أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - لماذا حركة -ضمير- ؟














المزيد.....

لماذا حركة -ضمير- ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 19:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


سؤال لماذا حركة "ضمير "؟ يستمد مشروعيته مما أثاره الإعلان عن تأسيس حركة "ضمير" من تفاعلات واستدعاه من قراءات ، بعضها واقعي وغيره رجم بالغيب . وأهمية المبادرة تقاس بمدى التفاعلات أيا كانت طبيعتها . فالمغرب يمر بمرحلة تاريخية دقيقية ، خصوصا بعد الحراك السياسي والاجتماعي الذي فجرته الحركات الشبابية التي يعود لها الفضل في نقل مبادرة الحراك المجتمعي من الأحزاب إلى الشارع . كانت الأحزاب من قبل هي المبادرة إلى تحريك نضالات الشارع لانتزاع مكاسب أو تحقيق مطالب ، فصار الشارع ، مع انطلاق حركة 20 فبراير ، هو المبادر لتلتحق به الأحزاب . لكن مبادرة الشارع كانت بدون إستراتيجية ونخبة موجِّهة ترسم الآفاق . وبسبب غياب النخبة عن الحراك الشعبي تم السطو على مكاسب "الثورة" . ولا يختلف وضعنا المغربي عن أوضاع بلدان ما بات يعرف "بالربيع العربي" إلا في الدرجة وليس النوع . ويأذن الوضع المغربي كما العربي بانتكاسات خطيرة كلما تراخى الشارع الذي لا يمكن الاستمرار في "ثوريته" إلى ما لا نهاية . من هنا استدعت الحاجة إلى "ضمير" يراقب الوضع العام ، ينتقد الاختلالات ، يحذر من الانحرافات ، يقترح الحلول التي يراها مناسبة ، يوجه نحو الأهداف التي رسمها الحراك ويتطلع إليها الشعب . فحركة "ضمير" تقدم نفسها قوة اقتراحية مبادِرة ، وليست بديلا عن الأحزاب ولا ندا لها ولا رهينة لأجنداتها السياسية ولا داعمة لمعاركها الانتخابية . تروم "ضمير" تشكيل وعي جماعي بأهمية إشاعة قيم المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان يتبلور في تيار مجتمعي ضاغط من أجل إرساء دعائم الدولة الديمقراطية وبناء المجتمع الحداثي . حركة ضمير تجعل من مهامها تعبئة الرأي العام الوطني من أجل الضغط على الحكومة حتى تحترم الأبعاد الإنسانية والحقوقية والاجتماعية في برامجها وتوجهاتها ، وتجعل مبادئ وقيم المواطنة هي مناط ومحور سياساتها العمومية . ومن أهدافها كذلك أن تنيط بالشعب مسئولية حماية مكتسباته وتخرجه من دائرة الوصاية إلى فسحة المبادرة . فقد كشفت التجارب الجديدة المنبثقة عن الحراك ، كشفت عن توجهات ونزعات مضادة لقيم الديمقراطية، ممهورة برغبة ملحة في استعادة مساوئ الماضي، وتكريس قيم الاستبداد والنكوص العقائدي والفكري والقيمي .فتجربة الحراك السياسي والمجتمعي جعلت المغرب تتهدده نزعتان خطيرتان : نزعة التسلط والاستبداد بمرجعيات مختلفة ،ما سيؤدي إلى الإجهاز على المكتسبات الحقوقية والسياسية وتهميش المجتمع والفاعلين السياسيين وتمركز القرار السياسي خارج المؤسسات المنتخبة ، أو نزعة الفوضى و"السيبة" التي تتهدد كيان الدولة والمجتمع . فالدولة تفقد هيبتها تدريجيا وحالة الفوضى نلمسها في الشارع العام الذي احتله الباعة المتجولون وأصحاب المقاهي والمحلات التجارية ، كما اتسع نطاق النهب والفساد والرشوة والإجرام، ولم يعد حضور الدولة يلمسه المواطن العادي الذي افتقد الإحساس بالأمن والأمان . كل هذا يستوجب وقفة مع النفس ومع الضمير لنسائل أنفسنا إلى أين نسير بهذا البلد ؟ وكيف يمكن إنقاذه ؟ وما هي مداخل الإنقاذ ؟ والنماذج الماثلة أمامنا والتي تعد مختبرا لنا في المغرب مثل حالة مصر وليبيا وتونس ، تستدعينا لنغير أنفسنا ونوقظ ضمائرنا لنمكّن المغرب من تجاوز هذا "الصراط" كما يتصوره الفقهاء وعامة المؤمنين ، والذي تحف به المهالك : الاستبداد على اليمين والسيبة على اليسار . من هنا ، تستحضر حركة ضمير مسئوليتها تجاه الشعب والوطن لتكون بوْصلة تهدي للتي هي أفيد للشعب وأزكى للوطن . فالتغيير والإصلاح الحقيقيين هما النابعان من إرادة الشعب ووعيه ، فالله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . وأولى مداخل تغيير ما بالنفس هو اكتساب وعي حقيقي يجعل الشعب سيد نفسه فيتحرر من كل أشكال الوصاية . من هنا تحرص حركة ضمير على أن يسترد الشعب حريته وكرامته ويمارسهما عبر الآليات الديمقراطية دون أن تتحول صناديق الاقتراع إلى تفويض مطلق أو توقيع على بياض يسمح للفائز بالصدارة أن يشرّع نيابة عن الشعب وفي غفلة منه . فالديمقراطية هي قيم ومبادئ وليست مجرد صناديق الاقتراع تشرعن دكتاتورية الأغلبية ؛ لهذا لا تتطلع الحركة إلى الحصول أو الاستحواذ على المكاسب والمناصب ، ولا تَعِد بهما ، كما لا تجعل من مهامها وأساليبها التغيير من خارج النظام اقتناعا منها بسلاسة التغييرات التي عرفها المغرب منذ نهاية التسعينيات من القرن العشرين والتي كرسها دستور 2011 الذي يظل أرقى وثيقة دستورية أفرزها ما بات يعرف بالربيع العربي الذي لا زالت الأنظمة السياسية التي حملها إلى السلطة تناور لفتح منافذ شتى لشرعنة الاستبداد . ومن منطلق استحضار المآسي التي تعيشها شعوب "الربيع العربي" بفعل غياب الوعي السياسي لدى عموم مواطنيها وتشرذم قواها الحية واستقالة مثقفيها ، فإن حركة "ضمير" تأخذ على عاتقها دعم المشروع المجتمعي الحداثي والعمل على خلق وعي جمعي بأهميته كأفق سياسي يحرر طاقات الشعب ويفجر إبداعاته ويصون كرامته ويضمن حقوقه .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخصوصية إلغاء لكونية حقوق الإنسان.
- مانديلا المسلم الحقيقي .
- العنف ضد النساء تشرعنه الثقافة والفتاوى والأعراف .
- حصر مشكلة التعليم في اللغة تعميق للأزمة .
- -الربيع العربي- يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب .
- الإسلاميون والحكم : تعددت المداخل والحصيلة واحدة .
- يوم أبكتني صرخة الفنانة لطيفة أحرار
- هل ستتغير الممارسة السياسية وتدبير الشأن العام بعد خطاب المل ...
- تحريم الحب وتجريم التعبير عنه .
- -أنتم رجال أشرار-
- هل جماعة العدل والإحسان معنية بإنجاح الإصلاح في المغرب ؟
- هل يفيد أوربا تشددها القانوني لمواجهة التشدد الديني ؟
- التطرف الوجه الآخر لأزمة التعليم في المغرب وتونس.
- مطلب الملكية البرلمانية في المغرب لم تكتمل شروطه بعد.
- المصالح العليا للمغرب تستوجب إسقاط الحكومة .
- تداعيات العفو الملكي على مغتصب الأطفال
- بلدان الربيع العربي والفوضى المدمرة.
- إلى روح فقيد التنوير العفيف الأخضر
- حسن الكتاني السلفي الذي يمس بثوابت الشعب المغربي .
- الشرعية الثورية أصل كل الشرعيات .


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - لماذا حركة -ضمير- ؟