أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باقر جاسم محمد - الكتاب المقدس: حول أصل اللغة و أختلافها















المزيد.....



الكتاب المقدس: حول أصل اللغة و أختلافها


باقر جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 11:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ترجمة:باقر جاسم محمد
"و من الطين خلق الله كل بهيمة من بهائم الحقول ، وجاء بها إلى آدم ليرى ماذا سيسميها: وكل ما أطلقه آدم من أسماء على أي نوع من المخلوقات الحية ، فقد صار اسما له منذئذ ، و أعطى آدم اسما لكل الأنعام ولكل طير في الهواء، ولكل دابة في الحقل."
((سفر التكوين 11، 19-20
إن الدراسة الجامعة المانعة لتأثير الكتاب المقدس على الألسنية الغربية مازالت تنتظر الكتابة . و من يحاول كتابتها سيكون باحثا شجاعا. ولكن ليس ثمة من شك أن الآراء والبيانات التوراتية الكتابية حول موضوع اللغة قد حددت ، ولقرون عديدة ، نوع الأسئلة و كذلك نوع الأجوبة التي عدّت مشروعة ومنطقية . والمصدر الذي غالبا ما يقتبس للإشارة إلى أصل اللغة في التقاليد الغربية هي القصة الواردة في الجزء الثاني من سفر التكوين حول كيفية اكتساب الحيوانات لأسمائها.
ومن الممتع أن نقارن هذه الرواية بما جاء في محاورة (كراتيلوس ) لأفلاطون ، حيث يتولى الحديث "مانح للأسماء" أسطوري ، هو نفسه من اخترع الأسماء الأولى. بيد الكثير من الثقافات لديها أساطير حول أصل اللغة . و هي قصص ذات فائدة لأنها تكشف بعمق الافتراضات المحصنة المتعلقة بالقدرة الإنسانية على الكلام . وقصة الكتاب المقدس ليست استثناء من ذلك.
النقطة الأولى التي يجب ملاحظتها هي الافتراض في سفر التكوين، كما هو في كراتيلوس، بأن الأسماء الأولى قد ابتكرت ؛ وهذا على أية حال معتقد سائد كونيا. ففي التقاليد اللسانية الهندية ، كان أحد الموضوعات التي ناقشها النحاة الهنود هو هذه المسألة عينها: هل ابتدعت الكلمات أم لا؟ ولكنها مسألة لم تبرز قط في المناظرات الإغريقية والعبرية . فالفرض المسبق كان دائما هو أن اللغة نتاج فعل خلاق من نوع ما، وأن الكلمات ليس لها وجود مستقل بوصفها أشياء طبيعية . لذلك فإن البحث قد ركز مباشرة حول مسائل من مثل: من ابتكر ، وكيف ابتكر ، ولماذا نشأت الكلمات الأولى؟ وهذا لم يترك مجالا للمناقشة فيما إذا كانت المسألة الابتدائية حول أصل اللغة قد طرحت على نحو سليم . إن الإجابة التي يقدمها سفر التكوين لمسألة اصل اللغة هي من نواح معينة أكثر وضوحا ومباشرة من تلك التي نحصل عليها من أفلاطون. فليس من الواضح تماما فيما إذا كان واهب الأسماء الإغريقي رجلا حكيما أو مقدرة إلهية . ولكن الرواية في الكتاب المقدس تتركنا بدون شكوك في كون اللغة هي ذات أصل إنساني ؛ وهي قد بدأت مع الإنسان الأول آدم . ففي الكتاب المقدس ليس ثمة مشكلة من النوع الذي نوقش في محاورة أفلاطون. أعني: ليس هناك مسألة فيما إذا كان آدم قد سمى الأشياء على نحو صحيح ؛ فعلى العكس من ذلك، فأن ما يخبرنا به الكتاب المقدس يبدو منطويا ضمنا على أنه، وبعيد عن كون كل حيوان يمتلك بالطبيعة اسما مناسبا خاصا به ، ليس له من اسم قط حتى أعطاه آدم ، وبتحريض من الله ، اسما. واستنادا إلى كاتب(1) الكتاب المقدس ، فإن الله لم يرفض قط قبول أي من الأسماء التي نادى بها آدم الحيوانات ، ولم يعنفه لإساءة تسميتها، أو يعدّ بعض الأسماء التي أطلقها آدم خيرا من البعض الآخر. فقد كان من الواضح أن هذا لم يكن اختبارا صممه الله ليرى إن كان آدم سيحسن التسمية. بل إن كل ما أطلقه آدم من أسماء على أي نوع من المخلوقات الحية ، قد صار ذلك اسما له منذئذ. فالأسماء قد ابتكرت بقرار إنساني بأن تكون هذه هي الطريقة التي يمكن أن يسمّى بها شيء ما.
وهذا يمكن أن يظهر ، بدئا ، على انه دعم للموقف الذي دافع عنه هيرموجينز الذي يؤمن انه مهما كان الاسم الذي تعطيه لشيء ما فإنه لا بد أن يكون اسمه المناسب.
