أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعادة أبو عراق - عبد الملك الحوثي حيث ينتحر














المزيد.....

عبد الملك الحوثي حيث ينتحر


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- عبد الملك الحوثي حيث ينتحر
لا اعتقد أن عبد الملك الحوثي يملك من الحكمة اليمانية ربع قيراط ، ولا من الذكاء الفطري الذي يجعله يعيد حساباته أكثر من مرة، وليس مثقفا سياسيا يجعله يقرأ التاريخ ويتعلم من أخطاء غيره ، لذلك فإن مصيره ومصير حركته محكومتان بالفشل.
عبد الملك الحوثي تستبد به شهوة الحكم، وهذا أمر طبيعي, ولكن هذا الإلحاح المفرط الضاغط على رغبته لا يعطي لعقله الفرصة الكافية لكي يحسبها جيدا ، وأظنه كان يفكر بعلي عبد الله صالح الذي قفز من رتبة شاويش إلى سدة الحكم بلا مؤهلات سياسية أو قيادية حقيقية ، كل ما فعله هو اغتيال الرئيس الحمدي، إذن فهو يفكر أن يحاصر صنعاء ويسقط عبد ربه منصور هادي أو يغتاله ثم يمسك بالحكم بوضع اليد.
عبد الملك الحوثي لم يقرأ سيرة الدولة الحمدانية, ذلك أن المتنبي وأبا فراس الحمداني وابن فارس اللغوي وابن جني أعطوا الوجه الحضاري لهذه الدولة مما طغى على كلام المؤرخين ، فالحمدانيون كانوا شيعة مرموقين، وجدوا أنفسهم مقربين ومقبولين عند العرب السنة، حينما كان صراعهم مع الروم عملا جهاديا مشهودا, وهذه المكانة التي حظوا بها جعلتهم يفكرون بغزو بغداد والاستيلاء على الخلافة وطرد البويهيين المتسلطين على الخليفة العباسي، أي تعريب الخلافة, وكانوا يأملون أن يؤازرهم العرب، لأن هدفهم كان إزاحة البوهيين الفرس، لكن العرب خذلتهم بسبب أنهم شيعة ، هذه القصة لا يعلمها عبد الملك الحوثي فاستيلاء الشيعة على الحكم غير مقبول تاريخيا.
إن حسن نصر الله كان أوفر عقلا وتخطيطا وذكاءً ، فقد ذهب يتمثل بالحمدانيين ، فيقارع إسرائيل كما قارع الحمدانيون الروم ، فحظي بمباركة المسلمين؛ شيعة وسنة, ولم نسمع من يتهمه بكونه شيعيا, أو يتهم حركته، فمن يقاتل إسرائيل فإنه هو الذي يستحق الاحترام والتقدير والتأييد، بغض النظر عن مذهبه.
لكن عبد الملك الحوثي لم يفعل ما يجعله محط أنظار الشعب العربي في اليمن أو في غيرها ، ولم يجد في عبد ربه منصور المثالب وعدم الكفاءة، بما يجعل الشعب اليمني يرجمه بالحجارة ، وبالتالي يهيئ نفسه للحكم، لقد جاء هو وجماعته ومؤيدوه على شكل غزو قبلي, بدا فجا مثيرا للرفض من قبل كل من تابع زحفه وشروطه التي كان سقفها يرتفع كلما تقدم خطوة بسيطة.
إن عبد الملك الحوثي الذي لم يكن يعمل يوما في المجال السياسي ، ولم يشكل حزبا سياسيا له برنامجه الوطني ورؤيته المميزة ، بحيث يكون أعضاءه من كافة الأطياف اليمنية ، مما يجعل زحفه للعاصمة صنعاء، زحفا حزبيا لا قبليا، فيكون مفهوما ومبررا مسبقا حسب توجهات حزبه، لكنه جاء غازيا كزعيم قبلي وطائفي ، يقود أفرادا من عشيرته التي ينتمي أعضاؤها للمذهب الزيدي.
إذن فالحوثي ظهر كزعيم عشائري وليس كرجل دولة، وهذا يعني انه قد يستثير ضده العشائر الكبيرة ، ذلك أن حجري الرحى في اليمن هما قببيلتا حاشد وباكيل ، وهاتان القبيلتان تشكلان ثلثي اليمن بل أكثر ، وبهذا يكون اللعب مع هاتين القبيلتين العملاقتين ما هو إلا اللعب بالنار ، أي الدخول في حرب أهلية لا يعلم مداها، وفي النهاية تكون دمارا على الحوثيين وعلى المذهب الزيدي أيضا.
وإذا ما أغضينا النظر عن دعم إيران له وإغداق الأسلحة والأموال عليه، سوف ينظر إليه بعد تجربة حزب الله في لبنان، بأنه بقاتل نيابة عن غيره لتوسيع دائرة الهيمنة الإيرانية في العالم العربي، كان عليه أن يحذر التقليد المكشوف ،وأن لا يستغل الفروق الإيمانية البسيطة بين الشيعة والسنة لكي يلعب لعبة مكشوفة قذرة.
السؤال الأهم ، ما الذي يمنع قبيلة يمنية أخرى من أن تنازع الحوثيين على الحكم ،غير أن يقوموا بقمعهم بوحشية، لقد وضع الحوثيون هذا الأسلوب الانقلابي كطريق سهل إلى السلطة، فما الذي يحلله لهم ويحرمه على غيرهم ، وثانيا ما أدرنا أن عبد الملك الحوثي سوف لا يكون دكتاتورا فظيعا؟ يقرب جماعته ويقصي غيرهم ، ألا يوجد أساليب للوصول إلى الحكم بغير هذا الغزو والطريقة البدائية المتوحشة.



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد هزيمة داعش
- هل يكفي دولة واحدة للخلافة؟
- إلى روح سميح القاسم
- قبل أن يهدأ غبار الحرب
- كيف نحمي الشعب من الحاكم


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعادة أبو عراق - عبد الملك الحوثي حيث ينتحر