أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل مرزوق الجمري - كيف تدير مجموعات المعارضة العربية إعلامها؟: بعيداً.. عن الزوايا الضيقة.















المزيد.....

كيف تدير مجموعات المعارضة العربية إعلامها؟: بعيداً.. عن الزوايا الضيقة.


عادل مرزوق الجمري

الحوار المتمدن-العدد: 1278 - 2005 / 8 / 6 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"قوى المعارضة العربية، غير قادرة على تطوير أدواتها السياسية أو الإعلامية، وهي بذلك عاجزة عن إستغلال فرص الإصلاح المتاحة اليوم، والتي قد تختفي غداً، أو بعد غد"

المعارضة كمفهوم، هي ليست وليدة هدف إجرائي مرحلي، بل هي ذلك الجهاز الذي يقوم بتوظيف حيوية الشعوب، نحو تحقيق إستراتيجياتها الكبرى، هذه الإستراتيجيات يعبر عنها في المفهوم السياسي الحديث بـ "مصلحة المجتمع". بمعنى، أن تبني أي منظومة معارضة، لأي خيار ما، كهدف نهائي، هو بالضرورة تحديد نهاية زمنية لها، فمتى تحقق الهدف الذي جعلت منه سبب وجودها، أصبح وجود المعارضة "غير شرعي"!!.
هذا ما أصفهُ سياسياً بتوصيف "سياسات الوقوع في الزاويا الحرجة"، وهو ما ينعكس على تفاعل مجموعات المعارضة العربية سياسياً وإعلامياً، حيث يكون على الدوام في صورة "فعل"، أو "ردة فعل"، ومجموعات المعارضة في الخليج تقع في هذا المطب بالتحديد عبر إستمراريتها في إرتكاب نفس أخطاءها التاريخية، إذ تفتقد إلى محور هام في العمل السياسي الحديث، وهو "السياسة الوقائية ضد الحرج".
بمعنى، أن مجموعات المعارضة السياسية في الخليج، إذا ما صيرت أهدافها السياسية كمواقع إستراتيجية ثابتة، وكأهداف نهائية جامدة، فإنها تعمل في زوايا ضيقة، قد تخنقها، أو هي بالفعل تجعلها بين يدي السلطة "الدولة" سهلة التحجيم والتحديد.
نحن في الإعلام والصحافة نحاول قدر المستطاع أن لا نضع أجندات خاصة، تتصف بالنهائية والجمود، بل نحاول قدر المستطاع أن ترتبط قضايانا اليومية بالصالح العام، وبتفعيل الحكم الرشيد، أو الراشد، وهذا بالتحديد ما يعطي الصحافة ديناميكية خاصة فاعلة ومستمرة. هكذا نريد للإعلام أن يكون، كوعاء كبير، يحتضن حراك المجتمع ككل.
إن مجموعات المعارضة التي تعتمد على سياسة الأبواب المفتوحة، تستطيع التحكم بالصراعات السياسية وتحريكها تبعاً لمصالحها الذاتية، وفي التوقيت الذي تختاره بإرادتها، دون أن تفرض عليها السلطة "الدولة" ما تريد وتشاء أجندتها السياسية الخاصة، وقتما تريد، كيفما تريد.
الرؤية الإعلامية:
سأحاول تفسير ما ذهبت له أعلاه، من منظور إعلامي. السؤال، ماذا نعني بالسياسة الإعلامية؟، وتحديداً، ما هو تنظير الأفق الإعلامي للمجموعات الإجتماعية المنظمة. هناك خلط رهيب، في تحديد ماهية التأسيس للخطاب الإعلامي المعارض. فالشائع، هو أن جماعات المعارضة العربية دائما ما تحاول تأسيس الخطاب الإعلامي عبر ترويج أهدافها "الآنية" والمعلنة، كتحديد الخطاب في القضايا الإعتيادية المطروحة لجميع المعارضات العربية، "الدساتير"، "الحفاظ على البيئة"، "محاربة البطالة"، " محاربة الفقر"، "ندرة الوظائف". فيكون خطابها محصوراً ومحدداً، في زاوية واحدة منفردة وحادة.
من المفترض أن تقوم مجموعات المعارضة العربية بتأثيث خطابها الإعلامي بإستراتيجياتها الكبرى، والتي لابد ان تتسم بمساحات حرة من الحوار والتجاذب السياسي الطويل الأمد، وهو ما تختلف فيه على الأغلب طبيعة كل معارضة عن الأخرى.
هذا ما يجعل من المعارضة كمفهوم، حقلاً محتضناً للإتصال الإجتماعي القائم، بمعنى آخر، أنها ستكون محرك الإتصال الإعلامي المجتمعي. أي فاعلة بخطابها. منطلقة من خطاب ذا مستوى معرفي أكثر طلاقة، وبالتالي ستكون أكثر قدرة على التعامل مع الإشكاليات التي تفتعلها السلطة بين فترة وأخرى. فكلما حاولت السلطة أن تحد من قوة المعارضة حيال هدف ما، تحولت المعارضة إلى هدف آخر. تتغير الأهداف، وتبقى الإستراتيجية ثابتة، سواء إعلامياً، أو سياسياً.
سأورد للقارئ تعريف اليونسكو للسياسة الإعلامية، " السياسة الإعلامية، هي مجموعة المبادئ والمعايير والقواعد التي تحكم وتوجه سلوك الانظمة الإعلامية، والتي عادة تشتق من شروط الأيديولوجيا السياسية والقيم التي ترتكز اليها في بلد ما".
