أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علي الزبيدي - استغاثه من بلاد الواق واق















المزيد.....

استغاثه من بلاد الواق واق


حسين علي الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 23:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ا
آلة الزمن , واحده من شطحات الخيال الخلاق الذي ان لم يثمر فيها فقد اثمر في سواها مرات عديده لتكون مع المدفع العملاق الذي يطال مقذوفه القمر اللبنات الاساسيه في نشوء حقل الخيال العلمي الذي يستند في اندفاعه وتطاوله الى الاسس العلميه وما يمكن ان تبلغه في تطوراتها المستقبليه , وليس الخيال العابث وان فلح في صنع تر اكمات مستقبليه الا انها لن تكون قريبه من الحقيقه با ي مسافه...!
هذا في مقايس الفكر والعلم في العقول الراجحه التي انضجتها الثقافة والمعرفه, اما هنا في فضآت البحر المظلم فان الامر مختلف تماما فالزمن الدائري الذي تلتقي موخرته بمقدمته لا يترك مجالا لاحد ان يفكر بالاختراع او يحلم باله تنقله الى الى الحاضر حيث العوالم المتقدمه والحياة العصريه المغايره لفكرنا وسلوكنا في كل شيء .
ان امتدادات البحر المظلم في هذا الركن من بلاد الواق واق لا تسمح لان يمر او يحلق فيها غير الطيور الكئيبه السوداء التي اضحت نقاط داله وشواخص ضاهره لايتردد من يبصرها في ان يشير باصابعه.... انها بلاد ..(....) ...! فكل شيء فيها بالمقلوب فالزمان لا ينطلق الى الامام بل يتدحرج الى الخلف , فا فكار الماضي ومقايس الماضي وتطلعاته هي المرجعيات التي يجب ان تتمحور حولها الحياة , لتمثل النبع ولاصالة والتراث , هكذا هو الحال في بلاد ...( .....)
ويمكن ان نتلمس تمظهراته بجلاء اينما سرح بنا البصر سواء في المدن الكبيره او القرى البعيدة المنزويه , اما هنا في اجواء هذا الحي الذي لا يبتعد كثيرا عن مركز العاصمه , حيث نرى معالم ومضاهر ليست غريبة او جديده على اهله واهل البلاد فهي تتكرر بنسخة معاده لها تفاصيلها المحفوظة عن ظهر قلب .
انها اول فلم رعب تتفتح عليه مدارك الاطفال وتبقى ملامح سفاحيه ومجرموه ماثلة في مخيلاتهم ما بقوا احياء , فذلك السفاح الابرص وذاك الاعور المسعور وسواهم من رموز الرعب وشواخصه تزحف عبر المحاكات في ممارسات اختراق الزمن او التوحد معه بالعودة الى قرون تلت الهجره , فالسواد يملاء الاركان و الرايات الخضراء او الحمراء والسوداء وباقي الالوان قد ارتفعت في كل مكان وغصت الجدران والحيطان بالصور المتخيله للرؤس المقطوعة والهامات التي تخر دما , اما رويه الشفرات القاطعه من حراب وسيوف ورماح وسهام فلم تعد تقتصر على الصور فحسب فهي من بعض ما يحمله من سيشتركون في اعادة تمثيل الواقعه اوسيشاركون في جانب من طقوسها المتعددة الجوانب , ان المدينة تهرب وتبارحها امارات العصر لتلوح لابصار الحاضرين ملامح لزمن يجهله التاريخ لانه ليس زمن حقيقيا بل جانب متخيل من حقبة زمنيه اعيد اختراعها وتغليفها بزخارف ضاعت هويات مبتدعيها فبقيت ثقلا نوعيا يدمغ الحاضر حين يففز اليه ويترعه بآيحآت وانعكاسات موثره , صممت لتكون بديلا للحقيقه اي تصنع نمط مضهريا يلغي المحتوى ويجعل كل مضامين القضية واساسياتها تنصهر وتضيع خلفه.! .
