أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - الدين بعد سن البلوغ













المزيد.....

الدين بعد سن البلوغ


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 01:47
المحور: حقوق الانسان
    


على مستوى قيادة السيارات لا يسمح لغير ألبالغي سن الرشد قيادة السيارات أو بالأحرى لا يسمح لهم الحصول على رخصة قيادة السيارات والمركبات المتوسطة, ولا يسمح بأن يحمل السلاح كل قاصر غير بالغ سن الرشد, ولا يسمح بالترشح للانتخابات البرلمانية إلا من كان بالغا عاقلا راشدا مدركا للأمور, فهذا على مستوى الحياة العامية العادية, ولكن ما رأيكم على المستوى الديني؟ فلماذا مثلا نعلم أولادنا على الدين والصلاة وهم ما زالوا أطفالا في عمر الطفولة ؟وهم كما تعلمون لم يبلغوا بعد سن الرشد!, فأنا مثلا تربيت في البيت على الدين الإسلامي وأجبروني أهلي ووزارة التربية والتعليم على تعلم الدين الإسلامي منذ دخلت السنة الدراسية الأولى وهذا خطير جدا, فأيهما أهم قيادة السيارة أم الدين؟ أعتقد أن الدين أهم وأخطر من قيادة السيارة ويجب على الدول العربية الإسلامية فتح باب تغيير الدين والمعتقد الديني لكل إنسان بالغ عاقل راشد, فأنا أجبروني أهلي والحكومة والمجتمع ووزارة التربية والتعليم ومؤسسة العشيرة والقبيلة على اعتناق الدين الإسلامي ويومها لم أكن بالغا وعاقلا وراشدا والآن بعد أن أصبحت إنسانا عاقلا تبين لي أن هنالك عدم انسجام بيني وبين الدين الإسلامي ومن حقي اليوم أن أقرر إلى أين أذهب عمليا ونظريا, فمن الممكن أن الديانة المسيحية تتمشى معي أكثر من الديانة الإسلامية أو من الممكن أن أتقبل أي ديانة أخرى عدى الديانة التي أجبروني عليها أهلي وبيئتي وطبيعة النظام التربوي الذي نشأت وكبرت وترعرعتُ عليه, ومن حقي الآن أن أختار ديانتي.

ومن الممكن لك ولي أن نكون ملحدين لا نؤمن ولا بأي ديانة سواء أكانت سماوية أو أرضية, والخطأ الذي يرتكبه الأهل والحكومة في الدول العربية الإسلامية أنهم لا يسمحون لأي شخص بالغ عاقل راشد أن يختار ديانته وهذا بحد ذاته تعدٍ صارخ على حقوق الإنسان وتعدٍ وجريمة ترتكب بحق الطفولة إذ أنهم يجبرونا على الدين الإسلامي ونحن ما زلنا أطفالا لم نتعرف بعد على طبيعة الدين, فمن حقنا بعد أن كبرنا ونضجنا مع مواسم النضوج أن نختار ديانتنا كما نختار زوجاتنا, فكيف يحق لي أن أختار زوجتي وحبيبتي بقلبي بعد أن أبلغ سن الرشد وكيف لا يحق لي قيادة السيارة والحصول على رخصة قيادة إلا بعد أن أبلغ سن الرشد,وكيف يجبروني على الدين الإسلامي وأنا ما زلت طفلا لا أدرك معنى الحياة أو معنى كلمة(دين)؟ أيهما أهم في حياتنا وحياة أبنائنا؟ أو أيهما أخطر؟ قيادة السيارة أم قيادة الدين؟ أعتقد أن هذه النقطة تغيب عن أذهان الجميع وخصوصا عن أذهان الحكومات العربية إذ أنها لا تعتبر الدين خطيرا, فالدين أخطر بكثير من قيادة السيارة أو دخول حزب سياسي أو منظمة مجتمع مدنية, فيجب أولا وأخيرا فتح باب كبير في هذه المسألة فلا يوجد إنسان على وجه الأرض تلده أمه مسلما أو مسيحيا أو يهوديا.

نعم,لا يوجد إنسان تلده أمه مسلما أو يهوديا أو مسيحيا إلا في الدين الإسلامي, إذ تعتبر السنة أن الإنسان يولد مسلما ومن ثم تهوده أو تنصره أمه, وهذا تناقض بحد ذاته وليس منطقيا, فالأصح أن الإنسان يولد بعير أي ديانة أو بدون أي ديانة وعليه هو أن يختار ديانته أو مذهبه بعد أن يبلغ سن الرشد ليكون قادرا على قيادة نفسه ولكي لا تتعارض ثقافته مع طبيعته التي خلقه الله عليها, الله يخلق الإنسان عاريا من الثقافة ومن الدين نفسه وإنما الأيام هي التي تصقل شخصيته وتجعله مسلما أو يهوديا أو مسيحيا أو حتى بوذيا, وعليه فلنا اليوم الحق بأن نراجع أنفسنا على كل الأصعدة وأن يسمح لنا من اليوم أن نقرر من نحن ؟ وإلى أي ديانة ننتمي ؟ وإلى أي مذهب ننتمي؟, فليس من المعقول أن يختار لنا آباؤنا ديننا وعقيدتنا, فهذه موضة قديمة تتعارض مع مبدأ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , ونحن اليوم أصبحنا أكثر وعيا من ذي قبل ونرفض بكل شدة أن يختار آباؤنا زوجاتنا, وأظن بأن الدين سيصبح بعد عدة سنوات على نفس الطريقة وسترفض الأجيال القادمة أن يختار آباؤهم دينهم وعقيدتهم ومذهبهم كما يرفضون اليوم أن يختاروا لهم زوجاتهم وأزواجهم من ذكورٍ وإناث, وأظن جازما % أن آباءنا لا يمثلون رغباتنا بل رغباتهم هم أنفسهم مثل اختيارهم لنا لأسمائنا, فحينما يسموننا يسمونا بناء على رغباتهم هم ولم يكن لنا الحق باختيار أسمائنا, وحين اختاروا لنا ديننا الإسلامي ومذهبنا الإسلامي اختاروه لنا بناء على رغباتهم وهم وليس بناء على رغباتنا وكنا يومها لا نبصر ولا نسمع ولا نعقل ووجدنا أنفسنا فجأة نصلي ونصوم ونؤدي فريضة العمرة وكل الطقوس الدينية, في حين أن الحياة اليوم اختلفت وتطورت وأصبحنا اليوم نريد أن نأخذ حقنا في اختيار ديانتنا.

إن المسير على طريق الديانة أخطر من المسير على الإسفلت بسيارة مرخصة قانونيا, وطالما كان غير مسموح لنا أن نقود السيارة إلا بعد أن نبلغ سن الرشد طالما كان من حقنا عدم الالتزام بأي ديانة إلا بعد أن نبلغ سن الرشد

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=210390



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التبادل الديني
- المسلمون المساكين
- المسيحية عكس لعبة الشطرنج
- متى سنتذوق طعم السلام!
- رسالة إلى فضيلة القس:إيميل حداد(سفراء السلام)
- صفات المسلمين
- أخطاء البخاري
- السعادة مجرد حلم
- العده تعبانه
- الروتين
- مقارنة بسيطة بين الإسلام والمسيحية
- الرأي الواحد في أسلوب التدريس
- شكرا يا يسوع
- تربية العرب لأبنائهم
- عقيدة الشيطان2
- عقيدة الشيطان1
- جربوا الحياة مع يسوع
- الجوع والبرد والظلم
- سيعود المسيح
- تفسير النسخ في القرآن


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - الدين بعد سن البلوغ