أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - مسخ اليهود فئراناً وتراجع النبي..















المزيد.....

مسخ اليهود فئراناً وتراجع النبي..


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 16:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألم يصدعنا عباد الرواة والأحاديث أن النبي لا ينطق عن الهوي؟!..ألم يملأوا الدنيا ضجيجاً على أن كل كلمة وكل حرف منسوب للنبي على- وجه الصحة- هو وحي من عند الله؟

سؤال:هل الوحي يُخطئ؟

لقد قالوا أن الوحي يُخطئ بزعمهم..لانهم تاهوا وضلوا وإليك الدليل..

زعم البخاري ومسلم في في صحيحهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال .."فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت، وإني لا أراها إلا الفأر، إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت"..(صحيح البخاري 4/128 ومسلم4/2292)

والحديث يقول بوضوح أن النبي يفتي في أصل بني إسرائيل وأنهم فئران ممسوخة

ولكن النبي يتراجع عن ذلك بعدها قائلاً حسب رواية مسلم:.." إن الله لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك"..(صحيح مسلم 4/2050)

الآن ماذا نصدق زعم البخاري ومسلم الأول، أم تصحيح مسلم الثاني؟

لم يتعب مبرري الصحاح في تشريع ذلك التناقض كثيراً وزعم ابن حجر العسقلاني في فتح الباري قائلاً..:

" ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم القردة والخنازير فقال إن الله لم يجعل للمسخ نسلا ولا عقبا وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم لا أراها إلا الفأر وكأنه كان يظن ذلك ثم أعلم بأنها ليست هي"..(فتح الباري 6/353)

وكذلك بدر الدين العيني في عمدة القاري:

"إن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك قلت أبو هريرة وكعب لم يبلغهما هذا الحديث فدل على أن المسوخ كانت قبل ما وقع من ذلك"..(15/194)

ترجمة كلام الشُراح
1- المحدثون والشراح يتراجعون عن اتفاق البخاري ومسلم في الرواية الأولى، وقالوا أن الثانية ناسخة رغم أنها مفردة من مسلم.. فعلى أي أساس قيل أن المتفق عليه في علم الحديث أولى من تفرد أحدهما عن الآخر؟

2-لاحظوا تعبير ابن حجر..(كأنه كان يظن ذلك)..طيب وألا يحمل الظن المنسوب للنبي على باقي أقواله؟!..يعني ألا يُحمل قوله في قتل المرتد ورجم الزاني وقتل ابن الأشرف والمسيخ الدجال وعذاب القبر ونزول المسيح على الظن؟

3-يقولون أن أبا هريرة كان يحدث كعب الأحبار بهذا الحديث، ثم شك كعب في كلامه باعتبار أن كعب هو حفيد لبني إسرائيل -كونه حبرُ يهودي سابق- وعليه فقول أبي هريرة هو .."شتم وسب صريح لكعب الأحبار"..لأن أبا هريرة يقول لكعب بوضوح.."أنت حفيد للفئران"..ولكن كالعادة لم يتعب ابن حجر في تأويل رد كعب وقال.." سكوت كعب عن الرد على أبي هريرة دلالة على تورعه".. تورعه عن ماذا يابن حجر؟!..وهل كعب كان يشك في نسبه أم يشك في كلام أبي هريرة أم الرواية بالكامل تأليف في تأليف..!

4- الشيوخ اعترفوا بأن كلام النبي لم يكن وحياً..قال ابن حجر.." وأجاب الجمهور بأن النبي قال ذلك قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر "..انتهى..(فتح الباري7/160)...والمعنى أن ليس كل كلام النبي وحياً ، فعلى أي أساس وظّفوا آية.."ما ينطق عن الهوي"..في تشريع وتصحيح الخرافات في الحديث ؟!

5-القصة بالكامل يتحكم فيها شخصان الأول..(أبو هريرة)..صاحب رواية مسخ الفئران، والثاني ..(مسلم)..مخرج رواية عدم تناسل المسوخ، رغم أن مسلم نفسه روى الروايتان المتناقضتان ثم أطلق على كتابه.."الصحيح"..زوراً وبهتاناً.

6-رغم قول الشراح بنسخ الرواية الثانية للأولى إلا أنهم عجزوا عن إثبات أيهم كان السابق في الزمن، فالثابت أن كل روايات أبي هريرة جاءت في آخر ثلاث سنوات -وقيل عامين- قبل وفاة الرسول، ورواية ابن مسعود(الثانية) عن أم حبيبة كانت في آخر ثلاث سنوات أيضاً، لأن أم حبيبة تزوجت النبي نفس العام الذي أسلم فيه أبي هريرة 7هـ، فما الذي يضمن هذا النسخ المزعوم والاحتمال الآخر موجود وهو أن النبي تراجع عن رواية ابن مسعود بعدم تناسل المسوخ إلى رواية أبي هريرة أن بني إسرائيل هم أحفاد الفئران.