وعلى أية حال فإن هذا يعني إعادة قراءة قصة الكاب المقدس بحثا عن اختلاف ليس له وجود. إن النقطة الأساسية في الجدال الذي خاضه كراتيلوس في محاورة أفلاطون هي أنه هنالك صلات وترابطات طبيعية بين الأشياء والكلمات التي
تسمو إلى درجة اللغات المحددة. بينما في سياق الحكاية الواردة في الكتاب المقدس
ليس ثمة لغات يمكن أن نسمو إليها. فنحن حاضرون في لحظة ولادة اللغة نفسها. في
الوقت الذي منحت الحيوانات التي ليس لها أسماء حتى ذلك الحين أسماءها للمرة الأولى واحتمال أن يكون الكائن نفسه ذا أسماء مختلفة في اللغات المختلفة لم تبرز بعد. فذلك يعود إلى حقبة متأخرة من التاريخ اللغوي و هو أمر تم تناوله لاحقا في الكتاب المقدس في قصة بابل.
إن ما لم يخبرنا به سفر التكوين هو ، لسوء الحظ ، المعلومة التي تضع حدا للجدال بين كراتيلوس وهيرموجينز: وهو ما يمكن أن نحدده بالآتي : ما هو المبدأ الذي اعتمده آدم في منح الأسماء وإعطاء كل حيوان اسما ؟ و هل سمّى آدم الحيوانات فقط استنادا إلى ما خطر في باله أول الأمر ؟ فإذا كان الأمر كذلك فإن هذا يمكن أن يعد مناقشة لدعم صحة زعم هيرموجينز. أو هل حاول على نحو ما أن يختار اختيارا نسقيا منتظما اسما ملائما لكل حيوان ؟ فإذا كان الأمر كذلك فإن هذا سيكون مناقشة لدعم صحة زعم كراتيلوس. ولكن الرواية التوراتية لا تعطينا معلومات حول هذا الأمر. وهذا لم يوقف الباحثين المتأخرين من التفكر والتأمل حول الكيفية المحددة التي اعتمدها آدم في تسمية الحيوانات.
استنادا إلى لايبنتز (1646-1716) لا بد أن آدم قد سمّى الحيوانات اعتمادا
على أساس من القياس الطبيعي بين صوت كل اسم والانطباع العقلي المستثار من تلقيه لكل حيوان موضع بحث (ارسليف 1982-91). و هذه نظرية مختلفة للملائمة الطبيعية نوعا ما عن تلك التي قدمها سقراط في محاورة كراتيلوس لأفلاطون . وقد افترض لوك (1632-1704)، من ناحية أخرى، أن آدم كان حرا في فرض الأسماء على نحو اعتباطي كليا، وبالطريقة التي زعمها هيرموجينز. وقد أدخل لوك تحسينات متخيلة على القصة في سفر التكوين ورسم مشاهد يبدو فيها آدم وهو يصوغ كلمات جديدة عديدة. واثنان من هذه كانت كلمات للأفكار المجردة و هما : "الغيرة" و " الزنا ". ويقارن لوك هاتين الحالتين مع ما حصل عندما نودي على آدم وطلب إليه أن يسمي قطعة معدن جلبها
أحد أبنائه إليه . فقد
عثر أحد أبناء آدم الذي كان يتجول في الجبال، على مادة براقة أسر ضوءها عينيه، وقد جلبها إلى آدم في البيت . و استقراء لصفاتها، فقد وجدها آدم صلبة ، لها لون أصفر لماع و وزن ثقيل بشكل مفرط. وربما تكون هذه هي كل الخواص التي لاحظها لأول وهلة في تلك المادة. وبتجريد هذه الفكرة المعقدة المتكونة من مادة ذات لون أصفر لماع بشكل غريب ووزنها جسيم بالقياس لحجمها، فأعطاها اسم "ذهب"( ) للدلالة ولتندرج تحت هذا الأسم كل المواد التي تمتلك هذه الخواص . ومن الثابت الآن ، في هذه الحالة ، أن آدم قد تصرف على شكل مختلف تماما عما فعله من قبل في تشكيل تلك الأفكار المستمدة من صيغ مختلطة ببعضها و أعطاها للاسمين "الغيرة" و "الزنا" ، لأنه في تلك الحالة قد وضع الأفكار سويا بواسطة مخيلته الخاصة وليس مأخوذة من وجود مسبق لأي شيء . و قد أعطاها أسماء للدلالة على كل الأشياء (المجردة) التي يصدف أن تتوافق مع تلك الأفكار المجردة خاصته دون اعتبار لكون مثل هذه الأشياء موجودة أم لا ؛ فالقاعدة هناك قد كانت من ابتكاره الخاص ، ولكنه نهج منهجا مختلفا تماما في صوغ فكرته عن المادة الجديدة . فهنا كانت لديه قاعدة وضعتها الطبيعة ، ولذلك ، ولكونه قادرا على تمثيل ذلك لنفسه ، بوساطة الفكرة التي امتلكها عنها، حتى عندما تكون غائبة، لم يعلن عن فكرة ليست بسيطة متضمنة في فكرته و مطابقة لهذا النموذج الأعلى ، كما قصد أن يكون الاسم رمزا لأية فكرة مطابقة على هذا النحو.
