أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - زهير الخويلدي - حوار مع الفيلسوف الدكتور زهير الخويلدي















المزيد.....



حوار مع الفيلسوف الدكتور زهير الخويلدي


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 20:46
المحور: مقابلات و حوارات
    




أجرى الحوار عبير زيتون



1-لقبت بلقب أفضل كاتب شاب باحث في العالم العربي عام 2009 , وتوجت بجائزة الفكر الادبي عام 2014 من قبل مجلة الفكر,مالذي يعنيه لك التكريم الفكري في زمن لا قيمة فيه للفكر ؟؟

لم نطلب من أي جهة كانت: مؤسسة تابعة للمجتمع المدني أو سلطة سياسية معينة أن تسعى إلى تثمين أعمالنا ومنحنا الترقيات والتشريفات ولكن لا نمتنع عن ذلك ان حصل هذا الأمر وتم بالفعل عن طريق التقييم الموضوعي. وليس المهم الألقاب والجوائز والشهرة بل الأهم هو قيمة العمل الفكري المبذول ومدى الاستفادة منه وحسن الانتفاع من زائد القيمة الذي يوجد فيه والنجاح في الوصول الى عقول ووجدان شريحة من الشباب العربي الملتزم والتأثير في موقفهم الوجودي وتغيير رؤيتهم للكون وتوجيهه نحو حب الحكمة والقيام بأفعال حسنة. من هذا المنطلق يشعر الباحث بأهمية التفكير في الفضاء العمومي الذي ينتمي اليه حتى وان كان يعيش في زمن لا يعطي قيمة كبيرة للفكر ولا يحظى المشتغلين بالنقد والبحث بالتقدير في المدينة الإنسية بالمقارنة مع نجوم الفن والرياضة والإعلام. ولكن حينما يدعوه الالتزام الوجودي إلي تلك المهام الجوهرية فإنه ينظر إلى طلب المعرفة على أنه رسالة وتجربة محفوفة بالمخاطر ويتحسس المشاكل والمعضلات التي تعاني منها ثقافته وتزداد هذه الأهمية لما يحصل الوعي باتساع الفجوة الرقمية بين عالمه الراكد والعالم المتطور. ربما التتويجات التي تمنح للمفكر هي مسؤولية حضارية أكثر منها تكريم واعتراف أكثر منها تقدير عمومي وقد تعيقه عن الإبداع وتجلب له الكسل والخمول حينما يتوهم بلوغ قمة الشهرة والمجد ومن ناحية ثانية قد تمثل له تشجيعا على المضي قدما في طريق التزود والسعي الحثيث والمكابدة في دائرة اجتماعية تعاني من التصحر الثقافي وفساد الذوق. إن وضعية الفكر في حضارة إقرأ حرجة وتعاني من الكثير من التحديات وبناء على ذلك لا توجد خيارات أخرى للأمة من أجل الاسترجاع والاستئناف سوى التفكير وتشجيع المفكرين ومحبي الحكمة. من البديهي ألا ينتظر من الناس أن يحكموا على قيمة الفكر والفلسفة والنقد الفني على نفس المنوال من النجاعة والمردودية التي يتم البت فيها عن طريق الخبراء والمهنيين والتقنيين في مدى صلاحية آلة معينة. والآية على ذلك أن الفكر ينتمي إلى نظام الغايات ويتوجه نحو الإنساني في الإنسان بينما الآلة تتحرك في نظام الوسائل والوسائط وتتوجه إلى تدبير دائرة الحاجات ضمن الطبيعة البشرية ولذلك تزداد قيمة الفكر في زمان الانحطاط أكثر من زمن الازدهار لأن غيابه يؤدي إلى تفاقم حالة المرض وحضوره يعجل بالدواء ويحرك عقارب ساعة الزمن.

2-توجت جهودك الفكرية بعدة اصدارات ويبدو الاصدار الاول منها نال اهتماما اعلاميا مختلفا عن بقية الاصدارات خاصة (كتاب شذرات فلسفية- العولمة -حالة الفكر في حضارة أقرأ )الصادر عام 2007,مالحصيلة التي توصلت اليها لواقع حضارة أقرأ ؟؟؟

