أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - آريين آمد - المهمة المستحيلة لفرانكشتاين في بغداد














المزيد.....

المهمة المستحيلة لفرانكشتاين في بغداد


آريين آمد

الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 22:28
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تحتاج رواية فرانكشتاين في بغداد للروائي المبدع احمد سعداوي أكثر من قراءة وأكثر من تحليل... إلا أنني سأتناول هذا اليوم جزئية مهمة من الرواية... وتحديدا ما جاء في كلام "الشسمة" في مسجلة محمود ألسوادي... لأنه كلام من العالم الآخر ... "فالشسمة" لا ينتمي لعالمنا إلا قسرا .. على أمل أن أتمكن من تفكيك بعضا من هذه الفنتازيا الجميلة التي أدخلنا السعداوي إليها بيسر وجعلنا متلهفين لتلقي جميع مفاجأته وكأنها حقائق، وهذه تحتسب للسعداوي بكل جدارة.
هادي العتاك الذي جمع أجزاء "الشسمة" من ضحايا التفجيرات في شوارع بغداد، لم يكن إلا ممرا ومعبرا لإرادة السماء، ليصبح هذا المخلوق المسخ والهجين، هو المخلص والمنتظر والمرغوب به والمأمول بصورة ما، فهو المولود من أحشاء العتمة، وهو الرد على نداءات المظلومين من اجل الاقتصاص من الجناة، والقصاص للأبرياء الذين لا ناصر لهم. ومنذ أن تلبس روح الحارس في تفجير فندق السدير الجثة التي حرص على جمع أجزائها هادي العتاك حتى وجد "الشسمة" نفسه أمام قائمة من الأسماء التي تستحق القتل استجابة لنداءات الضحايا الأبرياء، وبقاء "الشسمة" كان مرهونا منذ البداية بتحقيق العدالة، والتي إذا ما تحققت لاختفى "الشسمة" من الوجود، إلا إن المفارقة إن قائمة أسماء المجرمين الذين بحاجة إلى تصفية على يد "الشسمة"، ما أن تتقلص حتى تتمدد من جديد لتضم أسماء أخرى، مما جعلت مهمته تبدو أبدية، فدائرة القتل كانت تتسع باستمرار التي تعني في النهاية إنتاج المزيد من الضحايا والمزيد من المجرمين، لهذا فقد وجد "الشسمة" نفسه في وضع ملتبس، ومصدر الالتباس إن الأسماء لا تقبل أن تنتهي، ولأجل إتمام مهمته فهو بحاجة باستمرار إلى تبديل أجزاءه التالفة، بجلب أجزاء جديدة ووضعها في مكان الأجزاء التالفة أو الآيلة للسقوط، والحكمة كانت في سقوط الجزء العائد للضحية بمجرد تحقيق الانتقام من القاتل، الترميم المستمر لجسده وتبديل قطع الغيار التالفة أو الساقطة جلب انتباهه المبكر لحقيقة إن عمليات ترميم جسده بأشلاء غير معروفة يرجح تسلل أجزاء لمجرمين إلى جسده، فمهمته النبيلة بدأت تصطدم بحقيقة (ليس هناك أبرياء انقياء بشكل كامل مثلما لا يوجد مجرمين كاملين).
"الشسمة" وجد نفسه في ورطة ووضعنا معه أمام حقيقة كنا نهرب منها باستمرار فكلنا ضحايا وكلنا مجرمون!!!! أو هكذا وجدنا أنفسنا بعد 2003 وهكذا استمرت الأحوال لغاية الآن، وبدون إيجاد حلول جذرية لإيقاف دورة العنف، سيبقى أعداد المجرمين في ازدياد، مثلما أعداد الضحايا، بفارق بسيط ومهم للغاية، ليس هناك أبرياء انقياء ولا مجرمين كاملين، مما يعني ببساطة استحالة تحقيق فرانكشتاين للعدالة حتى وان كان مدعوما بإرادة السماء.



#آريين_آمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون بدون وسيط
- التفكير خارج الصندوق
- - التحولات في دول الربيع العربي قد تكون الأصعب والأطول في ال ...
- استخدام القوة في عمليات المعلومات الكيمياوي السوري أنموذجا
- هل تقرأ امريكا ما يكتبه المثقفون العراقيون؟؟؟
- حتى انت ياهادي جلو مرعي؟؟؟؟؟
- احمد القبانجي لم تزده ظلمات السجن الا القاً
- احمد القبانجي... إشارات لم تلتقط جيدا
- العقلانية في الشعائر والطقوس محاضرة للمفكر احمد القبانجي في ...
- المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين محاضرة للمفكر احمد القبانجي في ...
- كيف نعرف الدين الحق؟؟؟؟ محاضرة للمفكر احمد القبانجي في 2/11/ ...
- اعرف نفسك محاضرة للمفكر احمد القبانجي في 20/10/2012
- العقلانية في الفقه محاضرة للمفكر احمد القبانجي
- العقلانية في الاخلاق محاضرة للمفكر احمد القبانجي
- العقلانية في عصر الحداثة محاضرة للمفكر احمد القبانجي
- الاسير
- ليس لاقدام تعودت الهرب ان تصمد مجددا
- تقاسم وادارة الثروات الطبيعية..... استراتيجية مشاركة ام انفص ...
- مسودة قانون حرية التعبير... تقنين للاستبداد وتقييد التعبير
- تاخر الفهم.... انهيار الامن


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - آريين آمد - المهمة المستحيلة لفرانكشتاين في بغداد