أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - قراءة -دويدار- في شعره..














المزيد.....

قراءة -دويدار- في شعره..


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 21:30
المحور: الادب والفن
    



يمثل الشاعر المصري المتميز "ناصر دويدار" حالة ثقافية فريدة؛ إذ أن مشروعه الشعري توحد بمشروعه السياسي
وإن شئت مشروعه الفكري الذي تغلب عليه روح المعارضة الدائمة التي لا تراوح مكانها، لأنه لا يعرف الهدوء ولا المهادنة،
سواء كان ذلك في إبداعه أو في حواراته، أو في لقاءاته، أو في أحاديثه الجانبية وربما أحلامه.

"دويدار" قصيدة طويلة قسّمها دواوين ومسرحيات شعرية، لكنك إذا نزعت أغلفتها، ومحوت اسمه منها، ستعرف من الدفقات
الثورية الفلسفية والغاضبة الموحية والمبثوثة في كلماتها أنها منه وهو منها.

بعفوية دويدار المحسوبة تظن أنه لا يلقي بالاً لبنائية أعماله، لكنه من المكر والدهاء أن جعل من قصائده شراكًا وأكمنة تشبه في
بعضها بيت العنكبوت، لاتكاد تخطو بعينيك مستطلعًا مفتتحها حتى تسحبك دواماتها الهادئة/الهادرة إلى منتصفها، ثم تلقيك عند
شاطئها بشطرة أخيرة، كموجة باردة صافعة غير متوقعة، تربك المشهد تمامًا في عقل المتلقي، والشواهد على ذلك كثيرة.

مصر/الوطن تأتي مختلفة المذاق بحسب كل صوت شعري سواء من أبناء جيل دويدار أو من سبق من حيث الرمز والدلالة،
لكنها مع ذلك الابن المشاكس..الساخط..الغاضب..الرافض تأتينا عبر معظم أعماله "متهمة" وهو لا يمل من مساءلتها بل ومحاكمتها
مثلما فعل على لسان "الرسام" أحد شخوص مسرحيته "لسه ما جاش الوقت": "يا مصر حالك حاله يحسر..ما بتعشقيش غير اللي
بيخونك.. كان نفسه مرة في الهوى يكونك..بتخافي ع الخنازير.. والقمل والصراصير.. والبُكم والطراطير..وبتدبحي العصافير..
وتهيني في عقولك".. بل يصل في غضبه لحد سبابها في عنوان مخادع "مصر غالية" من ديوانه الحصان: "مصر اللي كانت كل
حاجة جميلة فينا.. ما بقتش تسوى قرش صاغ"...

يعبر دويدار في الواقع المعاش عن شريحة كبيرة من الشباب وغيرهم ممن يعشقون مصر ويسخطون عليها حين تغضبهم،
ولهذا لا تحسب قصائده في دفاعه عنها في نفس الديوان تناقضًا فكريًا فيه؛ إذ هو المصري الذي يتفانى في الدفاع عن ترابها إلى
حد الاستشهاد وفي حلقه غصة منها، ويثور مثلما فعل دويدار حين أحس بانتقاص أحدهم ولو من بني عروبتنا لها، ويستنهض
أبنائها الذين يسيئون إليها: "لو لسه فاضل أصل ..محدش يعوّر مصر"، لأنه في أعماقه يحن لمصر التي عاشها لا مصر التي
يعيشها، مصر التي حين يسمعها بصوت شادية "بتنور دموعي"..ومصر التي يرجو من الراحل بليغ حمدي أن يعبي هواها
بالمزيكا ويطهرها من الروايح الكريهة، مصر التي لا يعرف ما سر حبه لها وغضبه عليها: "وبرغم الألم اللي ف صدري
من شيء مش عارفه..لسه قلبي بيطمن.. وبلادي بتتقلب فيّ على جمرة روحي".. ذلك أن مشكلة دويدار أن قلبه "قد الوطن..
مزروع محبة أكبر من مساحته..وأقوى من احتماله"..ويرى مصر "أجمل إنسان خلقه ربنا ع الأرض..مصر وسط كل الشوك
اللي محاوطها، ومحاوطنا..ندى مغرّق ورد"..

من دروب وأزقة مصر وميادينها دخل ناصر دويدار المشهد الشعري، وأدخل معه مفرداته التي منها الفج والسوقي ــ كما يراها
بعضهم ــ الذي يخشى غيره من الشعراء استخدامه وأنا منهم، فدويدار لا يتأنق، ولا يشكر أبيات قصيدته حين زارت قريحته،
لأنه يكتب مثلما يتكلم، ولكن العملية الشعرية حاضرة في تشكيل الصورة الكلية لقصائده سريعة النقلات، كأنها قصة قصيرة
لديبو بوتزاتي تستوعب وتجمع في النظرة الواحدة الشارع والمارة، والبلكونات، والسماء.. لوحة فنية غارقة في المصرية
بتفاصيلها الدقيقة، يوردها بكل سلاسة وبلا افتعال، ولايغيب عن أبياتها الإيقاع الشعري، والصور البديعة غير التقليدية،
وأكثر نهايات قصائده كخرجة الموشحات، حراقة، ولاذعة، ومحكمة، ومقصودة.

ولولا أن المقام لا يسمح باستعراض أكثر ما قرأت من إبداع دويدار، يتبقى له عندي مقال قادم نتناول فيه البعد الديني
أو الإيماني في أعماله القيمة.

وإذا كان الناقد الراحل الجليل الدكتور عبد القادر القط قد نصح أهل قصيدة النثر أن يقيموا نقدًا خاصًا موازيًا لفنهم حتى
لاتظلمه موازين النقد الأخرى، أرجو أن يلتفت نقاد العامية لا إلى إبداعات دويدار وحده بل وغيره من الشعراء، لأن السمة
الغالبة على نقاد هذا الجيل وقبله الاهتمام بنقد مشاهير الشعراء، حتى ظن الظان أن هؤلاء هم أرباب الشعر في عصرهم،
وهناك أصوات ومنها دويدار أحق بتسليط الضوء عليه، وتقديمه للكافة حتى يتذوقوا مثلما تذوقت شعرًا مختلف المذاق،
جديد الرؤية، من حيث سبك الجملة الشعرية، وعجن المضمون بالمظهر في كتلة واحدة فريدة.

المزيد على دنيا الوطن .. http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/09/08/341189.html#ixzz3CjqUfTK3



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في حضرة النقد مع الدكتورة ديانا رحيّل
- -ليلة مع عالم الواو-
- فخر الفتاة العربية البطلة الإعلامية ندى السيد
- كوميديا الأحزان الثائرة
- الإعلام المصري بين الحياد والاستبداد
- لقاء في حديقة الثقافة..
- مقالة نقدية حول رواية هيروبوليس


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - قراءة -دويدار- في شعره..