أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لعبة القاعدة وقواعد اللعبة














المزيد.....

لعبة القاعدة وقواعد اللعبة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:37
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كان تغيير قواعد اللعبة يقتضي تغيير ما كان متعارفا عليه من تفاهمات ,واتفاقات ,فإنه وبالضرورة يقتضي أولا تغيير كافة اللاعبين,وهذا ماهو حاصل حاليا بعد أن ترهلوا وفقدوا لياقتهم السياسية,وتغييرطريقة, وخطة ,وساحة اللعب,وتبديل اللاعبين الأساسيين بلاعبين أفنوا أعمارهم على مقاعد "الاحتياط" بانتظار إشارة المدرب للمشاركة في لعبة جديدة ,بعد الأداء السيء وغير المرضي للفريق الذي خرج عن الخطة ,كما يقتضي تغيير قواعد اللعبة إبعاد كل اللاعبين الذين ترهلوا ولم يعودوا بقادرين على اللعب بشكل جيد أو أولئك الذين لم يلتزموا بتعليمات المدرب ,وتوجيهاته.وكان من المفترض أن ألا يلعب فريق القاعدة لوحده أبدا وأن يكون هناك من يوجهه ويلّعبه دائما,ويأخذه إلى أكثر من "حديقة"لكي يلعب بها ,بعد أن أعجبته اللعبة الأفغانية ,وكبر رؤوس اللاعبين بعد التشجيع المنقطع النظير الذي لاقوه عندما هزموا منتخب غوربي "الأحمر" . والآن ومع التصريحات الأخيرة لبلير, والتي فهم منها أن كل ما جرى كان لعبة بقواعد وشروط معينة أصبح من الواجب تغييرها بعد أن أصبحت خطرة وخرج اللاعبون عن السياق,وأصبحوا يسجلون الأهداف في أي مرمى يجدونه أمامهم,حتى مرمى الأصدقاء ,فاقدين بذلك البوصلة السياسية.فهل كانت لعبة القاعدة تقتضي بقاءها تحت جنح أنظمة بعينها تسيّرها وتجيّرها خدمة لمصالح ما,وحين فكرت القاعدة أن تلعب لوحدها طردت بالكارت الأحمر , وبعد أن امتد نشاطها ليشمل الأنصار والممولين والحلفاء الرعاة,وهو ما لم يكن موجودا أصلا في قواعد الألعاب,وشروط العقد المتفق عليها بين الفرقاء,وبعد أن كان مخططا لها –القاعدة-أن تبقى رصيدا واحتياطا استراتيجيا في بنوك المخابرات لدى صناع القرار,يتم طرحها للتداول في الأسواق إبّان الأزمات, وحين تتدهور قيمة السياسات,وتعويم هذا اللاعب أو ذاك . وهل كل ما جرى ويجري في هذه المنطقة كان مجرد "ألعاب" يتسلى بها أساطين السياسة الكبار في وقت اللهو والفراغ؟

هل هي بداية النهاية للعبة القاعدة عندما حلم زعماؤها باللعب في "دوري الأضواء" ,وللاعبيها من منظرين ,ومحرضين,وجمهور المتفرجين؟ والتي كان مخططا لها أن تجري فقط على الملعب الأفغاني بفريق جله من محترفي الإرهاب من الشرق الأوسط وسط جمهور لا حول له ولا قوة,وقد ارتكب لاعبوه سلسلة من الأخطاء "الفاولات"الكثيرة التي اقتضت أن يشهر الحكم البريطاني توني بلير أخيرا,وقبله الأمريكي بوش ,الذي أدار أكثر من "نهائي"سياسي,البطاقة الحمراء في وجه لاعبين مشهورين سجلوا العديد من الأهداف في مرمى الخصوم السياسيين ,وكانوا عاملا مساعدا في ترجيح هذه المباراة أو تلك؟ وربما إذا استمر العرض السيء والمخجل أن تقوم "الفيفا"السياسية بإيقافهم جميعا عن اللعب ,وحرمانهم من اللعب مدى الحياة كما جرى مع "لاعب أساسي" تميز لعبه بالخشونة الواضحة وكثرة التسللات,وارتكاب "الفاولات" ضد الخصوم ,وضربهم أحيانا تحت الحزام,وهو الآن ممنوع من االلعب نهائيا ,ونقلت "كشوفه" بشكل نهائي إلى مطار بغداد,مع بعض من السذج والهواة من اللاعبين, حيث مقر النادي الأمريكي الآن الذي يتعاقد مع لاعبين بمختلف المستويات.

