أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد عبد المجيد - ماذا يحدث في دولة الإمارات؟ قراءة في أسباب الصمت















المزيد.....

ماذا يحدث في دولة الإمارات؟ قراءة في أسباب الصمت


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 08:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الدخول الفكري والثقافي والإعلامي لمحاولة استكشاف ما يحدث على أرض دولة الإمارات له محاذيره، والمسؤولون الإماراتيون كالصقور التي لا تُلاعَب ولايُستأثرَ عليه بالصيد كله.
يسبح ضد التيار من يشكك علانيةً في نهضة الدولة لأسباب كثيرة وفي مقدمتها الحبُ الجارف الذي يحمله العربُ ومسؤولوهم للرئيس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولقوة الدولة المالية، فالذين ينتقدون من الاعلاميين يضعون في سلة المقاطعة مستقبليا أيّ رضا إماراتي عنهم ولو كان منحةً مالية متواضعة أو عملا في صحيفة أو زيارةً يهبط فيها الخيرُ أو يُرجَيء لأجل غير مسمى.
دولة الإمارات واحدة من المناطق الصامتة والأكثر وعورة لأي إعلامي يريد أن يستعرض أوضاعا أو ينقل خبرا أو يحلل قضية أو يكتب عن مشكلة مؤرقة للشعب وللمسؤولين، فالمحرَّمات أضعاف المسموحات، وإذا أردتَ أن تَسْلَم بقلمك وتحظى برضا شيوخ الدولة فعليك أن تُدَرّب قلمَك ولسانك على المديح ما أستطعت، ومع ذلك فإن كلمة تسقط سهوا قد تحمل معها انقطاع التيار الدافيء الذي يربطك بهذا الجزء العزيز من وطنك العربي، صاحب أنجح وحدة عربية في العصر الحديث.

فإذا أشرتَ مثلا إلى مذبحة الصحفيين التي قام بها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بإيحاء من الرجل الثاني/الأول في مكتبه، أعني إبراهيم العابد، فلن يرضى عنك أبناءُ الراحل الكبير ولو جئت لهم بملء الأرض أدلةً وقرائن على حُسْن نيّتك.
هذا على الرغم من أن المذبحة أثارت غضب واستياء الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأمَرَ باعادة كثيرين من المظلومين من أبناء الدولة وأشقائهم العرب.
لا يختلف اثنان على أن الشيخ خليفة بن زايد واحد من أنقى الزعماء، وهو يمثل في نقائه وشفافيته الوالد الراحل، لكن حصارا عائليا يحول دون الوصول إلى العاهل الإماراتي، فإذا اضفتَ الحرس القديم من مستشاريي الشيوخ لأكتشفت أن الحديث إلى سيد القصر أو الاقتراب من لمس القضايا الداخلية هو انتحار إعلامي لا ينساه أفراد الأسرة الحاكمة كما لا ينسى الجَمَلُ مَنْ أساء إليه ولو بعد حين من الدهر.
لا أفهم سببا واحدا يمنح قوة لوزير الثقافة والإعلام الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان فيصدر أوامره بمنع صحفيين وإعلاميين وأكاديميين كبار من الكتابة وممارسة العمل الفكري الذي لا يمكن للدولة أن تتقدم بدونه، فالتطور ليس فقط مبان شاهقة وناطحات سحاب وفنادق عائمة وحمامات سباحة مُلحَق بها ملاعب جولف داخل خيمة زجاجية فوق سطح أحد الأبراج، لكن قيمة التطور في حرية ممارسة العمل الفكري والثقافي دون الاصطدام بمعايير وضعها أناس أقل ثقافة وعلما وفكرا وخبرة.

إن محاولات جعل دولة الإمارات بكل ما تملك من امكانيات مالية وعبقرية إدارية وتكاتف أبنائها وتعاطف الشعب مع حُكّامه منطقة يُخيّم عليها الصمتُ خشية إثارة غضب الحكام والشيوخ والمرشدين والمستشارين ومن لف حولهم من المنافقين والمتزلفين والوصوليين سيعجّل في ظهور خلافات بين قوى التحرر الوطني التي سيمثلها المضطهدون، وبين من يملكون كل اسباب العيش والرفاهية والقرار الواحد.
ولندلف إلى بعض القضايا الداخلية الخاصة ولو على استحياء:
* لماذا أهملت الإمارات التركيبة السكانية العجيبة وغير المتوازنة والتي تأثرت بها ثقافة الدولة، وأعوجت منها ألسن كثيرين من أطفالهم، وظل المتخصصون والأكاديميون والوطنيون وأصدقاء الدولة يُحذّرون منها، فلم يصغ إليهم صُناع القرار، فتَكَوّن خليطٌ مبهرج لا تدري إن كان آسيويا بلسان عربي غير مبين أو عربيا تَهنّدتْ لغته وبنجلشتّها ألسنةُ السائقين والعِمالة المنزلية، هذا فضلا عن عدم القدرة على العطاء الثقافي الذي يثري الدولة فهناك مناطق آسيوية في الدولة لا تجد فيها مكتبة أو تعثر على قصر ثقافة عربي أو مسرحا للغة الضاد.
* لماذا يرفض شيوخ الإمارات وحكامها إعادة تشكيل وترتيب وتنظيم العلاقة بينهم وبين المواطنين على أساس القوانين المؤسساتية المدنية وعقد إجتماعي وحقوق يمكن الوصول إليها بسهولة ويسر؟ قطعا هذا يتوقف على الإطاحة بالحرس القديم من المستشارين غير الإماراتيين، وإعادة تعيين أبناء الدولة في المناصب الحساسة والتي تصب فيها أسرار القرارات العليا.
إننا على استعداد لنشر بيانات ورسائل أبناء الإمارات الذين تم الاستغناء عن خدماتهم في دولتهم بسبب المستشارين المحيطين بحكام وشيوخ الدولة، بل الكثيرين من أصحاب أرفع الشهادات الأكاديمية والعلمية والكفاءات العبقرية لا يستطيعون الاقتراب من شيخ أو حاكم قبل أن يسمح بذلك المستشار الخاص الذي يملك الربط والحل ومفاتيح عرض القضايا والمشاكل.
* الجنسية الإماراتية أصبحت مِنّةً أو هدية أو مكافأة يحصل عليها من لا يستحقها، ويتمتع بها فنانون عرب وفنانات يغنين من ابداعات شعر الشيوخ والحكام، ويُحْرَم منها كثيرون قضوا سنوات أعمارهم يقدمون للإمارات جهدهم وعرقهم وخبراتهم وولاءهم ومحبتهم، ويتحدثون لغة أهل البلد، وربما تعلمت على أيديهم أجيال إماراتية.

