أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد














المزيد.....

يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 14:39
المحور: الادب والفن
    


"Edelweiss" أو زهرة الألب هي زهرة بيضاء بعطر فواح تتوسّطها حُبيبات صفراء، تنمو على سفوح جبال الألب وسط الثلوج، ومعروفة بتحَمّلها لأقسى الظروف المَناخية، لذا باتت قوتها مَصدَر فخر لسكان جبال الألب، وإتخذوها إيقونة وطنية نراها في الكثير من الأماكن وعلى الكثير مِن مُنتجانهم الوطنية. بل وحاوَروها وغنوا لها لتحفظ وطنهم الذي يُحِبّون، فكانت أغنيتنا موضوع المقال التي تحمل إسم الزهرة! وهي أغنية تقشعر لسَماعها الأبدان، ولايستطيع المرء إلا أن يقِف إجلالاً وإحتراماً لمؤلف كلماتها أوسكار هامرشتاين ومُبدع موسيقاها ريتشارد رودغرس، أغنية تطرح ثقافة إنسانية راقية مُسالمة لحب الوطن، وتتغنى به بلغة الورود، لغة بسيطة دون مُبالغات وشِعارات وفانتازيات، وهي لغة وثقافة يفتقر لها تراثنـا الغنائي الوطني، فبإستثناء"حاسبينك" التي تغازل الوطن بأصالة كلماتهاً ولحنها، فإن أغلب أغانينا الوطنية هوسات عَن العِزة والكرامة والعَظَمة والصُمود والموت والدماء والدمار وتأليه الزعَماء!
إشتهرت الأغنية من خلال فلم صوت الموسيقى، أحد أشهر أفلام هوليوود الغنائية الخالدة، والذي أنتجته فوكس القرن العشرين وأخرجه روين كوستال عام 1965. فلم إمتزجت فيه الطبيعة والموسيقى والملابس لتضفي صبغة ساحرة على صورة النمسا، التي إختزلها الفلم بمدينة موتزرات الساحرة سالزبورغ، وعائلة الضابط النبيل جورج فون تراب،الذي قام بدوره الأسطورة كرستوفر بلومر، وأبناءه ومُربيتهم ماريا،التي قامت بدورها الأسطورة جولي آندروز، وهي عائلة إضطَرتها ظروف الحَرب العالمية الثانية لترك منزلها وموطنها النمسا هرَباً مِن حُكم النازيين، الذين رَفَض تراب الإنضِمام لهم والعمل مَعهم، وفضل الهَرب مع عائلته الى أمريكا حيث إستقروا هناك حتى وفاتهم.
لقد مّثلت أغاني الفلم روحه وكانت أهم أسباب نجاحه، وأصبحت جميعها تقريباً من كلاسيكيات الموسيقى والغناء العالمي التي تدَرّس في المعاهد الموسيقية، كأغنية "دو ري مي" أو "أشيائي المفضلة" أو "صوت الموسيقى" التي تحمل إسم الفلم، والتي غنّتها جولي آندروز في بدايته على سفوح جبال الآلب الساحرة في منظر كان ولا يزال يخلب الالباب، أو أغنيتنا "ايدل فايس" التي إستلهم هامرشتاين نَصّها من كلمات كان يدَندنها سكان الألب مع زهرتهم، في حين إستلهم رودغرس لحنها من موسيقى الفالس التي إشتهروا بها، والتي غناها كريستوفر بلومر في الفلم وهو يعزف الغيتار مُتوسِطاً أبنائه وماريا التي أصبحت زوجته فيما بعد بطريقة كانت ولاتزال تسحر المشاهدين بصِدقها وتفاعلها مع كلمات الأغنية، ونجح في أيصال رسالة كلماتها التي توصي زهرة الألب على وطنه إليهم، فالأغنية الهادئة تحرك المشاعر بصدق وبطريقة تجعل المَرء يذهب بعيداً وعميقاً في حب الوطن،على عكس الأغنية الحماسية التي تلهب هذه المشاعر بشكل آني عابر، وسُرعان ما يزول تأثيرها بزوال شِعاراتها.

تقول كلمات الآغنية بإختصار:
يا زهرة الألب.. يا زهرة الألب..
يا من تحيّيني كل صباح
صغيرة وبيضاء
نقية ومتوهجة
تبدين سعيدة بلقائي
يا زهرة الألب.. يا زهرة الألب..
باركي موطني الى الأبد

ولأنها كلمات بسيطة وصادقة ونابعة مِن القلب دون مُبالغة أو تكلّف، فقد أستجابَت لها السماء وتجاوبَت معها الطبيعة مُمَثلة بزهرة الألب. فمَتى نعود لعِراقيتنا وقبلها لإنسانيتنا ونخاطب الوطن بمثل هذه اللغة، بلغة زهرتنا الرازقي التي كانت تزيّن مَسائاتنا البغدادية بعطرها الفواح ولونها الأبيض النقي وتلهم العشاق مِنا وتبارك قصص حُبهم وعلاقاتهم النقية الصافية!! فحينها فقط سَتُبارك السماء والطبيعة هذا الوطن وتعيد اليه أمنه وجَماله وألقه، فهل سيأتي مثل هذا اليوم أصلاً في مُجتمع مَريض مَوبوء عاد اليوم الى عقلية القرون الوسطى ليُناقش حليّة الغناء مِن حُرمَتِه!!

أغنية "Edelweiss" كما غناها الأسطورة كريستوفر بلومر بصوته في الفلم:
https://www.youtube.com/watch?v=8bL2BCiFkTk

أغنية "Edelweiss" بصوت الأسطورة جولي آندروز بمصاحبة الأوركسترا:
https://www.youtube.com/watch?v=EhkXJn8EOug


مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان الحَجّي خازن جهنم العراق ومَن بيَده مفاتيح أبوابها؟
- فريد الأطرش.. أمير النغم الجميل والطرب الأصيل
- الموسيقار الكوبي ارنستو ليكونا مُبدع المالاغوينا الأندلسية
- العراق.. بلاد الواق واق
- سِحر الطبيعة وأنغامُها في سمفونية بتهوفن السادسة
- المُجتمع العراقي بَين رَبع ما قبل 9 نيسان 2003 ورَبع ما بَعد ...
- قناة (mbc action) من التألق والريادة الى السطحية والإعادة!
- نواعم شوستاكوفتش.. الموسيقار الموسوعة
- دَولة العِراق الحَديثة وعَهد التأسيس الذي كان إعجازاً وحُلما ...
- شارلي شابلن.. وللموسيقى مِن عَبقريّته حُصّة
- ذهَب القائد المُناضِل الضَرورة وجائنا القادة المُجاهِدون الض ...
- جَنّة جَنّة جَنّة .. تمَنّينا تصير يا وَطَنّا
- جعفر باشا العسكري أبو الجيش العراقي.. سيرة عطرة
- الموسيقى الكلاسيكية اليونانية.. نغم راقص وعَبَق مِن سِحر أفر ...
- الإسلام السياسي وأحلام السُلطة
- آلوندرا دي لا بارا وآرتورو ماركيز.. قيثارتان مِن بلاد السِحر ...
- العراقيون و (جين) عبادة الفرد وتأليه الزعماء
- الدَعوَجي والفِصام بَين شَخصيّة رَجل الدولة وشَخصيّة الرَوزخ ...
- هل الدول العربية وشعوبها نامية أم نايمة ؟
- أيها العِراقيون.. إن أعدتم الإعتِبار لمِلوكِكُم فحينها سَتعي ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - يا زهرة الألب.. باركي موطني الى الأبد