أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد فكري - مريم














المزيد.....

مريم


عبد الصمد فكري

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 13:09
المحور: الادب والفن
    


هي البكر الوحيد في أسرتها، والعاشرة... بعد أن كانت أمها قد فقدت عشرة أبناء أثناء لحظة الولادة،
هي فتاة جميلة فاتنة غاية في الروعة والسحر، متعلمة وتدرس... في ربيعها العشرين.
عند سيرها تلفت أنظار المارين، لا يستطيع أحد كبح أعينه من محاولة التحديق إليها، بشعرها الطويل الأشقر المرصوص على كتفيها، بساقيها الرشيقتين، تسير وكأن الأرض تنبث زهرا وحدائق خلفها، بصدرها الممتلئ حبا وعشقا ومرحا ومودة.
تعرفت على شاب في السابعة والعشرين من عمره، فسحرها جماله وطوله وطريقة كلامه المعسول، فكان أول حب في حياتها، وبعد سنة من التعارف، طلب يدها، فلم تتردد مريم صافية الذهن والقلب الممتلئ بالحب، وكلامها الذي يشبه صوت غرير المياه العذبة، لا يمل المرء من سماعه ولا يتعب من النظر إليه، فمجرد التحديق بها يشعرك وكأنك موجود بالجنة مع ملاك طاهر وبريئ كمريم.
ذهب الشاب إلى منزل مريم، ومن شدة فرحة الأبوين، عانقاه وحملاه أعلى درجات المحبة، واعتبراه ابنا ثانيا لهما، فكان الشاب يود السفر خارج البلاد لكي يعمل ويساعد نفسه، ودون تردد من مريم وقفت إلى جانبه بعد أن أقنعها أنه سيرسل ليحضرها معه بعد ذلك... فاشترت له كل لوازم السفر من ملابس و حاجيات إلى تذكرة الطائرة، فأصر أن يتم الخطوبة قبل المغادرة.
بعد مضي أسبوعين، عاد الشاب من السفر مضجرا ثقيل الهم، لم يقدر على السفر (أو على فراق مريم) ورغم ذلك لم تتخلى عنه، فأعطته سيارتها ووكلت أباها لكي يبحث له عن عمل.
فكان كل عمل يلجأ له لا يستقر به لأسبوع، فحتى المنزل الذي كانا يمكثان به كانت أم مريم تدفع أجرته، فبدأ يغيب عن زوجته لشهر.. لشهرين.. فعادت مريم لبيت أبويها، واتصلت به مرارا وتكرارا لتسأله عن سبب غيابه عنها.
وفي إحدى الأيام جاءت إحدى صديقات مريم، فأخبرتها أن زوجها يخونها مع زميلاتها سابقا في الدراسة بعد أن كانت قد اكتشفت في سيارتها لوازم صديقاتها، وصورا لإحداهن معه في هاتفه، فواجهته.. وإعتدر.. وسامحته.
بعد شهر من الخيانة المرة والقاسية، لم يزرها ولم يسأل عن أحوالها وهي التي عانت الأمرين من مضاجعته لزميلاتها وعدم تحمله للمسؤولية، أصبحت من عداد الأموات، لا تخرج من المنزل، لا ترى صديقاتها، لا تعيش حياة الشباب، لتصبح كالمرأة العجوز تجلس في ركن تنتظر..
فاتصلت به، وطلبت منه القدوم، ليضعوا حلا (ويا ليته حدا) لحياتيهما، فأخبرها أن أمه أرغمته على عدم زيارة مريم وأسرتها، فذهب الملاك الطاهر مريم ليستقصي عن السبب، لتستقبلها بنظرة حادة تنقص من مكانتها وترفض الحديث إليها.
بعد ذلك أخبرها الزوج (عار عليه هذه الكلمة) الماكر المخادع الضعيف القاسي الخبيث المنحط اليائس.. (ويا ليتني لم أنتهي من سبه وشتمه) أنه لم يكن يحبها، وأنه غلط غلطة حياته بالإرتباط بها.
تعبت مريم.. وتعب أبويها معها، كيف لا وهي في الثانية والعشرين من عمرها، ستصبح مطلقة.. وهمها، ماذا سيقول الناس عني : ربما وجدها غير عذراء.. هي لم تستطع الحفاظ على بيت الزوجية.. لا تصلح أن تكون زوجة فهي وحيدة والديها ومدللة أكثر من اللزوم، لذلك الزوج طلقها..
كيف ستصبح مريم الطاهرة البريئة الوسيمة والإنسانة بعد طلاقها، كيف ستعيش؟ وبأي وجه ستعيش. يا ليتني كنت قابلتك قبلا، فلن أسمح لدمعة واحدة من النزول من عينيك، سأحملك فوق قلبي وأطير بكي أعلى درجات السعادة، ولن تعرفي معنًا للهم والحزن.. لكن الحياة الأن مازالت أمامك، آمِنِي بشيء واحد هو : تبا لكل من لا يعرف قيمتي ولا يحترمني ولا يقدرني، فالحياة تعاش مرة واحدة في العمر وليس هنالك من شيء يمنعك من البحث من جديد، ويستحق منك الانتهاء.
هذا حال مريم، وأين المفر
10:55...2013/02/26
عبد الصمد فكري
المغرب - الدار البيضاء



#عبد_الصمد_فكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عثرت محارب
- حرر عقلك وفكر من جديد
- التِلمِيذ المَغرِبي المُهمَش فِي بَحثٍ عَن مَخرَج
- - إليك... يا جوهرتي -
- نسيم عطش حواء
- الجنس كموضوع في السوسيولوجيا (الجزء الثاني)
- حروب الأنا
- الجنس كموضوع في السوسيولوجيا (الجزء الأول)


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد فكري - مريم