أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما تريده إسرائيل وما يريده الفلسطينيون من الحرب















المزيد.....

ما تريده إسرائيل وما يريده الفلسطينيون من الحرب


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 00:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


الجولة الجديدة من الحرب المعممة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والضفة منذ عملية الخليل – اختفاء ومقتل ثلاثة مستوطنين- ، تُدرج في إطار إرهاب الدولة بكل معنى الكلمة ، ولو كان هناك ضمير عالمي محايد لَتوَجَب تقديم قادة إسرائيل لمحاكم دولية كمجرمي حرب. ولكن يبدو أنه مكتوب على الفلسطينيين أن يستمروا كشهود عصر على أفظع جريمة دولية أرتكبها الغرب في القرن العشرين ، عندما قام بمحاولة تصحيح أو التكفير عن جريمة ارتكبها بحق اليهود في أوروبا ، بجريمة أكثر فظاعة ، وهي إقامة دولة إسرائيل ككيان عنصري استعماري على حساب الشعب الفلسطيني، لتصبح دولة إسرائيل الدولة الاستعمارية العنصرية الإرهابية الوحيدة المتبقية في العالم ، وليبقى شعب فلسطين الشعب الوحيد في العالم،الذي ما زال ليس فقط مستعمَرا ، بل مُهدَدا بوجوده الوطني.
لأن اليهود أقاموا دولة عام 1948 ليس اعتمدا على قوتهم الذاتية، أو اعتمادا على قوة حقهم في فلسطين ، بل نتيجة مكرهم ودهائهم ، ونتيجة توازنات وحسابات دولية ، فإنهم ما زالوا يعتقدون أنهم بالمكر والكذب والإرهاب، وما بنوه من قوة دولتهم، واستغلال التوازنات الدولية وهيمنة حليفهم الأمريكي على الفضاء الدولي الرسمي ، بمقدورهم استكمال مشروعهم التوراتي بإقامة دولة يهودية على كامل فلسطين، ويمنعوا الفلسطينيين من حقهم بدولة ولو في حدود ما تعترف به الشرعية الدولية بأنها أراضي محتلة – الضفة الغربية وقطاع غزة - . وفي هذا السياق يأتي الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين وتهرُبَ إسرائيل من تنفيذ القرارات الدولية والاتفاقات الموقعة التي تروم التوصل إلى تسوية تُمَكِن الطرفين من العيش معا وجنبا لجنب في كيانين سياسيين مستقلين.
عندما مارس الفلسطينيون في بداية ثورتهم المعاصرة، حقهم المشروع دوليا بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال لإقامة دولة يعيش فيها الجميع من يهود ومسيحيين ومسلمين، اتهمتهم إسرائيل ومعها واشنطن بأنهم إرهابيون ! وعندما رفعوا شعار (غصن الزيتون بيد والبندقية بيد) وقبلوا بدولة على حدود 22% فقط من دولتهم التاريخية ، أيضا تم اتهامهم بالإرهاب، بل وتم قتل رئيسهم ياسر عرفات الذي وقع وثيقة الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود، ووقع على اتفاقية سلام، وزار البيت الأبيض أربعة عشر مرة ،وقَبَّل يد مادلين اولبرايت مرات. وعندما جاء الرئيس أبو مازن وأبدى من المرونة أكثر من أبو عمار، بل وقال ما معناه: جئت أحمل غصن الزيتون فقط ،أما البندقية فهي عبثية ولن نلجأ لها، لم يكن موقف إسرائيل منه أفضل من موقفها من أبو عمار ، بل قصدت إسرائيل أهانته وإحراجه مع شعبه من خلال تكثيفها للاستيطان والتهويد، وتقطيع الضفة إلى كانتونات، وبناء جدار الفصل العنصري ،وانسحابها أحادي الجانب من غزة عام 2005 بهدف فصل غزة عن الضفة وجعل من الاستحالة قيام الدولة الفلسطينية الخ .
وعندما تلجأ اليوم غالبية فصائل العمل الوطني والإسلامي : حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية ولجان المقاومة وكتائب شهداء الأقصى الخ، إلى العمل العسكري المتاح وهو إطلاق الصواريخ ، سواء تحت شعار: تلبية نداء الواجب الوطني ، أو لكسر الحصار عن غزة، أو دعما لأهلهم في الضفة والقدس ، أو لأي سبب آخر ، تصرخ إسرائيل وتستنجد بالعالم لينقذوها مما تسميه بالإرهاب الفلسطيني ! متناسية تاريخها الإرهابي منذ مجزرة دير ياسين وخانيونس وقبية ، مرورا -بمجزرة مدرسة البقر في مصر، وقانا في لبنان، وقبلها مجزرة صبرا وشاتيلا ، وآلاف الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين سقطوا وما زالوا يسقطون في الضفة وغزة على يد جيشها ومستوطنيها، كجريمة اختطاف وحرق الطفل الفلسطيني محمد خضير حيا على يد المستوطنين،وأخرها الجرائم التي ترتكبها آلة الحرب الجوية والبرية والبحرية اليوم في قطاع غزة ، كقصف منازل سكنية على رؤوس الساكنين كما جرى مع عائلات كوارع وحمد وغنام الخ .
