أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ريهام عودة - عرب ال48: صراع نفسي و أزمة هوية...














المزيد.....

عرب ال48: صراع نفسي و أزمة هوية...


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 22:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ترفع العلم الفلسطيني بكل فخر وزهاء في صحراء النقب و تهتف بصوت غاضب وثائر "برافر لن يمر" ، ثم تعود في المساء لتحتسي فنجان قهوة "عليت" مع أصدقائها في مقهى شعبي يطل على ميناء حيفا الذي يرفرف فوق ساريات سفنه العلم الاسرائيلي.

يقضي الليل و هو ينشر تغريدات باللغة العربية على التويتر و الفيسبوك تناصر القضية الفلسطينية و تُشيد بالثوار في الدول العربية و تطالب بحرية الأسرى الفلسطينيين ، ثم يذهب في الصباح إلي جامعته بتل أبيب من أجل الاستماع لمحاضرة باللغة العبرية لبروفسور يهودي يتحدث فيها عن القانون الدولي و محرقة الهولوكوست.

يقع في غرام شابة من دولة عربية أو حتى من قطاع غزة و يحادثها يوميا عبر برامج الشات على أمل أن يلتقي بها يوما ما ، وعندما يتحقق حلمه بلقائها في موطنها يتم احتجازه من قبل السلطات الاسرائيلية و التحقيق معه بتهمة زيارة بلد معادية لإسرائيل.

تُرشح نفسها لعضوية الكنيست الاسرائيلي ، كممثلة للأقليات بإسرائيل و تناشد بحقوق المرأة العربية تحت سلطة قوانين المُشرع الاسرائيلي ، ثم تعود في المساء لبيت جدتها لتستمع منها حكايات النكبة و ذكريات الفلسطينيين القديمة قبل تأسيس الدولة الاسرائيلية ، فتشعر حينها بقهر نفسي و تُمتم بصوت خافت ، إنها بلادنا ! لقد كنا قبلهم ، هم الأقليات و ليس نحن...

تتخرج من مدرسة يهودية وتتحدث العبرية بطلاقة و تشعر أنها أصبحت مواطنة عربية اسرائيلية مخلصة و منتمية للدولة الاسرائيلية ، ثم تفاجأ بأنها تتعرض للتمييز أثناء سفرها عبر المطار الاسرائيلي و يتم تفتيشها بشكل دقيق بسبب شكوك أمنية حولها فتبكي بحرقة و تشعر بالتناقض بين ما تعلمته في مدرستها اليهودية حول المساواة و المواطنة الصالحة و ما بين واقعها كشابة عربية غير يهودية.

إنها مواقف و حكايات متناقضة يتعرض لها يوميا الشباب العربي في داخل الخط الأخضر فهم يعيشون حياة مزدوجة متناقضة بين انتمائهم للقضية الفلسطينية و مواطنتهم الإسرائيلية في ظل الدولة الاسرائيلية الحديثة ، حيث يحملون في جيوبهم الهوية الاسرائيلية الزرقاء و يخضعون جميعهم لأحكام القانون الاسرائيلي بصفتهم مواطنين اسرائيليين ، لكن أراوحهم و قلوبهم مازالت معلقة بالحياة الفلسطينية القديمة و الثقافة العربية .

إن تلك الحياة المتناقضة التي يعيشها عرب ال48 و المتأرجحة بين عشقهم لكل ما هو عربي فلسطيني قديم وما بين غضبهم أحيانا من كل ما هو اسرائيلي عبري حديث ، جعلت تلك الحياة المتناقضة العرب يمرون بصراع نفسي داخلي مرير ، حيث أصبح بعضهم يشعر بحالة من التمزق العقلي و عدم الانسجام مع حياة المجتمع الاسرائيلي اليهودي فأدى ذلك إلي انفصال بعض شبابهم عن الواقع الاسرائيلي و اندمج هؤلاء الشباب و تأثر بقصص الكفاح و النضال الفلسطيني و الثورات العربية ، الأمر الذي شَكل لهم أزمة تحديد هوية، فهم يعيشون في الواقع بين ناريين : نار القومية العربية و نار الجنسية الإسرائيلية ، فهل يعتبرون أنفسهم بأنهم عرب فلسطينيون و يتنازلون عن هويتهم الإسرائيلية أم عرب اسرائيليون و يتناسون القضية الفلسطينية ؟

أعتقد أن قضية عرب ال48 تتلخص بكل بساطة بمقولة شهيرة لشكسبير وهي

" أكون أو لا أكون تلك هي المسألة ! "



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تهتم اسرائيل بالاقتصاد الرقمي و الالكتروني ؟
- حكومة المصالحة والتحديات الاقتصادية المقبلة
- عمال غزة يكادون أن يشيخوا من شدة البطالة ....
- الحرية الدينية: هل ستسمح إسرائيل لمسلمي غزة أيضاً للصلاة بال ...
- فشل المفاوضات و عقاب إسرائيل الاقتصادي للسلطة الفلسطينية !
- غزة : مختبر تجارب حربيه!
- عنف المرأه ضد المرأه لا ينكر أيضاً
- مفاوضات السلام و عقدة الأمن الاسرائيلية
- أخلاقيات الحروب و النزاعات
- حزب الله : الهدف الأول لإسرائيل
- قوقعة غزة
- الدولة المدنية و الدولة الدينية : وجهة نظر
- خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....
- العدالة و حقوق الانسان في عالمنا العربي بين الواقع و التطبيق
- ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !
- الشعوب العربية و صدمة المستقبل !
- ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي
- السياسة و فن التفريغ النفسي لدى الشعوب
- أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية
- هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ريهام عودة - عرب ال48: صراع نفسي و أزمة هوية...