أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - حين تصير الكتابة هذيانا.. سيول تضخم الانا















المزيد.....

حين تصير الكتابة هذيانا.. سيول تضخم الانا


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 319 - 2002 / 11 / 26 - 04:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

تمحور الانا المنتفخة العالم والاشياء حولها ، فاصلة نفسها في تعال مشبوه عن حيثيات الواقع والاسماء والتجارب بفهمها المبتسر للنقد والتفكيك المابعد حداثي، الذي يسعى بصورته الاصلية النقية، الى تفكيك كل الابنية وتجذير كل المفاهيم والممارسات دامجا الذات الناقدة، المفككة< بكسر الكاف الاولى>،الواعية، في مجمل الممارسة النقدية مرتحلة بعيدا عن نرجسيات الذات المتورمة باوهامهاوالمتوسلة للسخرية اللاذعة والاستهزاء والاستخفاف( خارج دائرة المديح المتبادل).. حتى مديحها وتقويمها للاخر يقوم على مدى استجابة الاخر لنوازعها ومزاجيتها وليس باطاره الواقعي وشكله العام. فهذه الذات تطلق رؤيتها للاشياء كاداة للتحكيم وربما التحكم، وهكذا يختزل العالم كله في بؤرة الصورة التي تحملها هذه <الانا المنتفخة> عنه وتراه فيها.

امام قسوة < وتفوق> ونرجسية الذات هذه يسقط كل صوت يعترض على رؤيتها وخطابها وابنيتها واساليبها في فخ السطحية المماثلة< لراحة اليد>< والبلادة> وستصدر بحق المعترض وليس الاعتراض فقط بيانات النصر والتنديد القادمة من ترسبات عقلية< القائد الضرورة> الكامنة والمتسربة في حيثيات الهواء وتفاصيل التنفس في بيئتنا العقلية والنفسية المنكسرة من اثر الحروب والقمع والفاشية التي احالت الانسان الى عدو مباشر لنفسه يمارس مايقهره ويضغطه بمازوخية غريبة احيانا.

الذات حين تتحول الى محور خرافي يحاكم العالم ويتحصن بالهذيان، يجمهر الاخرين ويضعهم في كتلة متراصة من المعنى الاحادي والعقل الراكد في مجرى اسن، حيث العالم والاشياء كلها تتحجر حول معنى غامض احادي الهيئة والمعنى، حينها يختزل الاخر في صورة سلطوية مستعارة ومعممة واطلاقية مرفوعة بالتهديد لكل من لايقف صاغرا لنداء< الهدم> ولتحطيم الاصنام.. انها ذات متعملقة على انقاض هشاشة الاخر المصنوعة عنوة طالما ان الاخر، هذا المدان ابدا، <اب> وولد في الثلاثينات.. يُختصر العقل في تهويمات <الذات المتورمة> تلك والسياسة ومن يدور في فضائهما الى حشرة مؤذية وضارة، ويتم تفكيك العقل السياسي والفعل السياسي في مفردة واحدة جامعة مانعةهي

 < الحقير.. الجيل الحقير> وتتحول الشتيمة، في تقويم واعادة صناعة هذه الذات للعالم ،الى هدية ثمينة لاتتكرم بها <الذات المنتفخة> الا لمن يستحقها..  .على المشتوم في هذه الحالة ان يتلهف لتلك الشتيمة ويفرح بها  لانها هدية العصر والتاريخ اليه من مصدر لايبارى في علو شانه..هكذا تحاكم وتحكم وتتحكم <الذات> التي احالتها اوهامها النرجسية، حول تجوهرها الكوني وتمظهرها الخاص جدا والخارق والعابر للازمنة ،الى جرافة فولاذية تجرف وتقهر كل من لايملك رصانة وقوة ومتانة وعبقرية وفرادة الذات المنتفخة..

من تكون انت ،اي كنت، لتقف وتطالب <الذات> المتعالية على وجودها، ان تتواضع وتخفض من سقف لغتها

< ولغوها> وسرد معارفها لنشر المعرفة والوعي والفهم ،لا ان تبحر في تهوماتها وتوهماتها التي ليس امامك ايها القارئ المسكين سوى الانحناء بابتسامة خجلة تعلو شفتيك تداري بها ارتباكك في حضرة اللغة المتعالية، لغة المعرفة الفذة التي لايملكها ويتصدق عليك بها سوى < المبدعون> الذين ،بتواضع جم، يقبلون ان ياتي شخص بعد مليون عام ليذكر كتاباتهم ويمتدح هدميتهم .

