أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد نفاع - ألفكر الماركسي موقف وممارسة وليس شعارا للتلويح















المزيد.....

ألفكر الماركسي موقف وممارسة وليس شعارا للتلويح


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 1263 - 2005 / 7 / 22 - 11:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يبدو ان التظاهر الاستعراضي بالفكر الشيوعي من جهة وعدم ملاءمة الممارسة والموقف لهذا الفكر هو من اخطر التشويهات التي تصيب الاحزاب والافراد.
فالتمسك بالفكر لا يمكن ان يكون ضريبة كلامية وفي الوقت نفسه نمارس ما يتناقض معه.
صحيح ان الدمج بين النظرية والتطبيق من جهة، وكذلك الحد الفاصل بينها في حالة الخروقات ليس سهلا. لكن تكرار المؤشرات الدالة على ذلك تصبح هي الحكم الدقيق الى حد كبير. في تاريخه الطويل والغني والمشرف والمعقد واجه حزبنا ويواجه مثل هذه الظواهر.
عندما نواجه موقفا لرفيق او لمجموعة من الرفاق فيه الكثير من التزمت والاستعمال المصطنع للفكر حتى في حالات ليست بحاجة ابدا لمثل هذا التزمت علينا ان ننقد الفخ، ونفحص المآرب والدوافع لذلك ومن ثم توقيت هذا الدلق والانهراق الفكري المكرر والمتسارع الضّاج كرشقات الكاتيوشا. ان مجرد النظر الى هذه الظاهرة التظاهرية الصاخبة الصياحة تدل على ضحالة وعينا النظري اذا اكتفينا بالاعلان الكلامي المردد عن الانتماء النظري وخلافه مع التطبيق في الحياة الحزبية والمسلك العام للفرد او المجموعة. يأتيك احدهم في هيئة الحزب والبحث جار في موضوع ما لا يربطه رباط مباشر مع الفكر، فيكسو ملامحه مسحة من التعمق والجدية والوقار والتحفز وينظر الى السقف والى الارض وكأنه يستوحي من هناك كل ما وصلت اليه الماركسية من علم وابداع وتجربة ويقول بصوت رزين آت من الاعماق، ومن اعماق المجلدات. هذه القضية قضية فكرية، ويرتاح على تعبه ثم ينظر في عيون المجموعة المتجانس معها كليا في المواقف، والمتطابق معها تمام الانطباق كتطابق المثلثات ولسان حاله يقول: اللهم اشهد اني بلغت، ويتنهد افراد مجموعته من الصدر والرئتين ويهزون رؤوسهم استحسانا ولسان حالهم يقول: قطعت جهيرة قول كل خطيب، اما الشوط الاخير لهذا الفرد ولهذه المجموعة، هذا الشوط النظري الصياح الزعاق فقد وصل بهم الى تنظيم طُرْح هامشي دأبه التحريض على الحزب لاهداف انانية رخيصة مغرقة في الانتهازية، هذه هي نتيجة التظاهر والتزمت والقربطة بالماركسية اللينينية بشكل مبتذل، وكلها تخدم "الأنا" والذات تماما كما قال الشاعر:
كلما مر هاهنا وهاهنا
صاح بالناس انا انا نا
اشعر احيانا اننا نعقد الامور البسيطة بدل ان نبسط الامور المعقدة، كل ذلك حتى نقنع انفسنا وغيرنا اننا ضليعون في المجال الفكري وكأن تعقيد الامور يرفع من مستواها، مع العلم ان احدى ميزات الماركسية هي بساطتها وامكانية فهمها خاصة من قبل العمال والفئات الشعبية وهي الاقل تعليما بسبب نظم الاستغلال الرأسمالي.
واقول بصراحة: اشغلت نفسي سنوات ولا ازال من اجل معرفة الاسباب الحقيقية الكامنة وراء بعض ظواهر الخلافات بين ظهرانينا في الحزب الشيوعي وكذلك ونتيجة لذلك في الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، فارجاع السبب فقط الى الخلاف الفكري تدحضه الوقائع الغريبة، احيانا يكون هنالك انسجام الى درجة التكتل بل واتفاق على كافة الامور لا يجمعها جامع فكري ابدا، فما هو الانسجام الفكري مثلا بين ما يسمى "الاطار الشيوعي" الفوروم الذي يدعي اعضاؤه بالتزمت الفكري وبين رفاق واعضاء جبهة غير شيوعيين وصل بهم اجتهادهم المرفوض الى درجة التشكيك بضرورة وجود حزب شيوعي خاصة بعد الانهيار!! فما هو الموحد بينهم؟ اللهم الا اذا كان التزمت والتشدد الفكري النظري لدى اعضاء الفوروم ما هو الا ادعاء!! انا اثق ببعضهم في انتمائهم النظري ومع ذلك حتى هؤلاء ظلوا ممعنين في التحالف الملموس مع ذلك العدد من الرفاق الذين يرغبون في اجراء متغيرات في الفكر والتنظيم الحزبي لدرجة التخلي عن شيوعية الحزب الشيوعي. انا لا استهين بأهمية وقوة الجانب الفكري الحاسمة والمصيرية، ولكن اليس علينا واجب التفتيش عن اسباب اخرى لها دور اكبر في هذا الخلاف الذي يصل احيانا الى الحدة والقطيعة؟؟ اذا تكلمت عن قضايا شخصية وتنافس شخصي في هذه الظروف، ظروف العولمة والخصخصة والهجوم الكاسح على التنظيم الحزبي واختلال التوازن والتناسب بين دور الفرد ودور المجموع يقولون لك، هذا تبسيط للامور، ويرشقونك بالضحالة والاستهتار بالفكر وقلة الضلوع فيه، وهذا الامر بالذات هو ما يمقتني ليس بسبب النقد للقصور الفكري، ابدا فانا احترم النقد واتعامل معه بوئام ان كان سياسيا او تنظيميا فكريا وايضا ثقافيا ادبيا، الذي يقلقني هو المحاولات الجاهدة المحمومة لايجاد مظلة وقاعدة فكرية لخلافات لا علاقة لها بالفكر احيانا وليس دائما.