(Locke 1706:III, Chapter 6, Section 46 )
ستناقش نظرية لوك حول الأفكار في فصل لاحق. وما يمكن ملاحظته هنا هو افتراض لوك أن آدم لم تكن لديه أية معرفة خاصة توجهه في إعطاء الأسماء وإنما اعتمد ببساطة على حواسه البشرية (في حالة الأشياء الملموسة) أو على أفكاره الخاصة (في حالة المجردات) . وعلى أية حال ، وخلافا لما ذهب إليه لوك ، افترض كثير من الناس الآتي: بما أن الرواية التوراتية تضع تسمية الحيوانات قبل سقوط آدم فإن هذه الأسماء الأصلية يجب أن تكون هي الأسماء الصحيحة والصادقة للمخلوقات موضوع البحث. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر كانت فكرة إن إعادة اكتشاف اللغة الأولى التي تكلم بها آدم يمكن إن تكشف الحقائق المفقودة من أزمان طويلة حول عالم الطبيعة واسع الانتشار.
وبين مانح الاسم عند آدم ومانح الاسم عند أفلاطون هنالك نقطتان في الأقل تستحقان التأمل . فقبل كل شيء كان كل من المبتكرين يتعاملان مع مهمتهما على أساس أنها اتخاذ قرار حول الأسماء للأشياء التي هي موجودة في العالم وحاضرة فيه قبل عملية التسمية . فما تتم تسميته قد حدد وأعطي مسبقا. فالله قد جاء لآدم بالحيوانات التي كان قد خلقها سابقا ولكنها لم تزل بدون أسماء . أما مانح الاسم عند أفلاطون فقد تم تخيله على أنه يختار الأسماء المناسبة نطقيا لتسمية الأشياء والعمليات الطبيعية المختلفة التي هو على معرفة بها مسبقا. وليس هناك أية حالة يبتكر فيها أي منهما اسما لشيء لم يوجد بعد . وعملية التسمية لم تبدع أي شيء يتجاوز الاسم : فهي (أي عملية التسمية ) قد تركت العالم تماما كما هو قبل اختراع الأسماء . (2) وفي مفهوم التسمية هذا هنالك فكرتان مترابطتان ، وهما فكرتان نجد من المهم أن نميز بينها رغم ترابطهما : أسبقية الشيء المسمّى: فالأشياء يمكن أن توجد دون أسماء، وليس العكس ؛ واستقلال كل من الاسم والشيء : فالأسماء لا تغير أي شيء ، لأن الواقع قد اكتمل مسبقا بدونها.
هاتان الفكرتان هما الأصل المهم لدعم المبدأ اللساني الذي يسمى أحيانا بالتسمية )nomenclaturism) أو ، و في شكل أكثر عموما نيابة الاسم عن المسمى )surrogationalism) إن هذا المبدأ قد بني على الافتراض إن الأسماء التي نستعملها إنما هي إنابات صوتية (أو لنقل بدائل) للمعاني: فالمعنى هو ما ترمز له
الكلمة. لذلك فالكلمات زائدة وغير ضرورية إذا ما تيسرت طرق أخرى لنقل المعنى. فمثلا لا يحتاج المسافر إلى البلاد الأجنبية إلى تعلم الأسماء الأجنبية للفاكهة والخضر إذا كان ممكنا له حين يقوم بالتسوق أن يشير ببساطة للفاكهة والخضر المطلوبة . فالاسم بديل للإشارة المباشرة إلى الشيء نفسه فحسب. وعلى هذا النحو قد لا تكون ثمة حاجة للغة قط إذا كان بإمكان البشر دائما أن يشيروا لما يريدون. أو يمكن لهم نقل أفكارهم عن بعد وبواسطة التخاطر من عقل شخص إلى عقل شخص آخر .
إن وجهة النظر الإبدالية هذه حول اللغة هي التي كانت كامنة في الرواية التوراتية لإعمال آدم بوصفه أول واضع للأسماء وليس غير . ونجدها قد تم التعبير عنها صراحة في التعريف الأصلي للكلمات على أنها رموز أو علامات لانطباعاتنا العقلية حول العالم الخارجي (أنظر الفصل الثاني). إن نظرية نيابة الاسم عن المسمّى موجودة كذلك ضمنيا في التفسيرات الغربية المبكرة لعملية تعلم الطفل للغته الأم. وربما كانت النسخة الأكثر شهرة هي الرواية التي قدمها القديس أوغسطين في القرن الرابع الميلادي. فاستنادا إلى أوغسطين فإن مغزى الكلمات قد اتضح أول مرة له كطفل بالطريقة الآتية:
"عندما كانوا (الأكبر سنا مني) يسمّون شيئا ما، ثم بعد ذلك يتحركون نحوه ، كنت أرى ذلك و أدرك أن الشيء يدعى بالصوت الذي تفوهوا به عندما أرادوا الإشارة إليه. وقد عبروا عن مقصدهم بوساطة الحركات البدنية، وهي اللغة الطبيعية لكل الناس إذا جاز التعبير. اللغة التي تتجسد في تعبيرات الوجه ، واللعب بالعيون وتحريك أجزاء الجسم الأخرى ونغمة الصوت التي تعبر عن حالتنا العقلية في البحث والامتلاك ، والرفض أو تجنب شيء ما. وعلى هذا النحو، كلما سمعت الكلمات يعاد استخدامها تكرارا في أماكنها الصحيحة وفي جمل مختلفة ، تعلمت تدريجيا أن افهم ما الأشياء التي تشير إليها، و بعدما درّبت على تشكيل هذه العلامات، استعملتها للتعبير عن رغباتي الخاصة".
