أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عطا درغام - فلكلوريات الميلاد والختان في الريف المصري















المزيد.....

فلكلوريات الميلاد والختان في الريف المصري


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 07:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1- الميلاد
بمجرد سماع الخبر السار تفرح الأسرة وتنتظر قدوم ولي العهد ،ونري الاهتمام بالعروس حتى موعد الولادة،ويتم استدعاء القابلة(الداية)،فلم يكن الطبيب معروفا في ذلك الوقت ،لأن ذلك كان يعتبر عيبا ،إذ كيف تنكشف المرأة علي رجل غريب ,وكان لا يقوم الطبيب بالولادة إلا في حالات الضرورة القصوى.... وكانت القابلة تصبر علي المرأة الحامل يوم أو يومين أو ثلاث أو حتى أسبوعا ،وتظل تباشرها حتى يحين موعد الولادة...وأصبحت الولادات في القرية تعتمدعلي المستشفيات والعيادات الخاصة للأطباء ،ولم يعد هناك ذكر للقابلات (وكان يطلق علي القابلة فلانة الداية)...........
وعند خروج المولود إلي الحياة كان هناك اعتقاد شائع في عدم ذكر جنس المولود فور ولادته خوفا من الحسد،وخصوصا إذا كان ولدا ،فكان الشائع أن الولد (الولد سر أبيه كما في الأمثال الشعبية)موضع حرص واهتمام في الريف المصري،وكان الاعتقاد بأنه الذي سيحمل اسم العائلة،والذي سيرث الارض حتى لا تنتقل خارج العائلة ،وبسبب ذلك الاعتقاد كان يضيع حق النساء في ميراث العائلة نتيجة اعتقادات وموروثات رغم مخالفتها للشريعة الإسلامية ،وإذا كان المولود بنتا يسلم أمره لله ويقنع نفسه بان البنات رزقهن واسع ....أما الآن فقد تقدم الطب و تتعرف الأم علي جنس المولود خلال أشهر الحمل الأولي ويعلم به المولود وليس هناك مجال لإخفاء ذلك ،
وقبل الولادة بفترة قصيرة تذهب الحامل لمنزل أبيها لتلد هناك، فتلقي الرعاية والاهتمام من أمها حتى موعد الولادة ،وتحرص الأم علي أن توفر مستلزمات ابنتها من طيور ومشروب (الموغات)لتعوض مافقدته خلال فترة الحمل والمعاناة في الولادة ،وتظل بعد الولادة أسبوعا أو اثنين، ثم تذهب بطفلها إلي بيت الزوجية
ومن أهم العادات والتقاليد بعد قدوم المولود هو الاحتفال بسبوع المولود بعد مرور أسبوع من ولادته ،إذ يلقي عناية خاصة من الأسرة المصرية عامة ولأجل الاحتفاء به ظهرت الكثير من الأغاني التي تعبر عن هذا الحدث السعيد (كأغنية يارب ياربنا لكريمة مختار في فيلم الحفيد-والسبوع لحمادة هلال من فيلم عيال حبيبة –النونو لسعاد حسني من فيلم هو وهي –وفي الموروث الشعبي حلقاتك برحلاتك )لنجد أن الاحتفال بسبوع المولود موغلة في القدم منذ وجود المصري القديم..وغالبا يتم عمل السبوع في منزل والد الحامل حيث وجودها ،ويقبل الأهل والأقارب للاحتفال بالسبوع ،وتلتف النسوة حول الطفل وأمه ،وطبعا لن أصف لكم ماكان يحدث فقد صورته الدراما خير تمثيل ،وهو ماكان يحدث عندنا بالضبط ،من توزيع الشموع علي الأطفال ،ويطوفون بها ،ويغنون للمولود (يارب ياربنا يكبر ويبقي ادنا ويبقي أحسن مننا .....الخ )ولكن الخلاف الذي كان متبعا في القرية ،وأذكر ذلك جيدا ورأيته بعيني هو موضوع الإبريق الذي يحتوي علي خمس فتحات، يتم وضع الشمعات فيها ،وحكاية هذه الشمعات ،عندما لا تتفق العائلة علي اسم للمولود ،كان كل واحد يختار اسما علي شمعة من الشمع الموضوعة في فتحات الإبريق والشمعة التي تظل للنهاية هي اسم المولود ،لأنها كتب لها طول العمر (طبعا كان اعتقادا في ذلك الوقت لم يعد موجودا ,ونري الآن اسم المولود يتحدد عندما تعرف الأم جنسه خلال أشهر الحمل الأولي
