أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل كلفت - مجلس النواب وفصل السلطات














المزيد.....

مجلس النواب وفصل السلطات


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتألف الدولة من الناحية النظرية من ثلاث سلطات مستقلة ومتوازنة هى السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فالسلطة التشريعية وظيفتها سن القوانين، والسلطة التنفيذية وظيفتها إدارة البلاد وفقا لهذه القوانين، والسلطة القضائية وظيفتها تطبيقها فى الفصل فى الدعاوى القضائية.
وللسلطة القضائية هيئة دستورية عليا للفصل فى دستورية القوانين بما يتفق مع الدستور الذى تضعه لجنة تأسيسية ملتزمة بدورها بالمبادئ أو القواعد الملزمة، مثل حظر الإبادة الجماعية، والقرصنة البحرية، والعبودية وتجارة العبيد، والتعذيب، والحروب العدوانية والتوسع الإقليمى، فهذه القواعد والمبادئ هى المرجعية العليا لدستورية الدساتير ذاتها.
وبعيدا عن الناحية النظرية الخالصة المتمثلة فى الأوهام القانونية والدستورية للأيديولوچيا الليبرالية، نجد فى عالمنا الثالث، بافتراض دستورية الدستور، أن السلطة التشريعية تقوم بإقرار مشاريع قوانين من إعداد السلطة التنفيذية، فتصير قوانين السلطة التشريعية، رغم أن الپرلمان لا يقوم إلا بإصدارها؛ ولهذا فإنها ليست قوانين پرلمانية بل هى فى حقيقتها قوانين حكومية.
وفى هذه الحالة لا تعدو السلطة التشريعية أن تكون مكتبا تشريعيا ملحقا بالسلطة التنفيذية. وبالتالى فإن السلطة التنفيذية لا تقوم، من الناحية الفعلية، بتنفيذ قوانين تأتى من سلطة تشريعية حقيقية خارجها، بل تقوم بتنفيذ قوانين نابعة من داخل السلطة التنفيذية ذاتها. كما تغدو الرقابة الپرلمانية بالتالى رقابة من السلطة التنفيذية على السلطة التنفيذية عَبْرَ مكتبها التشريعى المسمَّى بالپرلمان!
ومن ناحية أخرى تلتزم السلطة القضائية بهذه القوانين وتتقيد بها فى نظر الدعاوى القضائية. ولا تطبِّق السلطة القضائية قوانين سلطة تشريعية حقيقية بل تطبِّق قوانين نابعة من السلطة التنفيذية. وعلى هذا فإن ما يسمى ﺑ "تغوُّل" السلطة التنفيذية ليس أمرا عارضا يخصُّ رئيسا أو حكومة بل يكمن فى صميم تكوين البنيان القانونى للدولة التى لا تتألف من سلطات، تنفيذية وتشريعية وقضائية، متوازنة ومستقلة، رغم وحدةٍ عليا تجمعها جميعا، فهى دولة تقوم على "خضوع السلطتين التشريعية والقضائية" بصورة لا جدال فيها للسلطة التنفيذية التى توظِّف السلطتين التشريعية والقضائية فى القيام بمهام بعينها لصالحها هى.
ومن شروط عدالة القضاء أن يكون القانون عادلا، ولكن غياب هذا الشرط يكفى لنسف العدل من أساسه كما أنه ليس الشرط الوحيد لعدالة القضاء. ذلك أن القضاء يحكم حسب الأدلة التى تقدِّمها أو تُخفيها أو تفرمها الأجهزة الأمنية والمخابراتية وفقا لمصالح مسيطرة على السلطة والاقتصاد.
ويكون خضوع السلطة القضائية للسلطة التنفيذية أقلّ من خضوع السلطة التشريعية لها. فبعيدا عن الطموحات السياسية والمغانم الاقتصادية عند مئات من "نواب الشعب"؛ نجد فى السلطة القضائية عشرات الآلاف ممَّنْ تربَّوْا تربية قانونية فصاروا حاملين لروح القوانين ومقتضيات الضمير، عاملين على تمحيص القوانين والأدلة وشهادات الشهود ليخرجوا، رغم القانون ورغم الأدلة المشوهة أو المطموسة أو الملفقة أو الغائبة، بما يتفق مع ما تتوصل إليه اجتهاداتهم وتطمئن إليه ضمائرهم، مع التقيُّد الصارم بقوانين و"أوراق" السلطة التنفيذية.