نستفيد من هذه الرؤية، أن السياسة الإعلامية هي ذلك التنظيم الخاص للإستراتيجية العامة السياسية لأي بنية إجتماعية ما. وهناك العديد من الأبعاد التي تتداخل في صياغة مفهوم السياسية الإعلامية مثل/النشاط الإعلامي، وطبيعة الرسالة الإعلامية، والتأثير على السلوك، نتائج التأثير على السلوك، علاقة الحقل الإعلامي بباقي الحقول.
ما أود التركيز عليه في هذه المقالة هو أنني أزعم، أن السياسيات الإعلامية للنظم المعارضة العربية، مصابة بداء الإهتمام بالأهداف، والتي تمثل "الخاص" في مقابل الإستراتيجيات "العام".
أحاول جاهدا أن ألفت الأنتباه، إلى أن أي منظومة سياسية محايدة أو معارضة، لابد أن تحتوي في أجندتها السياسية على "عام" إستراتيجي، ويتمثل في الغالب، بمفهوم "مصلحة المجتمع"، وعلى "خاص"، وهو عبارة عن الأهداف الإجرائية، غالبا ما ترتبط بأولويات الأجندة الإجتماعية.
المشكلة، أن تجمعات المعارضة العربية، دائما ما تتكلس أمام الأهداف الآنية في صراعاتها السياسية، لذلك تجد سياساتهم الإعلامية. عاجزة عن إنتاج خطاب موازي وقادر على اللعب من السلطة "الدولة" الحديثة في تجاذباتها السياسية من حقل لآخر بدهاء وتطور.
لنأخذ مثالاً بسيطاً، حينما تركز معارضة ما، على هدف بارز، وهو الحد من نسبة البطالة، فإنها تجعل من إشكالية الهدف الإجرائي "الحد من البطالة" إستراتيجية رئيسة وشبه نهائية، وتجعل من الهدف أفقاً عديم الحراك، فإما أن يتحقق الهدف، وإما الإنتظار. وحين تقوم السلطة – بدهاء- بنقل الصراع إلى بؤرة أو زاوية أخرى في معالجتها للبطالة كإقتراح "مشروع ضخم للتوظيف"، ويكون هذا المشروع دون الطموحات، فإن الناتج، هو أن السياسة الإعلامية للمعارضة حول "البطالة" تتجمد، وتصاب بالشلل.
هذه الحالة، ليست صحية البتة، إذ تتوقف إنتاجية الإستراتيجيات في مقاربة سياسية وإعلامية لهدف ما يخضع للزمان والمكان، والواجب أن تكون في موضع متحرك وفاعل، وديناميكي التحول، إن مفهوم الإستراتيجية أكثر تعقيداً مما تعتقد بعض الرموز السياسية. هي حالة من اللاهدوء أو الركود. إن ما يصيبه الهدوء، هي إحدى التكتيكات المتبعة في تنفيذ الإستراتيجية البعيدة المدى، حيث لابد من تغيير أي تكتيك سياسي او إعلامي يصيبه العطب.
المأخوذ من تعريف اليونسكو، ان السياسات الإعلامية دائما ما تتفق مع الإستراتيجيات، بخلاف ما تذهب له الظواهر الإجرائية لتجمعات المعارضة العربية. لابد ان تلتزم السياسة الإعلامية بالإستراتيجيات، وعليها أن تتسم بالمرونة والقدرة على التعديل المستمر للأهداف. لابد للخطاب الإعلامي المعارض أن يلم بالتركيبة الإجتماعية بما فيها من تجاذبات وتغايرات متحركة. فالإعلام المعارض هو إبن الشارع، إبن إهتمامات الأفراد.
حين نهتم بمشروع متكامل في حجم "معارضة سياسية"، فإننا لابد أن نتطور بنفس أدوات ومناورات السلطة برؤيتها الجديدة. تطورت السلطة؟، فلتتطور المعارضة، تغولت السلطة؟، فلتتغول المعارضة. والمقصود أن تحاول نظم المعارضة العربية الإصطفاف في خندق ما يسميه رامونه "رئيس تحرير الليموند الفرنسية" بـ "السلطة الخامسة"، بمعنى أن تلعب المعارضة أدوارا أشبه بمجموعات الضغط المتنوعة الأهداف، ذات الإستراتيجية الثابتة "مصلحة المجتمع"، إذ أن تكتلات المعارضة العربية، مطالبة بالتكوثر في صيغ أكثر قابلية للحراك، عبر إستنطاق البيئة المجتمعية في سياق قوي وقادر على الإنتاج والمحاججة بأدوات حديثة، توازي أدوات السلطة الحديثة، بل تتفوق عليها. ولعل هذا هو المطلب الرئيس تحديداً.



#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الحقل الإلكتروني معرفيا..
- قنواتنا الحكومية كسيحة، والإتجاه نحو الغرب سيفشل
- تأديب برابرة الليبرالية الجديدة
- لماذا، وكيف تقرأ.. هذه الجريدة.. ؟
- أحداث سبتمبر جديدة.. على الأبواب


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل مرزوق الجمري - كيف تدير مجموعات المعارضة العربية إعلامها؟: بعيداً.. عن الزوايا الضيقة.