أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبه سعد أبوالمجد - الحُب.. عَلَم لمملكة المرض النفسي















المزيد.....

الحُب.. عَلَم لمملكة المرض النفسي


هبه سعد أبوالمجد

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 20 - 23:53
المحور: المجتمع المدني
    


عنوانٌ مريبٌ يدفع البعض لنعتي بالجنون، وأحب أن أخبر هذا البعض بأنه عند انتهاءه من قراءة مقالي سيتأكد من وصفه لي، كما أحب أن أؤكد للجميع بنفسي هذا الوصف…… .
قالوا يومًا بأن “الحب هو سر الوجود”، وكثير من الأفلام السينمائية تصور الحب بأنه يشفي الكثير من الأمراض النفسية والعُقَد التي تسببها الحياة وضغوطها، فنجد مثلاً الرجل الكاره للنساء في فيلم “عدو المرأة” والذي كان يهاجم كل امرأة في كتاباته بشكلٍ سافرٍ نتيجةً لتجربته القاسية من إحدة بنات حواء، والمفارقة المضحكة أن إحدى بنات حواء أيضًا هي التي ستتسبب في شفائه من هذه العقدة النفسية بوسيلة واحدة.. ألا وهي “الحــــــــــــب”.
وقِسْ على ذلك الأغلبية العظمى من البرامج والمسلسلات والأفلام، لكن ما سأعرضه في هذا المقال سيقلب الموازين، ويضرب كل هذا الاعتقاد بعرض الحائط….. .
أيها السادة..
إن الحــــــــــب هو عَلَم لمملكة المرض النفسي…. .
إن الحــــــــــب هو السلاح الذي نحاول به محاربة أمراضنا النفسية….. .
بمعنى أدق: الحــــــــــــب هو “الداء” ومن الحـــــــــب نحاول أن نستخلص “الدواء”.
دعوني أفسر لكم ما أقول وأربط الأحداث:
أولاً:
ما هو المرض النفسي؟!
ستكون إجابتي بعيدة كل البُعد عن تعاريف علماء النفس له واختلاف النظريات حوله، وبكل بساطة أقول: بأن المرض النفسي هو “الزلزال الذي يجتاح نفسنا البشرية بلا سابق إنذار”.
ثانيًا:
يا تُرى ما هي “الأمراض النفسية” التي يمكن أن يؤثر فيها ويتأثر بها الحــــــــــب؟!
والإجابة هي:
أن كل الأمراض النفسية لها علاقة طردية مباشرة بالحــــــب.
ومن الآن وحتى قرب انتهاء مقالي سأعرض بعض هذه الأمراض النفسية وعلاقتها الطردية المباشرة بالحــــــــــب.
الفـــــوبـــــــيــــــــــــــــا
بالطبع هذا المرض كلنا نعاني منه.. كلنا مصاب به، وكلنا نعرف معناه، ولكن لزيادة التأكيد أُعرّفه بأنه “الخوف غير المُبَرَّر”…. .
والآن لنصل للنقطة الهامة.. ألا وهي “ما علاقة الحــــــب بمرض الفــــوبــــــيـــــا؟!”
لنتفق على أمرٍ هامٍ جدًا ستقوم عليه استراتيجة ومنهج هذا المقال، ألا وهو أن جميعنا يستغل مرضه النفسي ليُنجح أو يتخلى عن علاقته العاطفية…. .
انتظروا..
ليس هذا وقت الاعتراض؛ فمازال الوقت باكرًا بشدة على هذا، واسمحوا لي بالتفسير…. .
قد يكون هناك فتاة جميلة الملامح رقيقة الطبع، لكنها عنيدة متمردة وقوية الشخصية، جاء في طريقها شابٌ وسيمٌ به مواصفات فارس أحلامها، لكن كرامتها كأنثى تمنعها من أن تبوح له بحبها… .
في هذه اللحظة يعمل عقلها الباطن بسرعة البرق لاصطياد نقطة ضعف هذا الشاب، ولتكن مثلاً أنه حنون، ويصادف أنها تعاني فوبيا من “الظلام” مثلاً، فتعمل الخطة وفق كل هذه المعطيات وتكون النتيجة “لا تخافي ياحبيبتي ما دمتُ بجانبك”…. .
طبعًا هناك مَن ابتسم الآن وهذا ليس دليلاً على إعجابه بكلامي بقدر ما هو يخجل من نفسه لأنه قد حدث به هذا أو مثله أو حتى هو نفسه يستغل خوفه ليصل لقلب مَن يريد….. .
الانـــطــــوائـــــــــيــــــــة