لا شك ان دمقرطة حياتنا الحزبية وتوسيع وتعريض الهيئات التي تتخذ القرار لها جوانب ايجابية، شرط ان يكون مستوى الوعي النظري والتنظيمي والطبقي والاجتماعي والاممي مستوى مرموقا يعتمد على معايير واخلاقيات هي نتاج هذا الوعي، والا نصبح مجموعة من الناس عرضة لمرض المعسكرات والتكتلات ومن منطلق خدمة الفرد اولا قبل خدمة ومصلحة المجموعة التي هي في هذا السياق الحزب الشيوعي والجبهة. ومن هنا تأتي الدعاية الرخيصة الغريبة عن حياتنا الحزبية متأثرين جدا باحزاب اخرى مختلفة عنا كثيرا، وتصل الى اوج التنافس المحموم ليس في مجال نجاعة عملنا وتطويره، وليس في مجال التغلب على قصورنا في النضال الطبقي بل عند تشكيل قوائم الانتخابات للمجلس المحلي او الكنيست وغيرها من اشباهها.
طبعا على الحزب الا يكون حجر عثرة في وجه الطموح الشخصي للرفيق، لكن هذا الطموح الفردي يجب ان يكون جزءا فقط من الطموح العام للحزب في احداث التغيير من اجل تحقيق اهدافه النضالية، فطموح الحزب هو الاساس، هو الجوهر، ومن هنا يجب ان تكون نقاط الانطلاق، دون الانكار والتنكر ابدا ان الرفيق المنتخب على العموم يساهم جيدا في رفع مكانة ودور الحزب والجبهة، النقاش ليس على النتيجة وليس على المنتخب، النقاش هو على المعايير الدخيلة والغريبة عن حياتنا الحزبية والتي توشك ان تصبح جزءا من ممارساتنا ان لم تكن قد اصبحت بالفعل، وعندها ننحدر مع هذه المعايير الدخيلة ويصبح انتماؤنا الحزبي الاممي في الدرجة الثانية لصالح انتماءات اخرى تتناقض وتتعاكس كليا مع كل تبجحنا الفكري المتزمت، طبعا احيانا نكون موفقين بالنتيجة، مرة اخرى اقول ان النقاش ليس على النتيجة بل على القيم والمعايير والاخلاقيات.
هذا الوضع يقودنا الى ان نكرس جل جهدنا ووقتنا وابحاثنا على قضايا وعنعنات داخلية، وادخالنا الى بحر متلاطم من التربص والاشاعات والرد على الشائعات على حساب الحاجة القصوى للتفرغ الى القضايا الجماهيرية النضالية الملحة، هدر هذه الطاقة على قضايا داخلية حتى وان كانت مقولبة فكريا ومنمقة تضيق افقنا ويدب فينا الروتين الممجوج ويصبح حضور الاجتماع عبئا وعالة على الرفيق لانه يفتقر الى الابداع والى الانجذاب للعمل والعطاء ويصبح هذا الجو المشحون ملذا للكسالى في العمل والمجتهدين في الثرثرة والتصيد للاشاعات وبثها، تصبح ابحاثنا محبطة لقسم منا وتسلية ملذة لقسم آخر منا واعتقد ان هذه الفترة بالذات ملائمة جدا لنفض كل ما هو دخيل ضار، وغريب عن قيمنا واصالتنا، وان نتدارس وضعنا بمنتهى النزاهة والموضوعية، بعيدا عن التشكيك والتخوين، نتحاسب مع الطروحات والممارسات لا مع النوايا التي نحاول الباسها والصاقها بالرفيق، وان نشن معركة تربوية من اجل ان نتحلى او على الاقل نطمح الى ان نتحلى بالاستقامة والجرأة والصدق والصراحة والمبدئية وعدم التلون وان نبرز اكثر خصوصية حزبنا الشيوعي، هذه الخصوصية هي التي اكسبت الحزب ثقة الجماهير، والخصوصية يجب ان تطال كافة المجالات في الفكر والتنظيم والمجالات السياسية والطبقية واعلاء شأن الاممية كقيمة انسانية نضالية ثورية شامخة.



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي صعوبات، آفاق وتطلعات
- تجمعات قومية، يسارية سياسيا ومعادية للشيوعيين
- اختتام اعمال لقاء أثينا للأحزاب الشيوعية والعمالية
- دفاعا عن صدّام ضد الأمريكان
- نقاش مع انجلز وماركس حول المجتمع البشري ومملكتي النحل والنمل
- الدكتاتورية قتل للوطنية وضرورة النقد الذاتي قبل الهزيمة
- كيف تكون شيوعياً جيداً


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد نفاع - ألفكر الماركسي موقف وممارسة وليس شعارا للتلويح