فيروس .. ازدواجية المعايير

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى
(Nashat Nasr Salama)

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 07:52
المحور: المجتمع المدني
    

تعانى الدول النامية من ظاهرة تكاد ان تكون مشتركة بينها .. وهى ظاهرة ازدواجية المعايير .... واحيانا تسمى الكيل بمكيالين ... وهذه الظاهرة البغيضة تكاد ان تختفى كلما كانت الدولة اكثر تقدما ,, وتكاد ان تختفى هذه الظاهرة من الدول المتقدمة تماما ... فالقانون بالدول المتقدمة سيف مسلط على الجميع بدون استثناء .. سواء غنى او فقير .. سواء مواطن بسيط او رئيس جمهورية ... وكلنا نتذكر الرئيس الامريكى نيكسون الذى قدم استقالته عندما تم التاكد انه خالف القانون .
والوزير فى اوروبا يقدم استقالته اذا ثبت انه استعمل سيارته الحكومية لاغراض خاصة .
لقد عانى الشعب المصرى من عهود قديمة وحتى الان من فيروس ازدواجية المعايير وهناك عشرات ومئات الامثلة لذلك منها على سبيل المثال لا الحصر :
- من ان لاخر تقوم الشرطة ورجال المحافظة والحى بعمل ازالة لعقار نظرا لبنائه او تعليته بدون ترخيص ... فى نفس الوقت هناك مئات الاف من العقارات الموجودة بمصر ينطبق عليها نفس الحالة .... طبعا ليس مطلوب ترك البناء المخالف بدون عقاب وانما يجب تطبيق عقاب شامل للكل وليس موجها ضد عقارا محددا وان يتم العقاب فى نفس الوقت حتى يتساوى الجميع امام القانون وان يطبق القانون بصرامة وحزم.
-تقوم شرطة المرافق بعمل حملات لازالة اشغالات الطريق .. يتم فيها اهدار ادامية بعض البائعين المخالفين وتعرض بضائعهم للتلف فى نفس الوقت هناك مئات الاف من الشوارع الاخرى تعج بنفس المخالفة ... طبعا ليس المطلوب ترك الباعة المخالفين بالشوارع وانما يجب تحديث القانون الخاص باشغال الطريق والذى تم تعديله من حوالى 30 سنة ليتواكب مع الحاضر ووضع اليات عمليه لهؤلاء الباعه مع اخذ البعد الاجتماعى لهذه المشكلة وايجاد اماكن بديله للشوارع التى يمارسون فيها مخالفتهم مع التطبيق الحاسم والصارم للقانون للمخالفين.
- توجد عبارة تضرب بالعدالة عرض الحائط بالقوانيين المصرية .. وهى بعد ذكر الفقرة القانونية ...يتم كتابة ,, ويستثنى من ذلك .... هذا الاستثناء يدخل منه الشيطان ليلعب بالقانون كما يشاء .. والحل الغاء اى استثناء بالقوانيين .
- التاكسى القديم مازال يعمل بدون عداد ... والاجرة تتوقف على عضلات وفهلوة كل من السائق والزبون ... وهى فوضى تضرب عرض الحائط باى قانون .. فلماذا لا يتم الزام هذا التاكسى بتركيب عداد حتى ولو كان اقل تكلفة نسبيا من التاكسى الحديث .
- مسموح للرجل المسلم ان يتزوج من مسيحية وغير مسموح للمسيحى ان يتزوج مسلمة ... ومسموح للمسلم ان يطلق زوجته متى اراد وغير مسموح للمسيحى بنفس الشئ .... ويعيش الاثنين فى نفس الوطن ولكن بمعايير مختلفة ... والحل هو السماح بالزواج المدنى وجعله اختياريا ...
-يجب ان تخضع قوانيين البناء للجوامع لنفس قوانيين بناء الكنائس .
-صياغة قانون مستحدث يتم فيه معاقبة من يثبت حصوله على استثناء لا يستحقه ويكون عقابه صارم ليكون مثالا لاى مواطن يفكر فى الحصول على استثناء غير مستحق .
- ان المساواه فى الحقوق والواجبات ... هى اول خطوه لتنمية ما يسمى بظاهرة الانتماء .للوطن.
هذه مجرد امثله للكثير من ازدواجية المعايير الموجوده بمصر فهل يمكن فى المستقبل القريب ان نقلل من تاثير هذا الفيروس على المجتمع المصرى .

#نشات_نصر_سلامه (هاشتاغ)       Nashat_Nasr_Salama#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات