أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - هل ٱلقتال واجب من أجل وطن ظالم















المزيد.....

هل ٱلقتال واجب من أجل وطن ظالم


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 08:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"وما لكم لا تقٰتلون فى سبيل ٱللَّه وٱلمستضعفين مِنَ ٱلرجال وٱلنِّسآء وٱلولدان ٱلذين يقولون رَبَّنا أَخرِجنَا مِن هذه ٱلقرية ٱلظالِمِ أهلُها وٱجعل لنا مِن لَّدُنكَ وليًّا وٱجعل لَّنا مِن لَّدُنكَ نصيرًا" 75 ٱلنِّسآء.
ما يبينه ٱلبلاغ ٱلعربى أنَّ ظلم أهل ٱلوطن يجعل من ٱلناس ضعفآء. ويبين أنهم لا يستطيعون رفع ٱلظلم عن أنفسهم. فهم يشكون أمرهم ويطلبون ٱلهجرة من ديارهم "رَبَّناۤ أَخرِجنَا مِن هذه ٱلقرية ٱلظالِمِ أهلُها". كماۤ أنهم يطلبون ٱلولىّ وٱلنصير من ٱلخارج "وٱجعل لنا مِن لَّدُنكَ وليًّا وٱجعل لَّنا مِن لَّدُنكَ نصيرًا".

لاۤ إكراه فى ٱلدين. لكم دينكم ولى دينِ. قل ٱلحقُّ من ربِّكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر. كلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. ولا تزر وازرة وزر أخرى. ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرّة. قل ٱلشفاعة للَّه جميعًا. لست عليهم بمصيطر. وأمرهم شورى بينهم. وشاورهم فى ٱلأمر. وغيرها ٱلكثير من ٱلقول ٱلعربى ٱلذى يبين أن سبيل ٱللَّه لا يكون سالكًا فىۤ أى بلد ما لم يتعاهد أهله على ميثاق يبين فيه لكل فرد حريته ومسئوليته عن فكره وقوله وأسلوب عيشه. ومثل هذا ٱلبلد يتطوع ٱلمؤمنون فى جميع ٱلأرض للقتال دفاعًا عن أسلوب عيشه ٱلعهدى. كما يتطوعون لتحرير "ٱلمستضعفين مِنَ ٱلرجال وٱلنِّسآء وٱلولدان" فى وطن أهله ظالمون.

وإذاۤ أردنا ٱلإجابة على ٱلسؤال ٱلذى تصدر هذا ٱلمقال بٱلاستناد إلى كتاب ٱللَّه ٱلقرءان وإلى ٱلمثل ٱلرسولى فى ٱلهجرة وفى قتال ٱلقوم. فإننا سنجد أنفسنا فى صفوف ٱلذين يقاتلون ضد ٱلوطن إلى جانب مهاجرين من أبنآء ٱلوطن يدعون إلى سبيل ٱللَّه ٱلمبيَّن فى ٱلقول ٱلعربى. ومعهم مَن ءَاووهم ونصروهم على ظلم ٱلوطن!
فٱلذين يحتجون على ظلم سلطة ٱلقوم (ٱلوطن) منهم من هو فى ٱلسجن ومنهم من هو فى ٱلمهجر. فٱلذين هاجروا بسبب ٱلأذى وٱلظلم خرجوا من ديارهم وطلبوا ٱلمأوى وٱلعون من قوم أخرين. ومثله ما حدث للنبى محمد وأخرين من قومه قريش.
وظلم سلطة ٱلقوم يحدث بسبب إكراه ٱلناس على ٱتباع منهاج مهيمن من دون تعاهد ولا ميثاق. وهذا هو موقف ٱلذى يعيق ويغلق سبيل ٱللَّه ٱلمبيَّن فى ٱلقول ٱلعربى "لاۤ إكراه فى ٱلدِّين".
وإنَّ ٱلذين ءَاووا مهاجرًا لجأ إليهم وقبلوا سكنه بينهم ولم يكرهوه على ٱتباع دينهم هم قوم مؤمنون بسبب تعاهدهم وتواثقهم على حماية حقوق ٱلفرد فى مجتمعهم ٱلعهدى. وهم ٱلذين يفرح ٱلمؤمنون لنصرهم على ٱلظالمين. وفى ٱلبلاغ ٱلعربى بيان هذا ٱلفرح يوم نصر ٱلروم على ٱلفرس ٱلظالمين:
"الۤمۤ(1) غُلِبَت ٱلرُّومُ(2) فِىۤ أَدنَى ٱلأَرضِ وَهُم مِّن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ(3) فِى بِضعِ سِنِينَ لِلَّهِ ٱلأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيَومَئِذٍ يفرحُ ٱلمُؤمنُونَ(4)" ٱلروم.
عن هذا ٱلمجتمع ٱلعهدى يتوجب على ٱلمؤمنين ٱلتطوع للقتال ليبقى سالكًا أمام جميع ٱلناس:
"فقٰتل فى سبيل ٱللَّه لا تُكلَّفُ إلا نفسَكَ وحرِّضِ ٱلمؤمنينَ عسى ٱللَّهُ أن يَكُفَّ بأسَ ٱلذين كفروا وٱللَّهُ أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلا" 84 ٱلنسآء.
وسبيل ٱللَّه يحدّده ٱلقول ٱلعربى "لاۤ إكراه فى ٱلدِّين". وكل وطن يكره ٱلناس على ٱتباع دين سلطته يجب ٱلقتال ضده لا دفاعًا عنه.
ولعلّ ما ٱكتسبه ٱلمسلمون من دين صنعه رجال سلطة أوطانهم وأعوانهم من رجال دين ٱلقوم. هو ٱلذى جعلهم ويجعلهم لا يتفكرون بسبيل ٱللَّه ٱلذى تبينه مسألة حرية ٱلفرد ٱلذى طلب ٱللَّه منه موقفًا مسئولا فيه:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنَّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلُّ أولـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 الإسرآء.
ومنهم يهبُّ للقتال دفاعًا عن وطن يهيمن عليه ظالمون يغلقون علىۤ أبنآئه سبيل ٱللَّه. وقتال هؤلآء يأتى ضدّ مَن ءَامن بٱلقول ٱلعربى "لاۤ إكراه فى ٱلدِّين". وضدّ مَن هاجر بسبب ظلم أهل ٱلوطن وإغلاقهم سبيل ٱللَّه فى وجهه. وضدّ مَن ءَاوى ونصر.
لقد قاتل ٱلنبى محمد قومه قريش ٱلذين أغلقوا سبيل ٱللَّه عليه وعلى ٱلناس. وقاتل معه ٱلذين ءَاووه ونصروه من أقوام يثرب. وأكثرهم يهود تواثقوا معه على دستور دولة ٱلمدينة ٱلمنشور فى ٱلصحيفة. وفيه عهد وميثاق بين أقوام مختلفة يفتح سبيل ٱللَّه فى دولة ٱلمدينة لجميع ٱلناس. مواطنون ومهاجرون. فلاۤ إكراه فى ٱلدين. وبعونهم فتح ديار قومه وأسقط سلاحه وظلمه.

