أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - خاطرة بلون الدم














المزيد.....

خاطرة بلون الدم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 22:29
المحور: حقوق الانسان
    


كل القصائد الوردية التي كتبتها بخط يدي وأحرقتُ فيها زهرة شبابي قد احترقت.

قد ضاعت مني في أزمة الطريق.

وكل الطرق الجديدة التي فتحتها بيدي قد سُدت عليّ في أزمة المد الإسلامي الحديث.

إنهم يطورون الاستبداد بطرق جديدة وحديثة.

إنهم يلوحون باستخدام العنف لتدمير العقل.

وكل الأواني الفخارية التي زخرفتها بيدي ووضعتُ فيها روحي قد تحطمت أمام عيني.

قصائدي.
ولوحاتي الزيتية والأواني التي زخرفتها بيدي أشعر بها وكأنها قطعة مني.

وأشعرُ بأن روحي تخرج من جسدي كلما رأيت أمامي حلما يتهاوى أو قصيدة تحرق أو مقالة تُقتل أمامي.

آه منهم ألئك الذين لا يعرفون ما معنى المدنية وما معنى قيمة الإنسان.

كل الأحلام التي حلمت بها قد تلاشت فجأة من بين يدي ولم يبق طيفٌ أمام ناظري إلا وأصابته العتمة وحلقت فوقه طيور الهم والغم.

وكل المقالات التي كتبتها وحلمت فيها بإقامة مجتمع مدني حديث قد سقطت على رأسي.

جاءني المد الإسلامي هذا الاختراع البغيض وحطم زهوري وداس على كل معتقداتي.

هذا الدين الذي لا يعرف لا الرحمة ولا الإنسانية يقتل الشيوخ والأطفال ويغتصب النساء ويسبيهن بطريقة وحشية لا يمكن أن يكون أفراده من البشر العاديين, لا يمكن أن يكونوا أناسا عاديين.

لم تبق أنثى واحدة تحلم بالمساواة بين الجنسين إلا وشقوها مثل أم قرفة إلى نصفين.

لم تبق قصيدة غزل واحدة إلا وداس الإسلام عليها بحوافره.

هذا المد الذي أطال كل شيء بيده قد حرقه وحرق معه الأخضر واليابس.

حرق المستقبل وأكل الأخضر والأصفر والأزرق واليابس.

نزع الرحمة من قلوب الناس.

لا يمكن لهؤلاء أن يكونوا عقلاء.

العالم كله يتجه إلى توسيع قاعدة الحوار والمشاركة وهو يضيق على الناس قاعدة الحوار والمشاركة ويقطع الرؤوس على أتفه سبب من أجل نشر كتاب الله.

هل من المعقول أن الله ألف كتابا ويريد من الناس أن يؤمنوا بكتابه بالقوة؟.

لماذا الله يقف مكتوف اليدين ولا يستطيع وحده أن ينشر أفكاره ومعتقداته؟

هل الله بحاجة للمساعدة؟

هل من المعقول أن الله غير قادر أن يدافع عن نفسه وكتابه الذي ألفه؟حتى يأتي شلة لصوص ومجرمون وقاطعو طرق أن يتبنوا أفكار الله وينشروها نيابة عنه؟!!

هؤلاء كلهم معاتيه.

شرّدوا الآلاف من الناس.

لم تبق لنا ولا حتى مرجوحة عيد أو قصاصة ورق نكتب عليها أحلامنا وآمالنا.

لم نجد هذا الصباح أقصوصة ورق واحدة نحرق فيها لهفتنا من شدة العشق والهيام.

الجوع أحاط بنا من كل ناحية.

الأوهام سيطرت علينا, والخوف يملئ الشوارع.

قتل الناس صار شيئا عاديا وروتينيا مثله مثل قتل الصراصير أو أي حشرة وكأن قيمة الإنسان عندهم مثل قيمة الحشرات.

هل الله لهذه الدرجة متعطش للدماء؟.

لا توجد للإنسان أي قيمة.

ذهبت الحرية أدراج الرياح.

ذهبت أحلامنا بإقامة مجتمع مدني حديث.

أين نحن اليوم نقفُ من العالم المتحضر.

كل الشعوب تمشي وتسير إلى الأمام إلا نحن دائما ما نتطلع للوراء.

مستقبلنا يكمن في ماضينا.

المستقبل الذي ننظر إليه لن نراه أبدا.

هذه الفلول التي تسير في الشوارع مدججة بالسلاح لا تعرف للإنسان أي قيمة.

لم تسمع يوما بمجتمع مدني.

لم تسمع يوما باختراع جديد أسمه الحرية ولم تأكل يوما وجبة طعام طازجة أسمها حقوق الإنسان.

الإنسان عندهم بلا قيمة وليس له معنى.

وأنا؟؟؟؟؟

ماذا أصنع بحياتي ها هنا.

كل الأمور تجري بالنسبة لي عكس التيار.

ولا أحد يقف إلى جانبي.

كل الذين من حولي عبارة عن حيوانات وعن بهائم وعن أبواق تصدح بالماضي.

ليس للإنسان قيمة, ليس للحرية معنى.

تسلل الأحياء هنا إلى المقابر وأيقظوا الأموات وألبسوهم ألبستهم القديمة.

أمشي في وسط المدينة ولا أرى إلا أشباح شبه الجزيرة العربية يدوسون على كرامة الإنسان.

الحفاة العراة تطاولوا بالبنيان وأعلنوا الخلاعة والمجون.

يقتلون الناس باسم الله والله بريء منهم.

كلهم مرضى نفسانيون.

الله أصلا لا يعرفكم يا حفاة ويا عراة.

أخرجوا من عقول الناس.

دعوا الناس تحلم بالمستقبل, أنتم لا تعرفون ما معنى الحرية وما معنى نشر ثقافة حقوق الإنسان, الحضارة بريئة من أمثالكم, الحضارة تقرف من رائحتكم النتنة, الحضارة تكرهكم وتكره الدخول إلى بيوتكم وأسواقكم القذرة, رائحة الدم تنبعث من كل مكان, ها نحن نعيش حياة الماضي معكم بكل تفاصيلها, ها نحن نعيش معكم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلوب أمي في ضربنا ونحن أطفال
- الخمارات يفتحها المسيحيون ويشربها المسلمون
- هذا هو الاسلام
- قهوة العيد
- العالم الإسلامي
- الأضحية بين الإسلام والمسيحية
- ثقافة الشيطان انتصرت على طبيعة الإنسان
- أنا حزين
- التوحيد في الديانة المسيحية
- الرد الأصيل على بطلان تزوير الإنجيل
- تعال يا يسوع
- رئاسة الاسرة
- الدكتور خالد الكلالدة رجل كبير في بلد صغير
- الاستعمار الغربي أفضل من الاستقلال الشرقي2
- أيها الفخاري الأعظم
- إلى روح المرحوم:أيميل حداد,رسول السلام.
- القس إيميل حداد في ذمة الله
- أماكن تواجد داعش
- شكل الصراع الجديد في بلاد الشام
- رؤيتي للمشهد السياسي بين الأردن وداعش


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - خاطرة بلون الدم