القلم الصادق والرؤية المتشرفة لبدائل المستقبل، الهادمة فعلا لجلاميد الواقع الراكد والمتحجر والهازة فعلا لمياهه الاسنة، هي لغة وفكر وروح تتعاشق بتراكب لافصام فيه مع التواضع، السمة التي تضفي على الفكرة والعبارة والصورة والشخصية ابعادها الالقة والمميزة واثرها الفاعل. ليس هناك اي باس في النقد والتهديم ،فنحن في امس الحاجة اليه. لكن ان نهدم لايعني ذلك ان نوثن الذات الهادمة ونحيلها الى اداة هدم فوقية متجردة من الممارسة النقدية الهدمية ومنفكة عنها .

عملية الهدم والتغيير محاورها وشواقيلها كثيرة واولها الذات الهادمة نفسها، انها عملية متداخلة ومتفاعلة يخلق الناقد فيها آلية تلقائية في الهدم واعادة الهدم والتركيب تتضمن الناقد وذاته في دائرة النقد. كيف نهدم فاصلين انفسنا عما نهدمه؟ هل هو عبور جديد للتاريخ والواقع ام هي الوهية جديدة يحاول ان يتلبسها المثقف الساخط بفصله كيانه النقدي عن الكيان العام الذي يمارس النقد عليه وفيه؟. هل نحن جميعا مجردون وابرياء من اداء دور ولو خفي او عفوي في حالة الخراب والتشوه النفسي والاجتماعي التي تبطن تركيب فردنا ومجتمعنا وثقافتنا.؟ اذا كانت النرجسية الابداعية ، الذاتية المحضة تلك تحاول ان توهمنا وتوهم الاخرين انها الصحيح التام وسط طوفان الاخطاء والكوارث والسطحية وغيرها من مجرة مفردات الاسطوانة النقدية الهدمية الباذخة. اذا كانت كل ذات ترى نفسها هي هذا المحور المجانب والمحايث للواقع فكيف ستصير صورة الواقع اذن؟.الا يتحول الجميع حسب اسطورتهم الذاتية وسرديتهم وخرافتهم الخاصة عن ذواتهم المتعالية والمنتفخة الصح المطلق، والاخر ينحدر في جحيم الخطيئة.ايعقل ان نكون كلنا رائعون؟ من اين جاء الخراب اذن؟.

هدم الواقع واعادة تركيبه وبناءه بل اعادة هدمه المستمرة لاتستثني الذات وتجعلها تحتمل موقعها الضمني في دائرة الهدم تلك وكفانا مديحا وانبهارا بذوات يضخمها الصمت وتنفخها العزلة.

  

السويد

25-11-2002



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء الفرع والاصل في لعبة الانقاذ المتبادل
- المصالحة الوطنية مشروع لمكافئة النظام
- الاتحاد الوطني الكردستاني النزعة التصفوية والعنصرية
- النقود.. النقود.. النقود
- خواطر وتناظراتحول الانتخابات السويدية و-اخلاقيات الذبابة
- مؤتمر المعارضة الوطنية (القطار الاميركي) والوحدة الوطنية
- من اجل نقاش حر وديمقراطي - تعقيب على الرد الصادر من الاعلام ...
- الديمقراطية المشروطة تطلعات ومفاهيم التيارالاسلامي
- ماذا بعد التكفير؟ راي في تنويه الشيخ الآصفي
- الازمة العراقية مطالب خيالية في افق مغلق
- اقصاء الآخر والانفراد السياسي - (نقد) التيار الاسلامي للمارك ...
- المعارضة الوطنية العراقيةهل تخطو باتجاه الوحدة؟
- التوجه العقلاني اساس لمواجهة التحديات القادمة
- العسكر قادمون اخفوا رؤوسكم!
- الحل الاميركي للازمة العراقية القبول الخفي والرفض المكشوف
- واقع لغة الحوار السياسي
- عراق المستقبل وملوك الطوائف
- الحوار والديمقراطية
- المثقفون العراقيون.. المنفى والوطن


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - حين تصير الكتابة هذيانا.. سيول تضخم الانا