أما ٱلذين سكتوا على ظلم سلطة ٱلقوم ولم يحتجُّوا خوفًا مِّن بطشها. ولم يهاجروا ويتركوها من دون عونٍ على ٱستمرار ظلمها. فقد بين ٱلبلاغ ٱلعربى مصيرهم يوم يقوم ٱلحساب:
"إنَّ ٱلذين تَوَفَّٰهُمُ ٱلملٰۤئكة ظالمِىۤ أنفسهم قالوا (ٱلملٰۤئكة) فِيمَ كُنتُم قالوا كُنَّا مُستضعفينَ فى ٱلأرضِ قالوۤا ألم تكُن أرضُ ٱللَّهِ وٰسِعَةً فتُهاجروا فيها فأولئك مأوـٰهم جهنَّمُ وسآءت مصيرًا(97) إلا ٱلمستضعفين منَ ٱلرجال وٱلنِّسآء وٱلولدانِ لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلا(98) فأولئك عَسَى ٱللَّهُ أن يعفوا عنهم وكان ٱللَّهُ عفوًّا غفورًا(99)" ٱلنِّسآء.

من هذا ٱلبيان ٱلمحدود بسعة ٱلمقال يتبين لناۤ أن ٱلقتال دفاعًا عن ٱلوطن ٱلظالم أهله هو قتال فى سبيل ٱلظلم وليس فى سبيل ٱللَّه.
فهل ٱلقتال دفاعًا عن وطن ظالم واجب علينا؟
وهل يحق لناۤ أن نولّى علينا مؤمنًا بسبيل ٱللَّه ولو كان غريبًا؟
لقد يبين ٱلبلاغ ٱلعربى أنَّ مسألة ٱلولىّ مفتوحة على ٱلمؤمنين سوآء ءكانوا من ٱلمهاجرين أم من ٱلذين ءَاووا ونصروا:
"إنَّ ٱلذين ءَامنوا وهاجروا وجٰهدوا بأموٰلهم وأنفسهم فى سبيل ٱللَّه وٱلذين ءَاووا وَّنصروۤا أولئك بعضهم أوليآء بعض وٱلذين ءَامنوا ولم يهاجروا ما لكم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شىءٍ حتَّىٰ يُهاجروا وإنِ ٱستنصروكم فى ٱلدِّين فعليكمُ ٱلنَّصرُ إلا علىٰ قوم بينكم وبينهم مِّيثٰق وٱللَّهُ بما تعملون بصير" 72 ٱلأنفال.
وأرىۤ أنَّه على كلِّ من يظن أنَّه مسلم للَّهِ ربِّ ٱلعالمين أن يراجع مفاهيمه ٱلمكتسبة عن ٱلإيمان وعليه أن يتخذ موقفًا فى ٱلدين يستند إلى ٱلأمر ٱلعربى:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنَّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلُّ أوْلـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 الإسرآء.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يأجوج ومأجوج
- الرُّوح وحقوق الإنسان
- ميثاق شعوب ٱلعراق على سبيل ٱللَّه
- حقوق ٱلمرء وحقوق ٱلمرأة
- فتوى على الهوآء
- الاستنساخ
- ما هو سبيل اللّه ؟
- الإرهاب الإسلامى كما يبينه كتاب اللَّه
- الدين خرافة أم علم ؟
- الديمقراطية دين المؤمنين
- من أجل عراق على سبيل المدينة المنورة
- شرع ٱللَّه ومسئولية الإنسان
- مسودة ٱلدستور ٱلعراقى
- التطرف
- كيف نعلم أنَّ اللَّه يعلم ؟
- الانقلاب
- إلى شيوخ شيوخ الأزهر وشيوخ الوهابية وشيوخ قم وجميع شيوخ السل ...
- هل يقبل المسلمون بدستور دولة المدينة المنورة
- دستور دولة المدينة المنورة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - هل ٱلقتال واجب من أجل وطن ظالم