|
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - القسم الثانى - 4 - ويلهيلم ليبكنخت
سعيد العليمى
الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 21:54
المحور:
الارشيف الماركسي
المنحنى المنحدر للمساومة تعترف بنا كل الاحزاب بلا استثناء بوصفنا قوة سياسية ، وبالتناسب تماما مع قوتنا . وحتى الرجعي الاشد جنونا الذى ينكر علينا حق الوجود يتملقنا وبذا فان افعاله تكذب كلماته . يستخلص بعض رفاقنا نتيجة غريبة من حقيقة ان هناك مساع تقوم بها الاحزاب الاخرى لنيل مساعدتنا ، وهى ان علينا ان نقلب تاكتيكاتنا ونعكسها ، ومحل سياستنا القديمة فى الصراع الطبقى ضد كل الاحزاب الاخرى ، نستبدلها بالسياسة التجارية القائمة على مقايضة الاصوات ، والتحرك من وراء ستار ، والمساومات . ينسي هؤلاء الاشخاص ان القوة التى تجعل هؤلاء يسعون للتحالف معنا بمن فيهم حتى اشد اعداءنا سعارا ، لم يكن ليكون لها وجود على الاطلاق ان لم يكن لدينا تاكتيكات الصراع الطبقى القديمة . واذا كان ماركس ، وانجلز ، ولاسال قد قبلوا من برنشتين واصدقاءه المفكرين المتواضعين او غير المتواضعين تاكتيكات المساومة والاعتماد على الاحزاب البورجوازية ، حينئذ لم تكن لتكون هناك اى اشتراكية ديموقراطية ، كنا سنكون ببساطة ذيلا للحزب التقدمى . وحقيقة اننا نقبل كجزء من تاكتيكنا استخدام منازعات الاحزاب البورجوازية فيما بينها واضح بذاته . وقد اتبعنا هذا المسار منذ ان كانت هناك اشتراكية ديموقراطية . للاعتراف بهذا ، لانحتاج لمشورة رجال دولة الحزب الجدد . لقد اشتغلنا هنا وهناك مع حزب الوسط او مع الحزب التقدمى ضد حكومة حزبية رجعية وهو مايمكن ان يفهمه الرفاق دون حاجة لاعلان بيان حزبى خاص . وفى انتخابات مقاطعات اخرى مختلفة حصلنا على ميزات اكبر بالتعاون مع حزب الوسط بدون الاندماج اكثر من التحالف الحالى فى بافاريا . ومامن قاعدة تلائم كل الحالات . نحن الاشتراكيون الديموقراطيون لانجرؤ على ان نكون مثل الاحزاب الاخرى ، وهى كلها مذنبة بشأن مظالم النظام الراهن ومسؤولة عنها على قدم المساواة .كل من يعانى من هذه المظالم يتطلع الينا من اجل الخلاص . كل واحد منا يأتيه ضحايا المجتمع هؤلاء بعد الاخفاق فى نيل العدالة من المحاكم ، ومن الحكومة ، بل ومن الامبراطور نفسه ، ومن كل الاحزاب الاخرى ، بوصفنا وحدنا آخر من يمكن ان يساعده . وهم لايعرفون برنامجنا العلمى ، وهم لايعرفون ماذا يعنى الرأسمال ولا الراسمالية ، لكن لديهم اعتقاد ، وشعور ، اننا الحزب الذى يمكن ان يساعد حينما تتنصل الاحزاب الاخرى . هذا الاعتقاد بالنسبة لنا معين لاينضب للقوة . لقد كان ايمانا مماثلا باليأس هوالذى انتشر اكثر فاكثر فى الامبراطورية الرومانية المنحلة وقوض ببطء العالم الوثنى حتى انهار فى النهاية . اننا نتخلى عن هذا المعين الذى لاينضب للقوة اذا ماتحالفنا مع الاحزاب الاخرى وابعدنا الانسانية المعذبة عنا بأن نقول لها : " لسنا مختلفين جوهريا عن الآخرين " اذا مامسح الخط الفاصل للصراع الطبقى وبدأنا على المنحنى المنحدر للمساومات ، لن يكون هناك توقف . سوف نذهب حينئذ الى اسفل سافلين حتى القاع . توفرت لدينا تجارب عديدة ذات مغزى بهذا الصدد من الرايشستاج . لقد اجبرتنا السياسات العملية على تقديم تنازلات للمجتمع الذى عشنا فيه . ولكن كانت كل خطوة فى طريق التنازل للمجتمع الحالى صعبة بالنسبة لنا وكنا نقوم بها بنفور . وهناك من يسخر منا بسبب ذلك . لكن من يخشى المنحنى المنحدر هو فى كل الاحوال رفيق جدير بالثقة اكثر ممن يصب احتقاره على الحريص . ان شعار " الثورة " حين يلاك بلا داع يثير السخرية بالتأكيد . بالتأكيد يثير السخرية – ومامن احد قد عبر عن هذا بشكل اوضح مما فعلت انا نفسي – حين تلقى الكلمات من الفم فى كل مناسبة . يمكن ان تكون أغنية ميكانيكية مثل تراتيل الصلاة . لكن مما يثير للسخرية ايضا التفاخر بالإنتماء للحزب والتعبير عن وجهة نظر المرء فى كل فرصة حينما لاتكون هناك ضرورة لذلك ، مع ذلك فان هذه المبالغات لاتبرر ان نلقى الجيد مع الردئ ، وتاكيد ان اعلان الطابع الثورى لحزبنا هو ، فى كل الظروف ، امر مثير للسخرية . ان تاكيد ذلك هو امر غاية فى الجدية وشئ غاية فى الضرورة . شئ غاية فى الجدية ، لان عضوية الاشتراكية الديموقراطية تعنى النضال ، النضال السياسي تصاحبه اضطهادات شديدة الوطأة ، وصراع خاص من اجل الوجود ، صراع اصعب بمالايقاس بالنسبة للاغلبية العظمى واثقل من النضال السياسي . وهو ضرورى ، لان الشجاعة المطلوبة لهذا النضال المزدوج يخلقها الوعى بان الظلم الاجتماعى الذى يضطهد اغلب البشرية اليوم ، ويفسدها ويشلها يمكن القضاء عليه فقط من قبل حركة ثورية ، اى حركة سوف تستأصل الراسمالية من كل عرق من جذورها . اعلم انه قد بات موضة هنا وهناك السخرية من التحذير من المنحنيات المنحدرة . ويحيلوننا على حكاية الخراف والذئب . والمقارنة عرجاء على اية حال وترتد على من يسخر . لقد كان الذئب هناك بالفعل واقتحم الحظيرة . وفى حالتنا ايضا ليس هذا بخطر متخيل الذى نحذر منه . وفى كل الاحوال فان مصالح الحزب محروسة بعناية على الاقل من قبل المحذرين كما هى من المحتقرين . وعلى ذلك فقداعتبر عدم الثقة فضيلة ديموقراطية والثقة المغالى فيها نقيصة ديموقراطية . وهنا وهناك يوجد اشخاص يريدون ان يعكسوا هذا المبدأ الاساسي . يتبع
#سعيد_العليمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - القسم الثانى -3 - ويلهيلم ليبكن
...
-
لامساومة لامتاجرة سياسية - القسم الثانى - 2 - ويلهيلم ليبكنخ
...
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - القسم الثانى - 1 - ويلهيلم ليبك
...
-
لامساومة ، لا متاجرة سياسية - 9 - ويلهلم ليبكنخت
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - 7 ، 8 - ويلهيلم ليبكنخت
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - 6 - ويلهلم ليبكنخت
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - 5 - ويلهلم ليبكنخت
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - 4 - ويلهلم ليبكنخت
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - 3 - ويلهلم ليبكنخت
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية -2 - ويلهلم ليبكنخت
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - 1 - بقلم ويلهلم ليبكنخت
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - مقدمة الطبعة الالمانية - بقلم و
...
-
لامساومة ، لامتاجرة سياسية - مقدمة الترجمة الروسية لكراس و .
...
-
مقالات لينين حول ماهو الوضع الثورى؟ 5- شيوعية الجناح اليسارى
...
-
مقالات لينين حول ماهو الوضع الثورى؟ 4 - إنهيار الأممية الثان
...
-
مقالات لينين حول ماهو الوضع الثورى ؟ 3 - الأول من مايو والحر
...
-
مقالات لينين حول ماهو الوضع الثورى ؟ 2 مظاهرة الأول من مايو
...
-
مقالات لينين حول ماهو الوضع الثورى ؟ 1 - الدوما المؤجلة والل
...
-
ماهو الوضع الثورى ؟ ل . تروتسكى
-
مشكلة قوانيننا فرانز كافكا
المزيد.....
-
ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال
...
-
الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط
...
-
وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير
...
-
“الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم
...
-
مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من
...
-
م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
-
م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في
...
-
ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
-
التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
-
شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
المزيد.....
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
-
علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري
...
/ علي أسعد وطفة
-
إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك
...
/ دلير زنكنة
-
عاشت غرّة ماي
/ جوزيف ستالين
-
ثلاثة مفاهيم للثورة
/ ليون تروتسكي
-
النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج
/ محمد عادل زكى
-
تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|