أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر جاسم محمد - أتألق دائما لأن مائي سيكون














المزيد.....

أتألق دائما لأن مائي سيكون


باقر جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1242 - 2005 / 6 / 28 - 12:30
المحور: الادب والفن
    


أتألق دائما لأن مائي سيكون
باقر جاسم محمد
للماء هباءاته و ابتداءاته ، و له أشياؤه و انتهاءاته …
للماء انطفاؤه و تألقه ، و له حقائقه و أضواؤه المهيبة …
للماء أنفاق من العتمة و الطين ، و له دمعه التريب …
للماء أسراره الممعنة في الخفاء ، و له تجلياته الساطعة ...
للماء شذوذه الباذخ و توثبه في الأعماق ،و له التناهي في الرفعة .
إنه الماء …
بديهة الانحدار …
و الزمن المشتبك في الأشياء .
إنه الماء …
مستنبت الروح الأول.
وهو عين تتلألأ دائما ببهاء خاطف ؛
فكل قطرة ماء كون أحدب …
ينطق بالأسرار .
للماء سطح من الصمت يخفي ضجيج الحياة …
و له هذه الأرض العاشقة التي تتشقق إن غادرها الندى .
إنه الماء …
يفيض مثل ناقوس مزحوم بالصوت …
و له لغة من بروق و استطارات .
إنه الماء …
حلم أخضر ،
و غضب قاتل ،
و حضور في الاتجاهات الستة .
للماء يقظته الصباحية و أرقه الليلي …
و له سفره في رحم الأشياء …
يجري فيتغير وجه الأرض .
و إذ يصعد في المساء الربيعي فإن الهلال …
ذلك الخنجر السماوي المتألق …
يدخل في غمد من الغمام …
يفيض ضوءه الندي و تشتعل حافات الأودية السماوية .
الماء سر يعرفه المعلم و تلميذه ، العاقل و المعتوه …
و لما يزل سرا .
إنه الحقيقة ؛ و هو البقاء و الديمومة ؛
و هو قوس قزح أبدي يومئ و لا يحدد .
و لأنه زمن سرمدي، فهو يسافر إذ ننتهي …
متمتعا بدورته الأزلية …
فيحلّ في راس جبل أبيض أو في أعماق صحراء ميتة ،
في بحر مالح أو في شلال عذب .
لكن …
لكن … ما أدراني إن مائي لا يحوي شيئا من ماء قديم ؟
و ما أدراني إن مائي ما كان يوما سحابة بيضاء …
أو كان يجري في جسد ملك أو حكيم ،
متصوف أو رجيم !؟
و ما أدراني أن مائي الحميم ما كان يوما نسغا في شجرة زيتون ،
أو نبتة قيصوم ،
أو زهرة برية !؟
و ما أدراني أن مائي ، الذي تثقله ذاكرة كونية ،
ما كان يوما في جسد ليث أو في جنح فراشة ،
في عيني صقر أو قلب حمل !؟
آه …
أكاد أجنّ إذ أصغي …
إلى اصطخاب الماء و ضجيجه في داخلي .
آه …
أكاد أجنّ إذ أصغي …
إلى حكايات الماء و أسراره ؛
و إذ أقترب ، كل لحظة ، من النهاية …
فإنني أجتاز مسافات فلكية لم يحلم بها أي مغامر أو رحالة ،
و أعلو فوق الأزمنة .
ذلك أن الماء قوامي الأول…
و هو قوام الوجود .
و لذا فإنني دائما أتألق ،
غير عابئ بقرب انتهاء الرحلة …
لأن مائي سيكون ،
لأن مائي سيكون .



#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أي الأرض...!؟ إلى جورج حاوي إنسانا
- مسألة ضمان حقوق المرأة في الدستور المنشود
- العمل السياسي ممارسة إنسانية الإنسان : رد على أسئلة الحوار ا ...
- الترجمة و حوار الحضارات / مقابلة مع الأستاذ باقر جاسم محمد
- حوار في مشكلة المصطلح في الكتابات الماركسية
- اليتم الكوني
- الفكر اللغوي الإغريقي:سقراط: حول الأسماء
- الماركسية: أهي فلسفة أم أيديولوجيا
- الوعي الذاتي المأزوم و الوعي الموضوعي الحر
- قوى اليسارو الديمقراطية و إمكانات العمل المشترك
- أهمية اللغة في الدستور العراقي المنشود
- جريمة الحلة : بين الحقيقة و الإدعاء
- من المسؤول عن تعطيل العملية السياسية في العراق
- المقاطعون و المغالطة الكبرى
- بمناسبة يوم المرأة العالمي : المرأة العراقية بين الواقع و ال ...
- الحلة : جورنيكا القرن الحادي و العشرين
- حول السامي و الوضيع : قرأة في كتاب المراحيض
- الدجل الإعلامي في مواجهة الحقيقة الدامغة
- الفدرالية : أهي خير مطلق أم شر مطلق
- عبد الكريم قاسم : ما له و ما عليه بمناسبة مرور 42 عاما على ا ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر جاسم محمد - أتألق دائما لأن مائي سيكون