وفي بعض الأحيان كان يوضع المولود في غربال به قمح ومكسرات ،وأغلب الظن أنها عادة قديمة ،وأثناء الغربلة تدق القابلة ،أو أي سيدة من الموجودات ، وتلقي بمنظومة معروفة(إسمع كلام أمك وماتسمعش كلام أبوك ....ألخ ورأينا ذلك كثيرا في الدراما وخصوصا في فيلم الحفيد)
ويجلس الرجال في الخارج ،وتوزع عليهم أكواب الموغات(طبعا الجميع يعرفون هذا المشروب ومحتوياته فهو مغذ جدا وخصوصا للمرأة بعد الولادة) وأكياس الفول السوداني والشيكولاته،وكذلك علي الأطفال والنساء ....والجديد في هذا الأمر الآن هو كتابة اسم المولود علي كارت صغير داخل كيس الفول ،وهناك من يستبدل الكارت بعملة ورقية ،وهذه العادة تنتشر في جميع أنحاء مصر المحروسة..وتحمل تعليقات مختلفة
.................................................................................
2- الختان(الطهور)
والختان بنوعيه للذكور والإناث ،ولكن ختان الأولاد الذكور كان ينال عناية خاصة من المجتمع المصري وخير تعبير كما نجد في أوبريت الليلة الكبيرة لصلاح جاهين الذي يعبر عن الاحتفال بالمولد ،وكانت ظاهرة ختان الأطفال تنتشر في الموالد فيقول:(ياأم المطاهر رشي الملح سبع مرات...... في مقامه الطاهر رشي وقيدي سبع شمعات...... ياعريس ياصغير .....علقة تفوت ولا حد يموت..... لابس ومغير وهتشرب مرقة كتكوت........ يا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات )، وعادة كانت يتم ختان الذكور في الموالد ،وفي مولد ابن تميم بالمنزلة كانت تقام السرادقات التي يختتن فيها الأطفال ،وكان يتم ختان بعض أطفال القرية ،وطبعا كان يقوم بهذه العملية محترفون حتى لا يقضون علي ذكورة الولد ويذهب في خبر كان،واختفت هذه الظاهرة من الموالد بعد انتشار الوعي والاهتمام بالرعاية الصحية ،فيقوم بهذه العملية أطباء جراحون متخصصون بدلا من الحلاقين الذين كانوا يقومون بهذه العمليات ،ويستخدمون أدوات غير معقمة وغير نظيفة قد ينتج عنها أحيانا نتائج سيئة تضر بالشخص(المطاهر)
..................................................
وكان يقام لختان الطفل الذكر احتفال خاص بالقرية ،وكان يقام له مولد بزفة ..وشهدت أكثر من حفل ختان أثناء طفولتي في القرية ،وكان المطاهر يمتطي حصانا أمام خاله مرتديا جلبابا أبيض،وعلي رأسه عقال بدوي ،فهو عريس هذا اليوم
ويسير الموكب(الزفة)من أمام منزله ،ويسير علي امتداد الشارع الرئيسي ،ويجوب شوارع القرية ،والموكب علي جانبين بالدفوف والرقوق والصاجات (الطار)في إيقاعات منتظمة تشعرك بجو من الروحانية ،وبحق كانت هذه العادة من الموروثات الشعبية الجميلة المعبرة عن روح الألفة والحب والبهجة في القرية رغم بساطتها،لكن كان الكل يحضر ويحرص علي السير في الموكب ومشاركة أبناء القرية فرحة ختان ابنه ،طقوس جميلة تعبر عن روح الأصالة في الجديدة من تاريخها الاجتماعي ،وكانت طقوس شبيهة بطقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
