صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 09:21
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بصدد تفحّص حصيلة 2010-2013، وهذه سنة واحدة في نظري أو هي بالأحرى 2013-2010، أي السنة الماضية، قلت بصدد تفحّصها كجهد نظري-عملي وتواصلي وكجهد نضالي-حركي منقطع في الظاهر… انتهيتُ إلى ما يلي: سوف تُهزم الحركة الثورية (حركة 2010-1011 نصف المهزومة بالأصل وبإعتبار توقف الزمن النضالي الفعلي بين 2011 و2013، رغم أن ذلك سوف يبدوا مُشطا بالنسبة للبعض ولأسباب مختلفة، سوف تُهزم الحركة الثورية هزيمة كاملة وتخمد خمودا كاملا حتى إذا تصاعدت في وقت ما تصاعد ريش الطير المذبوح الذي لن يكون إلا ريحا يزيد من شهية لهث الكلاب إلى السباق الانتخابي حيث يتكدس الدجاج النخبوتي كاشفا على كل أفخاذه المُزيّتة المقرفة… لا فائدة من ذلك الآن. يعني أن الأقلية-الأقليات الثورية سوف تكون مخيرة بين أمرين: إما لزوم البيوت وإما معاضدة مجهود الرفيق جحا الذي لن ينفك يتلذذ رائحة الشواء في الأفق على أنه غذاء فعلي وشواء حقيقي.
أجل سوف تهزم الحركة الثورية هزيمة كاملة ولن يعترف بذلك من الصادقين إلا من يؤمن بالنقد الكاسح لا بتصنّع العذريّة ولا بالمراهقة النقدية ولا بإختراع حب شباب على جلد لم يعد يصلح حتى لزرع البك.
أكثر من ذلك لن تكون لا حركة النهضة ولا الاسلاميين عموما من هنا فصاعدا سببا مباشرا في مواجهة الحركة الثورية بعدما كانوا على حد السواء مع كل كلاب 23 أكتوبر بكل ألوانهم سببا رئيسيا وحيدا( قياسا إلى ارتباطاتهم) لإهلاكها وهلاكها وإفسادها وفسادها. وعلى مستوى المنطقة بأسرها، سوف يظهر الاسلاميون كمن يُواجِه كآخر من على الحلبة "الثورية" ويُواجَهون كآخر من على حلبة الجريمة. بعضهم مثل الذين بيننا سوف يتراجعون وينتظرون اذ كل شيئ سوف يصب في مصلحتهم. ذلك لا ينفي طبعا حصول متفرقات لا تأثير لها في أيّ وقت. سوف يبقى إذن على الأقلية الثورية غير الميؤوس منها أن تتعافى رويدا رويدا من هوانها ومن أمراضها وأن تبتكر نفسها من جديد رويدا رويدا استعدادا لمعركة 2015-2020 آخر معارك جيلي التي يمكن أن يضع فيها حياته على ذمة الحق.
لن يتكرر شيء بما في ذلك لحظات النصر 2010-2011 ولا زمن الهزيمة 2011-2014. كل شيء يبدأ من جديد دون أن يكون جديدا بالضرورة. وعلى الإختصار، لا أمل إلا بعد 2015، أما إذا هُزمنا مجددا في منتهى 2020 فهنيئا لمن سوف يعيش حتى 2050. ربما سيخوض المعارك المقبلة أقلية من النساء والأطفال لا شيئ على جدول أعمالهم في الوقت الحاضر.
هذه ليس نبوة وإنما عقيدتي الحالية. ولن يمنعني أحد من الإحجام عن الكذب.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