أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - قمة خرجت بخفي حنين














المزيد.....

قمة خرجت بخفي حنين


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 12:45
المحور: كتابات ساخرة
    


اجتمعوا وكأنهم لم يجتمعوا، التقوا وكأنهم يلتقون أول مرة، عرضوا قضاياهم والحياء باد على محيّاهم، أدركوا أن العرب في أسوأ حال فلم يجدوا حلا لقضاياهم، نددوا وأدانوا ولكنهم لم يقرروا لأنه ليست لديهم الجرأة حتى يقرروا، بدأوا بدراسة القضايا العالقة وبقيت عالقة رغم اللقاء، فلا حلّ جذري اتفقوا عليه وصدقت عليهم مقولة اتفق العرب على ألا يتفقوا، جلسوا على كراس فاخرة وفي قصر كل ما فيه يعجب ناظره لكن القرار كان هو الغائب الأبرز، بل كان الحمل الأصعب.
وكالعادة مال العرب لقضيتهم فلسطين وكل ما توصلوا إليه أن رفضوا الاعتراف بيهودية إسرائيل وهو هدف بلا معنى في الأساس وكأنهم راضون بالوضع الحالي في فلسطين من تدنيس للأقصى الشريف وانتهاك للحرمات واعتداء على البيوت والمقدسات بل واعتداء سافر على كل من يحمل الجنسية الفلسطينية وكأنها عار تلبّس به كل فلسطيني، لم يأتوا على ذكر الأسرى القابعين في السجون وعلى الأرامل اللاتي يعشن ظروفا قاسية ولا على الأطفال المحرومين من الحياة الآمنة ولا على الأرض التي بدأ المستوطنون في نهبها فخاب مسعاهم وأصبحت الشعوب العربية تنظر إلى قمتهم وكأنها مشهد سينمائي مفككة حلقاته لا اتصال بين مشهد وآخر يغرس في المشاهد الملل والكآبة فينسحب المشاهدون الواحد تلو الآخر ونفسه منكسرة مما حدث.
ولما تحدثوا عن سوريا كان حديثهم أشبه بالهذيان، تفلسفوا ولم يحيطوا علما بالحدث، ولما وجدوا أن الأحداث على الأرض تميل للنظام السوري قالوا إن الحل العسكري لا ينفع ولا نستطيع مد الجماعات المسلحة بالسلاح الذي يطالبوننا به وفي الوقت نفسه هم يطالبون المعارضة بأن تكتمل فنيا لشغر مقعد مقبول بجامعة الدول العربية، وكأن الجامعة فقدت عنصرا كان من أشد المتحمسين للقضية السورية وطالب في وقت ما العالم بالتدخل العسكري في سوريا، وهو العنصر ذاته اليوم يغيب عن المشهد العربي وبدا تأثيره واضحا في القرار العربي المهزوز دائما.
إن القمة العربية التي عقدت في الكويت لم تنجح في جعل العرب أقوياء، بل جعلت أحاديثهم محل سخرية كبيرة من المحللين العرب وغير العرب، لأنها قمة لا يحدث فيها شيء، ولا تطالب بشيء معقول تقبله الشعوب وتعتز به، وإنما تتوارى خلف قرارات مهترئة ملّ من سماعها العربي قبل الغربي، ولذلك ستستأسد إسرائيل مرة أخرى لتعلن أنها ماضية في خرابها مادام العرب بدوا بهذا الضعف والوهن، وأنها ستسعى بكل قوة إلى إهانتهم كما تفعل في كل مرة وستخيب مسعاهم حتى يظهر في الأمة من هو جدير باحترامه.
قمة أقل ما يقال عنها إنها خاسرة، لأن العرب كلما اجتمعوا كانت العاصفة أقوى وسادت الفرقة بين أتباعهم وكثرت المشاكل حتى غطت مقاعد الجامعة تلك المنظمة الفاسدة التي لا ترى بعيون الشعب العربي بل تنظر بعينين غلب عليهما غشاء الفساد الإداري والمالي وباتت تحشر نفسها أو أنفها في كل قضية بلا فائدة من وراء ذلك، فلا هي تسعى للإصلاح ولا تؤثر بقراراتها وشعاراتها الفارغة على الدول العظمى التي باتت تفهم مل يريده العرب، وعندما تريد أن تسكت العرب تأمرهم ولا تطلب منهم فيخضع الذي في قلبه مرض لوساوس الزعماء الأكثر قوة في العالم، ومادامت هذه حال العرب في الحرب والسلم فإنهم لا ينجحون أبدا ولا ترقى قراراتهم إلى أبسط وصف لقرارات لها تأثير على الجميع.

وما دام لا فائدة من انعقادها لا أدري لماذا يصر العرب على تضييع أوقاتهم فيما لا يعني ولا يحقق شيئا فعليا على الأرض رغم أن بعض المحللين يرون أنها ضرورة لاستمرار التواصل العربي ووحدة الصف في وقت كان الوضع العربي مزريا وما زال يئن دوما وربما يزداد في الأيام القادمة.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة في الوحل
- لعنة الجامعة تصيب العرب
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب
- أمتي متى السفر؟
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب
- لا جهاد إلا في القدس
- رسالة إلى أوباما لعله يتوب
- سوريا تنتصر مرة أخرى
- الطفولة تنتهك حرماتها


المزيد.....




- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - قمة خرجت بخفي حنين