أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- دفاعا عن قضيتنا وليس عن عميرة هسّ














المزيد.....

بدون مؤاخذة- دفاعا عن قضيتنا وليس عن عميرة هسّ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 12:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- دفاعا عن قضيتنا وليس عن عميرة هسّ
أثارت قضية طرد الصحفية الاسرائيلية عميرة هسّ من جامعة بير زيت ردود فعل واسعة، خصوصا وأن تلك الصحفية معادية للاحتلال الاسرائيلي، ولسياسات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة العدوانية، وهذا ليس جديدا عليها، فهي منذ مارست عملها الصحفي وهذا نهجها، وقد خاطرت بحياتها واقتحمت أماكن خطيرة لتكتب عن جرائم الاحتلال وتفضحها، وهناك صحفي اسرائيلي آخر هو جدعون ليفي يعمل الشيء نفسه، وقد ترجمت الصحافة العربية آلاف المقالات والتقارير الصحفية التي كتبها هذان الصحفيان، وأعتقد أن اسميهما معروفان للمهتمين ولمن يقرأون الصحف، ويفترض أن يكون طلبة الجامعات من هؤلاء القراء.
ولمن ساهم أو حرَض على طرد عميره هس من جامعة بير زيت نقول: اذا كانت السبب هو حملها للجنسية الاسرائيلية، فكل فلسطينيي داخل الخط الأخضر يحملونها لواقع يعيشونة، وسبق لكثيرين منهم أن دخلوا الجامعة وحاضروا فيها، وفي مقدمتهم أعضاء كنيست عرب، واذا كان سببهم أنها يهودية! فهل عداؤنا هو مع اليهود، لكونهم يهود، أم أن عداءنا مع الاحتلال، ومن يدعمه ويساهم فيه حتى لو كان عربيا؟ فالصراع ليس بين العرب واليهود كيهود، وانما مع الفكر الصهيوني الاحتلالي العدواني التوسعي. وقد عاش اليهود بين العرب بمن فيهم الفلسطينيون كمواطنين لهم كافة الحقوق قبل نشوء الصهيونية في القرن التاسع عشر، وقبل قيام دولة اسرائيل في العام 1948، بل ان اليهود الذين اضطهدوا في أوروبا خرجوا مع العرب عند خروجهم من الأندلس"اسبانيا" عام 1492، واستقروا في البلدان العربية والاسلامية خصوصا في المغرب، وقد أنتجوا ثقافة يهودية في هذه البلدان، وهي جزء من الثقافة العربية. وقد استطاعت الصهيونية تضليلهم وتهجيرهم الى فلسطين، ليكونوا رعايا في دولة اسرائيل وساهمت أنظمة عربية في هذا التهجير، وبعض اليهود تمّ تهجيرهم عنوة ورغما عن ارادتهم من الدول العربية وخصوصا العراق، حيث وصلوا مطار اللد في رحلات مباشرة من مطار بغداد بعد قيام دولة اسرائيل.
وفي صراعنا مع الاحتلال وعدوانية اسرائيل دعونا نتساءل: هل نحن مع تغذية الفكر الصهيوني ودعمه، أم أننا مع الوقوف ضده وتحجيمه؟ وهل نعادي السامريين في نابلس أم نعتبرهم مواطنين فلسطينيين؟ وهل انتبهنا الى أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد أعطاهم مقعدا في المجلس التشريعي الفلسطيني؟
واذا ما وُجد يهود معادون للصهيونية وللاحتلال فهل نحن معهم أم ضدهم؟ وهل لدينا القدرة على التمييز بين العدوّ والصديق؟ وهل يعلم طاردو عميرة هس من جامعة بير زيت أنها وأمثالها ممن يحملون فكرها مضطهدون في اسرائيل؟ وهل يتذكرون المحامية اليهودية الشيوعية فليتسيا لانجر التي دافعت عن الأسرى الفلسطينيين كمناضلين من أجل الحرية، وأن الرئيس محمود عبّاس منحها أعلى وسام فلسطيني تكريما لنضالاتها ودفاعها عن الحق الفلسطيني؟
