية باعتبارها روح الحياة وجوهرها الانساني، وكثافة الضغوط الاجتماعية القاتلة لها أكبر الأثر في ارتفاع حالات الانتحار، فما قيمة الحياة بلا كرامة وما قيمة الحياة بلا حرية ، وما قيمة الحياة دون تواد ورحمة وانسجام.
وحين تنعدم الحرية والكرامة والمحبة، تنتعش الكآبة، حتى تسيطر على الذات الإنسانية سيطرة تامة، بحيث تجعلها تقبل الانتحار، وتندفع نحوه باعتباره خلاص الذات من أسرها، خاصة إذا رافقها شعور بالغضب واليأس تجاه العالم الخارجي الذي لا يفهمهم، وليس هناك من يهتم أو يشعر بهم.
الانتحار يغزو البيوت
بلغت محاولات الانتحار في قطاع غزّة في العام 2009، حوالي المئة محاولة، كان من بينها سبع محاولات انتهت إلى الوفاة. وفي عام 2011، انتحر 10 مواطنين، وسجلت 363 محاولة انتحار و منذ عام 2009 وحتى حلول العام 2012 تضاعف هذا العدد أربع مرّات ليصل إلى قرابة 400 محاولة موزّعة على مساحة القطاع الضيّقة. من بينها 3 حالات انتحار سجلت في شهر آب من العام ذاته في محافظة خانيونس وحدها، واليوم، وبحسب إحصاءات قسم الاستقبال في مجمّع الشفاء الطبي ـ أكبر مستشفى في غزّة ـ فإنّ 30 محاولة انتحار شهريّة تصل إليها، يعني معدّل حالة واحدة يومياً. وهناك بالتأكيد حالات لا تصل إلى المستشفيات، وتعالج في المنزل أو في مستوصفات صغيرة وبعيدة عن الأضواء الاعلامية وبعضها يجري التستر عليه. وتدل الأرقام المعلنة على زيادة مطّردة في حالات الانتحار، سواء أفضت إلى الموت أم لا.
تزداد عمليات القتل والانتحار في قطاع غزة، بسبب المشكلات الاجتماعية المتزايدة في القطاع والتي تتخذ أشكالاً متعددة من بينها ارتفاع حالات الطلاق حتى وصلت إلى أكثر من 20% خاصة بين الأزواج الشابة أو من لم يتم الدخول بها من النساء، انتشار المواد المخدرة وتعاطيها وخاصة ما يُعرف بـ الترامال .
الإناث الأكثر إقدام على الانتحار
في دراسة أجرتها جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي عام 2011 رصدت 10 حالات انتحار و363 محاولة كتب لها النجاة، منوهة إلي أنّ الإناث يقمن بمعظم حالات الانتحار في حين أن عدد الوفيات من المنتحرين الذكور أكثر من عدد الإناث
وأوضحت نتائج الدراسة أن الانطباع السائد بأنّ تدهور الأوضاع الاقتصادية المرتبطة بالحصار هو السبب الرئيسي لحالات ومحاولات الانتحار غير صحيح ، مشيرة إلى أن العامل الاجتماعي الشخصي والعائلي هو السبب الرئيسي للانتحار وبينت الدراسة أن ظروف العائلات الاجتماعية وغياب الحوار الأسري لحل المشاكل، إلى جانب تأثير وسائل الإعلام ودور المسلسلات التركية في نشر ثقافة الانتحار , وانفتاح الشباب والفتيان على مشاهد العنف التي تعرضها التقنية الحديثة هي أيضا أسباب رئيسية. و
الشباب والإناث الأكثر اقداماً على الانتحار
تشير الكثير من الدراسات حول الظاهرة أنّ السواد الأعظم ممن يحاولون الانتحار هم من فئة الشباب العمريّة (16- 25)، وأغلبهم من الإناث، وتعتبر النظرة الاجتماعية والقانونية غير المنصفة للمرأة الفلسطينيّة، دافعاً مهيمناً على النساء اللواتي يقدمن على الانتحار. خاصة وأنّ العادات والتقاليد – خاصة في قطاع غزة- غالباً ما تضع المرأة في منزلة أدنى من الرجل، وتحديداً داخل الأسرة خصوصاً ناهيك عن الضغط الاقتصادي والاجتماعي الشديدين الذي تعاني منهما النساء، ولا تملك في المقابل سلاحاً غير الصمت لمواجهة هذا الوضع المتأزم ، على اعتبار أنّ المرأة تمثل«الحلقة الأضعف» مجتمعياً ومحطة تفريغ التوتر الذي يعاني منه الذكور الأقارب داخل الأسرة، والذكور في العمل، الذين غالباً ما يمتلكون السلطة والسيطرة على مجال العمل. هذا كله يجعل المرأة تتصدّر مشهد الانتحار، لا سيّما في التجمعات السكانيّة البعيدة عن المدينة.
إنّ إقدام النساء -على وجه الخصوص- على محاولة الانتحار إنما هو تمرد غير مدهش، وشكل من أشكال رفض الواقع، و وسيلة يائسة للتخلص من القهر السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تدفع ثمنه باهظاً جداً.



#دنيا_الأمل_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية زاخر تنظم مؤتمر :
- جمعية زاخر تنظم مؤتمر :مرتكزات تعزيز الحماية القانونية لحق ا ...
- الإحصاءات من منظور جندري
- تقرير حول الانتهاكات ضد المرأة في قطاع غزة
- نقابة الصحافيين والمهمات الصعبة
- المرأة والدين ... نحو استعادة الصوت الأنثوي
- مدى مساهمة حركة كفاية في الحراك السياسي المصري
- إشكالية الإصلاح في النظام السياسي الليبي
- حول المجتمع المدني
- المساعي الحميدة في حل النزاعات الدولية الخلاف الحدودي السعود ...
- عيشة هّنّا
- عن الحياة والحرب والأمل
- المؤسسات الإعلامية الرسمية وصناعة الأزمة
- تقرير جولدستون يحرّك الرأي العام الدولي
- في مديح الظل المنكسر
- عن التنمية والمرأة والثقافة
- أنتظر جنوني
- فساد المجتمع المدني
- أجراه مركز معلومات وإعلام المرأة الفلسطينية استطلاع حول تأثي ...
- ليل لا يفيق


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - دنيا الأمل إسماعيل - الانتحار في غزة من مجرد مشكلة فردية إلى ظاهرة جماعية