إسرائيل لا تريد أن ينال الفلسطينيون حقهم في دولة مستقلة عن طريق المقاومة سواء المسلحة أو الشعبية، ولا تريد أن ينالوها عن طريق المفاوضات والاتفاقات الثنائية ، ولا تريد أن ينالوها عن طريق الأمم المتحدة ، فماذا يفعل 12 مليون فلسطيني نصفهم في الشتات ونصفهم داخل وطنهم ؟ وكيف نصنف أو نكيف قانونيا علاقة إسرائيل بالفلسطينيين في الضفة وغزة ؟ هل هي علاقة دولة احتلال بشعب خاضع للاحتلال؟ إسرائيل ترفض هذه العلاقة لأنها لا تعترف بأن الضفة والقدس أراضي محتلة، وهناك قوانين وشرائع دولية تحكم علاقة دولة الاحتلال بالشعب المُحتَل، وفي نفس الوقت لا تريد أن تمنحهم الاستقلال. هل تريد إسرائيل من الفلسطينيين أصحاب الحق والأرض والذين يعود تاريخهم إلى أكثر من أربعة آلاف سنة ، الفلسطينيون أنبل وأشرف شعوب الأرض ، هل تريد إسرائيل منهم أن يعيشوا عبيدا لها ولأنظمة عربية وجهات مانحة أجنبية ؟ هذا ما لا يمكن أن يكون .
المشكلة لا تكمن في إسرائيل والغرب فقط ، بل أيضا في عالم عربي وإسلامي يتم
إعادة تَشَكلِه ما بعد سراب الربيع العربي، بما يضعه في حالة معاداة وكراهية للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ،أو في أفضل الحالات في حالة عجز عن تقديم يد المساعدة لهم . ونقول للأنظمة العربية ومنها على وجه الخصوص تلك التي تريد قيادة الأمة العربية : إن القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من اجل الحرية والاستقلال ، هو المدخل لقيادة العرب أو لتبوء مكانة دولية ، ولا يمكن تبرير تقاعسها وترددها بسيطرة حماس على قطاع غزة،والقضية أكبر من حركة حماس ومن قطاع غزة . كما لا يمكن قبول الخطاب العربي الذي يتحدث عن عنف متبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ،لأنه لا يمكن أن نضع الضحية والجلاد في مرتبة واحدة .
بالمقابل الفلسطينيون ليسوا ملائكة ، وهناك أوجه خلل كثيرة في أدائهم السياسي والعسكري ، كما لا تنتابهم أوهام أنهم يستطيعوا من خلال إطلاق الصواريخ وأشكال المقاومة الأخرى في الضفة ،أن يهزموا إسرائيل ويقضوا عليها الآن . ولكن إن كان لدى المنتظم الدولي أو أية دولة تصور أو حل عملي للقضية الفلسطينية يوقف الاستيطان والعدوان ، ويحفظ للفلسطينيين كرامتهم وحقهم بالعيش في دولة مستقلة ، تقبل به إسرائيل وواشنطن ومستعدتان لتطبيقه، فالفلسطينيون مستعدون للقبول به ، ومستعدون لإعادة سيوفهم إلى أغمدتها، ليتفرغوا لبناء دولتهم وليعيشوا بسلام كما تعيش بقية دول الأرض،فالفلسطينيون شعب (يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلا ) .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوان إسرائيلي متعدد الاهداف
- إشكالية الرواتب : بين حقوق الموظفين وحق الوطن
- ما زال بالإمكان إنقاذ المصالحة
- ما أسهل حديث العاطفة وما أصعب حديث العقل
- الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري
- الهويات الفرعية كتهديد للهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة
- إسرائيل الدولة الاستعمارية العنصرية الوحيدة المتبقية في العا ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط توافقية لا يعني نهاية الانقسام
- البرنامج السياسي لحكومة (التكنوقراط) لا يُلزِم إلا الحكومة
- في ذكرى النكبة : انهزم العرب فانتكب الفلسطينيون
- الخلل ليس في وجود سلطة وطنية بل في وظائفها ومرجعياتها
- المصالحة الفلسطينية بين الإرادة والقدرة
- ضرورة تحرير حركة فتح من استحقاقات السلطة والتسوية
- منظمة التحرير الفلسطينية أمام مفترق طرق
- هل نحن امام استراتيجية فلسطينية متعددة المسارات ؟
- في ذكرى يوم الأرض ؟ لماذا لا يكون يوم للأرض في مواجهة الاستي ...
- الأرض أهم من الإنسان
- احتجاز وإعاقة الشعب الفلسطيني
- ما وراء استهداف الإعلام المصري للفلسطينيين
- قصة واحد أراد أن يكون فكان، ويا ليته ما كان


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما تريده إسرائيل وما يريده الفلسطينيون من الحرب