أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق عبد الفتاح العزب - يوميات رجل شرقى متخلف














المزيد.....

يوميات رجل شرقى متخلف


طارق عبد الفتاح العزب

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 02:24
المحور: الادب والفن
    


يوميات رجل شرقى متخلف
نعيش فى مجتمع ملئ بالأفكار والتقاليد الخاطئة سنتناول من خلال السطور الآتية بعض الصفات المزمومة التى يتحلى بها غالبية أفراد مجتمعنا .
هو فلان بن فلان رجل شرقى يحب مغازلة النساء و يستغل عمله فى التعرف على الفتيات و هو دائم اللهث ورائهن الا انه متزوج وشديد الغيرة على زوجته ولا أدرى سبب الغيرة الشديدة انه يعاملها على أساس انها جسد قد امتلكه بمجرد زواجه منه بينما يرضى لنفسه بأن يكون حر طليقا يشبع شهواته ورغباته كما يحلو له . أنه يرفض مجرد فكرة عمل زوجته وهذا حق من حقوقها ان تثبت ذاتها وان يكون لها هدف فى الحياة و يدافع عن رأيه بأن ذلك معناه الاحتكاك بأفراد فى العمل من خلال المحادثات الكلامية وهذا ما لايريده كما انه يخشى على زوجته من أن تكون عرضة للمعاكسات . انه يريدها ان تكون جارية من الجوارى تنفذ اوامره وخادمة تجلب له طعامه و ملاذا لاشباع شهواته الجنسية و مربية لأطفاله .وسؤالى هل من العدل أن تتم معاملة المرأة بهذه الطريقة بمجرد زواجها ؟
لا أدرى سبب كوننا كشرقيين نرضى لأنفسنا ما لانرضاه لغيرنا سواء فى علاقاتنا الاجتماعية أو فى عملنا فالكثير من يرضى لنفسه أن يعربد خارج منزله يفعل ما يحلو له بينما تعيش زوجته بين أربعة جدران ليس لديها من وسائل التسلية سوى التليفزيون وأعرف أزواجا منعوا زوجاتهم من مشاهدة التليفزيون ومنهم من كان متساهلا من وجهة نظره وترك لزوجته مشاهدة التليفزيون من خلال قنوات محددة بينما استباح لنفسه فى غيابها مشاهدة قنوات العرى و الجنس وتجد ان هاتفه المحمول ممتلئ بالأفلام الجنسية . وهذا هو مربط الفرس أننا تعودنا أن نتعامل مع أنفسنا ومع الآخرين بمكيالين حيث أننا نبيح لأنفسنا المحظورات بينما نعترض وبشدة عندما يأتى بها الآخرون .
أما فى العمل تجد أن المسئول يستبيح لنفسه امتيازات لايسمح بها لمن هم أقل منه فى المرتبة الوظيفية فتجد أن المسئول يرضى لنفسه مخالفة قوانين العمل وأعرافه وفى نفس الوقت تجده يعاقب كل من يخالفها واذا ما سألته عن السبب تجده يرد قائلا " أنا المسئول " . وبذلك يكون قد استباح لنفسه مالم يرضاه لغيره .
والجدير بالذكر أن مجتمعنا الشرقى المتخلف يعفو عن خطيئة الرجل " الزنا" ويعطى المبررات لارتكابه لها مثل " كانت لحظة شيطان " , " الشيطان شاطر " , "الشباب طايش وياما بيعمل " بينما تجده جلادا مع خطيئة المرأة وتوصم المرأة بالعار لارتكابها لتلك الخطيئة وتطعن فى سمعتها و لا تستطيع الزواج من بعدها حيث أن المجتمع رفضها بينما يستطيع الرجل أن يمارس العديد من العلاقات الجنسية قبل زواجه ويتم التبرير لزلاته كما أشرنا من قبل ولكن المرأة لا يغفر لها تلك الخطيئة مع أن الله غفور رحيم والله سبحانه وتعالى لا يفرق بين معصية الرجل ومعصية المرأة فكلاهما فى السوء سواء .
أذكر شخصية السيد أحمد عبد الجواد التى قدمها الأديب الكبير نجيب محفوظ وهى نموذج يختصر الصفات المكروهة التى يتحلى بها أفراد المجتمع الشرقى حيث كان السيد أحمد عبد الجواد مثالا للفضيلة والشرف فى الظاهر أما فى الخفاء كان رجلا سكير عربيدا يلهث وراء الراقصات و أذكر مدى القمع الذى يمارسه على أهل بيته حيث عاقب زوجته عقابا شديدا عندما علم أنها خرجت بدون أخذ الاذن منه لزيارة أحد الأضرحة . فهل من المعقول لشعوب تريد تحقيق النهضة أن تتحلى بتلك الصفات المزمومة ؟
ويعد شهر رمضان خير شاهد على الصفات التى يتحلى بها الكثير من أفراد المجتمع الشرقى حيث يعيش الأفراد فى حالة من الطهر والشرف أثناء الصيام ومن بعد الافطار تجدهم أناسا اخرين فيظهر الفسق والفجور . أعرف صديقا كنا نعمل سويا كان يصلى الصلوات ويقرأ القران و تجده فى حالة من الخشوع طوال نهار رمضان ولكن عند الافطار يظهر الجانب السئ من شخصيته الشرقية حيث تجده يشاهد الأفلام الاباحية ويشرب الحشيش وكان ينفر منى عندما أواجهه بهذا .فبالله عليكم كيف لمجتمع بهذه الصفات أن يتقدم ؟
و ختاما لابد أن نغير ما بأنفسنا قبل أن نغير رؤسائنا وقبل أن نثور على الحكام لابد وأن نثور على أنفسنا قال تعالى " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " هذا اذا ما أردنا أن نتقدم و أن نجارى الغرب فى حضارتهم أما اذا كنا لا نريد ذلك فلنظل كما نحن .



#طارق_عبد_الفتاح_العزب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البارانويا والسلطة
- البارانويا والثورة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق عبد الفتاح العزب - يوميات رجل شرقى متخلف