البداية تكون عادة هي الظهور الأول والإعلان الرسمي عن الحدس الفلسفي الخاص بالذات المفكرة الفردية في تقاطعها مع الحدوسات الفلسفية للذات الجمعية القادمة من الأقاصي والمنادية على الأيادي المتقدة بالبناء والفعل والانتشار في الأرض والذهاب بعيدا في السماء عن طريق الافتراض والتخييل والتوقع والاستكشاف. ولقد كان الأسلوب البدئي العنيد هو الشذرات بغية التحرر من الأنساق المغلقة والمناهج العقيمة والقيام بوثبات فكرية وهجرات لازمنية قصد التقاط المعنى والظفر بالقيمة والوقوف عند العتبات. لقد تبين أن واقع حضارة إقرأ اليوم هو في أسوء الأحوال والحصيلة هي المزيد من التمزق والتحارب والضعف والتردي والأدهى أن الجرعات المقدمة للإصلاح والإنقاذ محدودة وفاسدة وتوفرت في الوقت الضائع وتحتاج إلى معجزة من أجل إخراج الشخص المفهومي من حالة الاحتضار وطرد اليأس والإفلاس. على هذا النحو شهدت الشذرات تطعيما بالسرد والتشريح والمقاباسات من أجل انتشال كونية القول الفلسفي من بين صدام الخصوصيات واكتساح ثقافة الحشود النمطية ولهيب العولمة المتوحشة الذي لا يبقي ولا يذر. لقد توصل البحث إلى حد إثارة التقاطع بين الإيتيقي والسردي والتفطن إلى أهمية التشابك بين الحق والقوة والتصالب بين الفعل والنص وجعل شعرية السرد تتغلب على استعصاءات الزمانية وأنطولوجيا الذات الفاعلة تنقذ الكوجيتو الجريح من ورطته وتعيده إلى العالم منتصرا بعد غرقه في أوحال الغيرية والايديولوجيا والتقنية.
المقصد الاسنى لدينا هو مقارعة الجهل وطرد اليأس وبذل الجهد للخروج من الكهوف المظلمة من التاريخ واستقبال الأنوار المرسلة من العقل الاستطلاعي والتخلي عن المقولات المهترئة والاستعارت الميتة ونحت مقولات مضيئة واعتماد استعارات حية وتنشيط الذاكرة السعيدة وإطلاق ملكة الخيال المبدع للتسامي والعلو.

3-(حضارة أقرأ )كما سميتها تعيش اليوم مفارقات عجيبة بين تراثها المتخم بفعل الكتابة والقراءة ,وحاضرها الذي ابتلعه مد الصحراء وقحالة الفكر الذي أصابها مع استفحال للغة الدم ,والتكفير وشهوةالسلطة والفقر والجهل ,مايدفعني للتساءل ...ماهي حاجة العالم العربي اليوم الى الفلسفة والتفلسف ,والعنف البشري طبق يومي مجاني على مائدة الأخلاق العربية ؟؟؟

يحتاج العرب إلى الفلسفة واستراتجياتها المقاومة مثل الكتابة والقراءة والترجمة والاستشكال والتمعين والبراكسيس مثل احتياجهم إلى الهواء النقي والغذاء الصحي والشغل الكريم والمسكن اللائق وجميع حقوق المواطنة والحريات العامة وذلك لكي تسمح بافتكاك موقع لهم في العالم وثبت هويتهم المركبة وتحقيق الاستفاقة الكبرى واليقظة الحاسمة وتمكنهم من توديع عصور الانحطاط والتعثر دون رجعة. في الواقع تتشكل هذه الفلسفة المنشودة من مقاومة السائد والاعتراض على الابتذال والعار الذي يخلفه الإنسان حينما يعتقد أنه يعرف وأنه على صواب وأن الآخرين هم الجحيم وأن الفردوس هو العزلة. والحق أن الإنسان الذي يوجد في ظروف غير إنسانية يدفع إلى الخروج من طوره الطبيعي وإظهار المكبوت وانفلات التوحش والهمجية والسقوط في دوامة العنف والغطرسة وبالتالي يصبح طلب التحضر والترقي من المستحيلات لديه.

4--في تشخيصك العملي القائم على مفهوم الفينومينولوجيا ,والهرمينوطيقيا كمنهج لدراسة الظواهر, قلت (ان نتفلسف هو ان نتدرب على المقاومة بل ان نقاوم والية المقاومة هي اللغة العربية أو الضاد وتحويلها الى لغة فكر وانتماء حضاري مشارك في بناء الحضارة الانسانية يساعد على تشكيل هوية سردية لحضارة أقرأ تستوعب بكرمها الطائي الغيرية وتحسن ضيافتها )السؤال هو كيف لنا أن نفلت من ميتافيزيقيا القراءة ,وكل قراءة تستدعي ترسانة معرفية حرة ؟؟

ليست الفنومينولوجيا توجها مدرسيا ولا عقيدة مذهبية تستوجب التطبيق الفوري وإنما هي منهج وجود في العالم وعودة إلى الأشياء ذاتها من أجل وصفها الخبرات الحية والتجارب المعيشة والتعبير عنها من خلال اللغة الخاصة بها دون أحكام مسبقة ودون الوقوع في شراك المثالية العقلانية ومستنقع التشتت التجريبي.
كما أن الهرمينوطيقا ليست نظرية التأويل المنحدرة عن التراث الديني القروسطي ولا علم التأويل الذي وقع تطويره في الدراسات الإنسانية والاجتماعية في الحقبة المعاصرة وإنما هي رؤية فلسفية ترتكز على فن الفهم Art de comprendre وتسعي إلى إعادة تملك للمعنى وتفهم الإنسان وتحقيق المصالحة مع الطبيعة ومع الإنسانية أي مع ذاته والتواصل مع الغير وتمنح المنزلة الراهنة للوضع البشري التشخيص الذي يستحقه.
رهان الهرمينوطيقا هو دفع الناس إلى توفير شروط إمكان التفاهم بإزالة سوء التفاهمات التاريخية والسياسية والعقدية وتجذير الانتماء إلى زمانية الوجود وتدبير تاريخية الوضع البشري والتجربة الفعلية للعقل الإنساني. كما تدعونا الهرمينوطيقا إلى الاستمرار في التفكير وتقر بالتناهي الجذري للفهم وتستنطق التجربة اللغوية في العالم وتحاول التأليف بين فلسفة اللغة والوعي بشغل التاريخ وتحدد نفسها بوصفها بحث عن المعنى المفقود.
5-دعوت الى اتجاه فلسفي ثالث متحرر من الفكر الفلسفي الحديث الموالي للفلسفة الغربية ,والفكر الفلسفي التقليدي العاجز عن الابداع ...لو سلمنا جدلا بامكانية الطرح بوجود فلسفة عربية وسيطة ..كيف نقر بامكانية انتاج فكر فلسفي راهن ضمن البنية العربية السوسيوثقافية بعد أن أخفق عصر النهضة العربية الحديث والى الان من تكوين منظومة فلسفية متسقة ,عدا شذرات هنا وهناك, والوضع العربي ماض نحو الهاوية ؟؟؟

الاتجاه الثالث في الفلسفة المعاصرة غير تقليدي عند مقارنته بالمعهود ويذهب إلى مابعد الفلسفة العربية التي ورثناها عن عصور الازدهار التي تحولت إلى تقليد وميراث بالرغم من تضمنها على مخزون رمزي واشراقات مضيئة ويستشرف بطريقة نقدية مابعد الفلسفة الغربية التي استهلكت ما تبقى فيها من تنوير وعقلانية وحداثة وتقدم وكشفت عوراتها بنفسها وصارت مابعد حداثة وعولمة مابعد كوليانية ونظرت إلى موت الكائن ونهاية التاريخ وخسوف العقل وامبريالية الحقيقة والإنسان الأخير وتصدع الذات وفقدان السيادة في الدولة الرخوة وانتصار الإمبراطورية.
إذا عولنا على ما تبقى من الفلسفة العربية القديمة في وجداننا من كلام وتصوف وعلوم طبيعة ومنطق ونحو وعلوم عمران فإننا لا نبارح حالة التقليد ولا نحقق الوثبة الحيوية المطلوبة والعود على بدء والولادة الثانية. وإذا عولنا على ما يفره العقل الغربي من تقنيات وعلوم ومعارف وثقافة وفنون وتجارب ومناهج وخبرات وثورات فإن اغترابنا يتضاعف وضياعنا في العالم يتفاقم ونسياننا لأنفسنا يعطي المبرر للجيل الغاضب على التبعية والتغريب والمنادي بفك الارتباط والتعويل على الذات في استنباط وسائل الترقي والتحضر الخاصة بنا. لكن إذا ما أردنا إيقاف النزيف وزرع الأمل وعدم الوقوع في الهاوية التي أعدت لنا فإنه من الضروري الاحتراس المؤسساتي والتنبه الجماعياتي والتسلح بالوعي التاريخي والإعداد الجيد للمستقبل وامتلاك زمام المبادرة وتصويب البوصلة وتحريك العقل العربي نحو التفلسف الأصيل والتوجه بالفكر نحو منابت الإبداع.
6-كيف ينظر دكتور خويلدي إلى مستقبل الفلسفة النقدية العقلانية في العالم العربي الذي أخذ يكفهر بحجب السلفية وينزلق الى ليل الاديان ,ماذا يمكن للفلسفة ان تفعل في عصر الارهاب ؟؟