وهذا هو المرض النفسي الذي يُبعد صاحبه عن الأضواء والناس ويكتفي بنفسه، لا يجد نفسه إلا مع نفسه، لكنه يميل إلى الحزن وحب دور الضحية، وغالبًا يكون إنسان حساس إلى حدٍ بعيدٍ، وياحبذا لو كان مريض بهذا المرض هو من بنات حواء؛ فإنها تستغل دموعها التي قد تهز كيان أي رجل مهما كان قوي أو ذكي، غني أو فقير، قد يكون في طريقه لإنهاء علاقته بها فيعمل عقلها الباطن بسرعة 1000 ميل في الثانية ويعطي الإشارة لعيونها التي تقوم بدورها بذرف الدموع؛ فيعود الرجل عن قراره ظانًا بأن هذه الدموع تنزل خوفًا من خسرانه دون أن يعلم بأن هذه الدموع ما هي إلا بسلاح المرأة الفتَّاك…. .
البــــــارانــــويـــــــــــا
وهذا هو الذي يجعل أكثرهم يظن بأنه “سوبر مان” أو تظن نفسها “مارلين مونرو”، يرى أن الكل يضطده ويحسده ويتحدث عنه بكلام قد يكون بخير وقد يكون بِشَرِّ، ولكنه متأكد بأن الجميع يتحدث عنه.
الشاب المريض بهذا المرض يظن بأن كل الفتيات تعشقه وتريد أن ترتمي تحت أقدامه متوسلة إليه أن يحبها، لكن يا حواء لا تظني بأنه شرير.. لكن فقط أشفقي عليه؛ لأن علاج هذا الرجل في تجاهل المرأة له، قد يستغل مرضه بأن يعمي عينيكِ بالهدايا تارة وبالكلام المعسول تارة.. وكل هذا فقط ليرضي جنون عظمته وغروره…. .
ومثل هذا المرض له مدخل رئيسي يتمثل في مرضٍ نفسيّ آخر ألا وهو “الغــــــــــرور”…. .
أيها السادة:
مستحيل أن تكون علاقة عاطفية واحدة قد تمت بمحض الصدفة؛ فإن الكون لم يُخلَق صدفة، وهي لم تُخلَق صدفة، وأنتَ لم تُخلَق صدفة، حتى ولو كان اللقاء الذي جمعكما جاء صدفة فإن ما بعدها مستحيل أن يكون صدفة.
ودليل كلامي:
ما يحدث من مأساة لكثير من الآباء والأمهات الذين يكون لهم أولاد بارّين بهم جدًا ولكن ذلك قبل زواجهم، وفجأة يتحولون لعقوقٍ لا مثيل له، وتفسير ذلك أن زوجاتهم قد استغلت أمراضهم النفسية لتكون مدخلاً لنقطة ضعفه فاستطعن السيطرة على أزواجهم بكل سهولة…. .
ودليل آخر على كلامي:
الرجل الذي يمنع زوجته أو حبيبته من أشياء كثيرة قد تكون طبيعية ومشروعة ولكنه يفعل هذا فقط لإحساسه بالنقص الذي يحاول تعويضه بالسيطرة والهيمنة؛ فقد تكون والدته كانت هي “رجل البيت” – كما يقولون – وأبيه لا حول له ولا قوة فيُغرَس بداخله عقدة نفسية تكبر مع سنوات عمره فلا يرى نُصب عينيه سوى أن يفعل كل ما لم يستطع أبوه أن يفعله ضد تسلط والدته وجبروتها…. .
وكما عوَّدت قرَّائي الأعزاء أن أوجِّه رسالة دائمًا في نهاية مقالاتي، أريد أولاً أن أقول بأني لستُ قاسية فيما ذهبتُ إليه، وما أوجهه الآن هو :
أن نقف أمام مرآتنا ونواجه أنفسنا بعيوبنا ومميزاتنا وما نحن مُصابين به من أمراض نفسية وألا نستغلها لنصل لقلب أو حتى عقل من نريد.
لا ترتكبوا الجرائم تحت شعار “الحـــــــب”.
لا تجعلوا من اختاروكم شركاء حياتهم ضحايا لمكركم واستغلالكم لمشاعرهم فقط لترضوا غروركم أو لصالح مشاعركم أنتم… .
وأخيرًا أقول جملة واحدة أختم بها مقالي:
“ضع نفسك مكان مَن تحب.. تستقم حياتك”



#هبه_سعد_أبوالمجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة إسرائيل.. وحلم العرب المؤود
- الحرية .. خنجر مسموم
- لن أرضخ لآهاتك
- طيرٌ مذبوح يرقص من ألم الجروح
- وغابت شمسها
- لن تكون ضمن خريطة دربي
- واتهمها بأنها عاهرة
- صراع أجيال .. أم أن السُلطة لها أحكام؟!
- تياترو النجوم
- الإرهاب (صُنع في أمريكا)
- النظام يتحكم في الشعب بالريموت كنترول
- وداعًا دنيا الغرام
- فلتبكِ بصوتٍ مسموع
- أعطِ لإمرأتك ما تستحق
- كن مَن أردتَ مع مَن تشاء
- اسمع مني الوعد وانسى الوعيد
- فتاةٌ تسبح ضد التيار
- ولا يغرنك براءة نظراتها
- لن أجثو أمام غرورك
- بقايا إنسان


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبه سعد أبوالمجد - الحُب.. عَلَم لمملكة المرض النفسي