أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ليلو كريم - الحاكم الفاصل (الجزء الثاني)














المزيد.....

الحاكم الفاصل (الجزء الثاني)


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 12:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل نتصور أن شيعياً عراقياً ينتخب سياسياً سُنياً, وفي ذهنية المواطن الشيعي زخم من مضادات الإرهاب والدكتاتورية, والتمييز المذهبي ؟؟
هل نتصور أن سُنياً عراقياً سينتخب سياسياً شيعياً, وفي ذهنية المواطن السُني زخماً من المضادات المعادية لمشروع الهلال الشيعي, والتسلط الطائفي ؟؟
حتى إن انتخب السُني شيعياً, أو العكس, فإن لهذا الاختيار حسابات باطنية, ونحن أرض العقائد والسياسات الباطنية, ومن عاشر قوماً...., والديمقراطية عاشرتنا لعقد من الزمن, لا أربعين يوماً فقط.
سيُطيح السُنة بالقائد الشيعي الذي انتخبوه , ولن يرتضوا بقاءه ممثلاً لهم على طول الخط , ولن تمر الأيام دون اصطدام السياسي الشيعي مع جمهوره من المواطنين السُنة , وسيفعل الشيعة نفس الشيء , وسيفعل معهم السياسي السُني الممثل لصوتهم نفس ما فعل السياسي الشيعي مع مواطنيه السُنة , فهذه سُنة الديمقراطية التي نفهمها , أو سُنة نوعية الديمقراطية التي نمارسها , ونحن متشيعون لهذا النظام من السياسة , وهذا هو اللون الديمقراطي المتوفر في سوق السياسة العراقية , فالجذر التصارعي لا يموت بمجرد أن نقطف الساق والأوراق , وتربة بلدنا السياسية والاجتماعية توفر التغذية المناسبة , والإرواء , والمناخ المطلوب , للجذر التصارعي لكي ينمو من جديد في الأذهان والواقع , وفي الترتيبات السياسية للمستقبل , ولا تتصورا أبداً, وأحذركم أن تتصورا أن تجربتنا الديمقراطية وصلت لبر الأمان , أو حتى اقتربت منه , فما زالت سياستنا , ورؤانا السياسية , عبارة عن مفاهيم عملية سياسية جراحية خطرة , وليست مفاهيم دولة مؤسساتية , والعملية السياسية تحولت إلى صراع أشخاص على حساب التنافس الديمقراطي المعروف , وسيفضي صراع الأفراد إلى دكتاتورية تفرض نفسها حتى على الإرادة والإدارة الأمريكية , وإذا ذهبت الأمور إلى تقسيم العراق , فالتقسيم سيفرض نفسه أيضاً على الواقع العراقي واللاعب الأمريكي , وأمريكا ؛ حالها حال الديمقراطيات المتقدمة , منشغلة بإعداد وإنضاج نسخ ديمقراطية تناسب العصر القادم , الذي يلوح في الأفق .. طبعاً يلوح للسياسات المبصرة , والشعوب المتبصرة .
أما نحن وديمقراطيتنا فلا غيث فكري منقذ, ولا بديل سياسي يُصلح الممارسات المسماة ممارسات ديمقراطية والتي اعتدناها , وكأنها تتشكل تدريجياً لتصير طقوسا مقدسة تُضاف إلى تراثنا الطقسي الشامل , السياسي , الاجتماعي , الديني , إذ تتجذر ديمقراطية عراقية لا تمت للديمقراطية بصلة , ديمقراطية محلية أساسها الصراع المذهبي الديني , ودلائل نتائج الصراع نجدها في فصل كردستان نفسها عن العراق , وتقبلها لمسعود بارزاني حاكماً لفترة طويلة , مع أننا نحتاج إلى شخصية أكثر تمسكاً وفعالية في تأدية دور الحاكم الفاصل , شخصية تلعب دورا تاريخيا مفصليا يُغير من القناعات المتراكمة , والأذهان المتحجرة , والنفوس المستشيطة انفعالاً, ولن تنجح تجربة كتلك التي حدثت مع الدكتور إياد علاوي , حين حصلت كتلته التي يتزعمها على كم من الأصوات السُنية , وهو السياسي المنحدر من أصول شيعية , ولو ترأس علاوي رئاسة الوزراء بدل المالكي , لكان مجرد جسر يعبر عليه السياسيون السُنة , ثم ينسفونه , ونفس الشيء سيفعله الشيعة مع السياسي السُني , مع أن الشيعة أبعد من أن يدلوا بأصواتهم لصالح سياسي سُني , لاعتبارات تتعلق بتأثير العامل المذهبي وخزين المظلومية والتحزب المذهبي وردة الفعل العميقة على سياسات الدولة القومية وحداثة ممارسة السلطة .
لن نتحدث عن أفكار ورؤى تُشعر المطلع عليها أننا نتكلم عن تصور جمهورية تقع أسوارها بقرب أسوار جمهورية أفلاطون, واليونان وديمقراطيتهم ليست قريبة منا ومن واقعنا وتاريخنا الذي نعرفه , ولم نقترب من أمريكا وديمقراطيتها .
ستظل الديمقراطية في العراق منقسمة إلى ديمقراطيتين ( ونحن نسميها ديمقراطيتين اصطلاحاً) وكل منهما تستنشق المذهبية, قسراً, وكيف تتحول إلى ديمقراطية جامعة تقوم بإهلاك البلاد والعباد , وها هي العملية السياسية بديل للدولة , وصراع السياسيين الطائفي بديل للديمقراطية التنافسية , والديمقراطية المذهبية بديل للديمقراطية التي يُراد منها خلق مجتمع من الاخوة في ظل المنافسة الرأسمالية المحتدمة , ونحن لم نصل بعد حتى للشروط الاقتصادية لكي نتحدث عن ديمقراطية .
إن الزعامة السياسية المتجسدة في شخص, ليست أمنية نبتغي منها تسلط شخصية دكتاتورية لفترة طويلة, بل نطمح لشخصية بمقاييس الشخصيات السياسية المصلحة التي أنجزت أمثلة عالمية ووثقت بصمة في صفحة التاريخ.
هل من الممكن أن تأتي شخصية سياسية مصلحة توحد العراقيين وسياستهم وهويتهم الوطنية وتجمع الكل تحت خيمة وطن واحد ؟
القضية صعبة, ومجازفة خطيرة, ولكن بقاء الحال على ما هو عليه مجازفة أيضاً, مجازفة ستودي بنا إلى أزمات لن تنتهي, وبين المجازفتين يقف العقل ووحدة العراق متحيرين, فكيف نعالج القضية ونخرج من مأزق المجازفتين ؟؟
إخوتي العراقيين من الشيعة والسُنة العرب , لقد استهلكنا أوراقنا السياسية في سياسات طائشة غير مسؤولة , وصرنا مكشوفي الصدور أمام ضربات القوى العظمى العالمية , وتلك القوى لن تطمأن لأي بوادر حسن نية تظهر منا , فنحن العدو اللدود , ومصدر الخطر , والخصم الذي ألزمت نفسها بإبقائه منهكاً, مريضاً, مثخنا بالجراح , ولا أمل بإقناع تلك القوى بالعدول عن برامجها الموجهة ضدنا , ولن تستطيع قياداتنا السياسية الحالية فتح صفحة جديدة ومختلفة مع تلك القوى , ونحن الضعفاء , وهم الأقوياء , ولو صدقت حكوماتنا ( الديمقراطية ) معنا لتبدل الوضع وانتفعنا بثرواتنا الطائلة , ولكن العملية السياسية المهشمة لن تقدر على مواجهة دول عريقة , وقوية , وناضجة سياسياً, ومقتدرة عسكرياً, ومن الشجاعة أحياناً أن لا نموت ..



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب أن يحارب
- الحاكم الفاصل (الجزء الاول)
- ديمقراطية بلا تعقل
- الديمقراطية الأميركية.. والديمقراطية العراقية الاميركية مقار ...
- ثلاثة أصناف
- تديننا.. أضاعنا عشرة اعوام يا ليلى
- كابوس المعادلات العراقية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ليلو كريم - الحاكم الفاصل (الجزء الثاني)