أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل احمد - انه مؤتمر مشاركة الحكم والنهب، لا اكثر!















المزيد.....

انه مؤتمر مشاركة الحكم والنهب، لا اكثر!


كامل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل الحديث عن المؤتمر التأسيسي العام لحرکة التغيير الذي عقد قبل ايام في أربيل وخطاب نوشيروان مصطفي، اود ان اتطرق الي التغيير في الخارطة السياسية للأحزاب القومية الكردية، وخصوصا بعد الأنتخابات البرلمانية الأخيرة في اقليم کردستان والذي يكون احدي رکائز عقد مؤتمر حرکة التغيير. ان السلطة السياسية الميليشياتية، ومنذ عقدين من الزمن، تهيمن علي کافة جوانب الحياة السياسية والأقتصادية ونهب ثروات المجتمع من قبل الحزبين الرئيسيين، وهما حزبي البارزاني والطالباني، دون منافس، وبمشارکة جدية وفعالة من قبل عناصر حرکة التغيير وشخصياته‌ القيادية وخصوصا نوشيروان مصطفي. ولكن بعد الأصطفافات الجديدة ونشوء حرکة التغيير وفوزها‌ بمقاعد برلمانية في کل من أنتخابات البرلمان عامي 2009 و2013 والسعي الجاد من قبل حرکة التغييڕ-;- وشخص نوشيران مصطفي لأنقاذ الحرکة القومية الكردية البرجوازية من المآزق الذي تمر به، وکأحتواء للأحتجاجات الجماهيرية الواسعة ضد النهب والفساد وغيرها، ولدت حرکة التغيير. هذا وناهيك عن الأختلافات الداخلية داخل هذه‌ الحرکة کعائلة برجوازية والفوز بمقاعد الحكم و القيادة من قبل شخصياتها، لأن هذا يعني في كردستان وبشكل اوتوماتيكي الهيمنة والشراکة في الأموال المنهوبة من قوت الجماهير المليونية في کردستان.

استطاعت حرکة التغيير بأن ترکب موجة الأحتجاجات الجماهيرية التي سادت کردستان ضد الأحزاب الحاکمة واحتوائها وسلخها من مطالبها الثورية، لأدراکها‌ التام وايمانها‌ العميق بالحرکة القومية البرجوازية الرجعية الكردية وعدم المس بشرعية هذه‌ الحرکة والتي کانت تحت طائلة سؤال الجماهير المليونية في کردستان وخصوصا بعد سقوط النظام البعثي.

ان الحرکة القومية الكردية کانت بأمس الحاجة لتيار سياسي معين يحفظ ماء وجه هذه الحركة ويظهر بوصفه المنقذ، کطبقة وکعائلة برجوازية واحدة، لحرف انظار الجماهير ومطالبها وامتصاص نقمتها وسخطها العارمين وتسييرهما صوب الابقاء على هذه الحركة وصيانتها من انفلات غضب الجماهير، وکانت حرکة التغيير ونوشيروان مصطفي خير منقذ وخير من يلعب هذا الدور. وانه‌ لأمر طبيعي في الصراعات الطبقية والسياسية ليس فقط في کردستان، بل وفي شتي انحاء العالم بان کل الأحزاب البرجوازية الحاکمة والمعارضة تتحدث عن الجماهير المحرومة وتطلعاتها وآمالها للوصول الي مقاليد السلطة والحكم. ان مادة عمل کافة الأحزاب هي الجماهير الكادحة والطبقة العاملة ومحرومي المجتمع، ولكن کل حسب مصالحه‌ الطبقية. لذلك ان الشعارات التي رفعتها الأحزاب بصورة ديماغوجية ومضللة هي ليست بمقياس ولامعيار يمكن الاستناد عليه في تقييمها، ذلك ان اساسها واهدافها‌ الطبقية هي الأهم وكذلك مصالح اي طبقة في المجتمع تتعقب هذه الاحزاب.

