أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حاتم الشبلي - الذات والاخر















المزيد.....

الذات والاخر


حاتم الشبلي

الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 14:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الذات والاخر
كما يلتصق بنا إسمنا منذ ساعة ولادتنا، أو كنوعنا ولون عيوننا وطول قامتنا وما إلي ذلك من مفردات الشفره الوراثيه، هوكذلك من حيث شدة إرتباطه وتعيينه لنا، إلا أنه يختلف من ناحية أخري بإعتباره شيء وراثي بالفطره، لايحتاج إلي جهد، يختلف عن تمييزاتنا الثقافيه والدينية والفكريةوالأجتماعية الخ..،فأن تكون (سوداني) ليس كما أن تكون مسلم أو هندوسي أو فرنسي أو عربي. لادخل لهذه التسميه بالمحددات الثقافيه والحضاريه أو غيرها، فهي تسبقها جميعا، كما تسبق الأنسانية الديانات والأيدولوجيا، فهي أشبه بالبيولوجي الذي لايحتاج لأضافة شيء حتي يتم، شيء أولاني، سابق، قبلي، من الوهلة الأولي وإلي النهاية، بمعني انه غير مكتسب كالصفات الأخري التي يمكن أن تتحصل عليها أوتحشر ضمنها قسرا، فطابعه سكوني، لايحتمل ديناميكية الأشياء.
هناك من يضعها علي مستوي الشرط القانوني – الدستوري، وأن تكون قد تحصلت علي أوراق ثبوتية، شهادة ميلاد، جنسية ، رقم وطني الخ...، وأن يكون إسمك مكتوبا علي السجل المدني، وهنا بطبيعة الحال، يستلزم ذلك وجودك قريبا من عين (الإحصاء الرسمي)، ولاغرابة في ذلك، فقد يوجد الكثير من الغير محظوظين بهذا الأمتياز في هوامش البلاد الكثيره، وربما في أزقة المدن أيضا، فتلك المذيعة الأنيقه المتبيضه، تقرأ الرقم الرسمي لتعداد السكان (ببرود إنجليزي) وأنت تدرك أنها أسقطتك وأسقطت الكثيرين من حسابات الدولة الرسمية، في الدول المتقدمة مثل هذه الإخطاء الأحصائيه تكلف الدولة كثيرا لأن هذه الأرقام تؤخذ كبيانات يعتمد عليها في عملية توزيع الخدمات وغيرها من مشاريع التنمية الجارية، ولكن هنا لايغير الأمر شيئا، فالحكومة والدولة عندنا( مافاضيه) لمثل هذه القضايا الإنصرافيه. ولكن لابأس في ذلك فإنك ستظل سوداني.
كان قدماء المصريون الفراعنة يطلقون علي البلاد الواقعة إلي الجنوب أسم( تانهسو) ويعني بلاد السود، ثم جاء من بعدهم المؤرخون الأعراب ومنهم بن خلدون، الذين ترجموا الكلمة الإغريقيه( إثيوبيا) والتي تعني الوجه المحروق، واطلقوا أسم بلاد السودان. وتمشيا مع وجهة النظر التي تستخدم مصطلح الهوية،( مأخوذه من هو)، يتبين دور الاخر في وضع الأسم الذي يتم من خلاله تحديد ملامحنا، ليست الفسيولوجيه فقط وإنما الثقافيه والمزاجية أيضا، (حيث تكلم بن خلدون عن كسل السودانيين وعدم تحضرهم، وإنهم لايفلحون إلا في الرقص والغناء، لتمتعهم بالغباء)، إلا أن هذا المؤرخ العنصري الجاهل بحقائق التأريخ، لايعلم أنه علي ضفاف هذا النيل قامت أولي الحضارات الأفريقيه، وهؤلاء الراقصين والمغنين والأ غبياء السود، قد أكتشفوا معدن الحديد وأقاموا الصناعات المرتبطة به منذ مملكة كوش،حيث تشير بعض البحوث إلي أن تصنيع الحديد كان منتشرا في مروي مما ادي الي ظهور بعض الأمراض من جراء تلك الصناعة، وبنوا الأهرامات وماشملته من اثار معماريه وفنيه لازالت تبحث وتكتشف حتي الان.
العديد من الدول والشعوب تمت تسميتها بلغاتها الأصليه، وتختلف دلالات الأسماء من أنجلترا ( بلاد الملائكه)، و ( دتش لاند) بلاد الرجال، وغيرها من التسميات، ولاشك في أن هذا الإختيار لادخل له بالمواطنة، كموضوع حقوق وواجبات دستورية، فبإمكانك أن تصبح كنديا أو فرنسيا، أو أستراليا مثلا، هذا يتوقف علي ماتريده أنت وفق الصيغ القانونية المتبعة، بالرغم من أنه سيشار إليك بأنك مواطن من أصل كذا، فإنه لاعلاقة لذلك بما تستحقه من خدمات و إمتيازات مواطنة أخري، ومن هنا يمكن أن نري أن المواطنة شيء والذاتية شيء اخر، فأنت ماتريد أن تكونه، علي مستوي الديانة أو الثقافة أو أي مكتسب إنساني اخر. وقد قطعت الشعوب المتقدمة خطوات بعيده في هذا الشأن.
أما عندنافالمسألة تختلف كثيرا، فقد أرتكبت الحكومة حماقات الأبادة والتشريد والتنزيح بسبب الأنتماء ( الجغرافي – الأثني) في هوامش البلاد الجنوب، دارفور، جبال النوبة، النيل الأزرق. وهو خلط الأمور مع بعضها البعض في الصراع السياسي القذر في أحسن الأحوال، وربما يكون الأمر ابعد من ذلك، فهؤلاء ليست لديهم حقوق مواطنة في ظل الدولة. حسب التصنيف البشري – لأيدولوجيا السلطة التي تمثل مصلحة المستعربين والمسلمين، ودوننا كارثة إنفصال الجنوب، لأسباب دينيه، ومن إضطهاد المسيحيين وعدم أتاحة الفرصة لهم للتعبير عن عقيدتهم، بل حتي أضطهاد الكتاب والمثقفين ، ومنع الأزياء الشعبيه الأفريقيه والتدخل في أدق خصوصيات المواطن بأسم الشريعة الأسلامية وذراعها الباطش ( النظام العام)، وكل تلك الأجراءات والسياسات كانت متبعة منذ الأستقلال إلا أنها أخذت كامل مداها وتعبيراتها في ظل الحكم الأسلامي لعمر البشير.
وصل الأمر لدرجة السماح بقيام كيان سياسي ( عنصري) بالعين، وتقديم العون المادي واللوجستي له، هذا الكيان الكبير والذي له فعالياته و منبره وجريدته المقروءة وما إلي ذلك، هذا ببساطة يمثل الوجه السافر للايدولوجيا الأسلاميه التي تتسنم دفة السلطة، ولقد وجدت تلك الهرطقات التي يبشر بها قلم الإنتباهة مثل فصل الجنوب، الأتحاد مع مصر، إدعاءات العروبه العرقية ألخ...،وجدت مستمعا أمينا في الأوساط الشعبيه والرسمية، مما يجعلنا نقترب من القول بأن هذا الخطاب يعلن المسكوت عنه داخل أدمغة قيادات التيار الأسلامي، ورجال السلطة، مما يجعله ينزل بردا وسلاما علي اذان الحكوميين ومن شايعهم. إلا أن الواقع والتأريخ يسير عكس هذا الإتجاه. مما يجعل أنوار الوعي الوطني أكثر قربا من وجدان الأغلبية الساحقة من المهمشين والمضطهدين . الذين يحلمون بالخبز والحرية والكرامة .
لادخل لأنتمائي( المكتسب) بحقوقي كمواطن وواجباتي تجاه الوطن والإنسانيه، ولا دخل للأثنين بكوني سوداني، هذه الكلمة العزيزه، الدالة، المفتوحة للقراءات والتأويلات إلي مالانهاية، العصية علي الأنمحاء والتغيير. الكلمة الصغيره، ذات الحروف الأنيقة، التي تحيلني بشكل مباشر إلي موقعي كعضو في الإنسانية، يمكن أن أكون الطيب صالح، أو أبوبكر كاكي أو الطالبه الاء عبد الصادق، أوحتي شماسي ضئيل الجسد يستمتع بحريته في شوارع الخرطوم، ويمضغ السلسيون، أو مزارع يفا وض الأرض علي غذاءه، أو راعي بسيط ينسج خياله علي قدر مساحة مسارات أبقاره ، لاشيء يمكن أن يزيل هذه الكلمة الواسمة عني،وليس بالضرورة أن يكون ذلك بالنسبة لي مصدرا للشفاء أو السعادة، تلك مسائل أخري، خارج موضوعها الرئيسي، الذي هو( أنا)، من الخارج ومن الداخل.



#حاتم_الشبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنسانية التجارية
- الاسرة من منظور الدستور والقانون السوداني
- فسيولوجيا النكات الشعبيه
- التدجين من الداخل
- مصادرة الحياة بأسم الأسلام
- زهرة السحاب
- حول اسلمة وتبييض التأريخ


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حاتم الشبلي - الذات والاخر