بالعموم الرواية الأولى لأبي هريرة جاءت لما روي عن بني إسرائيل أنهم كانوا يحرمون لحوم الإبل وألبانها، فقال أبو هريرة أن الفأرة لم تشرب لبن الإبل ولكن شربت لبناً آخر وهذا دليل على أنها كانت بشراً يهودياً ومُسِخ، ولم يسأل أحد نفسه هل ذلك الفأر الممسوخ أصلي أم تقليد، لو كان أصلياً فالفئران جميعهم مسوخ، ولو كان تقليداً فهذا الفأر بالذات-الذي رفض ألبان الإبل- كان رجلاً..فلماذا جاءت الرواية بصيغة الجنس للفأر مصحوب بالألف واللام هكذا..(الفأر)..وهذا إسم جنس معروف للمتكلم، ويعني هذا الكلام أن الحديث يزعم أن الفئران بالعموم هي مسوخ يهودية باتفاق البخاري ومسلم..فهل ثبت علمياً أن الفئران كانت موجودة قبل بني إسرائيل؟

نعم ثبت لأن عند المحدثين أيضاً كان الفأر في سفينة نوح..!!!..وفي زمن نوح لم يكن هناك يهود..وياللعجب من هرطقات المحدثين وخزعبلاتهم..!

المؤسف ان ينسبوا ذلك الكلام للنبي دون خوفٍ أو خجل، فالكذب فيه واضح، والخرافة تملأ جنبات القصة منذ البداية، والكيدية هي عنوان ذلك الجنون الذي دفع الرواة للكذب من أجل الكراهية، قالوا أن النبي يقول ثم يتراجع ثم يزعمون في مواضع أخرى أن كل كلامه وحي من أجل تشريع ديناً هو غريب على الإسلام.

لقد حاولوا تبرير هذه الكارثة بقولهم أن النبي قال ثم تبين أنه مخطئ فتراجع، وهذا قولُ شنيع في حق الرسول ليس لتراجعه –لأنه بشر- ولكن لأنهم نسبوا الخرافة للنبي، فكانوا مثل من أراد تكحيلها فأعماها، المؤسف أنهم اخترعوا علماً لتصحيح ذلك المجون بقولهم أن الروايات كلها تُقبل على حالها وأن النبي قالها ولكن المشكلة فينا نحن، علينا أن نجمع ونوفق..

ياسيدي لو كانت المشكلة في الجمع فأنت الذي تخترع دينك، وأن ادعائك بأنك تتبع النص والوحي هو كذب في كذب، أنت تحاول التلفيق من أجل التبرير والدفاع عن مذهبك بالباطل، لو كان بنو إسرائيل فئراناً فلماذا أطلقتم عليهم أحفاد القردة والخنازير، ولو كان النبي أخطأ في ذلك اجتهاداً فلماذا لا تحملون أقوالكم المنسوبة إليه كلها اجتهاداً وليست وحيا؟!..

هذا كذب وتطويع سفيه للنصوص لخدمة شريعة مفتراه ، ورسول الله برئُ منها لا يعلم عنها ما علمه هؤلاء من إفك.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رخصة الفدية في أحكام الصيام
- الوصايا العشر لتحريف أي دين
- من هم العلماء في الدين ؟
- داعش وحديث الفرقة الناجية
- معبد الجهني المعارض الحُر
- الأمويون وتخلف الأمة
- ابن شهاب الزهري في الميزان (4)
- ابن شهاب الزهري في الميزان (3)
- ابن شهاب الزهري في الميزان (2)
- ابن شهاب الزهري في الميزان
- خرافة هزة العرش لسعد بن معاذ
- الوصاية الدينية في فقه ابن حجر العسقلاني (3)
- الوصاية الدينية في فقه ابن حجر العسقلاني (2)
- الوصاية الدينية في فقه ابن حجر العسقلاني
- تصحيح بعض مما ورد في دراسة الحجر الأسود
- حقيقة الحجر الأسود
- أعذرني ياسيادة الرئيس
- معالم فوز السيسي والأسد
- تحديات سيساوية (2-2)
- تحديات سيساوية (2-1)


المزيد.....




- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - مسخ اليهود فئراناً وتراجع النبي..