إنه ظلم لا يليق بدولة الإمارات في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والذي نتعاطف معه كثيرا، ونرفض أي تمييز تحاول القوى الشريرة أن تضعه عند الحديث عن أبناء الراحل الكبير، فالشيخ خليفة ابن الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان هو الرجل الذي ينبغي أن تلتف حوله الدولة كلها، بمن فيها من الأشقاء الآخرين أبناء الشيخة فاطمة بنت مبارك ، أما الخوف من أن يكون ابن الشيخ خليفة هو الرئيس القادم فيجب أن لا يثير الفزع فرئيس الدولة المعروف عنه العفاف والطهر والولاء التام لرغبات والده الراحل سيظل على العهد مع أشقائه.
لقد تمكن أبناءُ الشيخ زايد من تجاوز محنة السلطة وأطماع ووساوس النفس البشرية عندما التفوا جميعا حول الشيخ خليفة، لذا فإن كسبَ مزيد من المناصب والقوة والسطوة على حساب الرجل الأول لن تكون في صالح الإمارات.
الشيخ خليفة بن زايد قادر على حل مشاكل الحدود مع جيرانه شريطة أن تتوقف آذان الأقوياء الآخرين عن الاستماع لمستشاريي السوء في الدولة الذين يثيرون الفزع من قضايا الحدود، أما الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران فنأمل أن لا تكون كفلسطين نحتفل بالنكبة كل عام في ظل مزيد من الوثائق والأدلة على أطماع قوى الاحتلال.
إننا على يقين من أن العمانيين يحملون للشيخ خليفة كل المودة والمحبة ولا ينسون دعمه لسلطنة عمان، وتعاطفه مع قيادتها.الآن على الشيخ خليفة بن زايد أن يعيد ترتيب البيت الداخلي، ويحقق العدل والمساواة بين الإماراتيين، ويُعًدّل التركيبة السكانية، ويقترب من أفراد الشعب، وينهي إلى غير رجعة عهد الحرس القديم من المستشارين العرب والأجانب الذين لم يكن ولاؤهم للمال والسلطة أقل من ولائهم للدولة وشعبها.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
أوسلو النرويج



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا .. لا بديل عن العصيان المدني
- مقاومة رغم أنوفكم .. إرهاب رغم أنوفنا.... نصيحة إبليس للملائ ...
- دموع أم ربيعُ دمشق .. كلمة أخيرة قبل أن تضيع سوريا
- حوار بين حمار و .... زعيم عربي
- رسالة مفتوحة من حمار إلى حركة استمرار
- رسالة غاضبة من الرئيس مبارك للمصريين .. كرامتكم تحت حذائي
- خوفي على مصر من الإخوان المسلمين .. رسالة إلى المرشد العام
- قراءة في أسباب فشل العصيان المدني
- رسالة عاجلة من الرئيس مبارك.. سأبصق في وجه كل من يعطيني صوته
- الواحدة ظهرا تحت تمثال رمسيس في يوم شم النسيم يبدأ العصيان ا ...
- هذه الكلاب المدللة وأصحابها المرفهون والعصيان المدني!
- البيان الختامي للعصيان المدني .. من هنا نبدأ
- معذرة لكل المتحمسين للعصيان المدني
- هل سينجح العصيان المدني بدون قيادة؟
- من الذي يفرط في كرامة السوريين؟
- هل يصبح 2 مايو 2005 يوم التحرير من نظام مبارك؟
- المأزق المغربي .. ملك في مهب الريح!
- معذرة أيها الأحمق، دع لنا الرئيس مبارك وخذ عصيانكم المدني
- الإعلام السعودي .. ثورة من الداخل أم النوم في العسل؟
- المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمد عبد المجيد - ماذا يحدث في دولة الإمارات؟ قراءة في أسباب الصمت