كلنا فاطمة ناعوت

حسن الطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 00:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

بداية أريد أن أتساءل كم هو عدد الصحفيين والكتاب في الوطن العربي وكم هو عدد النخبة المثقفة والناشطين في الحريات وحقوق الإنسان ؟ لماذا هذا الصمت والتجاهل والتقاعس وامامكم (حرية الفكر والتعبير) اغتصبت وفض غشاء بكارتها على أيدي الأنظمة الهمجية البدائية التي تريد تدجين المجتمعات بصبغة واحد. حملة تضامن هنا ومقال هناك لا يمكن ان يؤثر في السلوك الذي تنتهجه هذه الأنظمة ما لم تكون هناك ردة فعل قوية تغير هذه السياسات الأحادية الرؤية . ما هي تهمة الكاتبة الكبيرة فاطمة ناعوت حتى تمثل أمام القضاء ؟ هل قتلت إنسان ؟ هل فجرت وهل ذبحت وهل غزت مدينة هل شكلت فرقة موت؟ ما هي تهمتها إذا؟ وهل من المنطق الخوف من كاتبة لا تحمل بين يدها سوى قلم أم من فرق متوحشة تقتل الناس باسم الله والدين مدججة بالسيوف والسواطير والسكاكين وكل أنواع الأسلحة ؟
تهمتها أنها خرجت من القطيع واعتمدت على مبدأ إعمال العقل ونقد الموروث والإجابات الجاهزة !! كاتبة بحجم فاطمة ناعوت تتهم بسرعة وتعرض للقتل مثل ما حصل للدكتور (فرج فوده) . التنوير يحتاج خطابا جديدا يزعزع اليقينيان ويخلق صدمة لدى المجتمع الراكد حتى يتحرك ويفكر جيدا
و لا أمل فيه .
كاتب موريتاني يحكم بالإعدام بتهمة الإساءة والردة ! الكاتبة فاطمة ناعوت ستمثل أمام القضاء بتهمة (ازدراء الأديان) ، سجن صحفي كويتي بتهمة الإساءة للسعودية والإمارات . مذكرة اعتقال بحق كاتب عراقي وقاضي .
نحن اليوم نعيش عصر محاكم التفتيش التي كفرت غاليلو, وجيوردا, ونويرنو, وكوبرنيكس, ونيوتن, وديكارت, وفولتير, وحرمت قراءة كتبهم, وبالغت في مطاردتهم وتعذيبهم والتنكيل بهم, فلا فرق بين تلك الأحكام التعسفية الجائرة, وبين الأحكام الارتجالية المتطرفة والهمجية ضد الكتاب والمفكرين .
هذا الانغلاق الفكري سيقودنا الى انكسارات وخيبات جديدة وسينتج لنا جيل خائف معدوم فاقد لإرادته وثقته بنفسه ، جيل يؤمن بعلاج الكاهن للعاقر والعاقرة ولا يؤمن بالطب وبالعلم الحديث . اليوم يتطلب منا موقف حازم بوجه هذه الممارسات حتى نستطيع الخروج من اوحال الانحطاط والتخلف والجهل .
فاطمة ناعوت تمثلني وقلمها يمثل الشعوب الحالمة بدين الانسانية وعصر الحداثة والنهوض والتقدم .
كلنا فاطمة ناعوت وكلنا ضد محاكم التفتيش العربية وضد همجيتها وتخلفها .

#حسن_الطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات