أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم عبد الله الحاج - العهدة الرابعة .. تحت المجهر















المزيد.....

العهدة الرابعة .. تحت المجهر


سليم عبد الله الحاج
سوريا

(Rimas Pride)


الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما يمكن للاسطورة ان تتحقق حالما تتوفر اركانها على الارض..استطاع خيار العهدة الرابعة للرئيس الجزائري الحالي ان يتسلل من مربع الاستبعاد شبه التام الى مربع الهيمنة على ما دون سواه متجاوزا المنطق و الصلاحية و مستعملا الامر الواقع ليكتسب قابلية للتمرير لم يكن يحلم بها في ظروف مغايرة
بدأ الترويج لكلمة العهدة الرابعة في الاساس منذ ثلاث سنوات تقريبا مع اندلاع ثورات الربيع العربي في دول محيطة بالجزائر وتزامنت اذا لم تخني الذاكرة مع بدايات الازمة المتواصلة التي مازال يعيشها الى اليوم حزب جبهة التحرير الوطني الذراع السياسية للسلطة حيث خرج حينئذ الامين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم لسحب البساط من تحت ارجل معارضيه (الذين اطاحوا به لاحقا) داعيا الرئيس بوتفليقة الى الترشح مسبقا لعهدة رابعة حتى قبل ان ينهي عامين من عهدته الثالثة ولم تأخذ مناورة بلخادم بعدها طابعا جديا كونها لا تعدو اكثر من تصفية لحسابات داخلية باستعمال شعار جذاب كما أن السلطة الجزائرية وحرصا منها على تجنب العاصفة القادمة من الشرق سارعت الى اعلان اصلاحات وقدمت تعهدات متنوعة اعطتها صورة الباحث عن انتقال هادئ للسلطة بين الاجيال و اكد ذلك الرئيس نفسه عبر خطابه في مناسبة الثامن من ماي عام 2012بعبارة شهيرة بقيت متداولة الى هذا اليوم "طاب جناني" بمعنى ان منظومة الحكم في الجزائر وصلت الى نقطة لا يمكن ان تتفادى فيها ضرورة التفكير في التغيير تماشيا مع متطلبات المرحلة .. فبوتفليقة الذي لم يكن في كامل صحته بدا وكأنه يدعو الى ايجاد صيغة جديدة لترتيب المشهد السياسي دون الاعتماد عليه مثلما دأبت الطبقة السياسية على فعله في اخر 15 سنة
بوتفليقة و ان بعث بتلك الرسالة علنا و تجاوبت معه الساحة في اول وهلة فقد غدا كلامه يردد في الفراغ مع مرور الوقت و لم تنتقل فكرته الى مرحلة التنفيذ قط . فلا الاحزاب تحركت الى الامام و اكتسبت مصداقية الشارع لتكون ندا حقيقيا للسلطة و تجبرها على تقديم تنازلات اكبر اقلها الانتهاء من مرحلة حكم الرئيس بوتفليقة بعد انتهاء عهدته . ذلك البصيص المحدود من الامل سرعان ما تلاشى تدريجيا الى ان اختفى مع تراجع نغمة الاهتمام بالاصلاح بسبب ابتعاد المؤثر الخارجي و التمكن من تهدئة الجبهة الداخلية في مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية واصبح تراجع السلطة عن التنازلات المقدمة تحصيل حاصل مدعمة بنتائج انتخابات تشريعية و محلية كرست اكتساح الاحزاب الموالية .. وموقف سلبي من الشارع لا يتعاطى مع الواقع السياسي بعدما ضمن عيشه و استقرار الاوضاع
بعد ان انتفت الحاجة الى الاصلاح كتفاعل مع مطالب شعبية حول النظام بنود الاصلاح الى خطة متوسطة الامد للاستمرار في سدة الحكم الى فترة غير محددة وبدأ بتعبيد الطريق لذلك بفوز هام و معتبر للافالان لضمان تقوية جناحه السياسي ثم بدأ التفكير في تعديل الدستور لخلق منصب جديد يحقق توليفة سلطوية متوازنة داخل منظومة لا تتم فيها صناعة الرؤساء و تمرير المشاريع و الخيارات الا بالية التوافق بين قوى مركبة متعايشة فيما بينها و لها امتدادات في كل الاشياء تقريبا داخل الحياة الجزائرية من القضاء الى الاعلام الى التعليم الى الاقتصاد الى الثقافة وهذا بغياب مؤسسات محورية مستقلة عن تركيبة السلطة و غير مقيدة بمبدأ التعايش على حساب دورها الاساسي داخل الدولة ..و مع تعيين عبد المالك سلال وزيرا اولا و هو بيدق من بيادق تلك التوازنات صعد مشروع العهدة الرابعة بشكل مضطرد الى السطح مستغلا ثلاثة اشياء جهاز الدعاية و التشويش المؤثر بشكل واضح على الوعي الجمعي للجزائريين ثم تصحر كامل للحياة السياسية و الفكرية وشلل تام لخط ارسال البديل الشعبي فهناك استقبال و حسب واخيرا تمسك المؤسسة العسكرية بعقيدتها وولائها مع تراجع دورها الذاتي تدريجيا في فترة حكم بوتفليقة رغم بقاء ظلالها مؤثرة في دائرة صناعة القرار مثلما كانت دائما
بهذه العوامل فتح السبيل امام عهدة رابعة للرئيس الحالي بوتفليقة كرمز لوحدة السلطة و اتزانها و استمرارها و شخص يعتقد انه يحظى بشعبية تمكنه من الفوز باي انتخابات دون عناء واصبحت لهم قناعة ان بامكان تمرير هذا السيناريو بهدوء مع تعيين اطر للتحكم به وظهر انه افضل من الجلوس والتفكير في تسوية و صيغ معقدة لاختيار بديل عن بوتفليقة .. لكن الطبيعة ضربت بعنف حسابات النظام الجزائري عندما اصيب بوتفليقة بجلطة دماغية و دخل المستشفى لعدة اشهر تاركا وراءه ما يمكن ان يتحول الى جو مشحون بين محيطه و اطراف اخرى نافذة بدا ان قبولها ببوتفليقة كغطاء للتعايش المشترك لا يمنعها من التصميم على اضعاف البوتفليقية و انهاءها سياسيا بعد رحيل الرئيس المرشد لها ..حاولت خلال تلك الفترة ان تكتسب نقاطا باثارة قضايا فساد تورط فيها محيط الرئيس و استعملت ورقة الجناج السياسي للسلطة عبر شق الاحزاب و خلق فجوات بداخلها لا يمكن سدها الا بتنازلات و تسويات . وبعد عودة بوتفليقة الى الساحة من جديد على كرسي متحرك قام محيطه بحركات مضادة لاستعادة الترتيبات في مختلف اعمدة السلطة ..في خط موازي بدأ الجيش الجزائري يعيد التفكير جيدا في دوره مع تزايد التحديات على الحدود و بروز رغبات اجنبية في التنسيق مع شريك قوي و متماسك و قد بدأ من اجلها سلسلة من اعادة الهيكلة و ترتيب الصفوف احدثت صدى داخل دواليب السلطة على اعتبار ان ظلاله مؤثرة بداخلها و فهمت هذه الاجراءات على غير السياق الاساسي التي هي عليه و استغلت في اشعال صراعات اعلامية و مشاكسات اعتبرت انها اوراق تفاوضية بين اركان السلطة لتجديد عقد التعايش بينها و لكنها اعمق من ذلك قد تبدو كنوع من الاختبار لتصرف الجيش ازاء مسألة التشكيك في وحدته و تماسكه و هل يمكن ان يتحرك بعيدا عن التزامات الشكل التقليدي للسلطة الجزائرية لحماية وجوده كركن عتيد داخل الدولة .. هو لم يفعل ذلك بشكل جدي واعطى اشارات ضعيفة و غير متماسكة ربما لان الجو غير ملائم
السلطة حسمت امرها لانها لم تجد امامها عائقا او معارضة مؤسساتية قوية و ستقرر الزج برئيس مريض لعهدة رابعة وستدافع عن هذا الخيار بوسائلها المألوفة و على رأسها فكرة رهن الامن و الاستقرار و باعادة انتخاب بوتفليقة وسيشتمل مخططها ايضا تحديد فريقه الانتخابي المعبرعن اتفاق الاختباء وراء واجهة الكرسي المتحرك ثم تعيين نائب للرئيس على نفس الخط يكون هو الرئيس الفعلي المسير .. يعني ان العهدة الرابعة تحول من خيار للبوتفليقية الى مشروع توافقي اساسي يتبناه خصوم البوتفليقية داخل السلطة قبل البوتفليقيين نفسهم لانه سيحفظ مصالحهم ويقلل من الضرر الذي سيحصلونه مقارنة بمحيط الرئيس و سمعته .. فالشعب الجزائري رغم ابتعاده عن المشهد السياسي اذا وضع امام حقيقة العهدة الرابعة فموقفه الطبيعي هو الرفض و لا يعرف تحديدا ان كان هذا الرفض سيبقى في اطاره العاطفي الخافت ام سيعبر عنه بحركات احتجاجية ستضع استقرار الجزائرعلى المحك حينها قد تعود فكرة دور المؤسسات لتطرح في اجواء قد تتيح تدخلها ليس بالضرورة لحماية الديموقراطية و لكن ربما للحفاظ على مصالحها و حينها ستجد نفسها امام تحدي احترام ارادة الشعب او تمكين هذه السلطة من البقاء



#سليم_عبد_الله_الحاج (هاشتاغ)       Rimas_Pride#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة الحريري .. طريق نحو العدالة
- بوتفليقة .. دكتاتور مخير ام مسير ؟
- حزب الله بين البعد الديني و الاستراتيجي
- لماذا يحرز الاسرائيلي جائزة نوبل ؟
- الاسد ليس هيروهيتو و بوتفليقة ليس ديغول
- نحيي انتفاضة الشعب السوداني
- المشروع الايراني لا يواجه بالخطاب العرقي او الديني
- فكرة المقاومة بين التسطيح والطوباوية وامل التحرر
- لا والف لا لتمديد عهد الفساد و الهدر
- معضلة الديموقراطية في الجزائر
- مصداقية أميركا في اعقاب الاتفاق حول الكيماوي السوري
- لماذا يجب ان نتحرر ؟


المزيد.....




- ترتيب الدول الأقوى في مضمار استغلال الطاقة الشمسية
- -ثعابين الثلج-.. مصورة توثق هذه الظاهرة الغريبة من نوعها في ...
- جلد وسجن 8 سنوات.. إيران تحكم على مخرج مشهور وفقا لمحاميه
- السويد: إسرائيل محط تركيز في نصف نهائي -يوروفيجن- وسط احتجاج ...
- تركيا تدرس زيادة أسعار الطاقة -للأسر ذات الدخل المرتفع-
- إسرائيل تعتبر تهديد بايدن بوقف تزويدها بأسلحة -مخيبا للآمال- ...
- مصدر أمني ??لبناني: أربعة قتلى لـ-حزب الله- في الغارة الإسرا ...
- أردوغان يوجه رسالة إلى أوروبا في عيدها
- بوتين: الغرب يحلم بإضعافنا والنصر في أوكرانيا شرط أساسي لتحق ...
- كيف يؤثر انخفاض فيتامين D على الحمل؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم عبد الله الحاج - العهدة الرابعة .. تحت المجهر