الاعترافات1/8))
إن سرد أوغسطين الاستعادي لهذه التجربة يدين، بوضوح، وعلى نحو خطير ، كلا من الكتاب المقدس و أرسطو . إذ بالكاد يمكن لما قاله أن يكون ذا معنى بدون الافتراض الأساسي إن الوظيفة البدائية للكلمات هو أن ترمز للأشياء في العالم الخارجي . تلك الأشياء التي ندركها بوساطة حواسنا من نظر ولمس...إلخ. والآن فإن أوغسطين لا يكتب ضمن تقاليد النيابة الاسمية فحسب ولكنه أيضا يوسعها. إذ أنه ، وكما أشار فتجنشتين لاحقا (فتجنشتين 1953:1)
فأوغسطين لا يبدو مدركا لأي اختلاف بين مختلف أنواع الكلمات. فالصورة التي رسمها لا تأخذ في الحسبان حقيقة أن الكثير من الكلمات التي نستعملها ليس لها أشياء متلازمة معها يمكن لنا أن نشير إليها على إنها الأشياء التي ترمز لها تلك الكلمات، كما إن سفر التكوين لا يشرح أصول أية كلمات سوى أسماء الأنواع المختلفة من الحيوانات والطيور. وبين استعمال هذه الكلمات واستعمال الجمل ثمة فجوة تفسيرية فشلت كل من رواية الكتاب المقدس و أوغسطين في ملئها.
إن ديمومة التصور المبني على نيابة الاسم طوال هذا الوقت في حقل تعلم اللغة في التقاليد الغربية هو أمر ملحوظ . ومن الممتع مقارنة نسخة القديس أوغسطين مع تلك التي قدمها بيرتراند رسل في العام 1927 (3). يكتب رسل: إذا قلت دائما كلمة (رضاعة) عندما تعطي الطفل قنينته، فإنه يستجيب في الحال لكلمة (رضاعة)، ضمن حدود كما سبق له أن استجاب للقنينة...وعندما يغدو الترابط راسخا ، يقول الوالدان أن الطفل "يفهم" كلمة (رضاعة) أو انه يعرف ما تعنيه الكلمة. وبالطبع فإن الكلمة لا تمتلك كل التأثيرات التي تحوزها القنينة الحقيقية . فهي تفتقر إلى تأثير الجاذبية ولا تقوم بفعل التغذية، ولا ترتطم برأس الطفل ، فالمؤثرات المشتركة بين الكلمة والشيء إنما هي تلك التي تعتمد على قانون الترابط أو " الأفعال الانعكاسية المشروطة أو ردود الأفعال المكتسبة".
(رسـل 1927: 51-52)




إن هذه الرواية مبنية تماما على المقدمة المنطقية التوراتية نفسها، وكما هو الحال عند أوغسطين ايضا، وهي ما يمكن أن نسميها كالآتي: إن المفتاح في تعلم اللغة هو في أدراك أن للأشياء أسماء . والفرق الرئيسي بين أوغسطين ورسل هو أن أوغسطين يجعل الطفل يقوم بذلك بوساطة عملية الاستدلال، بينما يؤثر رسل تفسيرا سلوكيا لكيفية صيرورة الكلمة نيابة صوتية بديلة عن الشيء.
والنقطة المتماثلة الثانية بين آدم ومانح الاسم لدى أفلاطون تتمحور حول السؤال "ما الغاية من وضع الأسماء؟" ففي كلتا الأسطورتين لم تبتكر الأسماء بسبب من حاجة تواصلية مسبقة إليها . ففي الحين الذي كان آدم يسمي فيه الحيوانات كان هو الكائن الحي الوحيد الموجود ، فلم تكن حواء قد خلقت من ضلعه بعد ،كما أن آدم نفسه لم يكن يعلم أنه سيكون لديه شريك قريبا. وعلى نحو مشابه ، عندما يناقش سقراط فعاليات مانح الاسم لم يكن هنالك إيحاء أنه كان ينبغي عليه اختراع الأسماء التي ستفهم بسهولة وفي الحال من قبل أقرانه ؛ أو أن يأخذ في الحسبان أية اعتبارات للمؤسسة الاجتماعية . والنتيجة في كلتا الحالتين هي أن اختراع الأسماء قد قدم على انه شيء حصل على نحو مستقل عن السياق الاجتماعي ، وعلى نحو مسبق لأي اعتبار لأية رغبات واجبة التسمية، أو للكيفية التي تم بها ، فحالما اخترعت صارت لازمة الاستعمال . لذلك فإن اللغة وفائدتها قد عوملا على إنهما مسالتان مختلفتان تماما منذ البدء . إن مسائل استعمال اللغة وفائدتها يمكن أن تنشأ حالما تكون الكلمات متيسرة للبشر لكي يستعملونها.
وهذا الأمر له تطبيقات بعيدة المدى على عدة أصعدة . ففي حالة آدم ، من الواضح إن الله لم يشعر بالحاجة لأن يوضح له ما هي الأسماء ، ومع ذلك فهي لا تخدم أي غرض مباشر له صلة بوجود آدم في جنة عدن . وبعبارة أخرى عملية ، فإن إعطاء آدم للأسماء قد تم تصوره بوصفه ممارسة متزامنة لمقدرة طبيعية كان مفترضا أنه قد وهب إياها عند خلقه . وثمة أمر آخر مماثل يجب افتراض وقوعه بالنسبة لمانح الاسم عند أفلاطون . ذلك لأن السؤال لم يطرح قط حول سبب مباشرة مانح الاسم لاختراع الأسماء في مبدأ الأمر ، أو كيف كان يفهم ما هو الاسم ؛ وإذا ما أعطينا هذه الفرضية المبنية على المذهب الطبيعي حول المقدرة البشرية أو النزعة المتأصلة في طبيعة البشر للتسمية فإنه يغدو أمرا مفهوما إن كل الفكرة العقلية للأسماء يجب أن ترد إلى بحث عن إجابات لسؤالين أساسيين: ما هو الشيء الذي يدل هذا الاسم عليه ؟ و لماذا يعين الاسم هذا الشيء و ليس شيئا آخر ؟ (وهذه بالضبط هي النقطة التي تبدأ عندها المناقشة في محاورة أفلاطون) وهنالك نتيجة لازمة لا تقل أهمية وهي أن اللغة قد نظر إليها على إنها تنشأ قبل المجتمع ، وهي التي تجعل التفاعل الاجتماعي ممكنا، و هو ما يتجاوز القول أنها شيء يزدهر في استجابة للحاجات الاجتماعية ،وهي يمكن أن تفسر على وفق الكيفية التي يمكن بها أن تشبع هذه الحاجات.
وأخيرا فإن كلا من سفر التكوين وأفلاطون ( يشير المؤلفان مرة لأفلاطون بصفته مؤلفا لمحاورة كراتيلوس و مرة لسقراط بصفته المتحدث الأساسي فيها: المترجم )يطرحان تفسيرات لأصل الأسماء التي إذا ما كانت صحيحة ، فستقود المرء إلى الافتراض أنه في البدء كانت هنالك لغة واحدة ، وهي لغة كانت سواء لكل الناس. ومع ذلك فإن اليهود و الإغريق القدماء قد كانوا مدركين تماما الاختلافات الحقيقية بين اللغات البشرية وكذلك الإبهام المتبادل بينها نتيجة اختلافها. ويترتب على ذلك ، وفي كلا التقليدين في التفكير حول اللغة ، أن تظهر الحاجة لشرح هذا التناقض بوساطة تقديم نظرية يمكن أن تعطي تفسيرا للكيفية التي تحول بها مجتمع ذو لغة واحدة إلى آخر متعدد اللغات. وهذه هي المهمة التوضيحية التي عبر عنها بصورة خاصة في الكتاب المقدس في قصة برج بابل:
(وكانت الأرض كلها ذات لغة واحدة وكلام واحد. وحدث أنه ، وبينما هم مسافرون من الشرق ، أنهم وجدوا سهلا في أرض شنعار (( يقع في وسط بلاد ما بين النهرين: المترجم )) ، فعاشوا هناك وقالوا لبعضهم بعضا" تعالوا سواسية ، ودعونا نصنع الطوب، ونشويه بالنار تماما." وهكذا كان لديهم الطوب بدلا عن الحجر والطين بدلا من الملاط. وقالوا " تعالوا سواسية ودعونا نبني مدينة وبرجا تطال قمته عنان السماء ، ودعونا نبتكر له اسما لكي لا نتفرق في شتى أصقاع الأرض". وهبط الرب من الأعلى ليرى المدينة والبرج، اللذين بناهما أبناء الرجال وقال الرب " لتشاهدوا الناس أمة واحدة ولهم جميعا لغة واحدة ، وهذا ما يبدءون بفعله ، والآن لن يكبح أحد أمرهم ، الأمر الذي كانوا قد تخيلوا فعله . تعالوا سواسية ، دعونا ننزل هناك و نبلبل لغتهم (4) حتى لا يعودوا يفهموا كلام بعضهم بعضا". وهكذا فرقهم الرب في أصقاع الأرض منذئذ: وقد كفوا عن بناء المدينة. ولهذا كان اسمها بابل ، لأن الرب قد بلبل هناك لسان كل الأرض؛ ومن ثمة، فرقهم الرب على وجه الأرض.
(التكويــن 1611-9)))
ظاهريا، يبدو هذا مثل قصة اخترعت لتفسير سبب تسمية مكان محدد باسم بابل . و تكثر الخرافات في كل قارة في العالم التي تحكي مثل هذه القصص والسؤال : "لماذا يدعى هذا بكذا وكذا؟ " لابد أن يكون بدائيا جدا في الوعي اللساني البشري . وفي هذا المثال، يتكئ تفسير المعنى على تقصي اصل اللفظ (الأتيمولوجي) على الفعل العبري ( ) يبلبل أو يربك، وهو ما يفترض أن اسم بابل قد اشتق منه . و يرى مفسرو الكتاب المقدس الأكثر فذلكة ، رغم ذلك ، أن هذا ، مثله مثل قصة تسمية آدم للحيوانات، نمط من أسطورة تربط النتائج بالأسباب. وفي الحقيقة ، وكما يزعم بعضهم فإن هذه القصة هي عبارة عن صهر و إدماج لما كان في الأصل أسطورتين منفصلتين تربطان النتائج بالأسباب: إحداهما أسطورة الشتات والأخرى أسطورة اللغة ؛ و هما اللتان اختلطتا ببعضها على نحو من الأنحاء . و سواء أكان هذا التفسير سليما أو لا فإن ما فشل المفسرون في رؤيته هو أنه إذا كان برج بابل أسطورة توضح ارتباط النتائج بالأسباب فإنها معقدة إلى أبعد الحدود: لأنها تستعمل اسما وحيدا هو بابل، ومعناه (بلبل) كحجة لتقديم تفسير عام لبلبلة أو اختلاف الأسماء . والآن إما أن يكون هنالك مكان يدعى بابل وهو ما تم تفسيره تقليديا بهذه الطريقة ، وإما أن تكون القصة برمتها ملفقة وفي كلتا الحالتين فإن واضع الأسطورة التفسيرية كان ذا حسن بالفكاهة . إن توضيح اصل اسم واحد فقط يصير شماعة تعلق عليها رواية تخبرنا في النتيجة أنه ليس ثمة من تفسير لاختلاف أسماء الأشياء اكثر من نية الرب في التسبب ببلبلة الألسن .
إن ما أبطأ مفسرو التوراة في إدراكه إنما هو الصلة بين برج بابل وتسمية آدم للحيوانات. وهذه الصلة ، فور أن تدرك ، تحول القصتين إلى لغز أو أحجية واحدة من النوع الذي كان مرارا في تاريخ الحضارة علامة تؤشر خطوة وسطى في صقل الوعي اللساني . فالسؤال ذو المشروعية الواضحة حول اللغة يجاب عنه ، بالنتيجة ، بالقول أنه غير قابل للإجابة . ففي سفر التكوين تقدم الإجابة على الشكل السؤال الآتي: لماذا تدعى، لنقل ، العصافير بالعصافير؟ و الجواب: لأن ذلك هو ما دعاها به آدم (وآدم هنا يكون تشخيصا لأسلافنا ) . سؤال ثان : ولكن لماذا إذن لا تدعو بقية الأمم وهي جميعا قد انحدرت من آدم ، العصافير بالعصافير كذلك ؟ جواب: لأنه إذا دعا كل إنسان العصافير بالعصافير فإنه يلزم عن ذلك أن نكون قادرين جميعا على فهم بعضنا بعضا. وتتمحور هذه الأحجية على المغالطة القائلة أن فهم بعضنا بعضا ، بحسب الظاهر ، يجب أن يكون السبب الرئيسي لتسمية العصافير بالعصافير . وهذا يعني أن الاتصال هو السبب الرئيسي الذي يعتقد البشر أنه يدعوهم لاستعمال الكلمات ولكن الكلمات التي يستعملونها وكونها مختلفة بين لغة وأخرى، تشكل عائقا فعالا للاتصال . وباختصار فإن ما يستفاد من سفر التكوين هو أن رؤيتنا الإنسانية المحدودة قد قادتنا إلى الاعتقاد بوجوب أن يكون هنالك جواب للأسئلة من قبيل لماذا تدعى العصافير بالعصافير؟ لأننا واقعين تحت طائلة الوهم بأن البشر هم من يقرر بماذا تدعى العصافير. وفي الحقيقة لا يوجد جواب أكثر من أن الرب قرر أن لا يسمح لجميع البشر بأن يدعوا العصافير بالاسم نفسه . إن استعمال كلمة " العصافير" إنما هو صورة واحدة من صور ذلك الاختلاف الذي قضت به السماء. لذلك فإن سؤال البشر يطرح على نحو مغلوط . فليس من سبب اصطلاحي الإنسان -– لماذا تكون الكلمات في صورتها الراهنة . فاللغة إنما هي شيء نعتقد أننا اخترعناه (إن لم يكن فرديا، ففي الأقل بالتعاون): ولكنه في الواقع هدية من الرب . تلك الهدية التي لا نستطيع ، بسبب من قصد الرب ، و لن تكون لنا سيطرة عليها.
