كذبة التحاف الدولي لضرب داعش ....؟

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

...تفتقت عبقرية الامريكان عن اختراع داعش مثلما اخترعوا من قبل العرب الافغان والقاعدة وطالبان ... للقيام بالمهمات القذرة والوحشية لتقودهم الى تحقيق اهدافهم .....لكنهم وهذه حقيقة لا غبار عليها رغم عدم اعترافهم بها ...ان الجيش السوري ومن خلفه القيادة السياسية واغلب السوريين افشلوا المؤامرة وادركوا بوعيهم المتقدم ...خطورة ما يحاك ضدهم ....فتصدوا بشجاعة قل نظيرها في التاريخ وسيكتب التاريخ الكثير عن مقاومة شعب فقير وبإمكانات محدودة وقف وقفة رائعة ليثبتوا للعالم اجمع بانهم جديرين بالحياة .... وان سوريا عصية على الاحتلال مهما اشتد عليها التأمر .....ورغم خيانة الاعراب وغدرهم والذي طالما تغنوا بفضلها عليهم من قبل ....كانت الاعراب تقول ....اذا الدهر ضامك ....فاذهب لشامك ....؟؟؟ وها هم يستجلبون كل البهائم البشرية من كل العالم لمحاربة شعب سوريا الابي ....؟
انخرط فدائيو صدام والبعثيين الملطخة اياديهم بدم العراقيين والذين كان اغلبهم هاربا الى سوريا بهذه التنظيمات التي ترتبط بالقاعدة ....دخلوا هذه التنظيمات وتغلغلوا فيها وتمكنوا بوقت قليل من قيادتها حيث لهم داعمين وممولين في جميع انحاء العالم وهؤلاء لديهم خبرة كبيرة في القتال والحروب وادارة المعارك....واكيد ان هذا قد تم يالتنسيق مع دوائر مخابراتية عالمية وبدعم خليجي ....لتحقيق امرين رئيسيين ....الاول موجه الى الحكومة العراقية..... في حكومة المالكي شهدت السياسة العراقية ابتعاد عن التوجهات الامريكية وانحياز كبير الى ايران ...مما استدعى ان تعمد امريكا الى توجيه تهديد فعلي على الارض ...يهدد كيان الدولة العراقية ...مما استدعى الى ان تعود امريكا الى التاثير على القرار العراقي وربط اي مساعدة بالاذعان الى الشروط الامريكية ....وعدم التفكير مرة ثانية بالخروج من بيت الطاعة الامريكي .....الامر الثاني هو العمل على اقامة تحالف اقليمي عالمي للعمل من خلال ضربات محدودة لتقليص الجغرافية التي تحتلها داعش لتقليص تاثيرها...... مخافة ان يمتد الى الاردن والسعودية ودول الخليج الاخرى وهي دول حليفة لامريكا واسرائيل وممولة لكل المشاريع التي تضر بالامة وقضاياها .......والتي صرح العديد من قادة داعش من ان اقامة الخلافة الاسلامية لا تستثني اي دولة من دول المنطقة ..... فهرع اوباما وزعماء اوربا لدعم هذه الانظمة وابعاد تاثير داعش عنها وطمئنتها ومن ثم حلبها الى ان يجف ضرعها من المليارات النائمة في البنوك ..... ومحاولة حصر داعش في الارض السورية تحديدا لاضعاف النظام السوري ومن ثم اسقاطه في مراحل لاحقة وضرب حزب الله والمقاومة الفلسطينية والتي ادرك العالم اصرارها على هزيمة اسرائيل مهما كانت التضحيات وهذا ما حدث في حرب ال55 يوما في غزة .... فكيف لنا ان نتصور ان السعودية وتركيا وقطر ستكون جزءا من التحالف الذي تنوي امريكا ان تقيمه لمحاربة داعش ......ان خلط الاوراق وتغير البوصلة لتهديد سوريا وايران وضرب حزب الله في لبنان وسحب التاثير من الغالبية الشيعية في العراق على القرار السياسي العراقي وابعادها عن التاثير الايراني ....هو ما تسعى اليه امريكا من انشاء هذا التحالف ..... ان داعش هو صناعة امريكية بامتياز...... وحسب كل المعلومات هناك ثلاث معسكرات في تركيا ...واكبرها معسكر اورفة ...وهذه تمد داعش بكل ما تحتاجة هذه التنظيمات من دعم لوجستي والمقاتلين القادمين والمتخرجين من معسكرات فزان في ليبيا ....التي تحميها الطائرات الفرنسية والانكليزية ..... وهذه تعد اكاديميات لتخريج مقاتلين مدربين وذوي اختصاصات ومهارات عالية في التفجير والتفخيخ والاغتيالات والذبح ....الخ ....وهذه اسبوعيا تخرج المئات من المتطوعين من جميع انحاء العالم ...ليتم نقلهم الى تركيا ومن تركيا الى سوريا والعراق .......؟؟؟؟
فهل تريدنا امريكا ان نتغافل عن دورها و تاريخها الاسود في صناعة الارهاب في العالم .... ان سيناريو مقررات اجتماع حلف الناتو ...الذي يؤكد على تشكيل قوة للتدخل السريع لمكافحة الارهاب في العالم ..... واضحة جدا ولا تحتاج الى عناء كبير لنفهم الرسائل التي تبعثها لنا امريكا فهذا التدخل وبحجة مكافحة الارهاب سيتم ارهاب العالم والشرق الاوسط هو الارض المرشحة التي ستكون حقل التجارب ...؟ وان همة امريكا واوربا في المجي الى منطقة الشرق الاوسط هو الخسائر التي الحقت باسرائيل نتيجة عدوانها على غزة ومنع تداعي الجبهة الداخلية لاسرائيل ....فلا يحسب بعض الاعراب ان امريكا هرعت لانقاذهم من داعش بل ان هذا التحالف سيدعم امن اسرائيل ومنع حدوث اي هزيمة بالمستقبل لاسرائيل ....ذلك ان الصهيونية استنفرت كل حلفائها وعملائها لمنع اي خطر يهدد كيان اسرائيل ....والعمل على كسر شوكة المقاومة الفلسطينية والعربية التي تقف معها ....؟
الم تكن امريكا هي الداعية للفوضى الخلاقة والى اقامة الشرق الاوسط الجديد ..... لكن للأسف هناك من يريد ان يتغافل ويجعل من نفسه اضحوكة ويصدق ان امريكا قادمة للدفاع عنه وإعادة السلطة اليه ....بعدما انتزعتها منه عام 2003 ... ؟

حامد الزبيدي
6/9/2014

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات