أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوحنا بيداويد - هل سقط المجتمع العراقي اخلاقياً؟!!















المزيد.....

هل سقط المجتمع العراقي اخلاقياً؟!!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 01:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اصبحت بديهية عند الشعوب ان تكون نتيجة كل حرب هي نتائج سلبية تأثر على النظام الاداري والاقتصادي والاجتماعي- الاخلاقي لمجتمع ذلك البلد، لهذا نرى اليوم الكثير من الامم والشعوب تتفادى الحروب باقسى ما تستطيع، لانها تعتبرها اتون لحرق ابنائها. في العراق بلدنا الام، البلد الغني بكثير من موارده الاقتصادية وتاريخه العظيم والعريق اكثر من اي حضارة انسانية اخرى في العالم. هناك مصيبة كبيرة ترافقت نتائج الحروب الكثيرة والعملية السياسية الفاشلة التي مر فيها المجتمع العراقي منذ عقود بل قرون كثيرة.

انني لن اتحدث عن ما حصل في التاريخ العراقي القديم، فمحطات التاريخ الاسود المصبوخ بدماء ابنائه كثيرة جدا، فمنذ سيطرة الاخمينيون على بابل بعد خيانة احد قادة جيشها سنة 538 ق م الذي يعد اخر حكم عراقي رافديني ومن بعد ذلك لم يحل السلام والامان لحد اليوم،.

لكن نركز حديثنا في هذا المقال على القرن العشرين بعد انسلاخ العراق وتحرره من حكم العثماني العفن الذي دام اكثر من اربعة قرون. ما نلاحظه في تاريخ الشعوب في هذه المرحلة من التاريخ ، ان الشعوب والامم استفادة من الحضارة الانسانية الحديثة والتي اصبحت مشتركة، فكل دولة بنت لنفسها نظام سياسي وثبتته على شكل دستور، ومن ثم اعطت الصلاحية لممثليها او يقوم الشعب بنفسه بالتصويت على تجديد اي فقرة إن احتاجت الى التجديد.
كذلك اهتمت هذه الدول بالنظام الدراسي وتشجيع ابناء البلد على الابداع والابتكار والاختراعات، لكن الاهم من اي شيء شجع قادة ومفكري هذه الدول التي اصبحت اليوم متقدمة على ترسيخ مفهوم روح المواطنة والالتزام بالقانون و حماية حقوق الفرد، وعلمت الفرد ان مصحلته هي ضمن مصلحة الدولة او المجتمع بالعكس.

هكذا بنت الشعوب العالم الاولى لنفسها دول ومجتمعات متقدمة عبر النظام والقانون يلزم الفرد الالتزام به، فوصلت المرحلة في الدول المتقدمة مثلا اذا تعطلت اشارة المرور في تقاطع معين في اي مدينة من الدول، خلال دقائق يتم اعلام الجهة المسؤول عن تصليح العطل، وهكذا عن الجريمة والحوادث والحرائق وعن كل مشكلة تواجهها الحكومة لا بالاحرى ان عدد رجال الشرطة قليل جدا مقارنة مع عدد النسمة لان المواطنيين يلتزمون للقانون وايضا يساعدون على ضبط المخالفين عن طريق اتصالهم واخبارهم الجهات المسؤولة عن اي خرق قانوني، بمعنى ان هذه تعيش الدول في سلام وامان لان مواطنينها يحمونها ومخلصين وملتزمين بالقوانيين بلدهم.

ما يحصل اليوم في العراق، ليس سقوط النظام السياسي اوالبنية التحتية اوكثرت المجرمين الذين فتحت ابواب السجون لهم او كثرت السراق نتيجة الفقر او كثرت السياسيين الانتهازيين، حتى مرحلة ظهور الداعشيين السفاحيين، وانما سقوط المجتمع العراقي اخلاقيا. طبعا انا هنا لا اعني كل المجتمع او كل العراقيين وقعوا في هذه الرذيلة ، لان دائما هناك طيبون وانقياء القلوب، ولكنهم حقيقة اجد نفسي مجبرا على ان اقول الحقيقة هنا، انهم قليلون جدا جدا. ما لاحظته منذ زمن بعيد ان روح المواطنة قد اندثرت عند العراقيين لا سيما بعد مرحلة التغير اي 2003م. العراقيون ربما فقدوا الامل في ايجاد نظام عادل او ليس لهم صبر نتيجة السقطات السابقة اوقيام المظلمومين في عهد النظام السابق على الانتقام والحصول على حقهم، وهكذا لم يبقى مواطن عراقي واحد لم يتم اجباره على تغير موقفه او نظرته او علاقته بالوطن، وكأن ارض العراق و مياه دجلة والفرات هما اوقعا الظلم عليهم وليس اخوتهم الذين فعلوا ما يفعلونه انفسهم اليوم.

فالمنظومة الاخلاقية العراقية برأي الشخصي بعد2003 سقطت من ضمير العراقيين بل اندثرت، واصبح الناس لا بخافون من القانون ولا يخافون من الله او القيم الدينية ليس له اثر عليهم( المفسرون الفاسدون في الدين كثيروا) ولا يستحون بعضهم من البعض اخلاقيا، واصبح الدين حمال الاوجه، وكل واحد يتستر وراء اقنعة عديدة وبعيدة عن هموم الوطن والارض والهوية، كل واحد حاول و لازال يحاول لقطع اكبر قطعة ممكنة من جسد الفريسة التي وقعت (ارض العراق) اي ممارسة السرقة من مرتبة الوزير الى اخر فرد في اي دائرة حكومية، كل واحد تخلى عن القيم الاخلاقية او مبدا او تعليم ديني بضمير انساني حي ولبس القناع او عدة اقنعة ونزل الى الى الشارع يبحث ( يسرق) عن حصته من الفريسة باي طريقة كانت.

مع الاسف استطاع وكالعادة الجميع تبرير سقوطهم الاخلاقي بعد ان اختزلوا الضمير الانساني من انفسهم و ابتدعوا لانفسهم حجج واهية اما باسم الدين او المذهب او القومية او القبلية او المنطقة، (اي الغاية بررت الوسيلة)، لكن الهدف الاصلي كان الحصول ( سرقة) على اكبر قطعة من جسد الفريسة المذبوحة على يد ابنائها.

طبعا هذا التغير لم يحصل من لا شيء وانما هيأت الظروف الدولية له، ولكن عادة البقاء للاقوى، وهنا الاقوى هو من كان يستطيع ان يفهم الوضع ويغلب العدو او الصديق الذي اوصل العراق الى حد الضياع، ويتخذ القرار الصائب ان لايقع في هذه الفخ، ولكن مع الاسف نقول كان هناك في السابق نخبة محدودة تحكم العراق غير ملتزمة بالاخلاق والقيم الانسانية، لكن بعد التغير استطيع ان اقول معظم السياسيين اي 95% اياديهم ملطخة بالدماء ابناء الشعب العراق لا سيما الابرياء واموالهم التي يمتلكونها هي مسروقة بنسبة 80%، اي حكام العراق الجدد او النخبة السياسية الجديد سقطوا اخلاقيا وانسانيا ودينيا .

فمن هو القائد الذي يعيد الى العراق ( الفريسة المذبوحة) الروح او نسمة الحياة جديد؟ هل بقى لنا امل في هذه الوطن وكيف؟.
انا شخصيا لن يعد لي امل في الحصول على شيء، بل كل شيء يسير نحو الانحطاط والخراب والدليل ما يقوم به الداعشيون والدول العربية والاسلامية ساكتة وكانها مؤيدة، بل هناك الكثير من العراقيين ايدوا وساندوا بل انخرطوا في الداعش التي اسوء مجتمع ظهر في التاريخ وفي نفس الوقت والكل يتفرج بل منهمك في السرقة والوطن يحترق بل يفقد وجوده، لان العراقيين اصلا فقدوا عراقيتهم بل باعوها للغريب مقابل المذهب الديني او القومية او المال الفاسد المسروق، لان العراقيين فقدوا طعم الافتخار بهويتهم الرافدينية وتاريخها العريق الذي يرفع المثقفين الغرباء حينما يتم ذكر اسم حضارة مسوبوتوميا. بل كان الذين يعيشون في العراق هم ليسوا اصحاب هذا الوطن ، ككلهم غرباء ؟!!

في الختام اقول للمنتقدين ارائي هذه، قد يصفونها متشاؤومة او محبطة، اقول نعم ان محبط، كيف لا اكون محبط، لقد اصبح لاهالي الموصل المرحليين من المسيحيين واليزيديين اكثر من شهرين خارج بيوتهم بدون مأوى ومأكل او دواء او مدارس او ملبس او راحة اونظافة، الحكومة المركزية لحد الان لم تقم باي عمل انساني او اخلاقي الذي هو جزء من واجبهم لم تقم بتقديم مساعد فورية تركتهم بدون استحاء وكأنهم ليسوا عراقيين. ليقرا هؤلاء المنتقدون ان تعجبهم ارائي كتب العلامة العراقي الدكتور علي الوردي (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) . املي ان لا يطول الليل الدامس بالظلمة الذي يعشه ابناء هذا الوطن، وليفكر السياسيون الحاليين عن حلول العملية المعقولية للتخلص من السرطان الذي اصاب ضمير وجسد هذا الوطن العزيز، وليعيدوا القيم الاخلاقية والانسانيةعن طريق فرض القانون والعداولة والمساوة بين ابناء الوطن الواحد ويتخلصوا من عقد المذاهب وغيرها.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الالهة في سماء مدينة الموصل!!!
- النائبة فيان دخيل: لقد قتل اله الداعشيين الهنا!!!!!
- لماذا سقطت مدينة موصل بيد الارهابين!!؟
- ذكرى عيد الميلاد في زمن الفقر !
- بالامس مات مانديلا ... فإهتزت اركان الكرة الارضية!!!
- تغير نص المقال اخيرا انقلب السحر على الساحر !!!
- اخيرا انقلب السحر على الساحر !!!
- بحث في تسميات الكنيسة الشرقية وتاريخ ظهورها حسب المصادر التا ...
- لا جديد في قاموس السياسة العراقية !!!
- (هل تنجح التسوية بين تركيا و- حزب العمال الكردستاني - ؟ )
- هل يعيد البابا الجديد احياء الحوار المسيحي – الإسلامي اسوة ب ...
- سؤال تحت المجهر (1) : هل تعتقدون ان هناك تسوية دولية لحل الأ ...
- في العراق اليوم حفنة من القوة خير من كيس من الحق !!
- هل تغير المالكي يحل المشكلة!؟
- الاول من ايار علامة مضيئة في تاريخ الانسانية
- الانسان الشرقي بين التأليه والتقزيم
- الصحافة مهنة لشهداء !
- ماذا سيكون مصير الحضارة التي تمنع التنورة القصيرة (1) !؟
- المواقف الانسانية عند بعض الشخصيات الكردية في زاخو !!
- هل نسى قادة حركة التغير والاحزاب الاسلامية بعض الحقائق التار ...


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوحنا بيداويد - هل سقط المجتمع العراقي اخلاقياً؟!!