أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شبيب - سفينة روح














المزيد.....

سفينة روح


محمد شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 02:54
المحور: الادب والفن
    


في هذا الفراغ الشاسع والملل المتعب. استقليت أحد الغيوم العابرة، لم تطلب مني جواز سفر أو تأشيرة عبور، فقط قالت اصعد. سألتها عن حزام الأمان فسخرت مني وقالت: هل تحتاج الأرواح لأحزمة أمان؟
فقلت لها: اذاً الأرواح لا تحتاج لغيمة مثلك...
قالت: أنا لست سوى سفينة أرواح بهيئة غيمة...
فقلت لها: أنا لست روحاً فكيف تحملينني...
ضحكت ثم قالت: لو لم تكن روحاً فكيف تحدثني الآن...
تضاربت الأفكار في رأسي بحثت عن جسدي تحسسته، ولكني لم أجده..
اذا أنا روح الآن وسأستغل هذه الفرصة، ربما قد أعود إلى ذلك الجسد اللعين والمقيد..
صرخت بأعلى صوتي هييي يا غيمة.. إلى أين تأخذينني؟
فقالت بغضب: أنت الذي تأخذني ولست أنا...
في هذه اللحظات أدركت أني لست سوى روحاً مسيرة إلى تلك الأماكن والأشياء التي اشتهتا رغباتي...
لطالما تخيلت نفسي أطير فوق إحدى المدن الجميلة دون جناحين، أشاهد تلك البيوت المضاءة بالسكينة الروحية والأمل، وها أنا أشاهدها...
قطعت الكثير من المسافات مر من خلفي بحور وجبال، أنهار ووديان..
لم أشعر بالتعب من هذه الرحلة وكلما اقتربت من وطني إزدت قوة...
أنا الأن فوق وطني.. أنزليني أنزليني ياغيمة..
أحسست أن جسدي عاد إلي لم أعد روح بلا جسد أنا الأن كما كنت دائماً جسد وروح...
أسير وأسير في الشوارع وبين الأزقة أتلصص على عاشقين وحيدين يعتصرهما الآلم. نعم الآلم الممزوج برخمة الحب وقسوة الحرب ربما كانوا مجرد أرواح من يعرف!
أرى طيف صبي صغير يلعب ويضحك أمام أبوين يبكون.
أسمع موسيقى رائعة تتخللها همسات بشرية دافئة من تلك الحانة المغلقة.
أشتم روائح الزنبق الناعمة المنبعثة من دكان الورد المهدوم أمام ذلك الحاجز الشيطاني.
رغم هذا الظلام شعرت بنور قريب.. نور يأخذني إلى حيث لا أعلم.
أقترب ثم أقترب من هذا النور لأجد وردة بيضاء مقيدة بسلاسل ترابية قاسية. أقطفها لأمنحها حريتها، فتموت...

أصرخ وأصرخ لا أريد البقاء هنا... أريد وطني أريد وطني...

أرغب في البكاء فأبكي وأبكي.. أنظر إلى غيمتي في السماء فأراها باكيةً... فأقول لها: مابكِ أيضاً؟
فتقول: لعل هذا البكاء يحيي وردة آخرى بيضاء..

أعانق غيمتي وأرحل..



#محمد_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدنة مع الشيطان!!
- طهور سالم
- دفاعاً عن المشاغبين


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد شبيب - سفينة روح