أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - دور قوات حفظ السلام في النزاعات المسلحة















المزيد.....

دور قوات حفظ السلام في النزاعات المسلحة


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 20:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعتبر المفكر "فرانسيس فوكوياما" أكثر الباحثين اهتماما في مجال بناء الدولة ففي كتابه State Building Governance and World Order in the Twenty-First Century أو كما تُرجم إلى العربية : بناء الدولة ، النظام العالمي ومشاكل الحكم والإدارة، تناول اشكالية بناء الدولة وربطها بالعديد من المتغيرات ، إلا أن ما يهمنا في هذا المقام هو التعريف الذي قدمه "فوكوياما" لبناء الدولة ، إذ ذهب إلى القول بأن : "بناء الدولة يعني تقوية المؤسسات القائمة وبناء مؤسسات جديدة فاعلة وقادرة على البقاء والاكتفاء الذاتي ، وتقوية الأمة والنظام والمرافق والخدمات العمومية في الداخل ، والدفاع عن الوطن ضد الغزو الخارجي ، مرورا بتوفير التعليم واحترام البيئة ، وانتهاء بوضع السياسات الصناعية والاجتماعية، وإعادة توزيع الثروة". ما يلاحظ على تعريف فوكوياما أنه يركز على دور المؤسسات الرسمية في عملية البناء، فهو يعالج مسألة قدرة المؤسسات على القيام بالوظائف التي أُقيمت من أجلها. قياسا بمفهوم بناء الدولة ، فإن مفهوم بناء السلام ، يشتمل على مختلف عمليات الاعمار "المادي" والبناء "الرمزي" لأسس السلام في فترة ما بعد النزاع ، وبذلك يختلف بناء السلام عن بناء الدولة في كون الأول طويل الأمد وقد يستمر لسنوات بعد انهاء النزاع ، في حين أن بناء الدولة يكون لسنوات محددة تنتهي باكتمال انشاء المؤسسات. بل الأكثر من ذلك ، حيث يعتبر بناء الدولة عملية من عمليات بناء السلام التي تسعى إلى اقرار السلام الإيجابي الذي يتميز بالتناغم الاجتماعي ، احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان ، وهو مدعوم من قبل المؤسسات السياسية القادرة على إدارة التغيير وحل النزاع. يعتبر الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي أول من طرح هذه المفاهيم الثلاثة وحددها بشكل صريح من خلال التقرير الذي قدمه في 17 تموز 1992 أمام مجلس الأمن ، والذي جاء فيه: - صنع السلام : وهو العمل الرامي إلى التوفيق بين الأطراف المتعادية ، لاسيما عن طريق الوسائل السلمية كالتي ينص عليها الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة ، المتضمن قائمة بوسائل حل النزاعات ، وقد جرى تناول هذه الوسائل بالتفصيل في إعلانات عديدة اعتمدتها الجمعية العامة للامم المتحدة . ويرى البعض أن استراتيجيات صنع السلام ، تمثل عملا قريبا من الدبلوماسية الوقائية فآلياتهما تكاد تكون واحدة من حيث اعتمادها على التفاوض – التفاهم – الوساطة – التحكيم – التوافق – الحل بالأساليب القانونية – العمل من خلال المنظمات الإقليمية –الالتزام باتفاقيات مسبقة أو بأية وسائل سلمية أخرى مثل الزيارات المتكررة للطرف الساعي للوساطة والضغط من أجل صالح السلام ، أو حتى الوصول إلى التهديدات المعلنة تجاه الأطراف المتنازعة أو المتصارعة. ولكن الفرق الأساسي هنا هو أن النزاع يكون قد تحول إلى استخدام العنف ، والعنف المتبادل ، أو استخدام القوة المسلحة ، أو على الأقل الاستخدام المفرط للقوة من طرف تجاه طرف آخر. وتتضمن عملية صنع السلام مرحلتين أساسيتين : المرحلة الأولى وتهدف إلى استخدام الجهود السلمية من أجل إيقاف الصدام أو تحييده والوصول إلى استقرار الأوضاع على أرض النزاع ما أمكن. أما المرحلة الثانية والهدف يكون فيها أكثر من مجرد إيقاف الصدامات واستقرار الأوضاع على الأرض ، بل إن الهدف هنا يكون الوصول إلى حل سلمي سياسي مستديم ينهي النزاع . وما يلاحظ على عمليات صنع السلام هو أنها تتقيد بضبط النفس وحصر نطاق استخدام القوة ، حيث أن هدفها الأساسي هو إيجاد بيئة يكون فيها للأطراف المعارضة لاتفاق السلام دور ثانوي ، مما يتيح استخدام انتشار قوات حفظ السلام. وبالتالي فعملية صنع السلام هي مرحلة أولية تسبق مرحلة بناء السلام وممهدة لمرحلة حفظ السلام ، وهي في الحقيقة تشكل أولى الحلقات في عملية ارساء السلام. - حفظ السلام: وهو عملية توسيع امكانيات منع نشوب النزاع ، وتتم عبر توزيع أفراد تابعين للأمم المتحدة في الميدان ، ويتم ذلك بموافقة جميع الأطراف المعنية. كما تشمل عمليات حفظ السلام عادة اشراك أفراد عسكريين أو أفراد من الشرطة تابعين للأمم المتحدة ، بالإضافة إلى موظفين مدنيين. وتنحصر مهمة هؤلاء الأفراد في الفصل بين مختلف القوى المتنازعة ، ومراقبة وقف اطلاق النار ، بالإضافة إلى الإشراف على عمليات نزع الأسلحة أو انسحاب القوات المقاتلة ، دون نسيان دورها الكبير في دعم وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية وتقليص تدفق اللاجئين. وقد تطورت طبيعة عمليات حفظ السلام في السنوات الأخيرة لتشمل تأمين القوافل الموجهة إلى المناطق المنكوبة والإشراف على الانتخابات فضلا عن استمرارها في القيام بوظائفها التقليدية التي ساهمت في إقرار الاستقرار في العديد من المناطق التي شهدت درجة كبيرة من التوتر. وبالرغم من أن عمليات حفظ السلام تسبق عمليات بناء السلام فهي تشكل الأرضية الواجب توفرها حتى يمكن الانتقال إلى مرحلة بناء السلام. - بناء السلام : وهو يُعنى مرحلة ما بعد النزاع ، حيث يرى "جون بول " بأن بناء السلام يُفهم كمفهوم شامل الذي يضم ويُولد ويديم مجموعة كاملة من العمليات ، والمقاربات ، والمراحل اللازمة لتحويل النزاع نحو علاقات سلمية أكثر استدامة. وبالتالي ينطوي على المدى البعيد على مجموع النشاطات التي تسبق وتتبع اتفاقيات السلام الرسمية ، لأن السلام ليس مجرد مرحلة أو ظرف مؤقت وإنما هو عبارة عن بنية اجتماعية ديناميكية متكاملة. يتضح من هذا العرض المختصر أن المفاهيم الثلاثة متصلة ومكملة لبعضها البعض ، وهي تشكل حلقة متكاملة تُجسد حالة من التراتبية –من الناحية الزمنية- تسير وفقها العلاقة بين هذه المفاهيم ، بحيث لا يمكن بدء إجراءات بناء السلم إلا عندما تتم السيطرة على الصراع وإقرار الأمن أي بعد فرض السلام ، ثم بعد ذلك يأتي حفظ السلم وذلك بافتراض أن "السلام السلبي" (غياب العنف المباشر) قد أعيد إلى نصابه ، وأن المطلوب هو المحافظة عليه من الانتكاس ، لتأتى مرحلة بناء السلام بعد انتهاء النزاع ، وفيها يتم تحصين السلم (الإيجابي) لضمان ديمومة التسوية. ونظرا لتعقيد هذه المهمة قياسا بالمهام السابقة ، وصلتها بالمكونات المجتمعية المحلية ، فإنه غالبا ما توكل للمنظمات الدولية غير الحكومية ، ففضلا عن خبرتها الميدانية الكبيرة في مهام ذات صلة ببناء السلام كالإغاثة وبناء القدرات ، فإن ذلك إنما يرجع إلى طبيعة تركيبتها الغير الرسمية ومرونتها في التعامل مع قضايا عديدة،تمتلك عديد "المنظمات غير الحكومية" المرونة والمصداقية التي تتيح لها بناء علاقات ثقة مع السكان المحليين حتى يتم قبولها بسهولة وبالتالي كسب شرعيتها. بالإضافة إلى قدرتها على تطوير مشاريع وشراكات فعالة من شأنها أن تُسهم في عملية بناء السلام ، فبرامج إعادة البناء والتهيئة من وجهة نظر "المنظمات غير الحكومية" لا يجب أن يكون هدفها استبدال أو تعويض البنية التحتية والموارد المادية فقط ، وإنما يشمل كذلك تقوية البنى الاجتماعية ، السياسية ، والإدارية للمجتمعات المتضررة بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق الاستقرار النفسي للأفراد الذين عانوا من التهميش ، الاستغلال ، والتهجير طوال سنوات النزاع. وبذلك تضع معظم "المنظمات غير الحكومية" العاملة في مراحل ما بعد النزاع تصورات لطبيعة عملها تقوم بالأساس على ضمان استرجاع وحماية حقوق الأفراد ، وتمكينهم وبناء قدراتهم من خلال برامج و ورشات عمل من شأنها التعريف بما للفرد من حقوق وما عليه من واجبات ، وإعطائهم مجال أفسح من الحريات التي تُسهم في إطلاق العنان لروح الإبداع والعطاء داخل المجتمع وبالتالي الانخراط في مختلف العمليات التنموية.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشريع الجنائي الايطالي لمكافحة الارهاب
- الثشريع الجنائي العراقي لمكافحة الارهاب
- التشريع الفرنسي الجديد لمكافحة الارهاب
- الاسباب الموجبة للتدابير الاحترازية
- الديالكتيك هو القانون الذي وفقا له يسير التاريخ وتتوالى الاح ...
- الدولة هي المجال الذي يمكّن الانسان من تحقيق الحرية
- مقاربات لها معنى
- التمييز بين الشرعية والمشروعية
- جريمة الرشوة
- التخلف الاداري ينهك المواطنين
- الاصلاح السياسي وبناء الدولة الديمقراطية
- ألإنتخابات الحرة النزيهة ترسخ الديمقراطية
- الاصولية إنعكاس للسياسة الفاشلة
- اللامركزية الادارية
- الديكتاتورية أم الفوضى........
- حلف الناتو اداة بيد الولايات المتحدة الامريكية
- الاولويات في السياسة الخارجية الامريكية
- في العلاقات الدولية
- الحريات العامة وعلاقتها بالديمقراطية
- الحق في التنمية حق اصيل لكل انسان


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - دور قوات حفظ السلام في النزاعات المسلحة