وبرج بابل، منظورا إليه في هذا الضؤ، إنما هو تفسير رمزي للسبب الذي لم يرد الرب فيه لأسلافنا أن يفهم أحدهم الآخر. وهو ما كان سيضع الكائنات البشرية على طريق توجيه وضبط ما اسماه الإغريق باللوغوس: وهذا هو ، وفقا للتقاليد العبرية، الإسهام السماوي الذي يتفوق على ما كل ما سواه . وكما صاغ ذلك كاتب متأخر، ففي البدء كانت الكلمة ، وكانت الكلمة هي الله ، وكانت الكلمة هي الله . ( يوحنا 1، 1) وهذا هو أول تعبير و أوضحه عن التركيب بين التقاليد اللسانية الإغريقية والعبرية . وهو ما أدركه الباحثون في العهد الجديد . انه يلزم أن يكون إنجيل يوحنا قد جاء من جزء من العالم تداخلت فيه الثقافتان الهيلينية واليهودية (والاحتمال الأكبر أن يكون ذلك الجزء هو آسيا الصغرى حوالي 100م) ويعبر القديس يوحنا عن وجهة النظر العبرية الأسطورية حول اصل اللغة على نحو يتسم بالغرابة ، بالاصطلاحات الإغريقية المتيسرة(وهي اصطلاحات قد تكون نفسها ليس أقل أسطورية ، وإن كانت قد جاءت من خط مختلف تماما من الفكر الأسطوري).
وعلى ذلك فإن برج بابل هو التتمة التوراتية لقصة عملية التسمية التي قام بها آدم. وفي هذه التتمة ، يتجاهل الرب قرار آدم الأصلي في تأسيس علاقة واحد بواحد بين الأسماء وما ترمز إليه . ماذا يعني ذلك؟ هل يعني ذلك رمزيا أن من مصلحة وخير الإنسان أن تكون له لغة واحدة أو نوع من الاسبرانتو البدائية والكونية ، ولكن الأمر ببساطة هو إن إرادة الرب لم ترد أن يكون الأمر كذلك ؟ ونتيجة لذلك ينظر إلى اختلاف اللغات إلى أنه حقيقة عمياء وغريزية للحياة لا يملك الناس القدرة على تغييرها، ولكن هذه الحقيقة الغريزية للحياة تحول دون أية إجابة نهائيا حول السبب في كون الأشياء قد سميت بأسمائها. إن الاختلاط ذا الطبيعة المقدسة بين الألسن يعني أننا لن
نستطيع مطلقا أن نعود إلى ذلك الوضع الإنساني الذي نستطيع فيه أن نطرح السؤال
على نحو صحيح. "كيف أعطى أسلافنا البدائيون أصلا الأسماء للأشياء؟".
لقد عدّ كثير من الباحثين برج بابل ، مثله مثل كل شيء في الكتاب المقدس ، على أنه حقيقة تاريخية . والشك في الحقيقة الحرفية للحكاية يوشك أن يقارب الهرطقة. ومن الممتع، مثلا ، أن نجد نحويا من عصر التنوير مثل بيوزي في فرنسا القرن الثامن عشر لا يصدق رواية برج بابل ، على أن تتوافق معها حالة الرفض الصريح والكامل لما يقول التوراة انه مغرق في الافتراء ، والتسوية التي توصل إليها بيوزي كانت حاذقة . لقد قبل تاريخية برج بابل ، ولكنه فسر تدخل الرب في هذه الحالة بوصفه مجرد تسريع لعملية الاختلاف اللغوي الذي كان حصوله ممكنا في كل الأحوال في السياق الطبيعي للأحداث. لقد عادت أسطورة برج بابل للظهور في حيوية أكثر خفاء وتعقيدا في الثقافة الغربية . وإحدى النسخ الأكثر أهمية ودلالة في القرن العشرين هي حكاية فتجنشتين ذات المغزى الأخلاقي حول البنائين في كتابه( ) ولدى بنائي فتجنشتين لغة مكونة من أربع كلمات فقط ، وما داموا متفقين حول ما تعنيه هذه الكلمات الأربع ، فإن ذلك يكفيهم ليقيموا أي هيكل يرغبون . لم يقل فتجنشتين صراحة أنهم يبنون برج بابل،و لكنها ليست مصادفة انه قد استعمل هذا المثال لكي يقرر أنه في اللغة يعتمد كل شيء على الاتفاق الاتصالي بين مستعمليها. وذلك بالضبط هو ما رغب الرب في التوراة في إعاقة حدوثه ؛ و فعل ذلك . إن اضطراب الألسن يترك اللغة مع وظيفتها في التسمية دون أن تمس ؛ في حين أن وظيفتها الاتصالية قد تركت معتمدة على مصادفات التاريخ. فنحن نتواصل فقط فيما إذا تطابقت تسمياتنا للأشياء.