ان انعقاد مؤتمر حرکة التغيير وخصوصا في هذه‌ الوقت بالذات هو لأضفاء شرعية المشارکة في الكابينة الثامنة لحكومة اقليم کردستان، والتي من المزمع تشكيلها من قبل نيچيرڤ-;-ان بارزاني والحزب الديموقراطي الكردستاني للأطراف الفائزة في الأنتخابات شهر ايلول المنصرم، وکما هم يدعون ويتباهون به‌‌ هو حلولهم بالمرتبة الثانية في انتخابات اقليم کردستان والأولي علي صعيد مدينة السليمانية. ان حرکة التغيير بحاجة الي درجة من الأعتدال في مواقفها تجاه‌ الأحزاب الحاکمة وخصوصا حزب البارزاني لكي لا تفوتها‌ فرصة الشراکة في الأموال والثروات المنهوبة وخصوصا بعد ان استطاعت بان تؤمن مكانة مناسبة لها‌ داخل الحرکة البرجوازية القومية الكردية. لذلك انها بحاجة الي تعديل قسم من سياساتها والبدء بتغيير تلك السياسات والتاکتيكات مباشرة بعد فوزها الأخير لكي لا تبقى فقط في المعارضة. المؤتمر کان فقط هو نيل ختم وتأييد لهذه‌ السياسات ولأربعة سنوات قادمة.

کان هنالك انتقادات سطحية لمؤتمرها من قبل مجموعة من الصحفيين بان مؤتمرهم کسائر مؤتمرات الأحزاب القومية الكردية، وخصوصا حزبي الطالباني والبارزاني، بانه‌ حزب العائلة الحاکمة، ولكن هذه‌ الأنتقادات ليس بمثابة نقد طالما اعلن نوشيروان بنفسه‌ في زيارته‌ الي پيرمام ولقائه‌ ببارزاني بان ليس هنالك عيب او نقد علي حزب العائلة اوحكومة العائلة المالكة بشرط خدمة الشعب وذکر نماذج دول مثل قطر والأمارات دون استحياء عما يجري في قطر او تلك الدول ضد عمال وكادحي المجتمع، واخرها عبودية العمال الاجانب في قطر، والذي جلب انتباه‌ کافة وسائل الأعلام العالمية، ولكن نوشيروان يغمض عينيه‌ امام ذلك لأنه من ابناء الطبقة ذاتها‌.

خطاب افتتاحية نوشيروان لمؤتمرهم، ذو طابع مهرجان سياسي اکثر من ان يشبه‌ مؤتمر حزبي، تطرق الي مسائل تنظيمية وسياسية کثيرة، ولكن کانت كلها تؤکد اجمالاً علي المسؤولية القومية والدينية والأنتماء القومي، کحزب برجوازي قومي وطني لا يمت‌ باي صلة بآمال وتطلعات الطبقات المضطهدة في المجتمع وانه في المطاف الاخير اداة لقمع کافة احتجاجات المجتمع واعتراضاته تحت لواء القومية والدين.

انتقد نوشيروان مصطفي السلطة السياسية لممارستها سياسة أقصاء المعارضين لها وقتل الصحفيين والمتظاهرين وادعائه‌ بانه‌ مدافع عن الحريات السياسية. ولكن اذا كان نوشيروان يريد ان يذر الرماد في عيون الناس، فان مواطني کردستان لم ولن ينسوا اعماله البشعة والأجرامية في تصفية معارضيه‌ السياسيين في الوقت الذي کان المسؤول الثاني في الأتحاد الوطني بعد جلال الطالباني وقيادته‌ الحروب الداخلية وتصفية الحساب معهم. اي انسان شريف لن ينسي ما قام به نوشيروان ‌ في پشت اشان بحق اعضاء الحزب الشيوعي العراقي في جبال کردستان الذين قدم رؤوسهم هدية للبعث وصدام من اجل قبولهما بمفاوضة الاتحاد الوطني. لا يزال اهالي مدينة السليمانية يتذکرون اليوم القاتم والذي هاجم الأتحاد الوطني، وبمسؤولية نوشيروان واشرافه المباشر، مقرات الحزب الشيوعي العمالي العراقي في 14 تموز من عام 2000 وقتل بابشع طريقة خمس من کوادر الحزب وقاموا بدفن جثثهم دون علم عوائلهم بطريقة بعثية لأرضاء الجمهورية الأسلامية الدموية.

