أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا - فوزي بن يونس بن حديد - هل للعمال عيد؟















المزيد.....

هل للعمال عيد؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4440 - 2014 / 5 / 1 - 11:34
المحور: ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا
    


اليوم هو الأول من الشهر الخامس، سمّه ما شئت مايو أو ماي، فالتسمية لا تغيّر شيئا في الواقع، لكن الملفت أن الناس في العالم تعوّدوا أن يحتفلوا في هذا اليوم بما يسمى عيد العمال أو عيد الشغل، وهذه أيضا لا تدخلنا في جدال مع الآخرين، احتفال لا أدري ما هي مبرّراته ودواعيه، ألأنّ البطالة انتشرت في العالم بحيث أصبح من الصعب السيطرة عليها، أم اتخذوا لأنفسهم يوما يستريحون فيه من عناء العمل ليجذبوا أنظار العالم للفئات الكادحة المنسية التي لم تنل حقوقها إلى الآن، وظلت تمارس عليها كل أنواع العبودية والإذلال.
وحُقّ لي في هذا الملف أن أعبّر عن رأيي في هذه المساحة كغيري ممن يمسك بالقلم ويخط الكلمات، رأيت أنه من السخف أن نحتفل بهذا اليوم العالمي، مادامت ليست هناك معالجات جذرية للحالات البائسة التي تتكرر كل عام، وتظهر على شاشات التلفاز كل يوم، بل من المخزي والعار أن تدعو منظمات أكلها الفساد حتى أخمص قدميها إلى الاحتفال بهذا اليوم العالمي وهي التي ترعى الإرهاب المالي في العالم، داست على كل القيم العمالية وتظهر بمظهر المنافح والمدافع عن العمال، عن أي عمال تتحدث؟ هل تتحدث عن فئة معينة من الناس أم أنها تتكلم عن عمال العالم أجمعين، فلا أفلحت في الأولى ولا أقدمت على الثانية، فالحديث عن هذه المناسبة من السهل الممتنع ولكن الفعل تراقبه آلات التصوير المركونة في كل مكان، والبائس الفقير المحتاج يتجول في الشارع شاردا لا يجد ما يسد رمقه فضلا عن حصوله على عمل يعف به نفسه.
ومشاركتي في هذا الملف تتمحور حول أسباب انتشار البطالة في العالم بهذه الكثافة، حتى صارت داء في كل بلاد، ولم تستطع دول العالم السيطرة على هذا المرض إلا بنسب ضئيلة وبقيت معدلات البطالة مرتفعة، وبقيت النفوس تتشبث بهذا اليوم العجيب لعله ينقذ الملايين في العالم ممن لا يجدون عملا يعفّون به أنفسهم عن ذلّ السؤال ونظرات الاحتقار والازدراء، فما السبب وراء ظهور هذا المرض الذي تفشى؟ أهي الأزمة المالية العالمية التي حدثت سنة 2008 أم غيرها من الأسباب الخفية؟ لكن البطالة منتشرة قبل الأزمة العالمية مما يجعل هذا السبب تختفي وراءه أسباب أخرى جذرية ولها علاقة بالاقتصاد العالمي، وتمس شريحة واسعة من الشباب في العالم.
ولعلي أرى أن المرأة هي السبب الأول والرئيس في انتشار البطالة في العالم، ليس استنقاصا من شأنها بل تكريما وتعظيما لوزنها في المجتمعات، وحتى لا أقول أنه يجب على المرأة أن تبقى في البيت فيقال تلك دعوة أصولية رجعية، فإنني أطرح الموضوع من زاوية منطقية عقلية بحتة أيضا، فالمرأة كائن بشري خلقها الله عز وجل على هيئة مغايرة للرجل، لها خصوصياتها وأسرارها يعرفها الجميع، من حقها أن تتعلم إلى الصفوف العليا في الجامعات والمعاهد والكليات، ومن حقها أن تكتشف العالم بنفسها، ولكن يبدو لي من الأفضل لها أن تكون مربّية ناجحة مادام هناك من يكفلها ويعتني بشؤونها، فهي تتعرض في حياتها لحالات نفسية وعضوية تصيبها بالتوتر أحيانا وبالتزام الهدوء أحيانا لا تستطيع أن توفق بين عملها خارج البيت وشؤونها الداخلية، تثقل نفسها بالمهمات وترهق جسدها بالإجهاد فتصير ذابلة كالزهرة التي شاحت من الماء، أليس من الجرم أن نتركها تعمل ساعات طوالا ثم نكلفها أو نجبرها بتوفير الراحة في البيت، وأرفع صوتي في هذه المناسبة لأعلن أن هذه المنظمات أغوت المرأة وأخرجتها من وظيفتها الأساسية إلى عالم مجهول الهوية له انتكاسات وانعكاسات سلبية دمر خلاياها العصبية وأرهق جسدها وفكرها وأصبحت تلهو في الخارج تاركة جنتها وفردوسها التي كانت تحلم يوما أن تكون طرفا فيه، وعندما تحقق وجدت نفسها غريبة في الدار وتمنت ان لم تكن أو أنها تخرج منه ذليلة تحت اسم مطلقة.
