أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فؤاد وجاني - جمال الثورة..














المزيد.....

جمال الثورة..


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 10:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الثورة...كلمة جميلة براقة، والجمال حين ترى إشراق الشمس فتنطق جوارحك: يا الله! أو ترى وُريقات قد أينعت من تُويْج زهر أول الربيع فتبتسم وقد رضيت نفسك.

الثورة... تحمل بين ثناياها قلب الحرية النابض، ودما زكيا قانيا، وريحا من ريح الفردوس الأعلى، وتاريخا يذْكر أصحابها في مجلدات ذهبية. إنها نحت للذاكرة الإنسانية، قد لا يخلو من نرجسية وتفرد واستعلاء، بيد أن عاملين في صمت هناك، لا تصيبهم أضواء التاريخ الكاشفة ، يموتون مكفنين بالنسيان إلا عند مجز قد وعدهم أحسن الجزاء في دار البقاء.

فيها شاعرية الإنسان الحالمة تواجه واقعا قد صُنع بأيدي غرباء عن الأرض والإنسان. فيها تلاحم القيم بالعمل الصادق، فيها تتحرك الأفكار نحو ساحة النزال بين الحق والباطل، فيها تقطر الكتب ثانية لتصبح مدادا بشريا يسيل في الشوارع، وبها تصحو أبدان المفكرين الموتى المتقدمين لتغشى حية الطرقات، مهرولة تطرق أبواب السلطان: "الأفكار تتكدس في الرفوف، يعلوها الغبار، تأنفها الأنوف، لكنها لا تموت... إنا قد جئناك اليوم على مضض لاسترجاع عرش الشعب الذي علوته وحقه الذي نهبته".

إنْ حللنا كلمة الثورة في مختبرات الحكمة وجدناها مركبة من عناصر الثقافة والتنوير، وضخ دم جديد في حياة الشعب، وإعادة بناء الأرض، وإقامة ما اعوج بعد قرون الظلام. هي كموسم الحرث السابق لحصاد النهضة، شاق للأبدان الثورية، خلاله تتعرض للسجون والتعذيب والتضييق، مضن للفكر المتفحص لأركان الاستبداد، فيه تُجرب مناهج وتفشل، لكن العثرات لا تمنع خطى السائرين عن الإصرار على التقدم مسلحة بالسلم والإيمان نحو الهدف النبيل، والزرع بذور حرية لطيور لا تخشى فزاعات جهاز الاستبداد .

إنها جذوة من نور إلهي ، تُبعث إلى الغياهب كي تنقذ الإنسان من براثن الاستبداد، فمن يحمل وهج تلك الشعلة يحظى باسمه منحوتا في ذاكرة التأريخ، يصبح كزيوس، معلما خالدا للأجيال.

والفكر الثوري يكشف عن سيقان الاستبداد الهشة التي لا تستمد عروقها من الأرض إنما من الجشع والاستغلال ، متوكئة على عصى الاستعمار. هو فكر يثور على المسلمات والبديهيات، ويدعو إلى التحقق من صحتها، يرفض القضاء والقدر الظالمين للإنسان مادام الإله عادل، يمحص التأريخ المكتوب مفندا الروايات الرسمية المخطوطة بأقلام ديوان القصر، جامعا لرفات المنسيين، معيدا المجد للكتب المحروقة، ناشرا السطور الممنوعة.

هي صديقة الفقراء والمحرومين، خليلة المظلومين والكادحين، غريمة المستبدين. لا تًنسى مهما فات من زمن، ولا تُنسئ إذا أقبل الأجل. ليست عروسا كي تقبل بقفازات من حرير، إنما تحضر بسواعد العادلين.

باعثها القمع الماكث تحت سطح النفوس، المتراكم حتى الانفجار. لا تضرب موعدا ، ولا يتنبأ لها كهنة السلطان، فحروفها اشتقت من البطولة، وأصلها روح الطبيعة المتمردة .

فتيلها ظل متقدا عبر الأجيال، أحرق الظلم في الجبال والسهول، وفي عرض المحيطات، من عصر جوبا وأكسيل وفتوحات بن زياد وبن تاشفين ومقاومة جيش التحرير وأنوال عبد الكريم الخطابي إلى حركة العشرين من فبراير.

الله حر وكذلك الإنسان، وإنهم لقادمون بسلام ليحملوا الشعلة ويدخلوها آمنين. هم باقون ما بقيت الأرض، وسيُزيلون الاستبداد مهما بهظ الثمن.



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب: من النظام الملكي الأبوي إلى الدولة المدنية
- بعض آليات الأيْقَنة الملكية ودروها في فرض السلطة الجبرية على ...
- الخبز أو الملكية بالمغرب
- مشروع دستور -الكراكيز- في المغرب
- فخامة حمار للاعبوش يخاطب الحكام الحمير
- زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!
- وصفة البقاء للملوك والرؤساء
- أولى دروس الحرية - قصة قصيرة
- سانتشو بانزا والمالكي
- رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ
- فاجِعةُ كِتابٍ في أمَّةِ الكِتابِ
- ومرت السخرية العربية من كولورادو...


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فؤاد وجاني - جمال الثورة..