كل ما يبدوا جليا وبقوه للعيان هي مضاهر الحزن والتفجع و المواساة اما جوهر القضيه وما الت اليه وكيف استعذب ابطالها الموت وفضلوا باطن الارض على ضاهرها ان كان مسكونا با الجوروالضلم والفجور, لقد جسدوا ارادة التغير التي لا تقهر وانما تتحول بالشهادة الى ثورة للفكر او فكرا للثوره , وهو امر لا علاقة له على الاطلاق بما يجري هنا او ما ياتيه من يدعون الحب والمولات لهم , ان طقوس البكاء واللطم وايذاء النفس قد رصت وبتزاحم يتعمد اسقاط النبض المتمردعلى الضلم والضالمين فكل مفردة في قاموس وجودنا الراهن تعج ونصرخ بالضلم والجور فلم لا نثور ان كنا نعشق الثوار , ولم لا نضحي وننطلق في طريق الحق مرفوعين الرؤس بدلا من التفجع والجزع على من ساروا فيه , يبدو ان تسولات كهذه هي خارج السياقات المعمول بها والمخصصه لاطلاق حزمه من التشابكات الانفعاليه لصناعة التاثير وحيد الجانب في محاكات العنف المفرط باغلض معانيه واشدها قسوه حيت تمضي الفصول وتتدرج في انثيالات قاسيه تمرح في مساحات واسعه من بلاد لا يشكل العنف فيها ملمح ضئيلا او طارئ بل هو اخطبوطا متعدد الاذرع يحيط بالمدن والقصبات ليشكل واقعا ضخما هائل الاتساع في اصدائه وتاثيراته تشخص نحوه العيون , وتنشد اليه الابصار من كل ارجاء المعمورة , فنحن نغرق في لجة من العنف الدموي المريع بما يرتقى الى مصاف الابادة الجماعية والقتل المنظم بطرق ووسائل وحشية بربريه لا ترتبط بفكر او ممارسات اعتى السفاحين في العالم انما هي من نتاج ذات المرجعيات في اتجاهاتها المعاكسه , فمحاكات العنف وتقليده في مسرح هو مخضب بالدماء اساسا اتجاه غريب وامر يظع امام الناضرين اكثر من علامة استفهام ...!
ان ضرورات الامن وتقنين روافد الدم التي ينشدها بحر الارهاب الاخذ بالاتساع في هذه الربوع قد فرض على على الفائمين بصناعة فلم الرعب ان يحصروا الجانب المهم من فعلياتهم في حيز محدود – شارع واحد من الحي – على ان الحي كله تعمه المضاهر ذاتها .
هنا هي ها الشارع تشتعل المشاهد في طقوس الرعب التي تبدا بتغليف واجهاته بالسواد والرايات والصور وتاخذ اجهزت الزعيق الكهربائي بارسال فيوضات تبقر الاسماع , والغريب في الامر ان لا احد يقنع بما يرسله سواه ويكون من الصاغين له ,الكل يريد ان يكون له ارساله الخاص , الكل يريدان يكون مسموعا ...! هذا قبل اسابيع من حلول الشهر, الموعد الذي تتفجر عطاياه افواها تزدحم با لصراخ وكواهل تضرب باسلاسل الحديديه وصدور نوسم باللطم في مشاهد متلاحقه تصل ذروتها في صباح اليوم العاشر حيث تنطلق مع خيوط الضياء مجاميع المكفنين وهم يمتشقون الحراب والسكاكين والسيوف وعلى دوي الطبول تضرب الهامات ويتخضب الكفن الابيض بالدماء في هستريا مرعبه لم تقع العين على نضير لها في اشد الافلام رعبا ....!
ولكي تحقق هذه الممارسات ذروتها في التأثير لا بد من توفير الامان للقائمين بها او المتعاطفين معهم والمشجعين لهم وهذا مناط بالقوات الامنيه ورجال الشرطه الذبن تقع على عاتقهم حماية الجميع , كما وان المحلة تزخر بالسراديق المنتشره بمحاذات الشوارع ,وهي تستقطب متطوعين يقدمون الخدمة للناس من مأكل ومشرب على مدار اليوم , مما يخلق تحشدات اضافيه وهي مستهدفه ويمكن ان تنسف او تفجر في اي لحضه مما يثقل الجهد الامني بتحسبات وتحوطات اخرى .