الصفحات النقدية في المدونة العربية ضعيفة ومهملة والكتب والمؤلفات التي تناولت موضوع النقد الذاتي وأرادت التصحيح والتطوير وآمنت بفكرة التقدم والجدة والعصرنة هي مدانة ومحاصرة ومتروكة ، وفي المقابل تنتشر ثقافة التمجيد والولاء والوصاية والبكاء على الأطلال والتأسف على الماضي والشعور بالندم على الحاضر ويبرز إلى العيان انقسام مذهبي واحتقان طائفي وإرباك في جسد الأمة وزلزلة في مقام الملة. الفلسفة النقدية العربية غرقت في النخبوية المقيتة والتبرير الايديولوجي والشرعنة الفارغة وتحولت إلى نقدية هدامة وأوجدت مناخا لاعقلانيا وحرصت على الانتصار إلى القيم الكونية على حساب الخصوصيات الثقافية. لا مخرج لنا من لاعقلانية العقلانية العربية سوى النقد لغاية التأسيس والتفكيك لغاية البناء والقطيعة بغية التواصل والانعطاف من أجل العودة إلى الذات على نحو مختلف واستئناف الاجتهاد من أجل الإثراء لا الهدم.
مقاومة الإرهاب تكون بواسطة القضاء على التفاوت الطبقي وتجفيف جذور الفقر وتفكيك قلاع الاستبداد والقضاء على الأنظمة الشمولية وعلى الاستبعاد الاجتماعي وتوزيع المنافع العامة ومنح الحرية في جميع المجالات ولكل الفئات وتركيز فلسفة المقاومة وثقافة التآخي والتعارف العادل وليس عن طريق منطق القوة والتدافع القاتل والحلول الاستئصالية وتحرير الإسلام واحترام المقدسات وتأسيس حداثة متعددة الأصوات بالخروج من السياج الدغمائي المغلق وتحطيم البنية اللاهوتية المترسبة وبناء هرمينوطيقا اسلامية نقدية.
ربما المشكل الذي يجب طرحه على الفكر الفلسفي راهنا هو إلي أي مدى تساعد الديمقراطية على التصدي للإرهاب المعولم؟ هل يجوز الحديث عن مقاومة ديمقراطية للعنف المؤسس والكراهية بين الشعوب والأمم؟
7-في الوقت الذي يشهد الفكر الغربي فيه تطورا في العلوم الطبيعية,تستشري في زماننا العربي المعاصر, ظاهرة الاصولية وعودة الديني وسيادة الفكر الغيبي ومحاصرة السماء للارض ,كيف تفسر انتشار الفكر السلفي واستثمار السلفيين والارهابيين للتكنولوجيا في خدمة قضاياهم اللاهوتية والغيبية والارهابية ,دون الاهتمام بامتلاك المنهجية المعرفية والعقلانية التي أنتجت هذه الادوات والتطبيقات التي هي صناعة الغرب الكافر على حد تعبيره ؟؟؟

التصورات العقائدية المغلقة هي صناعة دخيلة على حضارة اقرأ وأفرزها مناخ من الظلم السياسي والازدراء الاجتماعي لعدة شرائح وفئات هامة وتم زرعها بطريقة ملتوية وتوظيفها ضد مصالح الأمة ومستقبلها وأفضت إلى تخريب العمران وإهلاك الإنسان. أما الغلو الديني فهو ناتج عن غياب حسن الضيافة بين الأديان وتفشي اللاّتسامح بين المذاهب واحتكار تصريف شأن المقدس من طرف سلطة سياسية وإقصاء بقية المكونات وذلك لغلبة التفسير على التأويل وتحكيم النقل على العقل وإذكاء نار فتن الماضي على حساب الإجماع على أولوية المصلحة الراهنة وحتمية سد أبواب المهالك وطرق الأبواب التي تجلب المنافع.
العلاقة المتشنجة بين العرب والعالم سببت العديد من المشاكل والضغائن وأدت الى تنامي الكراهية بين الشعوب وتبني النظرة الاستشراقية والحكم على الشرق ب"التخلف" من منظور الغرب "المتقدم" وتكريس التبعية والالحاق بالأمم القوية والتفريط في السيادة الوطنية والأمن القومي العربي والمصلحة العليا للأمة. نحن نعاني من سوء فهم لذواتنا ومن رؤية ضبابية لثقافتنا وفقدان التعايش بين معظم مكونات الأمة وعناصرها وقد ترتب عن ذلك أن معظم مخزوننا المعرفي ملقى به في المتاحف والأراشيف ولم يقع تحقيقه بعد ولذلك أنتجنا خطابا غوغائيا يتميز بالانفعال والتوتر ويجنح إلى التقليل من القيمة الأنطولوجية للغير.
بناء على ذلك نحتاج إلى مكتسبات العلوم الإنسانية من أجل تفكيك هذه الأوهام وإزالة هذه التصورات الخاطئة عن أنفسنا وعن غيرنا وتدريب الخيال على احترام الواقع والاستفادة من النسيان الرحيم والحكمة الحية وذلك للتوجه على التو نحو العناية بالذات وإعادة بناء الحدث العربي وإنقاذ الحياة حيثما هي أسيرة.

8--(حرية الاعتقاد الديني )المعضلة الاساسية التي تواجه الفكر العربي المعاصر ,والتي بدأت بقطرة الدم مع(أسعد الشدياق) في القرن التاسع عشر,مستمرة ليومنا الحالي ,مع تطور الأمور وانتشار لغة السلاح كغطاء تبريري للدفاع الاسلام تحت غطاء منظومة فكرية اسلامية تعددت اجتهاداتها وفتواها المبنية على موروثات فكر قروسطي تسئ للاسلام وتعادي التغيير في الزمان والمكان ؟كيف يمكن تفسير هذا الخراب العربي بأدوات عقلانية ؟؟
لعل الاستراتيجية الحضارية التي تفضي إلى عصر مابعد همجي للإنسانية ترتكز على حرية الضمير بالمعنى الواسع للكلمة وليس على حرية الاعتقاد وتشترط ضمان حق إقامة الشعائر الدينية في كنف التسامح والتعايش والأمن للجميع وتمنح حقوق المواطنة لكل الأفراد وتركز على الهوية الوطنية بالمعنى السياسي والقانوني والتاريخي ولا تقتصر على تحديد الهوية الثقافية من خلال العرق أو اللغة أو الدين أو الجهة أو الحزب. من المفروض أن يتم التفريق بين الدين الإسلامي والفكر الإسلامي والتاريخ الإسلامي بالرغم من وجود نقاط التقاء وتماس بين العناصر الثلاثة وهيمنة طرف على آخر واستفادة عنصر من غيره وتغطية مجال لمجال.
بدل الانحياز إلى مشروع أسلمة المجتمع المسلم منذ قرابة خمسة عشر قرن يمكن تبني خيار تجديد الإسلام وإعادة بناء علومه والاستفادة من ينابيعه الروحانية في تلطيف العلاقات بين الناس وتجميل أروقة الكينونة.
أكبر الآفات التي وقع فيها الفكر في ثقافتنا هي إعادة الإنتاج reproduction لما كان موجودا في الماضي وإلباسه ألفاظ مستحدثة ومقولات مصطنعة وتبرير ذلك بالحفاظ على العربية الفصحى وأصالة الإسلام. بينما ما نحتاجه هو الإنتاج وليس إعادة الإنتاج بمعنى الإضافة والاشتغال والإفادة والابتكار والإنشاء والتشييد. لقد أخذ الداعية المكان الذي كان يحتله المفكر وجلب الانتباه إليه الإعلام في ظل عالم السماوات المفتوحة وتكاثر الفضائيات وسهولة الاتصال وسرعة التواصل وراجت بضاعة فقهية ومجموعة من الفتاوي غير محكمة وتأثر الشباب وطائفة من العقول الحائرة والنفوس الحزينة بهذه الآراء واعتقدوا أنها أحكام قطعية وثابتة.
هكذا يحتاج الخطاب الديني إلى ترشيد وعقلنة في مستوى الباث والمتلقي والأداة والرسالة والهدف المقصود. كما أن الدفاع على الإسلام وعلى القرآن وعلى النبوة يكون بالحجة المنطقية والعلوم الإنسانية أكثر إقناعا ومتانة من الاعتماد على الترهيب والترغيب وتوظيف التخييل والأسطورة ومن الالتجاء إلى الإكراه والقوة.
لا يتحقق تجديد الإسلام إلا بتحديث للمنهجية وتغيير لميكانزيمات العقل والاعتراف بالتعددية وتضافر الكثرة في سبيل بناء الوحدة الديناميكية والتوجه نحو تجميع الكثرة في عملية مركبة ولامتناهية التعقيد وإعداد المتلقي وتحويل النص من مستوى الكتابة إلى مستوى القراءة وفتح حركة التأويل على المراجعات الجذرية للحقيقة.

9- يرى بعض المفكرين ومنهم (جورج قرم )ان حل المسألة الدينية واشكالياتها المعاصرة في القرن الحادي والعشرين يكمن في استعادة روح الحضارة العربية الاسلامية التي مارست التعددية الدينية والاثنية ونبذ الصورة التي تقدمها الحركات الاصولية عن الاسلام كدين مغلق وغير متسامح وانهاء المؤسسات القائمة على توجهات اقليميية او دينية وصوغ انسانوية علمانية بديلة لحرب الحضارات ,في حين يرى أخرون بأن الافكار السابقة هي نوع من التصور الطوباوي للحل ,مارأيك أنت ؟؟؟ماهو الممكن ؟؟

لقد حاولت بعض المشاريع الكبرى تثوير التراث وتأصيل الحداثة واتجهت نحو نقد العقل العربي وخلخلة العقل الإسلامي وتاريخية الفكر وتفكيك الأنساق المعرفية وكشفت ذهنية التحريم ونبشت في المسكوت عنه وفتشت في المخيال السياسي واللاشعور الجمعي للعرب والمسلمين ولكنها تعثرت وانتكست وبقيت أبحاثها على رفوف المكتبات الجامعية يتداولها القلة من المهتمين ولم تتحول إلى ثقافة حية ولم تؤثر في الشأن العام. ما ينقص هذه الاجتهادات هو الجرأة والفرادة والمغامرة والارتحال إلى المجهول والإخلاص إلى الفكرة والالتزام بالمبدأ في كل حالة ومهما كانت الظروف والنزاهة العلمية والحياد الايجابي في علاقة بالسلطة.
لقد تحول بعض الكتاب إلى كتبة وصار أساتذة الجامعات مجرد منفذي برامج وأضحى العلماء مستشارين سياسيين لأنظمة حاكمة مستبدة وبقي التفكير عندهم مجرد تحليل للخطاب السياسي للقادة والزعماء وأداروا ظهورهم لمشاكل الناس وقضايا شعوبهم ومصائر بلدانهم ومستقبل أوطانهم وأهملوا الأزمات والارتدادات.
الواجب يقتضي تبديد الصورة الزائفة التي تشكلت عن الإسلام في الإعلام الغربي وتفكيك الحكم المسبق المتحامل على العرب والإسهام في إعادة تشكيل صورة جديدة بالانطلاق من الواقع الراهن كما هو دون تضخيم للعيوب أو انتقاء للمكاسب ودون الوقوع في جلد الذات وعقد الدونية والشيزوفرانية والتلذذ بتعذيب النفس وتحميلها ما لا تطاق ودون الإصابة بمرض الخطاب المدحي والتصور الافتخاري والوله الذاتي. من الممكن البرهنة للعالم المشاركة في صناعة الكونية عن طريق تشجيع الفكر المنفتح والانشغال بالتفلسف والإبداع الفني وتحريك العقول المستقيلة وإنارة الرأي المشترك المظلم وصناعة ملحمة جماعية خلاقة.