تحدث عن دعمه‌ لقوي کردستانية اخري في دول الجوار، ولكنه‌ ليس بخاف علي احد بانه‌ کان له دور في جلب قوات الباسدار الأيرانية ضد القوي المعارضة الأيرانية وفي عمق اراضي کردستان، والأتفاقات المبرمة لضرب حزب العمال الكردستاني (حزب اوجلان)‌. هذه‌ غيض من فيض جرائم نوشيروان لقتل وابادة معارضيه وليس "أقصاء"، وحسم الأمور معهم بمنطق الغابة والسلاح. هذا، ناهيك عن طرد وابعاد کافة المنتقدين داخل حرکته من قياديين بارزين وصولا الي هيئة تلفزيون حركة التغيير والمعارضيين في الحلقات والشبكات التابعة لهم داخل المدن والأقضية.

ان احد المهام الرئيسية لمؤتمر التغيير وخطاب نوشيروان، کما تطرق اليه،‌ هو المصالحة بين الشارع والسلطة والأبتعاد عن الأحتجاجات غير الضرورية (!!!) حسب قوله‌. ان جماهير کردستان المتعطشة للحريات السياسية والعيش السليم واللائق والمحتجة ضد القوي القومية تحتج يوميا بشكل او بآخر ضد هذه السلطة المليشياتية القومية والعشائرية‌، وکان 17 من شباط الذي خرجت جماهير كردستان في اعتصامات وتظاهرات مناوئة لسلطة الحزبين القوميين الحاكمين في كردستان خير دليل علي ذلك، واصدرت الجماهير المحتجة في وقتها حكم اسقاط سلطة هذه‌ العصابات الميليشياتية‌، وقد اصدرت حكمها الثوري لولا المناورات والبدائل الأصلاحية من قبل حرکة التغيير نفسها لأخماد هذه‌ الأحتجاجات وحرف مسارها. والهدف هو استخدام ورقة الضغط هذه لكي يتسني لها‌ المشارکة في الحكومة طبعا، وبالتالي، بهدف تامين شارع وبرلمان هادئين کما توعد به‌ الأحزاب الحاکمة في کردستان. يريد نوشيروان بقوله‌ هذا ان يؤکد بان مشارکته‌ في الحكومة سوف يقل من وجع الرأس للحكومة وسوف يحاول اخماد وتغيير مسار اي حرکة احتجاجية مستقبلية طالما هو شريك في حكومتهم وحفاظا علي مصالحهم الطبقية. ان هذا سوف يكون خير دليل علي ان تبريرات نوشيروان وتحدثه‌ عن قربهم للجماهير هو فقط هراء عديم القيمة، لأن شارع هاديء وخالي من الأحتجاجات يعني خداع الجماهير وابعادهم عن سلوك اي اعمال نضالية وثورية. فهذا مثل ما تطرق اليه‌ بعض من مؤيديهم ايضا يبعدهم عن الجماهير بعكس ما حاول نوشيروان بان يتطرق في خطابه‌ بان مؤتمرهم بمثابة جهد بين لتوطيد صلتهم بالجماهير.

کما وفي الأخير اود ان اشير الي نقطة اخري وهي قوات الپيشمرگة والآسايش والتنصت والأجهزة القمعية الأخري. ان نوشيروان ليس فقط يريد ابقاء تلك القوي القمعية في مكانها بل ويريد تقويتها وتجهيزها بكل ما يمکن من طاقات وامكانيات ولكن تحت يافطة اضفاء الصفة القومية والوطنية لتلك القوي لكي تكون اکثر استعدادا لقمع الأحتجاجات وابقاء الشارع الكردي حسب قوله‌ آمنا وهادئا لكي يتسني له‌ ولطبقتهم جني اکبر ما يمكن من الأرباح. ان من يبحث عن التغيير الحقيقي في كردستان، عليه ان يبحثه بالضد من "حركة التغيير" التي تعكزت على امال الجماهير بالتغيير وتسعى هذه الحركة بوأده!



#كامل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان المؤسسة العسکرية و الجنرالات في مصر کانوا و ما يزالون رکن ...
- عبدالله أوجلان يدعو مقاتلي حزب العمال الكردستاني الى الأنسحا ...
- قلب الثورة ينبض، علي مرسي و حکومته‌ الرحيل!
- شفيق-مرسي ليست حلقة تحركنا!
- البطاقه‌ الحمراء هی الحل والبديل لانهاء الاوضاع المأسا ...


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل احمد - انه مؤتمر مشاركة الحكم والنهب، لا اكثر!