أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوفل كريم جهاد - قصه قصيره - الأحلام ..تهمه














المزيد.....

قصه قصيره - الأحلام ..تهمه


نوفل كريم جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 22:15
المحور: الادب والفن
    


الاحلام .. تهمة ...!!!
حدث ذات يوم أن حلمت في عالم عربي عجيب ..حيث الحرية والأمان والديمقراطية ونسيان الحرمان ..!!!
ورأيت فيه ... وطنا عربيا سعيدا واحدا !!! وتجولت بدون جواز سفر او وثيقة ، سوى قوميتي ولغتي ، والتأشيرة الوحيدة التي املكها ..ا هي أنني عربي ..! لم يسألني شرطي الحدود عن هويتي وديني او لأي طائفة أنتمي .! في حلمي هذا لم أعرف من هو مسلم أو مسيحي .. من هو سني أو شيعي .. درزي او ماروني .. حيث رأيت الوطن حر والشعب السعيد .. والحكام كأنهم انبياء او صديقين يعملون لخير كل المواطنيين .. حيث الحق والسلام يملأ الاوطان ..!!!
اما المعتقلات والسجون فقد تحولت الى دور لرياض الاطفال او متاحف يزورها الصغار لتخبرهم عن ما كان يحدث في سالف الزمان ..!!
و أستمرت أتجول في وطني العربي الجميل ، حيث لا احقاد ولا ضغينة ولا أيدي دخيلة ..ولا نشره اخبار تعكر مزاجك ! ولا احد فيه يرصد تحركاتك ويراقب طريقه صلاتك أو ينصت لكلماتك وحتى همسك ولا خوف على نفسك و اهلك وكأني في عالم مليئ بالمحبين ...
في حلمي هذا ... لم أرى رجال الأمن والعسكر.. لم أرى رجال الدين تلعن كل من تفكر ..لم أرى لحايا طويلة بعقول مثل الحجر ..وأيضا لم أسمع في نشره الاخبار عن أي مهووسين تتفجر...!!!
في حلمي السعيد هذا... أنقرضت كل المسميات المقدسه.. واختفى كل جائع لوجبات السماء المقدسة ..!!! لانهم شبعوا في حلمي هذا الخير والسعاده والالفه .. !!
وهكذا كنت امضي في هذا العالم العربي .. الحلم .. عالم يخلو من اي هوية أو انتماء سوى للأنسانية جمعاء .. واكتشفت في عالمي العربي هذا أنه لايزال هناك انسان .. حيث المحبة والوئام تملأ الاوطان ..!
وفجأة وفي غمرة نومي وحلمي السعيد سمعت صوت دربكة مزعجة و وقع اقدام متسارعة في غرفتي وعندما فتحت عيناي وجدت فوق رأسي مجموعة من الذين كانوا قد انقرضوا في حلمي .. أشكالهم غريبه بملابس مرقطه ووجوه مكفهره عابسه ولحايا طويله مفخخه .. و أقتادوني حيث لا ادري ..معصوب العينين مكبل اليدين .. ولكن الى أين ..؟!
و وجدت نفسي ملقى وحيدا في غرفة شديدة الظلام تغمرها رائحة كريهه نتنة تملأ المكان .. تطلعت حولي بخوف و تسألت عن المكان .. عن الذنب ..عن الانسان ..؟؟؟
صرخت بأعلى صوتي انا انا العربي الانسان .. اين انتم ومن انتم وما مصير الاوطان؟ الم تنقرضوا بعد ..هل مازلتم تعبثون بالأنسان والاوطان ..صرخت
وصرخت لكن بدون مجيب ..!! وبكل صمت وخشوع جلست وفي رأســي اسئلة كثيره تضاربت
وتشابكت .. !! راجعت حياتي كلها وكل الخطايا التي فعلت .. !! لا ادري فعلا اي ذنب اقترفت ..؟
وهناك سمعت احدهم ينادي أسمي ، فأجبت : نعم نعم انا هنا ..! لم اكن اراه لكني ادركت وجوده خلف احد الجدران في ظلمة المكان ..
قال : انت يا مواطن ..انت سني ام شيعي ..هل انت مسلم ام مسيحي ..أكنت تصلي ام لا تصلي ..
أجبت : انا انسان عربي مؤمن .. انا مواطن لا اكثر ..
قال : اي جريمة نكراء اقترفت ايها المواطن ..؟
قلت مرتعدا : جريمة ..أي جريمة .. و اين ..؟
أجابني : في المنام ايها المواطن .. في المنام ..
صرخت : لكني نائم ولم افعل شيئ سوى النوم ..
فقال : نومك هذا لم يكن مثل نوم كل أفراد الشعب ايها المواطن .. فنحن نرقب تحركاتك وحتى احلامك منذ فترة ...!!
عندها ادركت جريمتي .. انه ذلك الحلم .. ذلك العالم العربي السعيد ..!!
صرخت : لقد كنت نائما فما ذنبي ؟ وكيف لي ان امنع حُلما بأن يدور في مخيلتي كيف ..؟؟ كيف أستطيع منع عقلي حتى من حلم ..!!
فقال : وانت يا مواطن .. كيف تسمح لعقلك بان يحلم بتلك الكوابيس المرعبة ..ألا تعلم انها تستهدف أمن واستقرار الشعب والوطن .. ألا تعلم انها تُكدر صفو السماء وتكاد تقتل حتى الانبياء ..؟؟
فأجبت : أنه عقلي .. مخي .. كنت نائما فما ذنبي ؟؟ ..و و و .. !
فقاطعني آمرا أياي بان أسكت و انصت للحكم ..
وكان ...بأن يغسل دماغي .. وعقلي أيضا .. ليكون مثل سائر عقول أفراد الشعب حفاظا على المقدس والوطن .. حينها عرفت .. حتى الاحلام فيها كوابيس مهلكة . و ان الاحلام في وطني تهمة..وأي تهمة !!!



#نوفل_كريم_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصه قصيره - حينما ألتقيت ذاتي
- قصه قصيره _ المتسول


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوفل كريم جهاد - قصه قصيره - الأحلام ..تهمه