فشؤون البيت ثقافة قبل أن تكون عملا لا فائدة مرجوة منه، والمرأة التي تعي حقيقة السعادة تعمل من أجل أسرتها، ومن أجل وطنها، ومجتمعها، تصنع الأجيال وتنشئ الرجال، وتساهم في البناء عن بعد وتكفل الدولة بحمايتها وتثبيت راتب شهري لها يكفيها ويكفي أبناءها ويحميها من ذلّ السؤال والعبث بجسدها وهي تتلوى أمام زملائها يستمتع بنظراتها القريب والبعيد، فعملها خارج البيت إضافة إلى كونه سببا في فشل كثير من الشباب في الحصول على عمل سبب لها جرحا عميقا في نفسها وجسدها، وهي التي تتعرض كل مرة لحيض أو حمل أو وضع أو مرض فتغيب عن عملها شهورا وتتمنى أن تجد راحتها في البيت المكان الملائم لإبداعها، هي ثقافة لو أحسنت الدول تدبيرها وتخطيطها وستشكر المرأة العالم ألف مرة أنه أخرجها من أزمتها المادية والمعنوية، هي ثقافة متنوعة تجعل المرأة أكثر حرية وحركة من ذي قبل، تتحرك في جميع الجهات وعلى جميع الجبهات، لا أن تكون حبيسة المكاتب والكراسي مدة لا تقل عن سبع ساعات لتتلوها ساعات أخرى طوال، كما أنها تريح الشباب من عناء البحث عن عمل، والمتخرجون من الجامعات لن يبكوا على شهاداتهم التي تسلموها بعد التخرج لجميع السنوات كما تفعل الآن جميع البلدان، حل جذري يُنظر فيه، وقد يتهمني البعض بالجنون لطرحي هذه الفكرة.
أما السبب الثاني فيتمثل في الظلم والاستبداد الذي يمارسه النظامان الرأسمالي والاشتراكي في العالم، فالرسمالي لا تهمه المصلحة العامة والاشتراكي يسلب الملكية من الشخص ذاته ولا يحقق هذا وذاك العدل بين الناس، وما الأزمة الخانقة التي حدثت في العالم سنة 2008 التي كادت تعصف بالاقتصادات في العالم وقد أفلست كثير من البلدان إلا دليل على إفلاس النظامين في قيادة العالم نحو بر الأمان، فاستدعى الأمر الى الاستنجاد بالنظام المالي في الإسلام حتى في الدول الأوروبية وأمريكا، تعطلت مصالح العباد واضطربت حركة كثير من البورصات وتدهور الاقتصاد وارتفعت الأسعار، وصار الغلاء هو سيد الموقف، فانهارت الرأسمالية كما انهارت من قبلها الاشتراكية الشيوعية فما الحل يا ترى؟ لا حل سوى اللجوء إلى الأصل وهو النظام المالي الإسلامي الذي يوفر الأمن للمال العام ويقضي على الفساد المستشري بكافة أنواعه وأشكاله ومجالاته بل يقطعه من جذوره ويحقق العدل والمساواة وهي القيم التي قامت عليها الثورات ومنها الثورة الفرنسية والثورات العربية، ولكن جموح الإنسان وجنوحه للطمع من يوقفه؟



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق على المحك
- صبرا آل غرداية
- حمة الهمامي رئيسا لتونس
- المرأة لماذا لا تستر نفسها
- قمة خرجت بخفي حنين
- قمة في الوحل
- لعنة الجامعة تصيب العرب
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب
- أمتي متى السفر؟
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- موقع الطبقة العاملة المصرية من الثورة وحقوقها الاقتصادية وال ... / حمدي حسين
- الحركة العمالية المصرية فى مفترق طرق / عدلى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا - فوزي بن يونس بن حديد - هل للعمال عيد؟