أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - سلام الى روح المناضل نيلسون مانديلا














المزيد.....

سلام الى روح المناضل نيلسون مانديلا


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 20:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



" الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم والشجاع يموت مرة واحدة"
فقدت الانسانية البارحة أحد رموزها الكبيرة التي ناهضت التمييز العنصري وانتصرت لحقوق الأقليات في العالم وهو المناضل الأممي الجنوب الافريقي نيلسون مانديلا الذي كرس حياته لمقاومة الظلم والاستبعاد والغبن التي عانت منه الأغلبية السوداء من طرف الأقلية البيضاء.
لقد آمن مانديلا بأهمية الفعل السياسي وقدرة الاجتماع البشري على التغيير وأهمية امتلاك الوعي السياسي النقدي ودور الضغط الشعبي والاحتجاج الجماعي في اسقاط السلطات الاستبدادية وتفكيك الذهنيات القمعية ورفض الانطواء على الذات والتبرير ومهادنة الأنظمة الحاكمة والاكتفاء بالتمني والمطالبة والأحلام والمحافظة على الحياة الثكن وآمن بافتكاك حق الحرية بواسطة العصيان المدني والكفاح السياسي وتبني الايديولوجيا الثورية والاعتصام بالقيم التقدمية.
لقد اشتهر مانديلا ببقائه في السجن العنصري لمدة طويلة قاربت ثلاثة عقود وتمسكه بالمبدأ واصراره الكبير على ازاحة الأفكار المتعصبة والممارسات الظالمة من الوجود الاجتماعي وكان مثالا ساطعا للشخص البطل القادر على الصبر عند المحن وعدم تقديم التنازلات المذلة في سبيل مصلحته الشخصية وتحلى بشجاعة الوجود والاخلاص لوطنه والوفاء لشعبه في تجربته النضالية ويقظته الشبابية لصناعة الانعتاق السياسي والتحرر الطبقي من نير الاستعمار والتبعية للغرب.
لقد كان نصير المظلومين في العالم وداعية لحقوق الانسان وقبلة المضطهدين وصديق المناضلين والأنظمة الثورية وحركات التحرر الوطني ووقف الى جانب الملونين وطالب بتغيير الصورة السلبية التي تتعامل بها الأعراق الأخرى معهم ونظر لوجاهة التنوع والتعدد والاختلاف ونجح في ترسيخ ثقافة ديمقراطية مبنية على قيم التسامح واللاتعصب واللاتمركز والتعايش والمساواة.
من محاسن مانديلا ومزاياه أنه مضى دون تردد في طريق التحرر الوطني لشعبه الى ما لا نهاية وقاد ثورة اجتماعية مفعمة بالشموخ الافريقي وأدوات مشروعة وأيادي نقية وحقق مراده العادل.
بعد ذلك تنازل عن الحكم لمن هو أقدر منه ووفى بوعده ووفق بين النظرية والممارسة وربط بين القول والفكر والفعل ووضع حدا لنموذج الحكم المؤبد والزعيم الذي لا يرحل عن اللسلطة الا كرها . كما عالج العلاقة بين النظام السياسي العنصري الذي نكل به في القديم والنظام السياسي الشعبي الذي أسسه على اساس العدالة المنصفة وذلك بإتباع عملية المجاهرة بالحقائق والاعتراف بالذنوب والأخطاء في المقابل التنازل عن التتبع والصفح والمصالحة والتخلي عن عقلية الانتقام والثأر. لقد تحولت تجربة الكفاح الوطني التي قادها المناضل نيلسون مانديلا الى نموذج تلهم الشعوب وتحفزها الى أهمية الارادة الشعبية في تحقيق المطالب السياسية ودور الثقافة المدنية والايمان بحقوق الانسان في تفكيك قلاع الاستبداد وأبان عن افلاس النظريات العنصرية وفضح أبعادها الظاهرية التجميلية وكشف عن جوهرها الفاسد وحقدها الدفين على الانسانية وترويجها لفكر مظلم وفعل جبان وأظهر نتائجها الكارثية على الصداقة بين الشعوب والحوار بين الثقافات.
لقد آمن الزعيم الراحل بدور التربية والتعليم في بناء مجتمع متعدد ومتماسك وخال من الاقصاء والتهميش وجعل من الثقافة الافريقية المرجع الأول في تنشيط الحياة السياسية وأعطى دورا كبيرا لقيام تحالف الجنوب مع الجنوب ضد العولمة المتوحشة وحلم بعالم متعدد الأقطاب يتسع للجميع وتجد فيه كل الدول والمعتقدات والخصوصيات الحرية للتعبير عن نفسها وبناء الهوية الانسانية. لكن عودة العنصرية في أصقاع الأرض في سلوك الأفراد وسياسات الأنظمة وتحيين الداروينية الاجتماعية بعد طول سبات هو ما يثير القلق ويدعونا للاعتبار بما صنعه المكافح نيلسون مانديلا من أجل قهرها ومقاومتها. فمتى يستيقظ البشر على كوكب خال من العنصرية؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد فؤاد نجم وملحمة الشاعر الثائر
- نظرة الذات ومرآة الغير
- اكتشاف الكوناتوس والإقرار بوحدة الوجود عند باروخ سبينوزا
- استراتجية التكوين في اليوم العالمي للفلسفة
- في ذكرى ترجل جيل دولوز ورغبته في الترحل الدائم
- مستقبل القوى الثورية في ظل الارتدادات
- أدوات التفكير وعمليات الاستدلال
- متى نكون ديمقراطيين بالفعل؟
- العنف السياسي وأولوية السلم الأهلي
- طرق مقاومة الارهاب
- علم السياسة والمعطى الديني عند حنة أرندت
- اشتباك المثقف بالسلطة عند إدوارد سعيد
- الآليات الدفاعية ضد الهدر الإنساني
- ثورية السياسة الحيوية عند ميشيل فوكو
- توجيهات البيوإتيقا للانسان المعاصر
- العفيف الأخضر ...نهاية تراجيدية في زمن الربيع العربي
- العدل والمساواة والإنصاف
- الفلسفة اليوم : حوار مع زهير الخويلدي
- أفكار فلسفية حول مشروع الدستور
- نظرية الهابيتوس والرأسمال الرمزي عند بيير بورديو


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زهير الخويلدي - سلام الى روح المناضل نيلسون مانديلا