..................................................
وبعد أن يزف العريس الصغير (كما عبر عنه صلاح جاهين في أوبريت الليلة الكبيرة )يتجه الموكب أمام منزله،ويمارس طقوسه الخاصه في الدق علي الطبول والدفوف ،والأصوات النحاسية التي كانت تصل لأذنيك ،فتهتز معها فرحا ....وينزل العريس من علي حصانه ليخلع رداء الفارس ويرتدي ثوبا آخرا،لمصيره المحتوم الذي لا فكاك منه ،وينتظره موسي ومقص الحلاقة لقطع قطعة من جسمه –وهو مسرور ولا يدري ماسيحدث له ،وبحق المشهد رهيب وفظيع لأننا جميعا تعرضنا له ،وشعر به من اختتن في سن كبيرة (أي بعد الثالثة ،يكون الأمر مؤلما)وسأنقل لكم صورة حية بالضبط لهذه العملية التي تغيب عن شباب اليوم ،ممن أجريت لهم بالبنج ،ولم يشعروا بها
وتخيلوا معي حجم الألم في هذه العملية ...يذهب الطفل ولا يعلم مصيره المحتوم،وما يخبأه له قدره،ويجلس المتخصص في الطهارة علي كرسيه الخاص شاهرا أسلحته لذبح الضحية وسلخها بالأدوات التي معه....ويجلسون الطفل أمامه بعد سحب لباسه الداخلي ،فيتعري نصفه الأسفل ويظهر فرجه(البلبل)ويمسكه شخصان أحدهما من الخلف ،والآخر من الأمام بالضغط علي ركبتيه نحتي لا يتحرك ويصيبه المقص ،ويتأهب الرجل ويسمي الله ،ويمسك بالفرج ،ويمسك بالجلد الزائد(الفضلة كما كنا نسميها )ويظل يدفعها للخلف ،ليظهر الفرج تماما بشكله ،ويمسك الرجل بالمقص ،ليقص (،لقد اقشعر بدني من الوصف)هذه القطعة ،وتسمع صرخة مدوية للطفل ،كصرخة عذراء تفض بكارتها ،ويجفف الدماء بالقطن ويضع المطهرات ،ثم يربطه ،لتنطلق الزغاريد في المنزل ،وان ابنهم دخل عالم الذكورة .....
وتنصب الموائد ،وتقدم الموائد وعليها كل مالذ وطاب من بط وديوك وفراخ ،نخب عريس اليوم ،وطبعا يظل يغير علي الجرح مدة معلومة ،حتى يطيب تماما ،ويمارس حياته بصورة طبيعية ....وفي المساء يقيم والد العريس الصغير سرادقا صغيرا ويقيم احتفالا يحييه أحد المتخصصين في مجال المديح (وكان غالبا الشيخ جاد رحمه الله)
..................................................
أما بخصوص ختان البنات ،فكان في سرية تامة ،وفي طي الكتمان لا يعلم به أحد في القرية ...ويحدث مع البنت كما كان يحدث مع الولد ،ولكن بدلا من المقص كان أحيانا يستخدم الموسي ،ويعتبر هذا الأمر خطير جدا بالنسبة للبنات ،إذا لم تقم به محترفة في هذا المجال وتقطع الجزء المراد ،وإذا لم تلتزم حياله قضت علي أنوثة البنت





#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلكلوريات الموت في الريف المصري
- من فلكلوريات الزواج في الريف المصري
- من فلكلوريات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في قرية مصرية
- تطور الفن المسرحي في مصر
- النص المسرحي وأساليبه
- نشأة الفن المسرحي
- النزعة الإنسانية عند سارويان
- رزق الله حسون الأرمني


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عطا درغام - فلكلوريات الميلاد والختان في الريف المصري