ويشترط وجود پرلمان مستقل نسبيا وجود قوتين سياسيتين متوازنتين، كما فى البلدان الصناعية المتقدمة، مع استثناءات مهمة كالفاشية والحكم الشمولى. ورغم وجود پرلمان وقضاء مستقليْن نسبيا، فى ظل الديمقراطية البورچوازية، فإن وحدة سلطات الدولة تكمن فى واقع أنها جميعا أدوات فى يد الطبقة الحاكمة.
أىْ أنه لا يمكن تطبيق المبادئ النظرية المنمَّقة للدستور إلا عند وجود علاقات قوة متوازنة بين الحكم والمعارضة. وبالتالى فإن أساس وضمانة وجود توازنٍ بين سلطات الدولة لا يتمثلان فى الدستور بل يتمثلان فى الوجود المادى لقوتين متكافئتين.
وإذا كان الشرط العام لوجود أو غياب سلطة تشريعية وسلطة قضائية مستقلتين نسبيا هو وجود أو غياب قوتين كبيرتين متنافستين للطبقة الرأسمالية الكبيرة؛ فما هو الشرط العام لوجود أو غياب هاتين القوتين؟
وفى البلدان الصناعية المتقدمة يقوم استقلال السلطتين التشريعية والقضائية على نشأة وتطور آليات رشيدة للحكم بفضل الاختلاف الطبيعى بين مجموعات وقطاعات وأفراد وأحزاب الطبقة الرأسمالية الكبيرة حول طريقة حلّ القضايا والمشكلات الكبرى التى تواجهها. وتواصل هذه الآليات تطورها وينشأ بفضلها بصورة تاريخية تراكمية قطاعان وحزبان رأسماليان كبيران متنافسان. كما تنشأ وتتطور فى هذا الإطار بصورة تاريخية ديمقراطية شعبية من أسفل فى مواجهة الرأسمالية الكبيرة، وتعمل دائما دفاعًا وهجومًا على حماية وتوسيع وتطوير نفسها.
ويرجع الغياب البنيوى للانقسام السياسى إلى قوتين كبيرتين متنافستين إلى غياب التحول الرأسمالى الحقيقى. وهذه هى الحالة التى تسود الرأسماليات التابعة فى العالم الثالث. أما الانقسام إلى قطاعين أو حزبين كبيرين، كما هو الحال فى الهند أو البرازيل، حيث يقف تحوُّلٌ رأسمالىٌّ فى منتصف الطريق، فإنه الاستثناء الذى لا يمثل قطيعة مع نظام الحكم السائد فى العالم الثالث لأنه يقف على أرض من البؤس والحرمان والقهر والفقر والجهل والمرض حتى مع مستوياتٍ من تطور الديمقراطية الشعبية من أسفل.
ولم يكن الپرلمان المصرى طوال تاريخه سلطة تشريعية حقيقية بل كان أداة من أدوات السلطة التنفيذية، كما سنرى.



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النواب والشعب
- استشراف ما بعد الانتخابات
- ضجة حول مقال للدكتور نصار عبد الله عن ظاهرة أطفال الشوارع
- قراءة موضوعية للانتخابات
- من المقاطعة إلى المشاركة
- خليفة حفتر: بصيص أمل فى ليبيا؟
- دعاوى المصالحة جريمة نظرية
- الأخونة
- حسابات الانتخابات الرئاسية فى مصر
- الثورة والإخوان
- ما الثورة؟
- ضجة حول حرب قبائل مزعومة فى أسوان
- الاقتصار على الحل الأمنى مصيره الفشل
- المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال ...
- إرهاب الإخوان المسلمين والحل الأمنى
- مغزى المشاركة الشعبية فى الاستفتاء
- فى سبيل تفادى حرب أهلية إخوانية مدمرة
- الأصولية (فصل من كتاب) بقلم: الپروفيسور أندرو فينسينت ترجمة: ...
- الاستفتاء .. مشاركة بنعم أو لا أم مقاطعة؟
- السياسة العربية للحكم الجديد فى مصر


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل كلفت - مجلس النواب وفصل السلطات