ان مثل هذه الاجواء المشوشة القلقه بكل ارهاصاتها ومخاوفها لابد وان تنعكس على حريه المواطن وتضغطها الى درجات متدنيه او تلغيها اذا لزم الامر وهي الحالة الاكثر شيوعا على الدوام وكثيرا ما تودي الى قطع ارزاق جموع غفير من ابناء الحى وتعطيل اي نشاط اقتصادي للمحال التجاريه في ذلك الشارع والسوق القريبة منه وكذلك الدكاكين في رؤس المداخل الجانبيه المفضيه اليه . ويتطلب الامركذلك ايقاف وتعطيل حركة العربات والدرجات الناريه من السير والمرور بهذه الاماكن مما يخلق حالة واسعة من السخط يتم التكتم عليها على مضض .
ان ما يجري هنا هو صورة مصغره عن حالة شامله تلف كل مدن ونواحي وقصبات البلاد , مما يمثل كارثة انسانية واقتصاديه لو دخلنا في جزئياتها وتفاصيلها الدقيقه لطال بنا الامر , وهي تبتلع مساحة زمنيه تربو على الشهرين , وان كانت العشرة الايام الاولى هي الذروة فيها وقد تشابكت كل الجهود لتصوغ ملحمة يراد لها ان تكون بديلا عن ملحمة اخرى لا بد وان تصنعها تضحيات الثوار ودمائهم الزكيه لو تم استلهامها بشكل حقيقي وفهم صحيح وتلك ليس بمعضلة او قضية عسيره لوكانت الروس الموجهه للجموع تريد ذلك او تسعى اليه .
ان النساء تشارك الرجال في مواكبهم فهن يسرن في الموخره ويشكلن الذيل الجميل الذي تتطلع اليه عيون الجمهور على جانبي الشارع ومن المئلوف تماما ان يرسلن الالحاض لتتشابك النضرات التي تشي بالدواخل وتفضح الزمان حين توشر واقعا لاعلاقة له بكل ما تحيط به الجموع انفسها من مضاهر وادعآت .....!
ان هناك شك كبير في ان ما تفعله هذه الحشود هو الصحيح والطبيعي , او الحصيله المنطقيه لتعاطف مع المضحين والشهداء , ان فعالية بهذا الحجم الواسع الشامل لجوانب متعددة موثره , سيمثل ثوره وانتضاضة جباره على كل عوامل الضعف والفساد الذان يسحقان بقوه معظم موسسات الدوله العراقيه مما يجعل الحاجة ملحة وماسه تماما الى من يخترع لنا اله الزمن او اي الة اخرى تحت اي مسمى اخر يعيدنا للواقع ويجعل اهتمامنا وتركيزنا ينصب في معالجة مشاكل وماسي يومنا وليس احداث حصلت قبل الف ونصف من الزمان ...!ّ



#حسين_علي_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى وزارة الكذب ......مع التحيه
- غزوان...........( والكنه )
- كوكتيل .......الالم
- الوطن الازمه ج8
- هذا الرجل .... اعجبني صعوده...!
- الساخرون
- الوطن الازمه .......ج7
- الوطن الازمه.....ج6
- الوطن الازمه.....ج5
- الوطن الازمه.......ج4
- الوطن الازمه .......ج3
- الدين ...واتلوطن


المزيد.....




- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات
- دراسة: السود والمسلمون والآسيويون أكثر عرضة للفقر في ألمانيا ...
- بوتين.. البدايات والموقف من الإسلام والقضية الفلسطينية
- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علي الزبيدي - استغاثه من بلاد الواق واق