أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم الشبلي - زهرة السحاب














المزيد.....

زهرة السحاب


حاتم الشبلي

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 20:03
المحور: الادب والفن
    



علي مقربة من الحلم أو علي مبعدة من الصحو كان لقاؤنا الاول ،كنت أجلس وحيداً في تلك الحديقه حين باغتتني تلك الصوره ، الصوره التي ستأخذني إلي فضاءات ملائكيه ملونه بالسحر والغموض ، في البدء ظننتني الملم صديً باهتاً لأحدي بنات أفكاري اللائي أرهقن بفعل المساحيق الروحيه ، وتعلمت حينها درساً لازعاً عن كيفيات الصدفه وسخاء المخيله الاصطناعيه ،وضعت حقيبتي -الصديقه الوحيده التي لم تفارقني - بجانبي واستسلمت لنوبه من الخدر الذي تسرب من اطرافي متمهلا كالراتب الشهري ليضعني علي منصة الإقلاع المفاجئ ، وبالرغم من انني ومنذ فترة ليست بالهينه أستننت لنفسي قانوناً يحكم ردَاتي إزاء الفعل النسوي الحريف (إذا أردت أن تفعل شيئاً فأفعله حالاً ودون تردد) إلا أن قدماي تحركتا تلقائياً وبدون سابق إشاره ، وخارج إطار هذا القانون نفسه ،لدرجة أنني لم افعل شيئاً ، كنت أقف مشدوهاً كطفل يتيم معدم في سوق المدينة ، أحدق في الصوره وأجتهد لأضع علي فمي كلمة تحررني من ذلك الأمتلاء ، فخانتني جميع الحروف ، كأن الصوره قد كسرت سجن المعاني فهربت جميع المفردات عارية كما ولدتها أمها وأنا أطاردها لأرد لها بعضاً من الحكمه ، أخذتها من يدها وأنطلقنا مع أول غيمه طائشه عبرت سماء المدينه ، حدثتها عن فينوس الماكره وكيف صارت (قًواده) لتدرك مجداً كان ولا زال وسيبقي حلماً أنثوياً أبدياً عصياً علي النسيان ، ثم أقترحنا أن نعيد تشكيل الذاكره الجماليه بما يتماشي مع المعطيات الإستوائيه لتصبح فينوس الجديده الكنداكه المتوجه علي عرش الجداره والإمتياز ، فأرتسمت علي شفتيها الناعمتين إبتسامه غامضه لم أدرك معناها بعد ، ومنذ ذلك الحين أختفت الموناليزا من اللوفر ولم تعد تطل من علي الجدران ، حدثتني عن تأريخ السلطه الذكوريه وعسف الطبيعه ونضوب الروح ، وقلت لها : ) كل شئ جائز ياحبيبتي ، فكوني حذرة في مواسم الصيد) ثم أخبرتها عن ولعي بالإكتشافات والمدن الجديده والسفر وإن بداخلي ظمأ لايرعوي لأجرد الأشياء من غموضها وغلالتها الساتره ، عن هوسي بالأنحناءات والدوائر والأقواس والكرات لأعتقادي أن بداخلها روح سحريه تطيل العمر وتمنح الخلود ، فقالت : ( أسطورة الشبق ) .....
فقاطعتها : ( إنها ليست أسطوره إنها الحقيقه )
قالت : (وكيف عرفت ذلك)
قلت :( من أ سفاري وتجاربي )
قالت : ( أنت تمارس غوايتي لتنال من حريتي )
قلت : ( الأمر ليس كذلك ، الحريه تبدأ من الداخل ، من هنا ) وغرست أصبعي مابين نهديها الطافرين فأنتفضت وزجرتني ...... وفي مساء عبورها الحفيف هددتني بالحرمان فأتهمتها بالأستخدام المفرط لقوانين الترويض فأصابها ذلك الأحساس المفرح المرافق للقوة ، وأخذت تمسح دموعي بمناديل أفتراضيه صنعتها من قماش صدريتها الدافئه ، ورسمت علي جبينها وديان صغيره كأنها صورة مصغره لأنهار الجنه، صامته، وعنيده، وتنوي علي شئ ما .
بعد مايقرب المائة حلم ،وجدتني ضائعاً، تائهاً وسط الفضاءات الضبابيه ، اطارد نجمات أحلامي واحدة تلو الأخري أبحث عن صورتي المقدسه ولا اجدها أبداَ ، تركتني ومضت في غيابها السحيق مخلفة فوضي وحرائق وإبهام كثيف ، مضت دون أن تمهلني وربما لم تكن تدري أنها أخذت معها حلماً .

تمت



#حاتم_الشبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اسلمة وتبييض التأريخ


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم الشبلي - زهرة السحاب