أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - مذكرات الانتفاضة والمنفى














المزيد.....

مذكرات الانتفاضة والمنفى


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


مذكرات الانتفاضة والمنفى
سعد محمد موسى
بعد أن قمعت الانتفاضة الشعبية العراقية عام 1991 ثم اجتياح الجيش العراقي الى المدن والاقضية لم تحدث بعدها
مواجهة متكافئة مابين المنتفضين والثوار باسلحتهم التقليدية البسيطة ومابين جيش نظامي حاول أن يجمع فلوله بعد هزيمته في حرب عاصفة الصحراء.
حين أعطي له الضوء الاخضر باستخدام اسلحته الثقيلة وطائراته لاجتياح المدن المنتفضة فعاث الجيش قتلاً ودماراً بكل قساوة بين الناس .
ولم يكن حينها أمامنا خياراً غير الانسحاب من مدينة الناصرية جنوباً وقد بقيت هنالك بعض المجاميع التي كانت تقاتل الحرس الجمهوري . لكنها لم تقدر أن تصمد طويلاً.
أثناء الهروب كنا نسعى للوصول الى الاراضي التي لم تزل تحت سيطرة بقية المعارضين لنظام الديكتاتور صدام ومن ضمنها كان قضاء سوق الشيوخ الذي لم يصمد طويلاً أمام هجوم الحرس الجمهوري.
...
أثناء مسيرنا على الاقدام شاهدت أصدقاء من منطقتنا سألتهم عن الاهل فأخبرني أحدهم بان قذائف هاون قد سقطت فوق دار الاهل .. ولم يعرفون شيئاً عن مصير الاهل . بقيت في قلق شديد بعد أن قطعت كل وسائل الاتصالات.
كان أحد جيراننا وصديق قديم اسمه جواد كاظم واثناء هروبه جنوباً قد استحوذ على عجلة (ايفا) وهي كانت من ضمن آليات الجيش العراقي المهانة والمتروكة بعد هزيمة الجيش .
فقام باصلاحها ثم قام بطلائها باللون البرتقالي للتنوية أمام السيطرات الامريكية.. كي تبدو كأي عجلة مدنية كي نعبر بها .. وكانت الشاحنة مكتظة بأناس هاربين من قصف الجيش العشوائي على مدينة الناصرية .. توقفت العجلة التي كان يقودها جواد وقد طلب مني أن اصعد الى حوض العجلة التي كانت متجهة الى منطقة تل اللحم والتي كان يسيطر عليها الجيش الامريكي فكانت تعد أكثر أماناً
وفي أول سيطرة أمريكية أوقف الجنود العجلة
وقد صرخ بنا جندي زنجي . وطلب أن ينزل الجميع من العجلة العسكرية . وقد أصر الاغلبية على البقاء في العجلة .. ثم هددنا الجندي الامريكي ببندقيته . وهو كان يصرخ بغضب بانه سوف يعد الى رقم عشرة اذا لم نغادر العجلة فوراً فسوف بحرق العجلة !!!
ثم بدأ يعد بالارقام التحذيرية . تقافزنا جميعاً من العجلة .. وبعد دقائق شاهدنا عجلة الايفا تحترق.
...
بعد رحلة على الاقدام .. حط بنا الرحال في مجمع كرفات مهجور كان تابع لشركة بولندية قديمة كانت تعمل في تل اللحم .
كنت أحمل في حقيبتي الصغيرة ببقايا قطع بسكويت وزجاجة ماء وقد أوشكا أن ينضبا!!
بقينا عدة ايام في مجمع كرفانات برومكس المهجور وقد نظمنا فرقة للخفارات ولحراسة المكان ليلاً ونهاراً لاسيما كان بيننا بعض النساء والاطفال . وكان هنالك بعض المقاتلين وهم يتسللون لمهام قتالية ضد الحرس الجهوري ثم يعودون .
وفي اليوم الثاني شاهدت عجلة تيوتا كان تقترب من كرفاني وفيها عائلة يبدو عليها الترف . ثم نزل السائق وجاء ليلقي عليّ التحية وكان الخوف والتعب ظاهران على ملامحه ..
ثم عرفني بشخصيته وقال لي بانه السكرتير الشخصي الذي كان يعمل في مكتب حسين كامل. وانه من أهالي الحلة هرب مع عائلته بعد تمرده على السلطة.
قلت له انت وضعك في خطر كبير تحتاج ان تخبر السيطرة الامريكية بوجودك .. قال لا يا أخي أنا لاافتخر بحماية الامريكان لي ولعائلتي .. أنا أريد حمايتكم ..
في اليوم الاخر أختفى هذا الرجل مع عائلته تماماً .. بعد أن نقلتهم مدرعة أمريكية الى جهة مجهولة..



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان سعد محمد موسى وريث الحضارة السومرية
- تجليات في مبخرة العشق
- ابتهالات في ليلة عشق
- تنفيذ عملية إعدام لعاشق ٍ متهم بجريمة حب
- الارنب والقمر
- أمنية متأخرة تطرق الباب
- صهيل الفرس المفجوعة فوق التل
- تعويذة الفيروز
- توني الخياط
- حكايات من الطفولة
- تعويذات الدرويش
- بستان الاب مرزوق
- احتراقات في خلوة
- الاقدام الحافية تتعقب القافلة
- صلاة غيمة في محراب فضاء
- تجليات في إيقونة القدر
- سورة العشق
- شنيشل وذاكرة النهر والمدينة
- أسفار الحزن في رحلة حمار
- ترنيمات في معبد


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - مذكرات الانتفاضة والمنفى