10-في ظل الظروف التي نعيشها حاليا الى أي مدى نحن بحاجة للاصلاح الديني الان ,ولماذا تعجز المؤسسات الدينية التقليدية الازهر وسواها عن انتاج خطاب ديني خالي من التلقين والتكرار ويواكب العصر الحالي ويواجه الفتاوى المعادية لحرية الفرد والاخر ؟؟؟

شعار الإصلاح الديني هو مطب لا مخرج منه وفي الغالب تحول إلى مطية من أجل المراوغة وتلهية الناس عن خفايا اللعبة السياسية وبدل طرح هذه المسألة حري بنا إثارة مشكلة الإصلاح السياسي والإلحاح على الديمقراطية الجذرية والمطالبة بتجديد الفكر الديني على غرار ما فعل محمد إقبال في بداية القرن الماضي.
هناك عدة مداخل للاستفادة من عودة الديني في الزمن مابعد الحديث وربما أولها هو التحلي بالتسامح واعتماد المنهج السلمي في الحياة وتحمل المسؤولية تجاه مستقبل الحياة على الأرض وتلاحم البشرية في مواجهته لمخاطر النزعة الكوارثية التدميرية وكذلك الإحساس بالغير وبذل الجهد لإنقاذ المقدس من سطوة المدنس.
لا يمكن بلورة حوار الأديان والتقريب بين المذاهب وحسن الضيافة بين الطوائف إلا بالتسليم ضمنيا بتاريخية فهم النص المقدس ولا نهائية التأويل ومحدودية التفسير والتركيز على الأبعاد الإيتيقية في القصص الديني.
11-ثمة مشاريع فكرية متعددة يرى فيها أصحابها أنها حلا لمشكلة الطائفية التي تتفشى في عالمنا العربي منها العلمانية ,والمجتمع المدني, وتجديد الفكر القومي ,فضلا عن دعوات تجديد الفكر الديني برأيك أي هذه المشاريع هي بديل حقيقي للطائفية ؟؟؟؟
مشكلة التبعية للمشاريع المعولمة وما يتميز به الوضع العربي من تشرذم وتفرقة وفتنة أثر سلبا على مستوى الفكر العربي وعلى درجة تقبله في الأوساط العامة وعطل مطلب فك شفرته وقراءته ومطالعته والاستفادة منه ولذلك استبد القرار السياسي والحل الأمني بالمشهد وتم تغييب دور المفكر والرؤية الاستشرافية لدى العلماء والنقاد ووقع الاستهانة بالآراء النقدية والمشاريع التثويرية التي تراهن على الإنسان وتجدد الأخلاق. في هذا الصدد يمكن التعويل على علمانية ثالثة بين علمانية الدولة المانعة وعلمانية المجتمع المدني المانحة لكي يتم حلحلة مشكلة الطائفة والارتقاء من دوائر المحلية والجهوية والحزبية إلى دوائر الوطنية والقومية. كما التجديد القومي يتوقف على إعادة النظر في مفهوم العروبة وبناء التصور الوحدوي على رؤى ديمقراطية وتقدمية ونبذ العنف والاستيلاء والغلبة والتوسع والتوقف عن محاكاة النماذج القومية الغربية وإسقاطه على الخصوصية الثقافية للعرب وتحقيق المصالحة بين العروبة والإسلام وبين الإنساني الديني والإنسان الدنيوي. نحتاج نقد الخيال العربي وتفكيك الذهنية القديمة وتشذيب الذاكرة الجمعية من الشوائب للتخلص من صورة المنقذ والمنتظر والمحرر والموعود والإقرار بلاعصمة الإنسان وتناهي الطبيعة البشرية والتركيز على الفعل المشترك والإرادة الجماعية وتحميل الشعوب مسؤوليتها في تقرير مصيرها بنفسها وإحداث منعطف سياسي يتوج بميلاد الفرد الإنسان وظهور المواطن الحر والاعتماد على العقل في تدبير الناس في معاشهم ومعادهم.

