أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - -ليلة مع عالم الواو-














المزيد.....

-ليلة مع عالم الواو-


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 08:12
المحور: الادب والفن
    



بدعوة كريمة من الصديق المهموم بالعمل السياسي والوطني الشاعر محمد عبد القوي حسن مقرر لجنة شعر العامية بإتحاد كتاب مصر، وبتأكيد على الحضور من الشاعرة القاصة سونيا بسيوني مقرر شعر العامية بذات اللجنة والتي حضرت للحفاوة بي رغم مشغولياتها الجمة، لحضور ندوة عن رائد فن الواو الشاعر الكبير عبد الستار سليم.

على كثرة ما حضرت من ندوات داخل وخارج البلاد، لم أقابل مثل تلك المودة التي تحف الحضور سواء من ارتقى سدة المنصة أو كان ممن التزم مقاعد المتفرجين، الكل في إقبال وسعادة وديناميكية كأنه مهرجان، فقد كانت بحق ندوة جامعة؛ إذ حضرها الشاعر المسلم وغير المسلم، والمصري والعربي، والشاعر والروائي والقصاص،الشباب والكبار، وابن الوجهين القبلي والبحري، والقناة، وأبناء العاصمة، ورغم كونها لجنة تخصصها شعر العامية إلا أنها احتضنت أختها الكبرى "الفصحى" وأفسحت لها مكانًا كبيرًا ولم يصبها الضجر من وجودها سرًا أوعلانية، فكاذب من يدعي أن أهل العامية يستاءون من الفصحى ويناصبونها العداء ويحاربونها، وأقول كاذب لأن كل من ينتمون لتلك اللجنة ممن يعشقون الفصحى وتتصل أعمالهم بها من أهل الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع، وكتاب ومعدين برامج، ووظائف أخرى مختلفة من رئيسها وكل أعضائها.

الجميل أنك حضرت لتستمع لشاعر واحد وهو ما يحول دون اشتراك غيره معه، كما عهدنا في منتديات عدة، إلا أن كل من حضر أو أغلبهم كان له نصيب جيد من القول، فحظيت بمتابعة أصوات شابة واعدة، وأصوات رصينة حنكتها التجربة.

بكل الترحاب والود كانت كلمة الناقد السينمائي الشاعرالأمير أباظة رئيس لجنة الشعراء، والذي ترك إدارة الندوة للشاعر ناصر دويدار رئيس تحرير مجلة شعر العامية الذي أدارها بكل اقتدار، ويضفي حضور الأستاذ مصطفى القاضي سكرتير عام الإتحاد ونائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، الصفة الرسمية والاهتمام بالحضور جميعًا بلا استئناء.

أما شاعرنا الكبير عبد الستار سليم فتحس وأنت جالس أمامه أن الصعيد كله خلف ظهره، جاء يحمل تراثه في قدسية، وكأنه يؤدي طقس متواصل متوارث تشرّبه من أجداده، وسقاه من إبداعه ما أينعت به قريحته وأزهرت وأثمرت. كان بيننا من عشق فنه ممن يحفظون أكثر ما يقول، ومع ذلك حضروا لأن الرجل وأنت عند مصبه لا تمل من المكوث في نهره، فمهما أغدق عليك من الحكم المبثوثة في شطرات أبياته تتلذذ بالسماع الذي يحرك القلب ويسكن العقل فتطلب المزيد، فكنا جميعًا وكأنه شيخنا ونحن المريدون نتلقى مواجيده، وقد أصابتنا حالة من النشوة والسكون.

والرجل خير دلالة على تناغم الفصحى والعامية في الذات الشاعرة؛ إذ كان في الأساس شاعر فصحي ونال جائزة الدولة التشجيعية عن ديوانه "مزامير العصر الخلفي" عام 2005، ولكن وجوده بالبلد الذي عاصر من أنشأ هذا الفن "ابن عروس" جعله يهتم بدراسة الفن الشعبي خاصة فن الملحون "الواو"، الموشح، الموال"، حتى جمع أكثر من مجلد فيه.

ولكن ما هو فن الواو لمن لا يعرفونه؟.. "الواو" فن شعرى يعتمد على اللهجة الشعبية، غني بموسيقيته، يشابه الموال الرباعى لكنه يختلف عنه فى الوزن والقافية، وقصيدة الواو تتكون من عدد من المقطوعات القصيرة وكل مقطوعة منها عبارة عن بيتين من الشعر يكونان أربع شطرات على وزن بحر شعرى معين، غير أن قافية الشطرة الأولى تشابه قافية الشطرة الثالثة وقافية الثانية تشابه الرابعة وتشابه القوافي لا يعني توحد معانيها بل اختلافها، وسنتبين ذلك عنما نقرأ رباعية للشاعر عبد الستارسليم، مثل: "غّبر فى وشى بابورك / عاملھ لى لّمة وغاره / رمتﯾ-;-نى ف اخر طابورك / وبلعنى لﯾ-;-ل المغاره ".

وتتضارب الآراء حول سبب تسمية هذا الفن بالواو، وأميل إلى من يرى أن السبب هو تكرار ترديد حرف الواو بين شطرات المربع، وأميل بدرجة أقل مع من يرى أنها أتت من مفتتح القوال بقوله: "وقال الشاعر" قبل أن يلقي رباعيته.

هذا الفن أحد الأسلحة الهامة في معارضة كل الأنظمة في كل العصور بما يتحلى به من حكمة وتورية وجناس، يفهمها المثقف كما يفهمها الأمي، وليس غريبًا أن يفهمه الأميون فمن ابتدعوه منهم، وهناك نوعان من المربعات هما المربع "المفتوح" الذي يسهل فهمه واستيعابه و"المربع المغلق" الذي قد يعسر فهمه، وربما كان التنوع فيه بين التخفيف والتعقيد هو ما كتب للواو الاستمرار حتى الآن.

نجح حفيد ابن عروس الشاعر القنائي عبد الستار سليم في بعث فن الواو الذي كاد أن يندثر، فقام بالتعريف به، وتقديم دراسات مستفيضة عنه، وجمعه وتسجيله؛ فهو فن شفاهى غير مدون تعيه الصدور فنقله إلى السطور، ولم يكتفِ بذلك فطوره أيضًا، وأصدر ديوانًا شعريًا من تأليفه "واوعبد الستار سليم".

ويجوز قراءة عنوان مقالتي "ليلة مع عاَلَمْ الواو" وهو ما كان بالفعل، أو أن تقرأه بالكسر "ليلة مع عالِم الواو" وهو أيضًا ما تحقق حيث أن الريادة ثبتت للرجل في هذا الفن، ولكن المدهش أن الرجل في الأساس متصل بالعلم دراسة وتخصصًا ومهنة، إذ كانت دراسته الجامعية "علوم في الرياضيات البحتة والتطبيقية"، وهذا شأن كثير ممن ينتمون للحقل الأدبي والثقافي من خارج سرب الكليات المتخصصة في اللغات والآداب.



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فخر الفتاة العربية البطلة الإعلامية ندى السيد
- كوميديا الأحزان الثائرة
- الإعلام المصري بين الحياد والاستبداد
- لقاء في حديقة الثقافة..
- مقالة نقدية حول رواية هيروبوليس


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - -ليلة مع عالم الواو-