واذا كان سبب طرد عميرة هسّ من جامعة بير زيت هو الخوف من التطبيع، فدعونا نناقش الموضوع. فصطلح"التطبيع" يردّده كثيرون دون فهم لمعناه، والتطبيع مأخوذ من الطبيعة، وطبيعة الأشياء هي سجيتها، وما فُطرت عليه، فهل يُمكن أن تكون علاقات طبيعية بين الجلاد والضحية؟ أو بين المحتل والواقع تحت الاحتلال؟ أو بين القامع والمقموع؟ وهل هناك تفريق بين العلاقات الطبيعية وبين العلاقات التي تمليها الضرورة القصوى؟ سبق وأن كتب وحاضر مثقفون عرب-ومنهم فلسطينيون- بأنهم لن يدخلوا فلسطين ما دامت تحت الاحتلال، لأنهم لا يريدون ختم جوازات سفرهم على الحدود بخاتم اسرائيلي كما يفعل الفلسطينيون المقيمون على تراب فلسطين! فهل تناسى هؤلاء بأن فلسطين محتلة، وأن الفلسطينيين الذين يعضون على تراب وطنهم ضحايا لهذا الاحتلال؟ وأن لا بديل لهم عن الخروج عبر المعابر الحدودية التي تسيطر عليها اسرائيل؟ وهل يتذكر "هؤلاء المنظّرون" بأنه قد مضى على احتلال الضفة الغربية بجوهرتها القدس، وقطاع غزة أكثر من سبعة وأربعين عاما؟ وهل يعلمون بأن أكثر من اربعة ملايين ونصف المليون فلسطيني يعيشون في هذه الأراضي؟ سقط منهم آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى الى درجة الإعاقة الجسدية، وأن أكثر من ثمانمائة ألف منهم قد تعرضوا للإعتقال والتعذيب والأسر لفترات متفاوتة؟
وهل الدفاع عن الحقوق أمام مغتصبها جريمة"تطبيعية"؟ وهل استقطاب مناصري حقوقنا في التحرر والاستقلال من الطرف الآخر أمر مطلوب أم خيانة؟ وللتذكير فقط فقد التقى عام 1986 كتاب وفنانون وأكاديميون فلسطينيون مع نظراء لهم اسرائيليين، ووقعوا على مسودة اتفاقية سلام تنص على انسحاب المحتلين من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بالكامل، واقامة دولة فلسطينة عاصمتها القدس، وايجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين كما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية، فهل استطاعت أي دولة عربية أو جهة سياسية الوصول الى هكذا اتفاقية؟ وهل استقطاب الاسرائيليين الذين وقعوا عليها ومن هم على شاكلتهم يصب في مصلحة القضية الفلسطينية أم "تطبيع" يصب في خانة الخيانة لها؟
وهل نتذكّر بأن واحدا من أسباب الانسحاب الأمريكي من فيتنام عام 1976 كان موقف الشعب الأمريكي من تلك الحرب؟
فهل نتـقي الله في أنفسنا وفي قضيتنا وفي حقوق شعبنا؟ أم أننا مضبوعون على رأي حكمتنا الشعبية المبنية على خرافة تقول"بأن الضبع يضبع ضحيته البشرية فتنقاد خلفه الى جحره كي يفترسها، ولا تفيق لنفسها إلا بعد أن يصطدم رأسها بسقف جحر الضبع، فتسيل دماؤها وعندها تفيق....لكن دماءنا سالت بغزارة فهل نتعظ؟ أم أننا سنبقى مضبوعين الى ما لا نهاية؟
1 تشرين أوّل-اكتوبر-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية الفلسطينية للصحفي السوري وحيد تاجا
- رواية-أميرة-جديد جميل السلحوت
- حمار مفخّخ
- كفن وقبر واحد
- أربعون يوما على رحيل القاسم
- بدون مؤاخذة- دواعشهم ودواعشنا
- داعش ثقافة سائدة
- بدون مؤاخذة-داعش وليدة الانغلاق الفكري
- إبادة
- رواية الشمس تولد من الجبل في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- حق المواطنة في بلاد العربان
- من موت إلى موت
- بدون مؤاخذة-الهجرة من الوطن
- محمود شاهين أكلوه لحما ورموه عظما
- بدون مؤاخذة-أدباء ومبدعو الأرض المنسيّة
- الحرب على داعش ليست بريئة
- اعادة تعمير قطاع غزة ومسؤولية اسرائيل
- بوح أنثى على طاولة ندوة اليوم السابع
- حروب اسرائيل الاستباقية
- أعراس


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- دفاعا عن قضيتنا وليس عن عميرة هسّ