12-يقول الفيلسوف الفرنسي (أندريه كونت سبونفيل ) يوجد صراع في زمننا الحاضر, ولكنه على عكس مايظن البعض ,ليس بين الحضارات ,ولا الاديان ,ولا حتى بين المتدينيين والملحدين ,وعليه يتوقف مصير كوكبنا ,وهذا الصراع هوضد الظلامية الدينية ,من جهة وضد العدمية الالحادية من جهة أخرى ما رأيك ؟؟

مشكلة الإيمان والإلحاد هي من الأمور النسبية وتطرح ضمن دائرة المنظورية وتظل تتبدل من زاوية نظر إلى أخرى وتتغير بتغير الأديان والفرق والمذاهب والثقافات ولكن إدخال السياسي إلى المجال الديني بغية توظيفه واستثماره وتطويعه لأغراض سلطوية هو الذي أفسد الأمر وجعل الاعتدال غائبا والرأي السديد مفقودا وعطل المناقشة العلمية الرصينة لبعض الاجتهادات المقصرة في حق العقل والواقع والحقيقة.
أظن أن العدمية الإلحادية عند العرب خاصة والمسلمين عامة قد ظهرت كرد فعل على وجود معسكر من الغلو الديني وربما أثرت سلبا على مسار الاجتهاد المعرفي بل لعلها منعت من قيام حركة تجديد ديني أصيل وأجهضت ثورة دينية متزنة. كما أن الموجة الأصلانية من الدين السياسي التي ضرب مشارق الدنيا ومغاربها ونظرت إلى ما تحت الدولة الوطنية وما فوقها قد عطلت كثيرا مسألة التمدين والتحديث وجعلت التأثيرات الايجابية للعولمة – إن وجدت- محل اعتراض وتشكيك وبالتالي منعت من قيام إنسية عربية جديدة.




13-هل للفلسفة قدرة على تفسير أسباب تخلف الخطاب السياسي العربي ,وغياب عقلية الدولة وثقافة الامم عن اللغة السياسية المتداولة ؟؟لماذا غاب التراث السياسي الانساني والحكمة العقلية عنه ؟؟؟؟

" يجب أن يقوم كاتب ومفكر وحكيم وروحاني بدفع الثقافة والمجازفة بها من جديد في مغامرة وفي خطر كلي" ( بول ريكور، كتاب التاريخ والحقيقة)

الإجراءات التي يلزم على الفكر العربي أن يتخذها بطريقة مدروسة هي فتح نوافذه وأبوابه على المراجعة والنقد والتصحيح والتصويب والتهذيب والتطهير والاستفادة من الفكر الملموس والجدليات الحية والتجديد والتثوير لكي يحرك مياهه الآسنة ويجدد هواءه ويحدد بدقة معالمه وأهدافه مثل الدفاع على الشعب وعلى الأرض والنداء على الأمة بضرورة اليقظة والاستفاقة واستخدام العقل بشكل منهجي حر ونقدي في كل أمر.
الحركة الفلسفية الجديدة التي بدأت تظهر الآن في الساحة العربية هي شكل احتجاجي على الهزيمة الفكرية المذلة التي تعرض لها العقل العربي في نهاية القرن الماضي وهي كذلك إيذان بولادة نمط من التفلسف العربي الإبداعي الذي يدك كل شيء ويبدأ من جديد ويؤذن بثورة ثقافية عارمة تحمل لواء التنوير الأصيل. غني عن البيان أن فلسفة الضاد هي حكمة نظر وعمل وذوق وتجمع بين قص الهوية وسياسة الحقيقة وتدبير الوجود وتبحث عن بلورة نظرية سياسية ثالثة تعبر عتبات الايديولويجا واليوتوبيا والرأسمالية والاشتراكية.لكن كيف يتم الجمع دون الوقوع في تناقض بين فلسفة التأويل وفلسفة البراكسيس وبين ابستيمولوجيا المعرفة وفن يفهم تاريخية الوضع البشري وبين سياسة ديمقراطية اندماجية وحكمة عملية ذات أفق ايكولوجي إيتقي؟

14-لا بد لي وأن أسأل عن رؤية الفلسفة العربية لواقع المرأة العربية التي هي بين مطرقة الإسلام السياسي المهووس بالمرأة من موقع الدونية والتبعية ,وبين سندان عصر الثقافة الابوية حسب (شرابي ) وثقافة سي السيد على حد تعبير (محفوظ)؟؟؟

المرأة بدأت تتحرر من السلسلة المقيدة لها في العديد من البلدان وحققت العديد من المكاسب ومطلب المساواة صار العمل المشترك عند الحركات الحقوقية والحركة النسوية أصبحت واحدة من الأذرع القوية للمجتمع المدني الفاعل ولكن وضعية المرأة العربية ظلت حبيسة رؤية قروسطية كرسها اللاهوت وحراس التاريخ التذكاري ورسختها بشكل معاصر ثقافة ذكورية آمرة وتصورات أبوية عفا عليها الزمن وأحالها على الماضي. من المفروض التخلص من معاملة الأنثى بوصفها موضوع رغبة وإيقاف عملية السلعنة وعولمة حقوق المرأة والكف عن العنف المسلط عليها وتقزيم حضورها الاجتماعي في ممارستها لوظيفة دون غيرها. ومن الضروري أيضا أن تدافع المرأة العربية بنفسها عن وجودها وأن تثبت جداراتها في المشاركة الندية وتنتقل الى مرحلة المبادرة والتسيير والقيادة وتعبر للعالم عن المكانة اللائقة التي حظيت بها في حضارة إقرأ.

