أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - المرأة لماذا لا تستر نفسها














المزيد.....

المرأة لماذا لا تستر نفسها


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 11:25
المحور: كتابات ساخرة
    


ما زال الحديث عن المرأة ذا شجون، ولن ينقطع أبدا حتى تشعر ذات الحسن والجمال أنها آمنة في جسمها وعقلها وعاطفتها، ولن تشعر بالأمن إلا إذا وفر لها الرجل أسباب أمانها، فهي تخوض الحياة بجناح واحد مكسور لأنه ترى نفسها عاجزة عن تحقيق الحرية التي تريدها وترسمها في مخيلتها، وبعيدا عن الخوض في الأوامر وما يجب على المرأة اتباعه هل فكر في حلول تخرجها من المأزق وتمنحها المكانة المناسبة في المجتمع، فهي في مأزق اليوم أكثر من أي وقت مضى، تعيش أزمات تلو الأزمات وما زالت مستمرة في تبرّجها وعنادها، فهي أنانية إن جاز لنا القول حينما تدوس برجليها على كرامة الرجل وتجعله تحت قدميها يطيع أوامرها ويخفض الجناح لها معلنا الاستسلام والخنوع في أي صورة من صور الذل والمهانة.
المرأة تعيش أسوأ أحوالها اليوم وبعد التحرر من العادات والتقاليد في بعض الدول جعلها وسيلة للذة والاستمتاع تبيع جسدها في الشوارع وعلى حافات الطرقات وعلى صدور المجلات بثمن بخس دراهم معدودة وكان الرجال فيهن من الزاهدين، حريتها في جسدها كما تجسدها حركة فيمن التي جردت المرأة من المسؤولية الأخلاقية وجعلتها تعيش في مهب الريح، جسد عار لا قيمة له يبحث عن متعة هنا وهناك ولحم فاسد رخص ثمنه حتى الحيوان صار يعافه، هل صار تفكير المرأة منحطا إلى هذه الدرجة من الإسفاف واللعب بأجزائه أمام آلات التصوير دون حياء، بل إنها تفتخر بذلك عندما تهين نفسها أمام الناس في تبجح لا مثيل له، وأخرى تتبرج بزينتها كما تفعل الكويتيات وغيرهن ممن يغرقن أنفسهن في الزينة إلى حد الغلو، ويلبسن لباسا غريبا في مجتمع تربى على الاحتشام واحترام أصول الدين، وأخرى لا تبالي إن جلست بين الرجال تسامرهم وتحكي حكاياتها ومغامراتها بكل وقاحة وتدنّ في السلوك وتحدّ للأعراف، تدخن الشيشة وتستمتع بفوهات الدخان التي تخرج من فمها كأنها طالعة من بركان وأخرى ترقص في مراقص ليلية بين السكارى وتتمايل محدثة هيجانا بين الشباب، فهل هذه ثقافة الأحياء أم العميان في مشهد تخرّ له الجبال والجدران، هل أعجبتكم صورة المرأة المتحررة يا نساء العرب والعجم؟
وفي الجانب الآخر من السواد تعيش المرأة تحت وطأة قوانين مجحفة ما أنزل الله بها من سلطان، تحرم من متعة الحياة حتى من الهواء والماء، فلا تتنفس إلا تحت رداء الرجل المشرف عليها أبا كان أو زوجا أو أخا لا بد لها من محرم ينكد عليها شغف الحياة ويريها النجوم تتلألأ في كبد السماء وفي وضح النهار، شظف وتعب وملل ونكد، يحرم عليها كل شيء ويمنعها من الخروج خوفا على شرفها من أن يدنس أو يستمتع بها الشباب أو تتعرض للتحرش أو تستسلم وتسلم نفسها لمن أرادته عشيقا، أحوال تدمي، ومآس تدور في فلك البيوت المسورة حتى ظهر ما يسمى بزنا المحارم ليهلك الحرث والنسل ويقضي على آخر أمل في الحياة ويقطع آخر خيط في العلاقات فلا الابن يستطيع أن يجلس مع أخته في البيت ولا الأب يمسك عن ابنته وهي في أحلى زينة تتبختر بين ناظريه.
ومن ويلات المرأة، تلك التي تعيش في أجواء الحرب، لا تعرف للأمن سبيلا، فهي مهددة بالاغتصاب كما يحصل في العراق وفي أماكن أخرى في البلاد العربية دون رحمة وشفقة لأنها دائما الحلقة الأضعف، ولأنها لقمة سهلة الهضم في أي مكان فضلا عن أماكن لا تستطيع أن تستغيث حتى بالحيوان فضلا عن الإنسان، واقع يدعو الى الدهشة والحيرة، وأما التي تعيش في بلاد الغرب فهي لا تقل مأساتها عن من تعيش في بلاد العرب وربما أشد وأنكى، لا تشعر بالأمن في ظل الإباحة بمفهومها الواسع ورغم ما أعطيت من حرية في هذا المجال إلا أنها تنتحر وتغتصب وينتهك عرضها في كل ثانية كما قالت الإحصائيات ولعل المناطق التي تعيش فقرا في العالم هي الأشد التي يتعرض فيها النساء إلى كل أنواع الانتهاكات، هذا واقعنا ورغم ذلك البعض يتجنى على الإسلام الذي عرف كيف يكرم المرأة فلا منظمات حقوق الإنسان ولا تلك التي تدعي أنها تدافع عن المرأة في كل مكان.
لماذا الإصرار والعناد؟ ولماذا التجني على دين هو أقرب إلى فطرة الإنسان؟ لا يخرج المرأة من أزمتها وسوء حالها إلا هذا الدين الحنيف الذي بين بالتفصيل ما لها وما عليها، ولو التزم الجميع وانضبط ما نعق ناعق وما تجنى جان ولاستطاعت المرأة أن تتألق أكثر وتنال حقوقها كاملة.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة خرجت بخفي حنين
- قمة في الوحل
- لعنة الجامعة تصيب العرب
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب
- أمتي متى السفر؟
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - المرأة لماذا لا تستر نفسها