لقد كان أحد معايير سيطرة الدين على البحث اللغوي في التقاليد الغربية كون الباحثين في اللغة في أوربا القرون الوسطى وعصر النهضة والعصر الذي تبعه قد بدا أنهم يستعيدون عملية رسم خطة ، وفي فشل جسيم في سعيهم لفهم الحكاية الرمزية الموضحة في سفر التكوين . لقد استغرقوا في مسألة تحديد أية لغة تحدث بها آدم في الأصل، وفشلوا في ذلك، أو في الرجوع إلى أقدم لغة معروفة للإنسان. وكان حافزهم في ذلك ،كما أشار هانز آرسليف ، هو بلا شك النظرية التي أوحى بها التوراة من أن العودة إلى الأصول اللسانية البدائية سيلقي الضوء على الكثير من الأسرار المعاصرة حول العقل والطبيعة ولا أحد يستطيع الافتراض إن هذا الحافز لم يبق نابضا بالحياة في شكل أكثر علمانية في القرن التاسع عشر في ذروة اللسانيات التاريخية وفي البحث عن أطلانطس المفقودة والتاريخية المسماة (الهندو- الأوربية البدائية) (5). إن إعادة البناء التاريخي للغات ، كما انهمك فيها باحثو القرن التاسع عشر ، يمكن أن تفهم على أحسن وجه بوصفها مواصلة جادة لأسطورة آدم ناقصا آدم نفسه .







(1) يتعامل الفكر الغربي الحديث مع الكتاب المقدس بوصفه نصوصا لمؤلف أو مؤلفين وليس بوصفه نصا منزلا من الله.
(2) من الواضح أن ابتكار المفردات، حسبما جاء في التوراة، قد اقتصر على الأسماء دون ذكر شيء عن الأفعال والصفات وبقية أجزاء الكلام ، وهذا يثير سؤالا حول إمكان التخاطب باستخدام الأسماء فقط.
(3) بيرتراند رسل (1873-1970) فيلسوف بريطاني له إسهامات مهمة في المنطق الرياضي وفي تاريخ الفلسفة . وقد حصل على جائزة نوبل للآداب في عام 1950.
(4) إن ترجمة كلمة ( ) بكلمة "يربك" لا تؤدي المعنى المطلوب لذلك رأيت أن أترجمها بكلمة " يبلبل " لعلاقتها الدلالية و الاشتقاقية بكلمة " بابل "

(5) يشبه الباحثان ، في هذا الموضع ، عملية البحث عن الأصل اللغوي للغات الهندو أوربية بعملية البحث عن الجزيرة أو القارة الخرافية المفقودة أطلانطيس . و هو ما يعني ضمنيا أنهما يعدان هذا النوع من البحث ضربا من ضياع الجهد في عمل لا فائدة علمية أو عملية ترجى منه.



#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرسطو: حول الاستعارة
- من أغاني العاشق القديم
- أتألق دائما لأن مائي سيكون
- في أي الأرض...!؟ إلى جورج حاوي إنسانا
- مسألة ضمان حقوق المرأة في الدستور المنشود
- العمل السياسي ممارسة إنسانية الإنسان : رد على أسئلة الحوار ا ...
- الترجمة و حوار الحضارات / مقابلة مع الأستاذ باقر جاسم محمد
- حوار في مشكلة المصطلح في الكتابات الماركسية
- اليتم الكوني
- الفكر اللغوي الإغريقي:سقراط: حول الأسماء
- الماركسية: أهي فلسفة أم أيديولوجيا
- الوعي الذاتي المأزوم و الوعي الموضوعي الحر
- قوى اليسارو الديمقراطية و إمكانات العمل المشترك
- أهمية اللغة في الدستور العراقي المنشود
- جريمة الحلة : بين الحقيقة و الإدعاء
- من المسؤول عن تعطيل العملية السياسية في العراق
- المقاطعون و المغالطة الكبرى
- بمناسبة يوم المرأة العالمي : المرأة العراقية بين الواقع و ال ...
- الحلة : جورنيكا القرن الحادي و العشرين
- حول السامي و الوضيع : قرأة في كتاب المراحيض


المزيد.....




- -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو ...
- قوة متعددة الجنسيات في غزة.. انفتاح -عربي- على فكرة سبق رفضه ...
- كيف يتحرك سكان القطاع المحاصر بحراً وجواً وأرضاً منذ 15 عاما ...
- هربًا من أزمات نفسية تلاحقة منذ السابع من أكتوبر.. جندي إسرا ...
- خطاب منتظر لبايدن في ذكرى المحرقة يركز على -الحاضر-
- الحرب في غزة تهيمن على جوائز بوليتز الأمريكية مع مكافأة للرو ...
- بلقاسم بوقنة.. سفير الأهازيج والأشعار البدوية التونسية
- أبو عبيدة يعلن وفاة أسيرة إسرائيلية بعد إصابتها بقصف الاحتلا ...
- خبير عسكري: سيطرة الاحتلال على معبر رفح بداية العمليات المحد ...
- ماذا يعني احتلال معبر رفح سياسيا وإنسانيا؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باقر جاسم محمد - الكتاب المقدس: حول أصل اللغة و أختلافها