-15-قبل الختام دعوت الكتاب والشعراء والنقاد قبل فوات الاوان الى ترك الجدران السميكة للايديولوجيا ومغادرة الارض الصلبة للديماغوجيا ,والوقوف مع شعوبهم في رغبتها في التغيير والحرية ؟؟؟من هو المثقف, وكيف يكون عضويا وفق مبدأ فلسفة البراكسيس ؟؟؟

مسؤولية المثقف في عصر الاضطراب الفكري والحرب الأهلية في الديار العربية كبيرة وضرورية ومطالب بالتصدي إلى الظلم الاجتماعي والاستحمار الداخلي والاستعمار الخارجي والوقوف إلى جانب شعبه والتعبير عن قضايا مجتمعه وأن يكون الناطق الرسمي باسم الحش المشترك والمساهم في تشكيل رأي عام مضاد والناشط في المجتمع المدني ضد تَغَوّل الدولة واستبداد المجتمع السياسي وتجار الحقائب وصائدي المناصب لكي يحمل لواء القلم ضد لغة السيف وينتصر للمعرفة ضد بشاعة السلطة ويكشف عن الحقيقة في مواجهة ثقافة القتل على الهوية والانتماء إلى الأمة بدل الانتماء إلى الطائفة ويعيد الاعتبار إلى قيم الكرامة والشهامة والمجد والعزة والعدل والحرية ولكي يعيد تشغيل المقاومة الثقافية في عالم متغير تمزقه الحروب والنزاعات. أكيد أن المثقف العضوي هو الذي يكون مع الناس ولا يكون ضدهم ولا يتحالف مع أعدائهم ويتضامن معهم ويشعر بما يشعرون ولكنه لا يبخل عليهم بالنقد والمحاسبة ويدفعهم إلى تغيير أنفسهم والارتقاء بذواتهم إلى الأفضل.

-16-في الختام ...سئل فولتير ذات يوم ....من سيقود البشرية وكان جوابه ...الذين يعرفون كيف يقرؤون وسؤالي هل ترى أملا بحضارة أقرأ , وهل نحسن العودة الى التاريخ من جديد ؟؟؟؟

صحيح أن كل ماهو موجود لم يعد يلبي الحاجة والطلب وأن الثقافة السائدة عجزت عن الإشباع الحاجات الروحية للكائن ولكن لا جديد تحت الشمس والقديم هو العائد من لبعيد وضاغط بقوة على المشهد وفارض لأسلوبه في الحياة ورؤيته للمجتمع بالرغم من أن الكارثة ليست غدا ودعوي نهاية العالم والإنسان الأخير هي رؤية اسكاتولوجية مفلسة ونذير شؤم ولذلك علينا التسلح بالأمل والمقاومة والوعد والحلم بعد أن نتصالح مع كل شيء تقريبا وأن نصفح عن أنفسنا ونعترف بأننا سبب إنتاج الغيرية التي تناصبنا العداء وتعطل محاولاتنا في الوقوف على قدمينا والتحديق في العالم بعيون مليئة بالدهشة والإعجاب وكأننا نراه للمرة الأولى. لنتوقف عن إضاعة الفرص الحاسمة وعن التحرك بأرجل ثقيلة ونبدي عدم الرضا بأنصاف الحلول ولنتعلم إذن كيف نصنع المستقبل ونوفر شروط الاستئناف الحضاري الثاني ونجعل التأثير في التاريخ من الأولويات العاجلة.

---------------------------------------------------------انتهى

أستاذ باحث في الجامعة التونسية – وكاتب فلسفي -



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذنب العربي والغفران الصعب
- التجربة الفلسفية بين النقد والتأسيس
- الروح العلمي الجديد عند غاستون باشلار
- تقنيات العناية بالذات في النشاط الفلسفي
- سيرورة التثقف وتبدل الأطوار الحضارية
- المشكل الأنثربولوجي في فلسفة موريس مرلوبونتي
- العقلانية العربية بين إحياء التقليد والحداثة المعطوبة
- مفهوم الذاكرة بين الوعي الانساني والديمومة الزمانية
- هل من تناقض بين الرغبة والسعادة ؟
- فنومينولوجيا اللذة والألم
- الدلالة التاريخية للدولة الديمقراطية
- المنعطف الهرمينيطيقي لفلسفة للدين عند بول ريكور
- من التبعية الثقافية الى الاستقلال الحضاري
- كيف يمكن ممارسة فعل التفكير الفلسفي؟
- نقد الدعاية وتفكيك الخطاب الاعلامي
- واجب الدفاع عن الحق في الحقوق
- الحرية بين المعتقد والضمير، مقاربة فلسفية
- فلسفة الدستور ومرونة التأسيس
- نظرية الذات في الفكر مابعد الحديث
- سلام الى روح المناضل نيلسون مانديلا


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - زهير الخويلدي - حوار مع الفيلسوف الدكتور زهير الخويلدي