ويبدو واضحا أن كل ما تابعناه في عمرنا المليء بـ"الألعاب الخاسرة" كان مجرد لهو وتسلية ومقامرة وألعاب, ويحضرني الآن آخر تصريح للسيد محمد الدوري ممثل صدام حسين السابق في الأمم المتحدة حين أغلق باب مكتبه أمام مجموعة من الصحفيين والمتطفلين قائلا لهم وبالحرف الواحد"انتهت اللعبة"the game is over ,أي اللعبة الكارثية التي كان يلعبها صدام مع الجيران برعاية شركات آرامكو وهاليبورتون , وشل والأمريكان .كما دأبت الأوساط والأدبيات الغربية على وصف هذا السياسي أو ذاك الزعيم المخلد بالقول بأنه "لاعب أساسي" في المنطقة .وأخشى ما نخشاه أن تستمر المباراة واللعب بنا ,وتسجل فينا,ودونما رحمة ,"الأهداف" المتتاليات.

لقد استمرأ "القاعديون" هذا النوع من الألعاب بعد الدعم الذي تلقوه أثناء "اللعب" في أفغانستان .وكان سر فوزهم بالكأس في هذه المباراة المعروفة أنهم كانوا يلعبون على أرضهم, ووسط جمهورهم ,ويتلقون الكثير من الدعم والتشجيع من أكثر من "راع" ,و"شركة كبرى" لتسويق الإرهاب,وتغاضي الحكم عن الكثير من التسللات والفاولات والتجاوزات,ولكن عندما تتغير قواعد اللعبة ,والأرض ,والجمهور,واللاعبون ,فلا يعتقد أن يحقق هؤلاء أي بطولة أو نجاح بعد الآن.ولكن يبدو أن البعض مازال مصرا على اللعب بنفس قواعد اللعبة وشروط العقد القديمة,دون النظر إلى "نتائج" آخر المباريات,منتشيا بما حققه من أهداف بواسطة التسلل ومعاونة الحكام.والآن يجري,وبشكل حثيث, تغيير ونقل الكثير ,والتخلص من "لاعبين"معروفين,ساهموا بالكثير من الألعاب الخطرة ,وقد قام أحدهم مؤخرا,وبعد أن انتهى عقده, بالفرار تحت جنح الظلام بعد أن انتهت لعبته ,ونقل كشوفه وتدريباته, إلى أرض رخوة لا تحتمل أي نوع من اللعب,فيما ستتم إعادة الكثيرين إلى منتخباتهم الأصلية التي خرجوا منها قريبا .كما يتوقع "تفنيش"الكثير من نجوم اللعب الكبار بعد أن استهلكوا ونضبت مواردهم ,وأصبحوا عبئا على الشركات الراعية للإرهاب.

الجميع في مركب واحد ,وضمن استراتيجية واحدة,وكل من يخرج عن خطة اللعب, وتعليمات المدرب ,سيتعرض للطرد بالكارت الأحمر,فعلى جميع اللاعبين,هواة ومحترفين,وجمهور ,وداعمين أن يفهموا قواعد اللعب الجديدة,وأنها قد تغيرت,وربما إلى الأبد, قبل النزول إلى "أرض اللعب" ,وقبل أن يشمروا عن سواعدهم ,وقبل أن يطلق الحكم صفارة البداية في هذا "الديربي" المثير بين أبناء" الكار" الواحد ,كار الإرهاب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبـداد الجميـل
- الجنـرال توني بلير
- Missed Calls
- نفــاق بلا حـدود
- نمــور مـن ورق
- بيان عاجل :جمعية للرفق بالعربان
- محــامو الشيطان
- التحرش السـياسي
- دبكـة...و...دبّيكــة...و...طبّال
- حـروب الـردة الفكـرية
- ملـوك غير متوجيـن
- طلب انتسـاب لحزب المعارضة
- حروب الأشـرار
- عهـود الأمان,ومجيرو أم عامـر
- شعبولات الأعــراب الجدد
- مسلسل اللوائح الأمنية
- طواحين أبي مطر الانترنتية
- ثقافة التخوين والإبادة الفكرية
- اللعبــة مستمـرة
- الإستقواء بالداخل على الخارج والخوارج


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لعبة القاعدة وقواعد اللعبة